تعرّف إلى أفضل تخصصات الصيدلة ومجالات عمل كلٍ منها

الصيدلة وعلم الدواء بشكل عام يتمتع بمكانةٍ خاصة في مجال الصحة، فالصيدلي الذي يعمل على صنع الدواء وتركيبه وضمان استخدام المواد الأمثل في مقاومة المرض هو حلقة الوصل في المشفى بين الطبيب الذي يشخص الحالة، والمريض الذي يتناول الدواء.

ولذلك فإن تخصّصات ومجالات الدراسة في الصيدلة متنوعة ومختلفة عن أي مجال آخر، طبقًا لأهمية الدور الذي يمثّله هذا التخصص في القطاع الطبي.

تتبّع معظم كليات الصيدلة حاليًا في العالم العربي نظام الساعات المعتمدة (Credit Hours System) بالإضافة إلى نظام الفارم دي الذي يؤهّلك للحصول على شهادة دكتور في الصيدلة (pharm.D)، وهو عبارة عن 5 سنوات دراسة بالإضافة إلى سنة امتياز واحدة لتدريب وتأهيل الطالب الصيدلي في أماكن تدريب مختلفة قبل الخروج لسوق العمل، وذلك التحاقًا بنظام الدراسة المتّبع في الخارج بدلاً من البكالوريوس العادي ذي الخمس سنوات والذي كان يتطلب الحصول على دبلومة فارم دي بعد الانتهاء من الدراسة للحصول على لقب “دكتور صيدلي”.

ينقسم تخصص الصيدلة في معظم الكليات إلى قسمين هما:

-الصيدلة العامة
-الصيدلة الإكلينيكية (السريرية)

ويشترك قسم الصيدلة السريرية في معظم التخصصات والمواد العلمية مع الصيدلة العامة بالإضافة لاحتوائه على تخصّصاتٍ أخرى أكثر تعلقًا بالعمل داخل المستشفيات والتّعامل مع المرضى إلى جانب الفريق الطّبي.

إن كل مرحلة من مراحل تصنيع الدواء في المصانع أو الشركات تخصصًا مختلف يقوم به الطبيب الصيدلي. يأتي في مقدمتها قسم (Research &development, R&D) الخاص بتطوير وتصنيع المادة الخام للدواء.

وتعد مصانع الأدوية هي الاختيار الأمثل للعمل بالنسبة للصيادلة في البلدان العربية، وذلك لتوفر فرص العمل الجيدة في جهات عالمية ومحلية برواتب عالية بالنسبة لباقي التخصصات، كما أن العمل في مجال الأبحاث بالنسبة للصيدلي يمنحه مساحةً كبيرة لاستغلال وتطوير خبراته ومهاراته العلمية من خلال البحث والاستقصاء وإجراء التجارب العملية، التي تحظى بمتعةٍ خاصة لدى العلماء.

وهذا التخصص لا يتمثّل فقط في تصميم الشكل الجزيئي الأمثل لذرات الدواء، بل يقوم الطبيب الصيدلي باستهداف العضو أو النسيج المصاب ومن ثمَ إيجاد تركيب الدواء المتماثل مع مستقبلات ذلك النسيج بواسطة تصميمات ونماذج إلكترونية وإكلينيكية.

وعند التأكد من صحة هذه النماذج نظريًا، يتمّ إجراء التّجارب المبنية عليها لتحديد إذا ما كانت تصلح إكلينيكيًا أو لا. ومثل هذه العمليات تطلّب حساباتٍ دقيقة وخبرةً خاصة بعلم الكيمياء الحيوية (Biochemistry) وحركية الدواء (Pharmacokinetics).

يتبع هذا التخصص قسم الكيمياء التحليلية – Instrumental method of analysis، ويكون دور الصيدلي هنا في المراحل الأخيرة من التصنيع، بعد وضع المواصفات الأخيرة للدواء. ويتمثل في اختبار فعالية الدواء (Bioavailability) واجراء اختبارات الجودة المختلفة لقياس مدى تأثير عوامل الرطوبة والبيئة على المادة الفعالة، وتحديد تاريخ الصلاحية والانتهاء وطريقة التخزين المثلى للدواء من خلال إجراء اختبارات stability تحت ظروفٍ خاصة.

ربما تكون هذه المرة الأولى التي تسمع فيها عن ذلك التخصص في مجال الصيدلة، حيث نشأت الصيدلة النووية في أوائل السبعينات بواسطة لجنة التخصصات الصيدلية Board of Pharmacy Specialties(BPS).

والهدف الأساسي من اعتماد ذلك التخصص هو استخدام المواد المشعة الآمنة في صنع الأدوات والآلات الخاصة بمساعدة الأطباء على تشخيص الأمراض.

كما يتضمن التخصص تحديد جودة المواد النووية المستخدمة وإجراء التجارب على المواد الكيميائية المشعّة لاستخلاص العناصر التي تحمل صفاتٍ علاجية لمرضٍ معيّن كمرض السرطان ومن ثم تطويرها وجعلها مناسبة للاستخدام الطبي.

يعد هذا التخصص من أعلى تخصصات الصيدلة أجرًا حيث يبلغ متوسط راتب العاملين فيه بالولاية المتحدة الأمريكية حوالي $98,000 سنويًا.

تعدّ مستشفى 57357 في مصر من أوائل المؤسسات في العالم العربي التي تطبق قسم الصيدلة النووية داخل أبوابها وتدعم أبحاثه، ومن ثمّ تتابعت مؤسسات أخرى في الالتحاق بها. كما ينظم الدكتور/ وائل علي عضو لجنة التخصصات الصيدلية (FIB) دورة خاصة في مجال عمل الصيدلة النووية يمكنك الاطلاع عليها من هنا.

