الدراسة في إيطاليا: دليلك الشامل إلى الدراسة في جامعات إيطاليا

تشتهر إيطاليا بكونها إحدى أولى الوجهات السياحية التي يرغب الكثيرون في زيارتها، لكن ما قد لا تعرفه عنها أنّها كذلك وجهةٌ رائعة للدراسة. في هذا المقال نقدّم لك دليلًا شاملًا عن الدراسة في إيطاليا، ابتداءً بـ لماذا عليك اختيار إيطاليا عندما تفكر في الدراسة في الخارج، مرورًا بأهم الجامعات والمنح الجامعية في إيطاليا وتكلفة الدراسة فيها، وختامًا بإجابات الأسئلة الأكثر شيوعًا عن الدراسة في إيطاليا.

تملك إيطاليا عددًا كبيرًا من الجامعات يصل لـ 90 جامعةً أغلبها يتبع للقطاع العام الحكومي، الذي يعدّ أمرًا مغريًا نتيجة توسع الخيارات الدراسية ضمن البلد، ولم تكتفِ الحكومة بالجامعات فقط فقد أسّست مراكز خاصةً بالدّراسات العليا، ومعاهدَ فنية وأكاديمية مميزة.

ولتسهيل عملية اختيار الجامعة نقدّم لك تصنيف أهم الجامعات في إيطاليا وفق مؤشر القياس العالمي QS، وهو بالشكل التالي:

تحتلّ جامعة وليتكنيكو دي ميلانو المرتبة الأولى بين جامعات إيطاليا، كما أنّها تتمتّع بتصنيفٍ عالمي، فقد جاءت بالمرتبة الـ 149 بالنسبة لتصنيف الجامعات العالمي.

تتميّز هذه الجامعة بإقامتها لدوراتٍ تدريبيةٍ فنيةٍ وهندسية ساهمت في ذلك التصنيف العالمي، وتتضمّن هذه الدورات اختصاصاتٍ عديدة متمثلةً بـ (الفن والتصميم، الهندسة المدنية الإنشائية، هندسة العمارة، الهندسة الميكانيكية، هندسة الكهرباء).

ضمت هذه الجامعة طلابًا متميزين وناجحين أشهرهم كان عالم الكيمياء الإيطالي جوليو ناتا (Julio Natta) الذي نال جائزة نوبل في الكيمياء عن تجاربه وأبحاثه الخاصة بالبولميرات العالية، وذلك خلال عام 1936.

بنت الحكومة هذه الجامعة عام 1810 بأمرٍ رسميّ من نابليون، وتتميّز بصغر مساحتها التي تتسع فقط لـ 500 طالبٍ فقط. وعلى الرغم من صغر حجمها إلّا أنّها تتمتّع بمكانةٍ عالية، فقد دخلت ضمن التصنيف العالمي ووصلت للمرتبة الـ 300 بين الجامعات المختّصة في المجال الزراعي، كونها تبرع في تدريس الاختصاصات الزراعية وتقدّم بشكلٍ دائمٍ أبحاثها المتطورة والرائدة ضمن هذا المجال.

تتواجد هذه الجامعة كذلك في بيزا الإيطالية منذ عام تأسيسها 1987، وتأتي في المرتبة الـ 175 ضمن تصنيف الجامعات العالمي، وتختّص جامعة سوبيريور بالعلوم التطبيقية وتعتبر أيضًا جزءًا منفصلًا عن جامعة بيزا.

تحتلّ هذه الجامعة المرتبة الرابعة محليًا، كما دخلت في عام 2019 ضمن التصنيف العالمي حيث جاءت في المرتبة الـ 180، وهي من أقدم الجامعات في أوروبا، ليس في إيطاليا فقط. توجد في مدينة بولونيا فسميّت باسمها، وتتميّز هذه الجامعة بالمشاريع الأكاديمية التي تؤهّلها للمنافسة بين جامعات أوروبا.

بنيت جامعة سابينزا عام 1303 ضمن مدينة روما، وتعتبر من أكبر الجامعات الأوروبية؛ فهي تضم عددًا كبيرًا من الطلاب الذي يصل سنويًا إلى حوالي (112500) طالبًا وطالبةً، بينهم 8300 مقعدًا للطلاب الأجانب أو الدوليين. ومن أشهر خريجي هذه الجامعة كارلو روبيا (Carlo Rubbia)، عالم الفيزياء الحائز على جائزة نوبل.

