رُفض طلبك لمنحة دراسية ولم تعرف لماذا؟ إليك السبب وأهم النصائح ليقبلوك في المرة القادمة
ستسمع خلال حياتك الكثير من العبارات مثل: “نعتذر منك”، “حاول في العام المقبل”، “لقد رُفض طلبك” وإن كنت قد سمعت إحدى هذه الجمل منذ وقتٍ قريب بعد أن قدمت طلباً للحصول على منحة دراسية ولم تعرف سبب الرفض وتشعر بالإحباط، فأنت في المكان المناسب؛ لأننا سنبدأ مقالنا بالحديث عن أسباب رفض طلبك للحصول على منحة دراسية، ثم سنعلّمك كيف تتجاوز الأمر لتنطلق بعدها في محاولتك التالية لتكون مكللةً بالنجاح، لكن قبل أن نبدأ اسمح لي أن أكرر على مسامعك عبارةً لربما تكون قد مللت منها وهي: “الرفض لا يعني الفشل”، ما عليك فعله الآن هو اعتبار ذلك الرفض تحدٍ أمامك والإقبال عليه محاولاً الفوز به. نأمل أن يُسلّحك هذا المقال ببعض النصائح المفيدة والأمل الجميل وأن يقدّم لك دافعاً لتجرّب من جديد.
أسباب رفض طلب المنحة الدراسية
لم تكن لديك المؤهلات اللازمة لتقبل في المنحة
ربما لم تنتبه لإحدى شروط المنحة الدراسية أو تجاهلتها ظناً منك بأنهم لن ينتبهوا لها، لكنهم دائماً يفعلون ذلك. من المهم أيضاً أن تراعي كون المنح تغيّر متطلباتها من عامٍ لآخر، إن كنت قد حضرّت أوراق المنحة في العام السابق دون أن تنتبه لما تغيّر في الشروط والمتطلبات لهذا العام، فهناك احتمالٌ كبيرٌ أن يكون ذلك سبب رفض طلبك للحصول على المنحة.
سوّفت كثيراً وتركت الأمر لآخر لحظة
لماذا يعتبر التأخر في تقديم الأوراق حتى اللحظة الأخيرة سيئاً؟ ناهيك عن إمكانية تفويت موعد التقديم على المنحة الدراسية في حال انتظرت حتى اللحظة الأخيرة، لن تكون أوراقك على نفس المستوى الذي كانت لتكون عليه لو أخذت وقتك في التجهيز والكتابة وإعادة الكتابة ما قد يكون سبب الرفض.
لم تجب على جميع الأسئلة المطلوبة في طلب المنحة
ليست أوراق المنحة كورقة الامتحان التي تحوي 4 أسئلة إن أجبت عن 3 ستنجح؛ إن تجاهلت أي سؤالٍ هنا فسيعتبر الموظف الذي يدرس طلب المنحة أنك لا تمتلك ما يطلبه السؤال أو أنك لا تبالي بأمر المنحة الدراسية فلم تنتبه للسؤال أصلاً لأنك غير مبالٍ أو أنك لا تريد أن تعطيه جزءاً من وقتك فقابل طلبك بالرفض.
لم تكن مهاراتك في الكتابة والتواصل كافية
في كثيرٍ من الأحيان ربما كنت مستحقاً للمنحة، لكن نقطة ضعفك الأكبر كانت في التعبير عن نفسك وإيصال أفكارك والتواصل مع جمهورك؛ فلم تستطع أن تثبت أحقيتك بهذه المنحة الدراسية أو خلقت بسوء قدرتك على التعبير انطباعاً لم يفيك حقّك.
قد يصيبك طول المقال واستغراقها الكثير من الوقت بالملل، فتتجاهل ضرورة إعادة القراءة والتأكد مما كتبت، أو تستعجل بذلك فتقرؤها دون تركيز. استرح إن شئت وعد إليها لاحقاً، لكن لا ترسلها قبل أن تتحقّق منها بكلّ دقة، فعند أوّل خطأ كتابي أو قواعدي في أوراقك سيبدأ الشك في مساورة من يراجع أوراق منحتك ويشكك في استحقاقك لها غاضّاً النظر عن مهاراتك وإنجازاتك؛ إذ إنه سيفكر في نفسه “إن لم يكن هذا الشخص مهتماً كفايةً ليراجع أوراقه ويتأكد من عدم وجود أخطاء فهو ليس مهتماً فعلاً بالمنحة وهناك من هو أحق منه فيها”.
نشاطات خارج غرف الدراسة
في الحقيقة لا تبحث الجامعات الدراسية عن أشخاص متميزين أكاديمياً فحسب، بل ترغب في إيجاد أشخاص يستحقون فعلاً الأموال التي ستُقدّم لهم في المنحة الدراسية؛ فهم يريدون قادةً ونشطاء مجتمعيين وأشخاصاً مهتمين بالآخرين وبالبيئة وما شابه، فإن لم تُظهر لهم أنك تملك هذه الخصال سيكون ذلك سبب رفضهم لك، فما فائدة أن يستثمروا بك إن لم تكن تملك الحماس لرد الجميل لمجتمعك والتأثير في العالم.
