🎞️ Netflix

حملة #فتبينوا.. تقف لخرافات الإنترنت بالمرصاد

حملة #فتبينوا.. تقف لخرافات الإنترنت بالمرصاد 1
مي السيد
مي السيد

5 د

طوبى لكل عقلٍ يُفكر…

هذه الجملة التي تتبادر إلى ذهني حين أجد أيّ مُسكّن يخفف جحيم مواقع التواصل الاجتماعي؛ الذي زخر بكثيرين غير مؤهلين فيه. فعالم مواقع التواصل الاجتماعي لم يعُد حِكراً على العالم المُثقف – إن صح التعبير – أو حتى هؤلاء الأشخاص المُلّمين بالتكنولوجيا وكيفية إدارة مواقع التواصل الاجتماعي والويب فحسب، بل أصبح عالماً مليئاً بجميع الفئات من الناس حالهم كحال الواقع البائس الذي نعيشه، وزاد الأمر سوءاً حين وُجدت فئاتٍ مُتنوعة استحلته بطرقٍ كثيرة كلٌّ وفق ما يراه هو.

فهناك فئة كبيرة من الأشخاص اتخذت من مواقع التواصل الاجتماعي -«فيسبوك» تحديداً- مِنبراً لبث الخرافات عن طريق إنشاء العديد من الصفحات الهزلية التي تُخاطب عقولٍ كثيرة في عالم مواقع التواصل الاجتماعي.

تلك الخرافات تتعلق دائماً بحدوث مُعجزات، أو وقوع حوادث غريبة ترتبط دائماً بنبوءات، أو ترتبط بشكلٍ أو بآخر بالأديان كافّة. وزِد عن ذلك هو حدوث بعض الأمراض، أو شفاؤها وفق دلالات إلهية، أو مقارنة بآياتٍ قرآنية وغيرها من تلك الروابط الغريبة.

المشكلة لا تكمن هنا فحسب، بل تكمن في تفاعل أُلوف مُؤلَّفة من الناس في الوطن العربي، وتصبح تلك الخرافات عادات وطقوسٍ مقدسة، بل وأمثلة يُحتذى بها في الأسرة الواحدة.

ولكن لا يسود الظلام طويلاً، فنهاية كل ظُلمة نقطة بيضاء، أو زاوية مُشرقة. والزاوية المُشرقة هنا، هي أن الجميع لا يُنوّم تنويماً مغناطيسياً تحت تأثير تلك الخرافات، بل هناك عقول عربية نظيفة، تحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تقف في مواجهتها، وإيقاف هذه المهازل التي تستنزف عقول العوام أكثر مما هي عليه!

واحدة من أنشط المبادرات والحملات ضد تلك الخرافات وتعمل بقوّة؛ هي حملة « #فتبينوا لمكافحة الخرافات على الإنترنت »، والتي هي مِحور حديثنا اليوم.


من هُمْ؟

معاذ الظاهر

معاذ الظاهر

مؤسس الحملة هو الشاب الفلسطيني – الأردني «معاذ الظاهر»، طالب عشريني يُدرس في «القاهرة – مصر»، ويتنقل بين عمّان والقاهرة. يروي في إحدى اللقاءات التلفزيونية أن الفكرة أتت إليه بسبب إحدى الخرافات التي استشهد بها أحد أئمة المساجد في خطبة الجمعة، مما استفزه ذلك الاستشهاد على حد وصفه.

ومن هنا انطلقت الحملة لمواجهة هذه الخرافات المزعومة، وانتشرت على نطاقٍ واسع في العالم العربي. أمّا بالنسبة لفريق العمل، فيتواجد مجموعة من الشباب يعملون مع «معاذ» في الأردن، بالإضافة إلى العديد من الشباب، والطلاب، والمختصّين في علومٍ مختلفة من مختلف أرجاء الوطن العربي، والعالم.


فكرتها ونشأتها

ftbino 02

الفكرة العامة كما ذكرنا سابقاً؛ هي صَدْ ووقف الخُرافات التي تتعلق بما يحدث حولنا في العالم، وربطها بالأديان خصوصاً الدين الإسلامي، الذي يراه البعض في حاجة ضرورية ودائمة لوجود خوارق أو معجزات لإثبات وجوده، أو دحضه.

أيضاً يهدف فريق الحملة لإيجاد محتوى عربي صحيح بعيداً عن أي خرافات، أو أكاذيب في أغلب الأمور العامة التي يتناقلها الأشخاص فيما بينهم.


