تربية هنا.. وتربية هناك!
5 د
كنت قد تحدثت من قبل عن الحياة في كوريا كما عرفتها، تحدثت بشكل عام عن بعض الحسنات والسيئات أيضاً في هذا البلد البعيد..والذي أحسبها نعمة من الله أنني عشت فيه سنتين كاملتين وتعرفت فيه على ثقافة أخرى مختلفة تماماً ساهمت بشكل كبير في نضج شخصيتي..
الحقيقة أنني أضبط نفسي أفكر في عدة مواقف رأيتها بعيني هناك، أثناء تعرضي لذات الموقف بصورة مختلفة هنا في مكان آخر.. الأمر ليس مقارنة بقدر ما هو اعتراف بالفرق الشاسع بين العالمين الذي أجبرتني الظروف على العيش في كلاهما..
الكثيرون يعرفون أن الأمور بالتأكيد مختلفة، وأن هناك فارق حضاري ضخم، فكرت كثيراً في سبب ذلك، واكتشفت أن الأمر في معظم المشاكل في هذا العالم يعود أولاً وأخيراً إلى شيئين..التربية..والتعليم..
أتحداك أن تخبرني بظاهرة سيئة ليس مصدرها الأول التربية والتعليم، أنا مؤمنة أن نصف مشاكلنا ستحل عند هدم جميع المدارس وإعادة بنائها بشكل مختلف تماماً..حتى الفصول في مدارسنا مبنية بطريقة خاطئة فما بالك بما يدرس فيها؟
الكلام عن التعليم العربي بمختلف أنواعه حتى الخاص والخاص جداً منه يملأ مجلدات، أما التربية في البيوت العربية بالرغم من الاجتهادات الدائمة من الوالدين سيئة للغاية وتفتقر إلى أقل القليل من المباديء الصحيحة.
قد يبذل الوالدين وسعيهما في سبيل تعليم الطفل مباديء دينه، قد يسارعان إلى تعليمه الفاتحة أو الوضوء أو صلاة المائدة والذهاب إلى الكنيسة، لكن التربية ليست دائماً متعلقة بالدين رغم أن مبادئها كلها منه بشكل أو بآخر..
قد ينفق الوالدان الكثير في سبيل تعليم أطفالهما الرياضة والنشاطات، لكن هذا أيضاً ليس كل شيء بالرغم من أهميته..هناك العديد من الأشياء الغير ملحوظة التي تسهم في الفشل- أكرر الفشل- الذريع الذي نعيش فيه..
سأحكي عدة مواقف لطيفة حدثت لي بصفة شخصية في كوريا الجنوبية..وذاتها في مكان آخر على سطح الكوكب..
الموقف الأول: آنيوهاسيو
كنت أجلس في انتظار شيء ما لا أذكره في المول بجوار سيدة وطفليها..داعبت الصغيرة التي لا تتجاوز السنة والنصف.. فحملتها أمها وأخفضت رأسها في اتجاهي وكأنها تنحني لي..وقالت آنيوهاسيو..
آنيوهاسيو لمن لا يعرف هي التحية بصيغة الاحترام، يتم استبدالها بـ “آنيو” فقط بين الأصدقاء، هذه الصغيرة التي لا تستطيع السير بعد، تعلمها أمها الإنحناء في مخاطبة الغريبة. هذا هو ما يفرح قلب الأم ويزيدها فخراً بإبنتها عندما تردد ورائها: آنيوهاسيو بصيغة الاحترام.
ذات الموقف في مكان آخر..
أجلس في عيادة طبيب الأطفال أنتظر دوري مع ابنتي: بجواري سيدة مع طفلها الصغير الذي لا يتجاوز العام والنصف..اداعبه فتحمله أمه وتقول مشيرة باتجاهي واتجاه ابنتي..تف (ابصق) عليها يا حبيبي..
أنظر لها في دهشة فتقول في فخر..تعلمها فقط بالأمس..
تعليم الطفل البصق والسباب (طظ) في سن صغير هو سر فخر هذه السيدة اللطيفة وابنهاالظريف..
الموقف الثاني: الطفل سيد قراره
أجلس في الحديقة العامة الممتلئة بالناس والأطفال..يسير أمامي طفل عمره ثلاثة سنوات مع والده..يقرر الطفل فجأة أنه يريد التوقف في هذه البقعة بالذات والسير في خطوات واسعة ذهاباً وإياباً..