تتسم الرسوم الدراسية المطلوبة من الطلاب الدوليين بأنها أقل تكلفة من الجامعات الأخرى الموجودة في البلدان الأوروبية، فقد حددت الحكومة الإيطالية هذه الرسوم بشكلٍ متفاوتٍ بين الجامعات العامة والخاصة بالشكل الآتي:

كما يجب التنويه إلى أنّ طلّاب المنح الدراسية لا يدفعون أي أقساطٍ مالية، لذلك في حال رغبت بالدراسة في إيطاليا، لن تستطيع معرفة الرسوم المطلوبة منك إلّا من خلال التواصل مع الجهة التي تريد أن تنضمّ إليها، نتيجةً لاختلاف التكاليف بين منطقةٍ وأخرى وجامعةٍ وأخرى أيضًا، إضافةً للمستوى الدراسي الذي تريده وغيرها.

إليك قائمةً بأقساط الطلاب الدراسية لدى أهم الجامعات الإيطالية:

تمتاز الجامعات الإيطالية بتنوّع تخصصاتها وشموليتها لكافة المجالات الدراسية، ما يجعلها وجهةً لغالبية الطلاب الدوليين، وتتضمّن الجامعات الاختصاصات الشائعة التالية:

عادةً ما تؤمن إدارة الجامعات الإيطالية السكن الخاص بالطلاب الدوليين من خلال مكتبٍ متواجدٍ ضمن الجامعة ومخصصٍ لذلك، لهذا السبب يمكنك توفير التعب والمال عند البحث عن سكنٍ ضمن المدن الإيطالية خارج نطاق الجامعة، فبالتأكيد سيكون إيجار غرفةٍ عاديةٍ أعلى تكلفةً من السكن الجامعي، ومن الضروري التواصل مع الجامعة بخصوص السكن قبل القدوم إلى البلاد وذلك من أجل الحصول على ضمانٍ سكنيٍّ كونك آتٍ من خارج دول الاتحاد الأوروبي.

في حال رغبت بالسكن الخارجي يجب عليك أن تأخذ فكرةً عن المبلغ المطلوب للإيجار الذي يتراوح بين الـ 300 و600 يورو خلال الشهر الواحد، ويقدّر المبلغ حسب حجم الغرفة وموقعها من الجامعة.

أما بالنسبة إلى مدة عقد الإقامة فعادةً ما تكون المدة الزمنية محددةً بعامٍ واحد، بينما تقل عن ذلك في السكن الجامعي وخاصةً ذاك الذي يحتوي على أثاث.

من الأمور الشائعة أن يستأجر الطالب الدولي غرفةً سكنيةً مع طلابٍ آخرين لتخفيف أعباء الأجرة. كما توجد طريقتان لتسهيل عملّية الأجرة إما عن طريق التواصل مع المكاتب العقارية التي تجد الغرفة المناسبة مقابل دفع عمولة عن الخدمة أو من خلال استخدام الإنترنت.

أهم بوابات الإنترنت المخصصة للإيجار في إيطاليا

تستخدم الجامعات اللغة الإيطالية في العملية الدراسية بالإضافة إلى اللغة الإنجليزية وهذا سيمنحك الشجاعة على خوض تجربة الدراسة في إيطاليا. ولكن يجب عليك أن تدرك أن اللغة الإيطالية هي اللغة الرسمية في البلاد، ما يعني أنّ غالبية الناس تستخدمها كلغةٍ للتواصل وبالأخص من هم أكبر سنًا، لذلك من الأفضل أن تهيّئ نفسك للتعلّم هذه اللغة كي تستمتع بوقتك طيلة فترة دراستك في إيطاليا. كما يعتقد كثيرٌ من الطلاب أن تعلم اللغة الإيطالية أمرٌ صعبٌ جدًا، بينما تظهر الحقيقة سهولة تعلم هذه اللغة، لكن اعتمادًا على الخلفية اللغوية للطلاب فمن كان متمكنًا من اللغة الإنجليزية لن يجد صعوبةً في تعلم الإيطالية.

أسبابٌ إضافيةٌ تجعل اللغة الإيطالية سهلة التعلم

تمتلك إيطاليا تراثًا ثقافيًا مميزًا بمكوناته المتنوعة ابتداءً بالمأكولات الشعبية اللذيذة، فمن غير المعقول أنّك لم تسمع بالمعكرونة الإيطالية ذات الطعم اللذيذ، وصولًا إلى التاريخ العريق في الهندسة المعمارية. فإن بحثت جيدًا لن تخفى عليك صور برج بيزا المائل وكنيسة سيستين ومدينة البندقية المائية وغيرها من المعالم الإيطالية المدهشة. كما تشتهر إيطاليا بالتراث الفني المتمثل بالأوبرا الغنائية وموضة الأزياء الإيطالية.

