إنجاز جديد للإنسان: جيمس كاميرون يهبط 10,898 متر بمفرده لأعمق نقطة على سطح الأرض!
جيمس كاميرون هو المخرج الشهير الذي صنع أفلاماً صنعت طفرة في عالم السينما كتايتانيك وأفاتار، وهذه المرة صنع كاميرون طفرة جديدة لكنها في عالم الاكتشاف هذه المرة حين هبط في قاع المحيط 10,898 متر في أعمق نقطة على ظهر الأرض:
ما تشاهدونها في هذه الصورة هي غواصة تحمل اسم مُتحدّي الأعماق Deepsea Challenger، وهي التي استخدمها كاميرون للقيام بهذه المغامرة المدهشة أول أمس، ليصبح بذلك أول إنسان يهبط بمفرده لهذا العمق في التاريخ!
هبط جيمس كاميرون بمتحدي الأعماق لخندق ماريانا الذي يُعد أعمق نقطة على سطح الأرض، واستقر في الأعماق 3 ساعات أرسل فيها هذه التويتة:
“وصلت للتو إلى أعمق نقطة في المحيط!.. لم يكن شعور الاصطدام بالقاع جيداً.. أتشوق لمشاركة ما أراه الآن معكم!!..”
كان من المفترض أن يبقى في الأعماق 7 ساعات لكنه قرر العودة سريعاً بعد تسرب بعض الزيوت، ووصف كاميرون ما شاهده قائلاً: “كان القاع أشبه بسطح القمر!.. لم أرى أي أسماك أو كائنات حية إلا بضع قشريات تشبه الجمبري!”
كاميرون حين وصل للسطح
حملت الغواصة عدة أجهزة لاستكشاف الأعماق والتصوير وكانت الرحلة في الأساس بهدف زيادة معلوماتنا عن عالم الأعماق الغامض، وستكون هناك مزيد من الرحلات لمُتحدّي الأعماق لوضع مزيد من الأجهزة وجمع عينات.
لا أستطيع تخيل أي إثارة تلك التي شعر بها كاميرون وهو يجلس وحيداً أسفل كل هذه الكمية من المياه في ظلمة أعمق نقطة على ظهر الأرض!!..
هذا إذا وضعنا في الاعتبار مدى الأمان الذي يشعر به شخص يجلس أسفل ضغط يقارب 1,100 كيلوجرام على السنتيمتر المربع، أي أن أصغر تسرب من المياه على هذا العمق سيكون قادراً على شق الفولاذ إلى نصفين (فما بالكم بالشخص الموجود داخل الغواصة!!).
يصل ارتفاع مُتحدّي الأعماق لـ7.3 متر وتزن 12 طن، وتحوي كاميرات ثلاثية الأبعاد وكشافات إضاءة يصل ارتفاعها إلى مترين ونصف. واستطاعت الوصول إلى القاع في ساعتين و36 دقيقة بينما صعدت في 70 دقيقة فقط.
وهذا الإعلان لناشيونال جيوجرافيك التي تشارك في رعاية هذا الاستكشاف:
لم تكن تلك المرة الأولى التي يهبط فيها الإنسان لهذا العمق، فكانت الأولى عام 1960:
وذلك حين نزل دون وولش وجاك بيكار لأعمق نقطة في خندق ماريانا، واستغرق هبوطهما 5 ساعات وبقيا في الأعماق 20 دقيقة فقط. لكن هذه هي المرة الأولى التي يهبط فيه شخص منفرداً لهذا العمق.
إذا كنت تستغرب رغبة الإنسان في استكشاف أعماق البحار بعد وصولنا للقمر واستكشفنا لأعماق الفضاء السحيقة، فقد تفاجئك المعلومة التالية:
هل تعلم أن الإنسان لم يستكشف سوى 3% فقط من أعماق المحيطات التي تشكل 70% من الكوكب الذي نعيش عليه؟!!
أي أن أعماق البحار عملياً أغرب إلينا من سطح القمر!!.. ويمكنكم مشاهدة بعض الصور التي عرضناها سابقاً لتدركوا لأي حد يصل غموض عالم الأعماق:
لذا فهناك عدة محاولات لاستكشاف هذا العالم الغامض لعل أهمها هو فيرجين أوشانيك التي تحدثنا عنها من قبل في موضوع:
فيرجين أوشانيك: الغواصة التي ستأخذنا لعالم لم تره عين بشر من قبل!!
وأختم بكلمة قالها ريتشارد برانسون في موضوعنا السابق:
كيف سيكون شعورك إذا أخبرتك عن كوكب تعيش على سطحه “كائنات ذكية”، وفي القرن الواحد والعشرين من حضارتهم لم يستكشفوا سوى 0% من أعمق نقاط كوكبهم ولم يضعوا خرائط سوى لـ3% من المحيطات، في الوقت الذي تشكل فيه هذه المحيطات 70% من مساحة الكوكب الذي يعيشون عليه!!!
ثم ماذا إذا أخبرتك أيضاً أن هذه الكائنات الذكية التي تعيش على السطح لا تعرف سوى 10% فقط من الكائنات الحية التي تعيش معها على نفس الكوكب!!
لن تصدق ما أقول وستظن أنني غفوت للنوم وأنا أشاهد أحد أفلام الخيال العلمي، قبل أن تكتشف أن هذا الكوكب هو كوكب الأرض وأن هذه الكائنات الذكية هي نحن!!
(المصدر)
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.