 أمثلة لتلك الخرافات

في حقيقة الأمر، هناك العديد من الأمثلة التي تعرضها تلك الحملة تصيبك بالصدمة والضيق حين تُدرك أن هناك أشخاص يعيشون مؤمنين ومقتنعين أيّما اقتناع بصدقها! وها نحن نستعرض أبرز الخرافات المتداولة؛ وكيف استطاعت الحملة تصحيحها. وجميع الأمثلة هنا من مصدرها في الحملة كالآتي: –

– مقولات نبوية لا أساس لها من الصحة!

ftbino 03

– التفسير الرّهيب لاختصار كلمة GAP!

ftbino 04

– ثمرة الطماطم الساجدة!

ftbino 05

لم نكتفي هنا فحسب. بل هناك أيضاً مهازل أخرى تأخذ اتجاه أكثر استفزازاً وربما تزيدك حنْقاً على هؤلاء الجالسين خلف صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ليذكّروك دائماً بأن الشيطان يجلس بجوارك، أو أنك مُذنب، أو ستصاب بعاهات مُستديمة، أو يسلبون منك إثباتاً لأي شيءٍ يريدونه بضغطة «لايك أو شير»، وإن لم تفعل فإنك على حافة الهاوية. وكأن العبقري «زوكربيرغ» ألقى بزر الإعجاب السحري أخيراً لتحقيق الأمنيات – وأكثر من ذلك – على فيسبوك! ومن هذه الأمثلة ما يلي:-

–  أثبت حبك لوالدك بضغطة لايك!

ftbino 06

– الأيدي المعجزة .. لايك!

ftbino 07

– الحمد لله لو كان حالك أفضل منهم.. ولايك!

ftbino 08

والأمثلة كثيرة جداً لمن يريد أن يتصفح تلك الصفحات على هذه الشاكلة. أمّا المؤذي في الأمر كله هو عدد «الإعجابات، والمشاركات، والتعليقات» على هذه المنشورات العجيبة. لكن التفسير المنطقي الوحيد لوجود هذا الكم الهائل من الناس على مثل تلك الصفحات، هو أن معظمها تأخذ اسماً دينياً أو تثقيفياً، أو في بعض الأحيان علمياً بشكلٍ أو بآخر، جاذباً بذلك ملايين الناس البسطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

لم تكتفي الحملة بصفحة على فيسبوك فحسب، بل انطلقت الحملة من مواجهة الخرافات بأبسط السُّبل، حتى تطورت إلى قناة على «اليوتيوب»، تعرض برامج وحلقاتٍ توضيحية لأشهر الخرافات المتداولة، وفي مُدّة زمنية لا تتعدى خمس الدقائق، يشرح فيها «معاذ» قصصاً لخرافاتٍ يصدقها كثيرون تبدو مُضحكة في أحيانٍ كثيرة!

هذا الفيديو بعنوان «الإسلام والأيدي البلاستيكية». الجدير بالذكر أن هذا الفيديو هو أول فيديو تنتجه الحملة.

فيديو يوتيوب

شاهد هذا الفيديو أيضاً بعنوان «الإسلام والبطاطا» سيجعلك تضحك كثيراً.

فيديو يوتيوب

أمّا هذا الفيديو، فهو آخر أعمال الحملة حتى الآن وهو بعنوان «كيف نمنع الأذكياء من دخول الإسلام؟»

فيديو يوتيوب

والأمثلة أيضاً كثيرة..

لمتابعة الحملة يمكنك زيارة الروابط التالية…

فيسبوك | تويتر |

وللتواصل معهم، يمكنك ذلك عن طريق عنوان البريد الإلكتروني التالي:

ذو صلة

أخيراً.. كنت قد أخذت فترة طويلة جداً وأنا أحاول تجنب رؤية تلك الصفحات الخرافية، وإزالتها من قائمة اهتماماتي، وربما أنتم كذلك؛ لكن دائماً تجدون معظم تلك المنشورات وبكل أسف على صفحاتٍ أخرى تبدو في كثيرٍ من الأحيان «موثوقة».

وفي كل الأحوال، تبقى الكلمة الأخيرة التي تستحق أن تُقال، هي أن فريق عمل «فتبينوا» يمتلك قدراً عظيماً من الصبر؛ استطاعوا به توفير مصادر صحيحة وموثوقة لدحض تلك الخرافات، وهذا الصبر لم أجده لنفسي أثناء كتابتي لهذا المقال!

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

مشكور يا أخي ! ………….. وبارك الله في دراستك الجامعية

شكرا على المقال … وربنا يقويهم ويصبرهم … عملهم رائع 🙂

ذو صلة