مهارات عليك أن تتمتع بها قبل التقدم لمنحة دراسية..تعرف عليها وكيف تتعلمها؟

قبل أن تفكر في التقدم للالتحاق بأي دورة أو منحة دراسية، عليك أن تفكر أولًا في المهارات التي تتمتع بها حتى يتم قبولك فيها.

فلا يلزم أن تكون عالم ذرة أو ذو قدرات خارقة حتى تتمكن من الحصول على منحة دراسية خارج البلاد أو داخلها، ولكن يجب أن تمتلك مهارات شخصية وتقديرات أكاديمية عالية، ومهارات اتصال خاصة لتضيف قيمة إضافية لملفك الشخصي بحيث تؤهلك للحصول على منح دراسية مجانية.

فالتقدم للالتحاق بمنحة دراسية ليس بالمهمة السهلة، ولكن يتطلب تسليح نفسك بالمهارات الشخصية اللازمة للحصول عليها، وإليك بعض المهارات اللازمة الأكثر شيوعًا المطلوبة للالتحاق بمنحة دراسية:

حتى إذا كنت تتقدم بطلب للحصول على منحة دراسية في مجال الرياضة أو الفنون، فإن أدائك الأكاديمي سيكون عاملاً حاسماً في الموافقة على منحتك الدراسية، فقط تأكد من أن لديك سجل أكاديمي قوي وطويل، فبالتأكيد سيعزز هذا من زيادة فرصة قبولك للمنحة في ظل المنافسة القوية لآلاف المتقدمين.

تهتم المؤسسات المقدمة للمنح الدراسية أن يكون الشخص الملتحق مبادر ويتمتع بمهارات قيادية عالية ومحب جيد للأعمال التطوعية، وأن يمتلك معرفة قوية بالمجتمع المحيط وينخرط فيه بشكل كبير.

فإن قدرات القيادة العظيمة تجعلك مرشحًا جيدًا لأي منحة دراسية، فكونك شخص قيادي يظهرك كشخص ناضج وقادر على التعامل مع المسؤوليات وتفويضها، بالإضافة إلى صدقك وثقتك والتزامك بأي مهمة قد تواجهها.

وإذا وجدت نفسك تفتقر إلى المهارات القيادية، فيمكنك الحصول على دورات القيادة والإرشاد لتساعدك على بناء نفسك وتعليمك فن القيادة الشاملة.

يجب أن تركز على مهارة الاعتماد على الذات مع إبراز أنك شخص مسؤول وملتزم يمكن أداء أي مهمة مطلوبة.

ويمكنك أيضًا تضمين خطابات توصية من أصحاب العمل، فيثبت ذلك أنك مقدم طلب جاد بشأن مستقبلك وأن لديك الخبرة لإظهار ما أنت قادر عليه.

إذا كنت قد قضيت بعض الوقت في التطوع ولديك شغف بالعمل المجتمعي، فقم بإدراج ذلك في طلبك للتقدم للمنحة.

ويمكنك تضمين خطاب توصية من الجمعيات الخيرية أو المنظمات التي عملت معها؛ حيث أن العمل التطوعي والعمل المجتمعي يظهر أنك تريد أن تحدث فرقاً بالنسبة إلى الناس والعالم من حولك، وهو ما تتطلع إليه الكثير من لجان المنح الدراسية.

من أهم المهارات التي يجب أن تمتلكها قبل التفكير في منحة دراسية خارج البلاد هو معرفتك باللغة المطلوبة للدراسة، فعلى الأقل يجب أن تتقن لغة واحدة وهي اللغة الإنجليزية، فهي من أكثر اللغات انتشارًا واستخدامًا في العالم، وكذلك من أكثر اللغات المستخدمة والمعتمدة للتدريس حول العالم.

فبامتلاكك للغة يسهل عليك الانخراط وتوطيد علاقات مع الآخرين في المجتمع الدراسي وبالطبع سيمكنك من النجاح لإتمام المتطلبات الدراسية خلال فترة المنحة.

قد تمكنك قدرتك على الإبداع والابتكار الحصول على منحة دراسية ما، فإبداعك يثبت قدرتك على النجاح والتفوق مقارنة بالآخرين.

فبمجرد أن تملأ استمارة التقدم للمنحة الدراسية بالمزيد من القدرات الإبداعية يجعل مراجعي الاستمارات الإنجذاب أكثر إلى ملفك الشخصي.

ويمكنك أن تظهر تميزك وإبداعك من خلال كتابتك لمقال بطريقة سردية إبداعية مميزة وليس مجرد وضع إجابات للأسئلة المطروحة؛ فقد يساعد هذا على خلق صورة مميزة تثبت في أذهان المراجعين، فعلى سبيل المثال يمكنك استخدام اقتباسات بلغة أجنبية مصحوبة بشرح لها، أو أن تذكر استعارات ومقتطفات شعرية بلغة الدولة الأجنبية التي ترغب بالتقدم إليها.

من أكثر الأسباب التي قد تجعل طلبكم للتقدم بالمنحة مرفوض هو الكذب بشأن الأمور التي تذكرها في ملفك الشخصي، والتي لم تكن صادقة أو حقيقية.

فإياك أن ترفق ملفات أو وثائق وهمية لم تكن صاحبها، فقد يعرضك هذا التضليل إلى فقدانك للمنحة وإلحاق الضرر بالجهة التي أصدرت تلك الوثائق والمستندات.

فعاجلًا أم آجلًا سيتكشف الكذب، وستضطر إلى الطرد من المنحة حتى بعد قبولك فيها.