ينتظر الأب على جانب غير بعيد طفله وهو يسير ويعد خطواته بصوت عال..ذهاباً وإياباً..ذهاباّ وإياباً..دون أن يجذبه من ذراعه..ودون أن يتململ حتى..هذا درس هام في احترام رغبة الصغير حتى ولو كانت بلا هدف معين..انتهى الطفل فعاد إلى يد والده وذهبوا..كيف يصبح هذاالطفل في المستقبل إذاً؟
نفس الموقف في مكان آخر..
الحقيقة ليس موقف بل مواقف، بدءاً من اختيار طعام الطفل في النزهات، اختيار ملابسه، مدرسته، القسم العلمي أم الأدبي، وحتى اختيار العروس، أطفالنا بلا رأي فكيف سيصبحون رجالاً ونساءاً حترم رأيهم في أي شيء إذن؟ هذا ليس خوفاً زائداً ولا حبا محموداً..هذا قتل للروح وإضعاف للشخصية.. وللأسف الأمر لا يتوقف حتى بالرغم من كل هذاالتقدم الذي نعيش فيه..
الموقف الثالث: الأعياد
في بعض الأعياد يهرع الأطفال ليسجدوا أمام أجدادهم، يبتاعون لهم الهدايا وليس العكس في انتظار العيدية، يتعلمون معاني التضحية والوفاء والنبل، ويلتزمون بالزي الكوري التقليدي الملون الجميل “هانبوك”
في مكان آخر..
يتعلم الأطفال أفضل الطرق في رمي خروف العيد بالحجارة، لف الحبال على رقبته وجره ضاحكين، مشاهده ذبحه وغمس أيديهم وأرجلهم بالدم لعمل “خمسات” على الحائط من أجل الحسد..
من سخرية الأمر أن الأهالي لا يبالون بتعليم أطفالهم قصة التضحية الكبرى للكبش فداءاً لسيدنا إسماعيل، بالرغم من أنها قصة تربوية محضة، يقوم فيها إسماعيل بالانصياع لرؤية أبيه بذبحه دون مناقشة، ثم التضحية العظمى وأهمية هذا الكبش ذو القدر الكبير.
هذا الخروف المسكين الذي يتم القاءه بالحجارة، من الأولى لكم أن تعلموا طفلكم احترامه وتقديره، فهو سبباً من أسباب سعادة الآخرين وهو تضحية من الجميع لمجتمع أفضل متوازن. أما تعليمه السادية وإيذاء مخلوقات الله، غالبا سينتج لنا مقاتل جديد في صفوف داعش.
ذات الأمر ينطبق على شراء الصواريخ التي تكفي لإشعال قرية صغيرة، وتعليم الطفل المباديء الأولى في علم التحرش بالفتيات باستخدام مسدس البليّ الأشبه بمسدس الخراطيش.
الموقف الخامس: المترو
في المترو عدة كراسي لكبارالسن والمعوقين، أشهد أنني ركبت المترو في الزحام الشديد ولم يجلس أحد أبداً على هذه الكراسي حتى ولو كانت خالية دون وجود من يحتاجها.
في مكان آخر..
يقف الرجل بكل اعتزاز وسط السيدات في عربتهن، تطالبه أحداهن بالنزول لأنها عربة للسيدات فيرفض بكل ثقة، لا أعرف مصدرها حقيقة فهو قد تخلى حالاً عن رجولته وارتضى بأن يكون معدوم الجنس لا هو برجل يلتزم بمكانه ولا سيدة باسلة في سعيها اليومي.
أراهن أن ذات الشخص هو من كان طفل الأمس الذي يتعمد ضرب الفتيات بمسدس البلي وتشجعه أمه على ضرب إخواته البنات بدعوى أنه “رجل”
الحقيقة أن الكلام يطول عن الفارق الأخلاقي الرهيب بيننا وبين الآخرين، التقدم والحضارة ليسوا بالموارد ولا بالتخطيط ولا بأي شيء آخر بقدر ماهو متوقف على الأخلاقيات أولاً وأخيراً..