تختلف تكلفة الحياة اليومية في إيطاليا بين مدينةٍ وأخرى، فتكون مرتفعةً في المدن الكبرى مثل روما وفلورنسا، بينما تنخفض قليلًا في المدن الصغرى كمدينة ترينتو. وسنقدم لك بعضًا من التكاليف المالية التي ستحتاجها خلال فترة دراستك في إيطاليا، والتي تمثل الحد الوسطي للتكلفة المدفوعة في الأمور التالية:

يستطيع الطالب الدولي العمل في إيطاليا ولكن شريطة الحصول على تصريحٍ رسميٍّ بإمكانية ذلك وتنطبق هذه الحالة على جميع الطلاب من خارج الاتحاد الأوروبي، أمّا التابعين للاتحاد الأوروبي فبإمكانهم العمل دون أي شروط.

تحدّد الحكومة الإيطالية للطلاب ساعات العمل بـ 20 ساعةً في الأسبوع، وتمدّد المدة خلال الصيف والعطل الرسمية لتصل إلى 40 ساعة.

على الرغم من صعوبة الحصول على موافقة العمل في إيطاليا إلا أن خيارات العمل كثيرةٌ هناك والتي تتمثل بما يلي:

تقدّم الجامعات الإيطالية فرصًا للطلاب للدراسة بشكلٍ مجانيٍّ بغض النظر عن البلدان التي ينتمون إليها، وذلك عن طريق المنح الدراسية التي تتفاوت في ميزاتها، فأكثرها تميزًا هي المنح التي تغطي الرسوم الدراسية وتكاليف المعيشة أيضًا، ولكنّ عدد المنح يكون محدودًا جدًا خلال السنة لهذا السبب لا تقبل إلا الطّالب المتميّز في التقييم الذي تجريه له الجامعة.

يشمل هذا النوع من المنح الطلاب الأجانب من مختلف الدول، إضافةً للطّلاب الإيطاليين المقيمين خارج البلاد، وتتضمن الشهادات التالية: (شهادة الماجستير، شهادة الدكتوراه، شهادة دورات تدريبية AFAM، والأبحاث العلمية).

وهي مخصصة للطلاب الدوليين المنتمين لخارج الاتحاد الأوروبي والمنضمين لجامعة بيدمونت.

حيث تقدم هذه الجامعة عددًا جيدًا من المنح الدراسية للطلاب الدوليين والذي يصل لـ 48 منحة.

هذه المنح مقدّمة للطلاب الدوليين، وتقدّر قيمة التكاليف التي سيُعفى منها الطالب بحسب الوضع الاقتصادي للجامعة، وعادةً ما تصل قيمة الإعفاء من الرسوم لـ 12700 يورو في السنة.

تخصّص هذه المنح للطّلاب الذين يدرسون في الفروع الهندسية وبالأخص الهندسة المعمارية ضمن جامعة البوليتكنيك الموجودة في مدينة تورين.

كونك تنتمي لبلدٍ من خارج دول الاتحاد الأوروبي يجب أن تحصل على فيزا طلابية من إيطاليا، ولهذه الفيزا نوعان يجب عليك التمييز بينهما، وهما:

عند تقديمك طلب الدراسة ستحدّد مدة الاختصاص الدراسي المراد ونوع الفيزا التي ستحصل عليها، تؤخذ الفيزا من السفارة الإيطالية الموجودة في بلد المتقدّم.

على اعتبار أنّ الجامعات الإيطالية تستخدم اللغة الإنجليزية في التدريس إلى جانب اللغة الإيطالية، سيكون تقديم إثبات إتقانٍ للغة الإنجليزية أمرًا ضروريًا، ومن بين اختبارات اللغة الإنجليزية التي تطلبها الجامعة الإيطالية شهادتي (TOEFL وIELTS).

إضافةً للسماح للطلاب الدوليين بالعمل خلال فترة دراستهم، فإنّ الحكومة الإيطالية تسمح للجميع بالخضوع لمزيدٍ من الدورات التدريبية بعد التخرج، هذا يعني أنّه سيكون مرحبًا بك في البلاد شريطة إثبات المهارة والتميّز في العمل الذي تختاره.

من شروط الحصول على الفيزا الطلابية في إيطاليا تقديم إثباتٍ رسميٍّ يدلّ على امتلاكك للأموال الكافية للدّراسة والسكن في البلد، لذلك من الأفضل أن تملك حسابًا في البنك لضمان قبولك من الحكومة الإيطالية.

بصفتك طالبًا دوليًا من خارج الاتحاد الأوروبي سيكون عليك دفع الرسوم المالية عند الاستفادة من أي خدمةٍ صحية، لذلك من الأفضل والأوفر لك أن تتمتع بتأمينٍ صحي في إيطاليا، فهو ذو تكلفةٍ ماليةٍ منخفضة تصل لحوالي 150 يورو سنويًا.