تريند 🔥

📱هواتف

سبعة دروس في الكتابة ستتعلمها من فيلم The Words

فيلم The Words
هايدي عمار
هايدي عمار

6 د

إذا لم تكن قد شاهدت فيلم “The Words”، أو انك شاهدته على عجالة من دون التعمق في أي تفاصيل، دعني أخبرك ببعض الدروس والنصائح التي يمكن استخلاصها من هذا العمل السينمائي الذي تحدث عن عالم الكتابة، في البداية دعني أخبرك بالقصة بشكل مختصر مع محاولة عدم حرق أي أحداث مهمة.

يحاول “روي” شق طريقه الأدبي من خلال نشر رواياته لكن محاولاته تلقى الرفض من قبل الناشرين، في إحدى رحلاته الى باريس مع زوجته يجد بالصدفة داخل إحدى الحقائب القديمة رواية كاملة لكاتب مجهول فيقرر “روي” نسخ الرواية بالكامل مع وضع اسمه عليها لتتغير حياته الأدبية والشخصية إلى الأبد.

كان لسرقة العمل الأدبي لشخص آخر ثمن دفعه “روي” على مدار سنوات عمله، لأنه ببساطة لم يسرق الرواية فقط بل سرق معها معاناه صاحب الرواية، والتي ظل “روي ” في صراع معها حتى نهاية الفيلم عندما أخبره الرجل العجوز صاحب الرواية “لقد اخترت الكلمات و اخترت معها الألم”

دعونا نتفق على أن “روي” يتمتع بموهبة محدودة، كان بإمكانه تطويرها مع بعض التدريب و الصبر، لكنه اختار الطريق السهل، و لكي لا تقع عزيزي القارئ في نفس خطأ “روي “اليك هذه الدروس التي يمكنك تعلمها من الفيلم:


1. لا تسرق روايات الآخرين

فيلم The Words

كان من الممكن أن يفعل “روي ” مثل مارتل ويأخذ فكرة الرواية بدلًا من سرقتها بالكامل

بالطبع ستكون هذه أول نصيحة، لأن قصة فيلم The words تدور حولها، السرقة عمل شنيع خاصة لو كانت سرقة عمل أدبي، لكن من الممكن اقتباس الأفكار مثلما فعل يان مارتل في رواية حياة باي عندما اقتبس فكرة وردت في أحد فصول رواية ماكس والقطط للكاتب البرازيلي مواسير سكلير، حينما واجه بطل رواية سكلير خطر الجلوس مع نمر على قارب نجاة وسط المحيط.

لم تأخذ الفكرة حقها جيدًا في رواية ماكس والقطط الأمر الذي لفت انتباه مارتل وبنى عليه جزءًا كبيرًا من روايته “حياة باي” لتتحول إلى رواية بديعة ويتم اقتباسها سينمائيًا.

فيما بعد يقول مارتل عن الفكرة عندما قرأها في رواية ماكس والقطط “يالها من بساطة عميقة يمكنني صنع العجائب بهذه الفكرة لكنها للأسف وقعت في يد الشخص الخطأ” أخذ مارتل الفكرة وطورها بعد زيارة عدد من حدائق الحيوانات والعمل المكثف.

كان من الممكن أن يفعل “روي” مثل مارتل ويأخذ فكرة الرواية بدلًا من سرقتها بالكامل.


2. كن لطيفًا مع زوجتك

فيلم The Words

الزوجة الداعمة والملهمة كان لها دور كبير في حياة أهم الأدباء

-بالطبع يجب عليك ذلك -حتى وإن لم تكن كاتبًا- لا تدع الأنا تتفوق عليك كما حدث مع كاتب الرواية، فقد كانت زوجته هي مصدر إلهامه وقد دفعه رحيلها عنه بعد وفاة طفلتهما إلى كتابة الرواية التي ضاعت فيما بعد.

الزوجة الداعمة والملهمة كان لها دور كبير في حياة أهم الأدباء، لن تجد أفضل من نجيب محفوظ عندما تحدث عن دور زوجته “عطية الله”:


لقد اخترت الزوجة المناسبة لظروفي، ولم تنشأ بيننا قصة حب سابقة على الزواج، كنت في حاجة إلى زوجة توفر لي ظروفًا مريحة تساعدني على الكتابة ولا تنغص حياتي، زوجة تفهم أنني لست كائنًا اجتماعيًا، وأنني وهبت حياتي كلها للأدب، ووجدت في (عطية الله) هذا التفهم وتلك الصفات، وإن كان لأحد فضل في المكانة التي وصلت إليها، فزوجتي في المقدمة”

ولولا تضحية السيدة مرسيدس زوجة الأديب الكولومبي غابرييل جارسيا ماركيز، عندما قامت ببيع بعض من أغراضها الشخصية في سبيل تسديد رسوم البريد لكي يرسل ماركيز روايته الأشهر “مئة عام من العزلة” كاملة.


3. لا تتخلَّ عن إبداعك

كان تخلي صاحب الرواية في الفيلم عن إنتاجه الأدبي عملًا سلبيًا، فعلى مدار التاريخ الأدبي تخلى عدد من الكتاب عن رواياتهم في مقابل المال أو لمجرد اليأس من نشرها، لم تكن رواية “كاري” لترى النور بعد رفضها من قبل عشرات الناشرين حتى أن ستيفن كينج قرر التخلي عنها وإلقاءها في القمامة، لولا زوجته التي أنقذت الرواية -وهو ما يعزز النقطة السابقة أيضًا- تخيل معي أيها القارئ لو تم إلقاء الرواية في القمامة ليجدها بعد ذلك أحدهم ويضع اسمه عليها وتصبح أحد أشهر روايات الرعب والقوى الخارقة، لو حدث ذلك لما حظينا بروايات أخرى مثل “البريق” أو “مقبرة الحيوانات الأليفة” أو “الشيء” و غيرها لأن صاحبها استسلم في البداية، وقد انتهى به المطاف مدمن للكحول ومشرد.