الأخلاقيات المعروفة بوضوح الفطرة البشرية وتعاليم الأديان، لكننا نكتفي بالتحدث عن الإنسانية دون الالتزام بها، وعن التظاهر بالدين دون الخوض فيه. تعليم طفلك الصلاة ليس أكثر أهمية من تعليمه الوقوف عند تحيته لرجل أكبر سناً أو لامرأة.
تعليمه الألوان بالإنكليزية ليس أهم من تعليمه الرحمة بالمخلوقات الحية، وتعليم طفلتك كلمات أغنية جديدة ظريف جداً ولكنه ليس بأهمية تعليمها اتخاذ قراراتها بنفسها.
أعرف أن كل هذا الكلام قد قيل من قبل، لكن ربط تعليم الأخلاق بتقدم الأمم أمر حقيقي للغاية لا أعتقد أن هناك دولة تمتلى بالمتحرشين والساديين ومعدومي الرأي في طريقها للتقدم، لكن بالتأكيد هناك جماعات إرهابية تفعل ذلك بنجاح.
اقرأ ايضــاً :
الحياة..عندما كانت بنكهة الخيال
من قال أن السعادة لا يمكن شرائها؟
لهذه الأسباب يفشل العرب دائماً في الاستمتاع بحياتهم
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
رائع جدا المقال. اشكرك على كتابة تجارب حية سابقة في حياتك.
كاتبة هذا المقال مصرية 100%
مقال رائع و ياريت لو تكتبى اكتر عن التعليم و السياحة لكوريا و شكرا
رائع
سؤال مدام نورا? ماصرعتينا انك عشتي بكوريا سنتين? 😀
لا شك بان مجتمعنا يعاني ازمة اخلاق. وانتكاسه شديده عن اخلاقنا وديننا .. فلا داعي لمحاولة التبرير والدفاع. وفي ظنك انك تدافع عن مجتمعك ودينك وهو في حقيقة الامر انت تساعد على القضاء عليه او استمراره في الغرق في كستنقع التشوهات العصريه التي نعيشها في مجتمعنا العربي والمسلم وهذا لا يعني اننا نفتتن بتلك الثقافت بصالحا وطالحها فكم عندهم مشاكل اجتماعية ونفسية. وثقافية وحتى خلقية في جوانب غير الجوانب التي ذكرتها الكاتبه فلا نبحث عنها ولكن نعترف بمشاكلنا وعيوبنا التي تقارن بهم ونعترف بانهم. في تلك الجوانب تحديدا تفوقو علينا في تطبيق ما هو اصل في ثقافتنا .. اما نقطة التربية والتعليم. فوالله هذه طامة مجتمعاتنا في مدارس تعدم الشخصيه ولا تزرع الا معلومات ما ان. انتهى العام. منها الا ويجد الطفل في نفسه رغبة داخليه في نسينها لانه شعر انها دخلت عليه باكراه وانتهاك لعقله وجسده. وروحه فينبذها واما ما دون تلك المعلومات فما هي الا مدرسه تنزع الابداع في يسمى بالنظام وتنزع الثقه بالنفس فيما يسمى بالاحترام وتنزع البحث والتنوع والحريه في العلم فيما يسمى بالمنهج العقيم فلا يخرج الطالب لا بعلم ولا دين ولا شخصيه ولا خلق. واذكركم ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم
لا شك بان مجتمعنا يعاني ازمة اخلاق. وانتكاسه شديده عن اخلاقنا وديننا .. فلا داعي لمحاولة التبرير والدفاع. وفي ظنك انك تدافع عن مجتمعك ودينك وهو في حقيقة الامر انت تساعد على القضاء عليه او استمراره في الغرق في كستنقع التشوهات العصريه التي نعيشها في مجتمعنا العربي والمسلم وهذا لا يعني اننا نفتتن بتلك الثقافت بصالحا وطالحها فكم عندهم مشاكل اجتماعية ونفسية. وثقافية وحتى خلقية في جوانب غير الجوانب التي ذكرتها الكاتبه فلا نبحث عنها ولكن نعترف بمشاكلنا وعيوبنا التي تقارن بهم ونعترف بانهم. في تلك الجوانب تحديدا تفوقو علينا في تطبيق ما هو اصل في ثقافتنا .. اما نقطة التربية والتعليم. فوالله هذه طامة مجتمعاتنا في مدارس تعدم الشخصيه ولا تزرع الا معلومات ما ان. انتهى العام. منها الا ويجد الطفل في نفسه رغبة داخليه في نسينها لانه شعر انها دخلت عليه باكراه وانتهاك لعقله وجسده. وروحه فينبذها واما ما دون تلك المعلومات فما هي الا مدرسه تنزع الابداع في يسمى بالنظام وتنزع الثقه بالنفس فيما يسمى بالاحترام وتنزع البحث والتنوع والحريه في العلم فيما يسمى بالمنهج العقيم فلا يخرج الطالب لا بعلم ولا دين ولا شخصيه ولا خلق. واذكركم ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم
معظم المشاكل تعود لشيئين التربية و التعليم ! مقال رائع يتناول فكرة جدا مهمة …سلمت يداك نورا
كوريا Vs مصر ..
