الصداع: أنواعه المختلفة.. والخطورة النسبية لكل منها
6 د
يعتبر الصداع من أكثر المشاكل الطبية شيوعاً لدى معظم الناس، وقد انتشرت طرق علاجه لدى الكثيرين فمنهم من يعالجه بالنوم، ومنهم من يتناول المسكنات، وهي علاجات ناجحة في معظم الأحيان، لكنها تقضي على بعض أنواع الصداع دون بعضها الآخر، لذا يجب علينا الإلمام بمختلف أنواعه والأعراض التي ترافق كلاً منها حتى لا نستخف بالأمر دون الذهاب لاستشارة الطبيب في حال تطلب الأمر تدخله عندما نتعرض للأنواع الأكثر خطورة من الصداع، والتي يجب علينا أخذ الحذر بشأنها..
من الجدير بالذكر بدايةً أن الدماغ بحد ذاته بنية غير حساسة للألم، فألم الصداع يأتي من الضغط أو الاضطراب في البنى المحيطة بالدماغ، كالرقبة وما تحويها من عناصر ترتبط بالدماغ، الأوعية الدموية، العضلات، فروة الرأس، وغيرها من البنى..
وللصداع نوعان، أولي يحدث دون تدخل من أي مشكلة طبية أخرى، أو مرض يصيب الجسد، وثانوي يحدث كنتيجة لحالات مرضية أخرى كالتهاب الجيوب، إصابات العنق، الصدمات، وغيرها..
سأطلعكم في هذا المقال على ستة أنواع من للصداع، كل نوع له صفاته وخطورته، ربما يتشابه نوع مع غيره مما يقودنا إلى الاستخفاف به وعدم علاجه بما يتناسب مع خطورته، لذلك اطلاعنا على هذه الانواع وأعراضها المختلفة سيقينا من الوقوع في هذا المأزق.
صداع المفصل الفكي الصدغي
يحدث عند إطباق الفك، أو انغضاط الأسنان على بعضها بقوة، يكون هذا غالباً خلال النوم، أو بسبب الاضطرابات ضمن المفصل ذاته، ويكون تشخيصه سهلاً لأنه غالباً ما يترافق مع ألم خلال المضغ، وأصوات تصدر عن المفصل الفكي الصدغي حيث تكون حركته محدودة بسبب إصابته، مما يؤدي بالنتيجة إلى صعوبة في البلع، ألم في الوجه والعضلات الماضغة، دوار، طنين في الأذن، وغياب سمع وهمي في بعض الأحيان، إلا أن هذه الأعراض لا تظهر دفعة واحدة لدى المريض، حيث يظهر بعضها لدى فئة معينة من المرضى، ويظهر البعض الآخر لدى فئة أخرى..
يحدث في أغلب حالاته لدى النساء لأن البنية التشريحية للعظم الفكي لديهم تؤهل لهذه الإصابة، وذلك في الأعمار التي تتراوح بين 15 – 50 سنة، فهو قليل الظهور عند الأطفال مرونة المفاصل وامتلاكها مساحة كافية للنمو والتأقلم مع أوضاعها المختلفة.
صداع التهاب الجيوب
الجيوب هي أجواف تمتد عن تجويف الأنف، وظيفتها ترطيب بطانته عن طريق إفراز المواد المخاطية، وما يحدث ضمن هذا النوع من الصداع هو انتقال التهاب فيروسي أو جرثومي إلى هذه الجيوب، ومن ثمّ حدوث الالتهاب فيها، مما يسبب تضخمها وتجمع المواد المخاطية داخلها، فيزداد الضغط ضمنها مؤدية في النهاية إلى الصداع الذي يكون شديداً لدى المرضى عند الاستيقاظ بسبب تجمع المفرزات فيها أثناء الليل، كما يمكن أن يثار هذا الألم بحركات أو وضعيات معينة للرأس، ويترافق هذا بالطبع مع سيلان أنفي، احتقان، ووهن عام..
تكمن المشكلة في هذا النوع من الصداع أنه يتداخل في تشخيصه مع صداع الشقيقة أحياناً، لأنهما يسببان الألم في المناطق نفسها، كمقدم الجبهة، الخدين، حول العينين، وهي الأماكن نفسها التي تتواجد فيها الجيوب الأنفية، وتسبب الألم حولها عند إصابتها بالالتهاب، مما يجعل تفريق هذين النوعين من الصداع صعباً إذا لم تظهر أعراض الاضطرابات البصرية قبل نوبات صداع الشقيقة.
الصداع العنقودي
من أشد أنواع الصداع إيلاماً، يأتي على شكل نوبات قد تكون عرضية لدى 80% – 90% من المرضى، يعاني هؤلاء من نوبات يومية أو شبه يومية من هجمات الصداع العنقودي، والتي قد تستمر من أسبوع إلى سنة كاملة، وقد تأتي النوبات مرة واحدة يومياً أو أكثر، وتكون الهجمة بحد ذاتها قصيرة المدة لكنها مؤلمة بشدة..
تُتبع مثل هذه الهجمات بفترة راحة لا تحدث فيها أي هجمات (حوالي 14 يوماً).