أسباب تقنية
قد يتعلّق رفض طلبك بخطأ ارتكبته أثناء روتين تحضير الطلبات والإرسال، ومن أشهر الأخطاء التي قد تقع بها:
- إن كنت ترسل الأوراق بشكلٍ تقليدي انتبه ألا ترسل إحداها ممزقة أو مجعدة أو ملطخة بشيءٍ ما.
- إرسال أوراق لم تطلب منك.
- نسيان ذكر معلومات إعادة الاتصال بك أو الوصول إليك في طلب المنحة.
كيف تتعامل مع الرفض؟
تذكر أن الأمر ليس شخصياً وسامح نفسك
يرتكب جميعنا الأخطاء والرفض في حقيقته يشكّل خطوةً تقربّك من النجاح، لكن عليك أن تتشجع لتأخذ الخطوة التالية. تذكّر دوماً أنهم لم يرفضوك لكونك أنت، لكنّ خطأً ما قد وقع وإن نجحت في العثور عليه وتلافيه فستنجح في المرة المقبلة.
تفقّد الإحصائيات لنسب الفوز في المنح
قد يواسيك أن تنظر إلى عدد الأشخاص الذين يتقدمون في طلب المنح الدراسية كلّ عامٍ بالمقارنة مع عدد المقاعد المتوافرة، تفقد كذلك نسبة القبول في كلّ منحة، فهناك منح تقدّم مقعداً واحداً ويصل عدد المتقدمين إليها إلى 500، فإن لم تكن ذلك الشخص ستعلم أن هناك 498 شخصاً غيرك قد رُفضوا وقد يخفف ذلك من وقع الخبر عليك.
اسمح لنفسك بأن تشعر بالحزن ثم كافئ نفسك على المحاولة
اسمح لنفسك بأن تحزن وأن تغضب حتى، لكن لا تسمح لنفسك بأن تستسلم. قد يغمرك الإحباط أول الأمر، لذا تأكد أن تعتني بنفسك جيداً وقم بأنشطةٍ مسليةٍ وممتعة بالنسبة لك، امضِ وقتاً مع أصدقائك أو اذهب للتسوق واشترِ شيئاً ليُذكرك أنك حاولت وليدفعك لتحاول مجدداً.
تطلّع إلى المستقبل
ابدأ بالتخطيط للمستقبل وللمنحة الدراسية التالية حتى وإن لم تكن متحمساً بعد، إذ سيلهيك ذلك عن التفكير وسيزيد حماسك تدريجياً.
راجع أوراقك وحاول مجدداً
بعد أن تتجاوز المرحلة الأولى اللاحقة للرفض، خذ نفساً عميقاً وابدأ المحاولة من جديد. ابدأ أولاً بإعادة قراءة ما كتبته واحرص على أن تحدد مكامن الخطأ والضعف لتتفاداها في المرة المقبلة، اطلب المساعدة وحاول ترميم النقص والضعف في طلباتك على المنح الدراسية المستقبلية.
نصائح لضمان مقعدك في منحة دراسية
ادرس المنحة الدراسية جيداً وقارن ما تطلبه بما لديك
لا تضع وقتك وجهدك في التقدّم إلى منحٍ دراسية تتجاوز مؤهلاتك أو لا تتناسب معها. لا يعني ذلك ألا تقدّم إلى منحةٍ تطلب معدلاً أعلى من معدلك بقليل ففي كثيرٍ من الحالات تقبل المنح طلّاباً بمعدلات أقل من المذكورة على ألا يكون الفارق كبيراً وأن يملكوا مبرراً لذلك وإنجازاتٍ مهمة على أصعدة أخرى.
قدّم على المنحة باكراً
بحسب تجربة العديد من الفائزين في المنح، فإن التقدّم باكراً للمنحة يزيد من فرصة قبول المتقدّم، لكن الأمر لا يتعلق بلجنة التحكيم فحسب، بل بك أيضاً؛ حيث سيسمح لك التحضير المبكر بالانتباه لنقصٍ ما وترميمه، كما سيمنحك الفرصة لتعيد التأكد أكثر من مرة من أوراقك.
احرص على الإجابة عن جميع الأسئلة وألا تخرج في إجابتك عن السؤال
يقع العديد من الأشخاص في خطأ ترك سؤالٍ فارغاً وقد ذكرنا لما سيخرجك ذلك فوراً من سباق المنحة، لكن الخطأ الأكثر شيوعاً حين يأتي الأمر للإجابة عن الأسئلة والمقالات التي يُطلب منك كتابتها هو الخروج عن السؤال، ما يُدخل من يراجع طلبك في دوامةٍ ويشعره أنك تتجنب الإجابة، يُعتبر هذا الخطأ شائعاً خاصةً بالنسبة للعرب بحكم الأساليب التي نتعلم فيها الكتابة خلال المراحل الدراسية، حيث أن مقالاتنا التعبيرية تشجع على التلميح للموضوع والابتعاد عن المباشرة فيه، فيما يختلف الأمر تماماً بالنسبة لباقي دول العالم وعلى الأخص حين يتعلق الأمر بالمقال الأكاديمي. عليك أن تدخل فوراً في صلب الموضوع وألا تحيد عنه.