مقال قيم ومهم ميزته أنه سلس جداً ،وبسيط ولا يخلو من سخرية مريرة من الواقع يتناول قضيةخطيرة جدا بشكل ذكي وعملي .. فهو يقرب لك المعنى والهدف بدون مايشعرك بثقل النصيحة .. فأسلوب المقال لايخلو من المفارقة ،حيث اعتمد على المقارنات بيننا وبين مجتمع آخر “كوريا الجنوبية “عبر عدة مواقف سلوكية متناقضة مختلفة تبرز الفارق الحضاري والأخلاقي الرهيب بيننا وبين الآخر ..
“ُوالضِّدُّ يُظهِرُ حُسْــنَهُ الضِّدُّ ، وبِضِدِّها تتَميّزُ الأَشْياء”
طبعا يتناول باختصار التربية الأخلاقية للنشء منذ نعومة أظافرهم ، وكيف أنها تبدأ أولا من المنزل ، فهي علم قاائم بذاته ، لأنه يحتاج إلى تعليم وجهد وتدريب مستمر للطفل قبل أن يبدأ حتى بالمشي أو الكلام ، وصولاَ إلى مرحلة جني ثمار ذلك الجهد وقد تحول ذلك إلى سلوك وواقع تجد أثره واضحاً في المعاملات وفي الأخلاق لدى الكبار والصغار على حد سواء .
الاستاذه نورا ناجي
كثيرا ما ادخل للموقع واتصفح ما تكتبون جميعكم
ولكن هذا المقال فقط سيجعلني اعشق مقالاتك لا اراديا
شكرا
مقال موجع …
من الجميل أن نرى مفكرين مثلك سيدتي 🙂
7lw gdnnNnnnnnnnnnnnnn (y) (y) <3
صحيح هناك فصل بين تعاليم الاسلام وبين الواقع الذي نعيشه للاسف
المقارنه ليست عادله يا اختي
انتي تقارنين افضل ماعندهم بأسوأ ماعندنا
لدينا من العوائل الفاضله ف العالم العربي مالله وحده به عليم
لطفاً كفانا جلداً للذات.
لا للتعمِيم دائماً وأبداً، مَقال رائع لـنورا ناجِي كالعادة 🙂
“التربيّة والتعليم” هُنا وهناك، ومن أكثر النقاط التي تعتبر حقاً غصّة في الحلق! نقطة التعامل مع الحيوَان 🙁 لكن لا أستغربُه من أشخاص بالكاد يعاملون الجنس البشري بلُطف، فما بالك بالحيوانات، و”لا للتعميم” مرّة أخرى
آآآه
شكراً على المقال الموجع
مع احترامي لكاتب هذا المقال لكن جلد الذات الزائد ….ومنطق الواقع الاسود الذي تصوره …اكبر من الواقع الذي نعيشه …اي نعم هناك كثير من المميزات التي تربى عليها الاطفال في كوريا لكن هذا لا يعني بالضرورة انهم افضل منا ..او نحن اسوء منهم …العالم اليوم يوجد به كل انواع البشر باختلافاتهم الخلقية والخلقية …. الانبهار الزائد بالاخرين يخلق نوع من الاحباط لهذا لا انصح بتكرار مثل هذه المقالات في اراجيك
مقال جميل
شكراً لكي
كلام سليم, ولو أرادت الكاتبة أن تذكر باقي الحسنات وتكمل المقارنة لأصيب البعض بالإحباط!!! أنا أيضا عشت في اليابان ورأيت الفرق الشاسع ابتداء بالتربية والتعليم وليس انتهاء بحقوق الحيوان. يبقى الفارق الجوهري في النهضة بيننا وبينهم هو العمل الجاد…… العمل الجاد في كل مجال وكل بتخصصه من غير تدخل أو رقابة, كل رقيب على نفسه ليس لأنهم منضبطون ذاتيا فحسب, بل أيضا لأن كل فرد عامل (بصرف النظر عن المنصب) سوف يسأل عن منجزاته في آخر النهار أو آخر الأسبوع أو الشهر.