علم السموم الجنائي أو الشرعي هو أحد أفضل تخصصات الصيدلة التي لا يُلقى عليها الضوء كثيرًا بالرغم من أهميته في إسداء الأحكام في القضايا الجنائية والاستدلال على مرتكبي الجرائم.

تنقسم الصيدلة الجنائية إلى 3 أقسام رئيسة:

علم السموم الجنائي لمرحلة ما بعد الوفاة (Postmortem Forensic Toxicology)، وفيه يعمل الصيدلي جنبًا إلى جنب مع الطبيب الشرعي في المعامل والمختبرات الجنائية الحكومية لتحديد مدى ارتباط السموم أو الكحول أو المخدرات بسبب الوفاة، وذلك عند التحقيق في قضايا القتل والانتحار أو الوفيات الغامضة.

علم السموم في الأداء البشري (Human Performance toxicology)، ويسمى أيضًا psychomotor performance وهو مجال يختص بدراسة تأثير مختلف السموم والأدوية على أداء وسلوك الإنسان. وفيه يقوم الصيدلي باجراء اختبارات القيادة تحت تأثير الكحول وكشف تعاطي المخدر وغيرها من الأفعال التي تتضمن مخالفاتٍ قانونية، من خلال تحليل الدم والسوائل وأخذ الخزعات من أنسجة الجسم المختلفة.

مجال تحليل السموم (forensic drug testing) يتضمّن بشكلٍ عام علاج مشاكل الإدمان على العقاقير الطبية أو تعاطي المخدرات بأنواعها، وما تتسبّب فيه من مشاكل اجتماعية وقضايا جنائية يُلجأ فيها إلى الطبيب الصيدلي لتحديد نوع المخدر والجرعة الكافية للوصول إلى مرحلة الإدمان وغيرها من الاجراءات القانونية.

بالإضافة إلى تحديد أفضل طريقة يمكن التعامل بها مع المريض حتى يصل إلى مرحلة الشفاء. كما يعمل الصيادلة في لجان الرقابة التابعة للمؤسسات الرياضية للكشف عن تعاطي المنشطات أو الكحول بين أعضاء الفرق الرياضية.

أحد أفضل تخصصات الصيدلة الإكلينيكية المعترف بها من قبل لجنة التخصصات الصيدلية الأمريكية (BPS)، ويتواجد عاملو هذا التخصص في جميع المستشفيات التي تشمل تخصص الصيدلة الإكلينيكة لتوفير الغذاء للمرضى غير القادرين على تناول الطعام عن طريق الفم، كمرضى الحالات الحرجة في قسم العناية المركزة أو مرضى السرطان، أمراض الجهاز الهضمي وحالات ما بعد الجراحة.

والطلب على هذا التخصص في المستشفيات العربية قبل العالمية كبيرٌ جدًا لقلّة رواده ولانعدام المعرفة الكافية عنه في الأوساط الطبية مع حاجة المستشفيات المستمرة له.

يمكنك أن تحصل على شهادة معترفٍ بها دوليًا في صيدلة التغذية العلاجية بعد اجتياز اختبارات لجنة (BPS)، وهي تعقد كل عام مرتين، وهناك العديد من الدورات المنظمة من قبل مؤسسات ومعاهد علمية التي تؤهّلك لاجتياز اختبارات اللجنة مثل مؤسسة Academix for Educational Services‎‏.

صيدلة العمليات الجراحية أو صيدلة الجراحة Surgery Pharmacy هو تخصص جديد ينضم لتخصصات الصيدلة الإكلينيكة في المستشفيات.

وفيه يكون الصيدلي مسؤولًا عن توفير جميع المعلومات اللازمة لإجراء العملية الجراحية للمريض، ويتضمن ذلك:

صيدلة الأورام من أهم تخصصات الصيدلة الإكلينيكية ويرجع ذلك إلى أنّ الأدوية الكيماوية المستخدمة في علاج السرطان شديدة السمية وتحتاج إلى دقةٍ عالية وخبرة الصيدلي في تحضير الجُرعات.

كما يقوم الدكتور الصيدلي بمراقبة جميع الأدوية المسجلة للمريض -وأهمها المضادات الحيوية- لمنع التفاعلات الخطيرة مع العلاج الكيميائي أو العلاجات النووية والإشعاعية.

دور الصيادلة في المستشفيات لا غنى عنه وبالأخص في قسم الطوارئ حيث يتعامل فيها الطبيب الصيدلي مع حالاتٍ حرجة تتطلّب أحيانًا طرقًا مختلفة لتناول المريض للدواء تتناسب مع حالته الصحية وفي نفس الوقت تحقق المفعول المطلوب. والصيدلي في قسم الطوارئ يشرف على جرعات الدواء المحددة من قبل الطبيب ويدير مركز الاستعلام الدوائي (Drug Information Center) الخاص بالمشفى والذي يقوم بإسداء النصائح للطبيب حول طرق العلاج الدوائية المختلفة.

وهناك أيضًا تخصصات أخرى للصيدلة الإكلينيكية مثل:

إن لم تكن خريج قسم الصيدلة الإكلينيكة في جامعتك أو لم يتوفر ذلك القسم في كليتك، وتريد العمل في مجالات الصيدلة السريرية فيمكنك أن تحصل على دبلومة الصيدلة الإكلينيكة (Clinical pharmacy Diploma) ذات العام الواحد من جامعتك أو إحدى الجامعات الأخرى.

ومتوسط تكلفتها في الجامعات العربية حوالي $600 بينما متوسط تكلفة دبلومة دكتور صيدلي إكلينيكي (Pharm D Clinical Pharmacy) حوالي $1,500 تدرّس على مدار أربع فصول دراسية.