فالشخص المثقف الذي على دراية ووعي بالثقافات الأخرى وعلى وعي باللغات والديانات وعادات وتقاليد الشعوب الأخرى، فهذا يكسبهم ثقة وتجارب شخصية رائعة في التعامل مع الآخرين بكل مرونة، وهذا قد يتيح له فرصة الحصول على المنحة لما له من وعي كاف حول مفاتيح الإنضمام للمنحة المقدمة.

لا تتردد أبدًا بطلب النصيحة ممن هم أكثر خبرة ودراسة أو تجربة سابقة بالمنح الدراسية، فكن واعيًا واسأل عن الطريقة الصحيحة للتقدم وطبيعة أسئلة المقابلة والأسباب التي أدت لقبولهم في المنحة وغيرها من الأسئلة المفيدة التي تساعدك على القبول والاستمرار بالمنحة.

أنت فقط هو الشخص الوحيد القادر على فهم نفسه وقدراته وإمكاناته، فلا تستعن بأحد ليقوم بملًا استمارة التقدم للمنحة بدلًا منك.

ولكن بعد الانتهاء من تعبئة الاستمارة يمكنك طلب ذوى الخبرات لمراجعة طلبك للتأكد من سلامته.

فيجب أن تقوم بجذب المراجع على استمارات التقدم مع ذكر المميزات والمهارات الحقيقية التي تجعله يوافق على طلبك ضمن آلاف المتقدمين.

وانتبه أن تقوم بتعبأة استمارتك بكل حرص وعناية والاهتمام بصدق البيانات والمستندات، بالإضافة إلى ضرورة الانتباه إلى خلو الطلب من الأخطاء الإملائية، فهذا الأمر سيظهر جديتك في طلب الحصول على المنحة واستحقاقك لها أم لا.

وأخيرًا انتبه لصيغة الملفات المرفقة هل هي مطلوبة أن تكون بصيغة pdf, jpg, doc.

إذًا بعد أن تعرفنا على أهم المهارات التي يجب توافرها في المتقدم لمنحة دراسية، نود مساعدتك بشأن كيفية تعلم أو اكتساب أو تنمية تلك المهارات لتزيد من فرصة قبولك في المنحة.

1- كما ذكرنا أن التميز الأكاديمي من شروط القبول في أغلب المنح الدراسية، ولذلك ننصح بتنظيم الوقت والمداومة على حضور المحاضرات والحرص على تحمل مسؤوليتك الشخصية باجتياز الاختبارات بالمزيد من التركيز للحصول على تقديرات أكاديمية مرتفعة.

2- عليك إتقان مهارة القيادة أو الريادة بالتخلص من المخاوف التي تعيق تطورك الشخصي، والعمل على المشاركة في حل المشكلات.

اقرأ كثيرًا عن فنون القيادة والتحق بإحدى الدورات التي توفرها المنصات بشكل مجاني عبر الإنترنت، أو التحق بأي دورة منها مباشرة بالحضور.

3- اقرأ كثيرًا لتعزيز مستوى الثقافة العامة، فعليك بالقراءة في العديد من المجالات ومتابعة الأمور والأخبار التي تدور حولك، فإن هذا من شأنه أن يوسع مدارك الإدراك ويزيد من حصيلتك الثقافية.

4- لا تتردد في تعلم لغة جديدة والإطلاع على ثقافات الشعوب والبلدان المختلفة، فتعلم لغة جديدة يفتح آفاق العقل ويزيد من مستوى ثقافته.

5- يجب اجتياز اختبارات TOEFL- IELTS باللغة الإنجليزية أيًا كانت الدولة أو المنحة التي ترغب الالتحاق بها، فتظل هذه الاختبارات هي الأشهر والأهم للتسجيل في الجامعات للقبول في المنحة الدراسية، وأحيانًا يساعد على الحصول على تأشيرة دخول للبلاد التي تم قبول انضمامك للمنحة فيها.

6- لتزيد من نسبة قبول طلبك للمنحة لابد وأن تتمتع بالخبرة في المجال الذي ترغب بالانضمام إليه وذلك من خلال خبرة عمل أو من خلال الالتحاق بدراسة تمهيدية بعد التخرج، مع العلم أن هناك بعض المنح الدراسية لا تتطلب أن يتمتع المتقدم بخبرة عملية أو علمية، ولكن فضلنا أن نحيطك علمًا بمفاتيح القبول لأي منحة دراسية سواء تتطلب خبرة أم لا.

7- يجب أن تكون على دراسة كاملة وكبيرة بمجال استخدام الكمبيوتر والإنترنت، والاهتمام بتعلم استخدام برامج Office، ويفضل الحصول على شهادة اجتياز الدورة على سبيل المثال ICDL.

لا تقلق، كل ما تود تعلمه أو إدراكه موجود بالفعل بكل سهولة من حولك، فالإنترنت والكتب لم تخف سرًا أبدًا على المتعلم، فقط درب نفسك جيدًا وتعلم والتحق بالدورات التعليمية والتدريبية فمعظمها متاح بشكل مجاني على الإنترنت وبعضها بمقابل مادي بسيط والبعض متاح للحضور المباشر إن كنت لا تفضل الدورات والكورسات الأونلاين.

نعلم أن التنافس عالي وكبير للتقدم للمنح الدراسية، لكن إيمانك بقدراتك الذاتية والرغبة في تعلم المزيد لنفعك الشخصي و لنفع البشرية سيفتح لك آفاق واسعة للارتقاء بالعلم والاستفادة من برامج المنح الدراسية المختلفة.