عزيزتي نورا، تتحدثين عنهم وكأنهم جميعهم كما ذكرت، وتتحدثين عنّا وكأننا جميعاً كما ذكرت، لا أدري بما أصف حظك، هل أصفه بالجيد إذ قابلت أفضل ما لديهم أم هو سيء إذ قابلت أسوء ما لدينا، أم أنك تعمدت ذكر النقيضين في الحالتين لكي تكون لديك فكرة مقال، أم أنها النغمة السائدة الدارجة في ذكر كم نحن سيئون وعديمو الإحساس بل ساديون وخصوصاً من رئيس تحرير مدونة أراجيك الأستاذ/ عماد أبوالفتوح. أنا لن أقول أننا أفضل شعوب العالم ولكن لا بد من سيدة عربية في ذات الزمان في غيرما مكان لا تعلّم طفلها أن يبصق في وجوه الغرباء فما ذنبنا نحن إذا ما كان حظك العاثر قد ساقك إلى حيث من تعلم ابنها البصق؟ ولا بد من وجود رجل ما يعطي ابنه هامشاً من الحرية في أن يفعل في الحديقة ما يشاء طالما أنه ليس بخطر ولا يزعج الآخرين، وحين لم يحضرك مثال على نقيض ذلك لدينا قمت بذكر كيف أننا نختار لطفل ملابسه ومدرسته، ويكأنهم في الغرب يتركون أمر اختيار ملابس الطفل ومدرسته للطفل نفسه. ولا بد من وجود عائلة عربية تربي أبناءها على الرأفة بالحيوان والشفقة به، وفي المقابل لا بد من وجود سيدة غربية تنظر لك شذراً حين تحاولين مداعبة ابنتها من باب أنك حشرية أكثر من اللازم، أو أنك تحاولين استمالته لخطفه في حال إذا كان الطفل وحيداً، ولا بد من وجود رجل في مكان من الغرب لم يربّ ابنه يوماً على الشفقة بالحيوان، ونحن لا ننفك نسمع بين الحين والآخرعن تلك العائلة الغربية التي حبست ابنها لسنين طوال لأنه معاق ويشعرهم بالحرج (على سبيل المثال).
آسف على الإطالة، ولكنها غصة في الحلق على هذا النمط من التفكير أبت إلا أن تخرج
الطفل المصري ازكي طفل بالعالم الشعب المصري شعب متدين بطبعه الشعب المصري صبور الشعب المصري معدته تطحن الظلط الشعب المصري هو الوحيد اللي دمه خفيف الشعب المصري صاحب تاريخ ومش مهم الحاضر امتي نفوق من الخزعبلات
كلام ونقل ونقض جميل جدا
ما أروع هالكلام 🙂
مقال جميل جدا
المقال جميل وصادق كالعادة وحقيقى ب ايه الحل ، ولو ربينا اولادنا صح الفكرة ازاى بقى نحميهم من كل وساخات المجتمع وتربية الاخرين لابنائهم عشان متأثرش عليهم وللا نسيبها مخضرة وللا ايه بالظبط!
انا بقيت حاسة ان فكرة كل واحد يبدأ بنفسه وبأولاده دى افلاطونية بحته زى كده حضارة ال 7000 سنة
تحفه يا نورا ^^ بقرح اوى لما الاقيكى بتشكرى فى كوريا =D
اجا اجا فايتينغ ^^
فعلاً التربية من اهم اسباب تقدم الامم , للاسف العالم العربي والاسلامي بشكل عام يغفل عن هذه النقطة المهمة .
رائع يا نورا
مقال رائع يانورا و ياريت الناس تهتم شويه بتربية أولادها وأنجازتهم وشخصيتهم
تقرير رائع كعادة الكاتبة الأستاذة نورا …. مشكورة