وقد تكون النوبات مزمنة لدى نسبة أقل من المرضى 10%، ومثل هذه النوبات تسبق بفترة تحدث فيها أعراض تنبئ بحدوثها، تشمل هذه الأعراض التعب، ألم الرقبة، تصلب وصعوبة في الحركة، شعور غريب في الأطراف، وحساسية شديدة في المنطقة التي سيتطور فيها الصداع العنقودي من الرأس، وعندما تبدأ الهجمة الفعلية تتزايد وطأة الأعراض بسرعة خلال فترة لا تتجاوز 15 دقيقة لتصل إلى أشد مراحلها.
تسبب الهجمات المزمنة إيقاظ المريض من نومه، ويترافق ذلك مع ألم واخز وشعور ثاقب في العين، أو فوقها قرب المنطقة الصدغية على أحد جانبي الرأس، وهذه أعراض تشابه ما يحدث في الشقيقة أيضاً، ونضيف إليها (الحساسية للضوء والصوت، الغثيان، والإقياء).
يُعتقد أن السبب في ذلك هو تغيرات غير طبييعية تطرأ على منطقة الوطاء في الدماغ، حيث يوجد ما يسمى بالساعة البيولوجية، لأن الهجمات تحدث في فصول معينة، وأوقات معينة من اليوم، كما أن التصوير الطبقي المحوري وضح ازدياد النشاط في هذه المنطقة خلال حدوث النوبة.
الصداع التوتري
يعد من أشيع أنواع الصداع التي تتميز بألم خفيف إلى متوسط الشدة، يستمر من عدة دقائق إلى أيام، يشبه برباط يشد حول محيط الرأس مسبباً الألم، يصفه المريض بأنه يشعر وكأن رأسه ينحصر بين طرفي ملزمة، وقد يصاحب ذلك بألم في الرقبة والكتف، ولهذا كان التوجه العلمي لاقتراح سبب له هو تشنج في عضلات الرأس أو الوجه عند مواجهة ظروف التوتر والضغط (تسمى الشدة النفسية)، لكن السبب الفعلي غير معروف بشكل دقيق رغم انتشار هذا النوع من الصداع على نطاق واسع.
يعاني المريض من حساسية تجاه الضوء في فترة هجمة الصداع وما بينها، بالإضافة إلى الاضطرابات البصرية، وهي أعراض مشتركة مع صداع الشقيقة النصفي، لكنها لا تكون بنفس الشدة لد مريض الصداع التوتري، وهي لا تحد من قدرة الشخص على ممارسة نشاطاته اليومية كما هو الحال في الشقيقة.
الصداع الرقبي
يعد مسؤولاً عن 4% إلى 22% من أنواع الصداع المشاهدة سريرياً.
هو نوع من أنواع الصداع الثانوي، بمعنى أنه يترافق مع مشكلة أو إصابة في مفاصل الرقبة، وهو يزول بمعالجة هذه المشكلة التي تعتمد آلية حدوثها على البنى العصبية والعضلية العظمية الموجودة في الرقبة، كالمفصلين الرقبيين الثاني والثالث، النخاع الشوكي، وعضلات الرقبة المختلفة. حيث يولد الخلل في إحدى هذه البنى إشارات عصبية تنتقل إلى جذع الدماغ، ومنه إلى قشر الدماغ الحسي، ليتم تفسيرها على أنها صداع رقبي.
وهذا الخلل يعود في مجمله إلى ضعف عضلات الرقبة، مما يؤدي إلى بقائها في وضعية تحرض الألم لعدم قيام العضلات بوظيفتها في حفظ الوضع القويم لها، أو أن واحداً من مفاصلها أخذ وضعاً غير مناسب دون العودة إلى شكله الأصلي، مما يحرض نفس الحالة السابقة، وهو يحتاج في علاجه إلى أيد خبيرة للقيام بالمعالجة الفيزيائية لهذا الخلل مما يؤدي إلى زوال الألم.
صداع الشقيقة (الصداع النصفي)
يصنف هذا الداء على أنه حالة مرضية أكثر من مجرد صداع بسيط، وبشكل عام، هناك أربعة فترات تتلاحق فيها أعراض هذا النوع من الصداع قد لا تحدث عند جميع المرضى، لكن وجود واحد أو أكثر منها يجعل احتمال الإصابة به أكبر..
هذه المراحل هي:
البادرة، أعراض ما قبل الهجمة، هجمة الصداع، أعراض ما بعد الهجمة..
في البادرة تبدأ أعراض غريبة في الظهور قبل الهجمة بعدة ساعات، أو حتى يوم أو يومين، وهي تشمل الحساسية للضوء والصوت، تغيرات في الشهية، التعب والتوعك، واضطرابات المزاج.
تحدث اضطرابات حسية أخرى قبل الهجمة مباشرة، يعد أهمها الاضطرابات البصرية التي تتمثل بمشاهدة أضواء ساطعة بأشكال مختلفة متعرجة أو نجمية على خط أفق النظر، أو على العكس قد يبصر المريض نقاطاً سوداء، وقد تتعطل الرؤية المحيطية لديه (أي لا يستطيع أن يرى إلا ما يقع أمامه بزاوية أقل من زاوية النظر المعتادة بكثير).
هذا النوع يتميز بهجمات تستمر من 4 – 72 ساعة في حال عدم تسكينها، وهي تحدث في جانب واحد من الرأس عند السواد الأعظم من المصابين، لتذهب النوبة، ويحل بعدها الوهن الشديد، وعدم القدرة على التركيز لفترة معينة.
المصادر: 1 – 2 – 3
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.