4. احمل معك قلمًا ومفكرة

احمل معك قلم و مفكرة

حتى مع وجود الهواتف الذكية، ينصح الكثير من الكتاب بحمل الكاتب لمفكرة صغيرة مع قلم لتدوين الأفكار، خاصة بجانب السرير فكثير من الأفكار تأتي بعد أحلام طويلة أو عن طريق الصدفة، أما ستيفن كينغ له رأي آخر حيث يرى أن الفكرة الجيدة ستلتصق برأس كاتبها مهما حدث بينما الأفكار السيئة فعمرها قصير في الذاكرة، لذا لا داعي لأمر المفكرة في رأيه.


5. لا تبحث عن الشهرة والمال فقط

دروس في الكتابة

لم يكن صاحب الرواية في فيلم The words يبحث عن الشهرة هو فقط أراد تلقين “روي” الذي كان يبحث عن الشهرة درسًا وإثبات نجاحه ككاتب أمام زوجته وأبيه.

بناء شهرة من رواية أو روايات مهترئة أدبيًا بات أمرًا سهلًا، بمجرد وصول عدد متابعينك على مواقع التواصل الاجتماعي إلى خمسين ألفًا أو أكثر تستطيع تأليف رواية وبيعها بنجاح واكتساب شهرة، لكن لا تبحث عن مجد أدبي أو الخلود في الذاكرة الأدبية لدى الأجيال القادمة.

هناك عدد كبير من الأدباء الذين اشتهروا بعد وفاتهم بعشرات السنين ولم يجدوا في حياتهم سوى الفقر وخيبة الأمل في الشهرة، على سبيل المثال هرمان ميلفل صاحب رائعة “موبي ديك”.

لم تكن “موبي ديك” على هذا المستوى الأدبي الذي يعرفه العالم الآن فعند صدورها قبل ما يزيد عن ١٧٠ عامًا لم تلق أي نجاح كذلك كان مصير باقي روايات ميلفل الذي عانى من التجاهل والفقر طوال حياته، ولم تعرف “موبي ديك” وتصبح من أهم الكلاسيكيات إلا بعد موت مؤلفها بعشرات السنين.

لم يكن صاحب الرواية في فيلم The words يبحث عن الشهرة هو فقط أراد تلقين “روي” الذي كان يبحث عن الشهرة درسًا وإثبات نجاحه ككاتب أمام زوجته وأبيه.

كما أن المال ليس كل شيء، من المعروف الآن ان الكاتب -الحقيقي على الأقل- في العالم العربي يجب عليه ألا ينتظر جني المال الكثير في بدايه مشواره أو حتى في نهايته، وقد رحل عن دنيانا عدد كبير من الأدباء وهم في وضع مالي حرج، حتى من مات منهم في أحوال مادية جيدة واجهوا في بداياتهم الفقر والتشرد.


6. كن صبورًا على نفسك

يجب عليك الإيمان بقدراتك الأدبية، مثلما فعل هاروكي موراكامي عندما تخلى عن عمله والذي كان مصدر دخله الوحيد في نادي الجاز ليتفرغ للكتابة فقط، فالعمل الجيد يكون ثمرة التدريب الكافي والصبر والإيمان بأنك ستحقق شيئًا هامًا يومًا ما.

لو اهتم “روي” بتطوير كتاباته الخاصه ونظر لها بعين العطف، على أنها جزء خاص منه لما كتب اسمه على روايات الآخرين.


7. اخلق معاناتك الخاصة


يمكن النظر إلى المعاناة على أنها الشرارة ونقطة البداية في حياة أي أديب

كانت معاناة فقد الابنة هي كلمة السر ونقطة البداية لكي يكتب صاحب العمل الأصلي روايته، يمكن النظر إلى المعاناة على أنها الشرارة ونقطة البداية في حياة أي أديب، فكل إنسان يمتلك معاناته الشخصية، هناك من يحولها إلى عمل أدبي أو فني إن امتلك القدرة على ذلك وهناك من يكتفي بقراءة معاناته عن طريق الأدب.

كانت صعوبة التواصل مع جدها قبل وفاته والذي كان يعيش في بلد آخر بعيدًا عنها، هي ما جعلت إيزابيل الليندي تكتب له الرسالة التي تحولت فيما بعد إلى رواية “بيت الأرواح “، ليسطع نجم واحدة من أفضل كتاب الواقعية السحرية في أمريكا اللاتينية.

تأثرت أعمال ديستويفسكي بطابع فلسفي يتميز بسبر أغوار النفس البشرية بدقة، ويرجع الفضل في ذلك إلى مواجهة الأديب الروسي لخطر الموت عندما حُكم عليه بالإعدام رميًا بالرصاص، لكن لحسن حظه وحظنا أنه تم إلغاء أمر الإعدام في اللحظات الأخيرة وتحول إلى نفي، ومن ثم كتب صاحب الجريمة والعقاب روائعه الأدبية الخالدة على مدار سنوات حياته.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.