أفضل طريقةٍ لفعل ذلك هي أن تكتب المقال أو الإجابة وتتركها أكثر من يوم، ثم تعيد قراءتها دون النظر إلى السؤال، هل تستطيع أن تستنج ما كان السؤال؟ إن لم تفعل فقد حِدّت قطعاً عن الموضوع.
اطلب مساعدة الآخرين
اطلب من شخصٍ ما أن يعيد قراءة طلبك
تأكد من أن يكون الشخص ضليعاً في لغة بلد المنحة لينتبه لأخطائك الإملائية واللغوية ويساعدك على تصحيحها، سيكون من الرائع لو وجدت شخصاً بارعاً في كتابة المقالات الأكاديمية والسير الذاتية ورسائل الدافع لا تدع أحداً يكتبها لك، فستلاحظ اللجنة الفاحصة ذلك على الفور، لكن دعه يشرح لك أساسيات الكتابة وينقّح ما تكتبه من بعدك.
ابحث عن أشخاص قُبلوا في المنحة التي ستقدّم عليها واطلب نصائحهم
بما أنهم قُبلوا، فلا بدّ أنهم نجحوا في تحديد ما ترغب به المنحة في الشخص وإن استطعت إيجاد شخصٍ ما ليوجّهك وينصحك فستوفّر كثيراً من الوقت والجهد وتركّز على الأهم فوراً.
احرص ألا تظهر كروبوت
لا تريد أن تبدو كآلةٍ تأكل الكتب وتبصق المعلومات، من المهم أن تبيّن أنك إنسانٌ مجتمعي يرغب في خدمة نفسه وخدمة الآخرين على حدٍ سواء، من الأشياء التي ستظهرك كذلك:
- نشاطات التطوع: لا يساعدك التطوع على الاندماج بمجتمعك واحتياجاته فحسب، بل يدفعك لتصبح شخصاً أفضل، بالإضافة إلى الكثير من المهارات التي ستتعلمها مثل العمل ضمن فريق وإدارة المشاريع و…
- الفترات التدريبية – Internship: ستُظهر مدى حماسك للبدء في مزاولة شغفك، كما أنها ستريهم أن لديك خبرةً ومعرفةً بما أنت مقبلٌ عليه.
- مسابقات وجوائز: ستثبت المسابقات التي شاركت بها والجوائز التي حصلت عليها أنك شخصٌ تنافسي ومثابرٌ ناجح؛ لكن احرص ألا تضمّن أيّ مسابقاتٍ أو جوائز لا دخل لها لا من قريب ولا بعيد بما تريد أن تدرسه فإن فعلت ستظهر وكأنك تستهزئ بهم وترغب في ذكر أي شيء لتملأ به طلبك.
تأكد من جميع الأمور التقنية
جهّز قائمةً بالأوراق المطلوبة وتأكد من أنك أرفقت كلّ ما فيها مع طلبك؛ انتبه ألا تقع في إحدى الأخطاء التي تحدثنا عنها سابقاً كأن تُرفق ورقةً عليها بضع قطراتِ شاي في حال كنت تتّبع الطريقة التقليدية، أو ألا يكون ملّفٌ ما قد رُفع بشكلٍ صحيح إن كنت تقدّم باستخدام الإنترنت.
تأكد أخيراً من أنك كتبت اسمك ومعلومات التواصل معك بالشكل الصحيح، ففي كثيرٍ من الأحيان قد تكون منهمكاً في التحضير للأشياء التي تأخذ وقتاً طويلاً فتنسى التفاصيل الصغيرة.
خلال رحلتك للحصول على منحة دراسية، لا تكتف بأن تقدّم على منحةٍ واحدة فقط، إذ أنك تصرف وقتك وجهدك في الطلبات فلا تتوانى عن إرسالها وتقديمها لأكثر من منحة، فكلما زاد عدد المنح التي تقدّم عليها ازدادت فرصة حصولك على إحداها، لكن احرص، احرص ثم احرص أن تُعدل الطلبات بحسب المنحة التي تنوي التقدّم لها ولا ترسل نسخةً واحدةً متطابقة لجميع الجهات، إذ تختلف كلّ منحةٍ عن الأخرى فيما تبحث عنه.
نتمنى لك كلّ التوفيق في مشوارك، وإن كنت قد مررت بتجربةٍ مشابهة سنسر بالسماع منك والتعرّف أكثر على ما مررت به.
اقرأ أيضاً: اتبع هذه النصائح ولن تحتاج مساعدة في كتابة رسالة الدافع مجدداً
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.