معاني أشهر 7 شعارات ورموز عالمية نستخدمها طيلة الوقت!

لدينا جميعًا نحن البشر موروث هائل من الثقافة المشتركة رغم اختلاف الجنسيات والأعراق والديانات. ويوميًا، نقابل العشرات من المواقف التي تفرض علينا، شعوريًا أو لاشعوريًا، ردود فعل تتضمن الاستعانة بإشارات أو رموز أو شعارات عالمية، سواء كانت ردود الفعل تلك شفهية أو لاشفهية باستخدام لغة الجسد أو حتى الكتابة، للتعبير عن مشاعرنا أو آرائنا دون لبس وباختصار بليغ.

اقرأ أيضاً: 9 اختراعات عظيمة من صنع المرأة!

وفي الواقع، لم يكن الأمر بهذا الانتشار وبهذا النطاق قديمًا، ولم نكن لنحوز كل هذا الكم من الثقافة المشتركة لولا انتشار وسائل الإعلام المختلفة ومنصات التواصل الاجتماعي والمشاركة الحديثة. التأثير الجمعي له مفعول السحر، وبين ليلة وضحاها قد تجد موضة سخيفة أو أغنية مبتذلة أو تحية ما وقد صارت ملء السمع والبصر، حتى وإن كنت تكرهها شخصيًا… إلى أن تجد نفسك تدندن نفس اللحن المبتذل دون أن تلاحظ أو تضطر لشراء ذلك السروال لأنه لا بديل آخر في المتاجر أو تبادل صديقك بنفس التحية الغريبة هاي فايف لأنه ليس من اللائق أن تترك ذراعه معلقًا في الهواء أمام الجميع!

مع هذا، وعلى الرغم من الانتشار الكبير لمثل هذه التفضيلات أو الرموز، إلا أنها في أغلبها تظل مؤقتة ولا يتفق عليها الجميع وإن كثُر معتنقوها. عوضًا عن هذا، هناك تلك الرموز والإشارات التي صارت جزءًا لا يتجزأ من لغتنا وثقافتنا نحن البشر، والتي ستراها حاضرة أو ستستخدمها شخصيًا بلا حاجة للشرح سواء كنت في بلدك الأم أو في عواصم أشهر المدن حول العالم، وسواء كنت تثرثر في جلسة مع أصدقائك أو تناقش بروتوكولات إطلاق الصواريخ البالستية في مكتب مغلق مع الروس.

ما سنتناوله تاليًا هو أشهر 7 شعارات ورموز عالمية نستخدمها طيلة الوقت. ستجدها مألوفة تمامًا بالنسبة لك، لكن هل تعلم حقًا أصل تلك الشعارات وما تعنيه؟ والأهم هنا، هل نستخدمها حقًا بالاتساق مع ما تحمله من معان؟ فلنشاهد سويًا…

في القرن العاشر الميلادي، كان حاكم الدانمارك يدعى هارالد بلاتاند Harald Blåtand، وهو شخصية تاريخية لها اعتبارها كونه نجح في توحيد القبائل الدانماركية في مملكة واحدة. اشتُهر هارالد باسم آخر كذلك… أجل “بلوتوث Bluetooth” أو السِنّة الزرقاء! ويرجع ذلك إلى حبه الشديد لتناول التوت البري الأزرق، مما كان يصبغ أسنانه بلون مزرق أغلب الوقت. ما دخل هذا بالتقنية؟ تابع معي من فضلك!

تقنية بلوتوث في الأصل تم تطويرها كوسيلة لتوحيد أو ربط الأجهزة على اختلافها من خلال شبكة اتصال واحدة. ولو نظرنا إلى الشعار الذي يرمز لتنقية بلوتوث لوجدنا أنه يتكون من حرفين من الأبجدية الرونية الإسكندنافية: حرف “هاجال Hagall” الروني الذي يوافق حرف “H” في اللاتينية وكان يكتب كنجمة * وحرف “جاركان Bjarkan” الروني الذي يوافق حرف “B”. هكذا يكوّن الحرفان الرونيان * و B أو حرفين من اسم الملك هارالد بلاتاند. ولأن هذا الشعار يعني التوحيد في كل شيء، فبجمع الحرفين الرونيين، نحصل على شعار بلوتوث الشهير!

اقرأ أيضاً: 9 حقائق علمية عن ظاهرة (القمر العملاق)

وبالمناسبة، فأول جهاز حمل تقنية بلوتوث كان يشبه في حد ذاته السن أو الناب!

هذا رمز آخر نستخدمه جميعًا في المكاتبات، خاصة باللغة الانجليزية. يمثّل الرمز & أداة الوصل اللاتينية “et” والتي تقابل كلمة “and” في الانجليزية و “و” في العربية بالطبع. تطور رسم “et” أكثر من مرة بداية من ظهورها قرابة القران الأول الميلادي، حيث كانت بعيدة الصلة في رسمها الأول بالرمز المتعارف عليه حاليًا.

كذلك، يُسجل لـ تيرو Tiro، المساعد الشخصي للخطيب والسياسي الروماني الشهير شيشرون Cicero، الفضل في نشر استخدامها كتابيًا، حيث لجأ لهذا الرسم لتسريع الكتابة ضمن نظام من الاختصارات الأخرى التي وضعها وعرفت فيما بعد باسم المذكرات التيرونية. وبالمناسبة، لا تفوتني هنا الإشارة إلى أن تيرو كان عبدًا لشيشرون قبل أن يعتقه الأخير ويجعله أمين سره ومساعده الشخصي. كذلك، فاسم “شيشرون” هو تعريب لاسم Cicero، والنطق الأصلي لاسمه بالإيطالية هو كيكرو!

ولنعود مرة أخرى لعلامة العطف اللطيفة “&”، حيث كثر استخدامها للغاية بعد عدة قرون في أوروبا وأمريكا، حتى أنها نالت شرف الانضمام إلى الأبجدية الإنجليزية كآخر حرف فيها حتى وقت قريب للغاية، قبل أن يتم حذفها من الأبجدية مع مطلع القرن العشرين.

لابد وأنك قد سألت نفسك هذا السؤال من قبل: ما دخل رمز القلب الأحمر الشهير ♡ بالعضو الحقيقي في صدورنا؟ أعني أن الرمز جميل لا خلاف على هذا، ويمكننا القول بكل أريحية أنه الرمز الأشهر في التاريخ للدلالة على الحب والعاطفة، لكن هذا لا يجيب عن ذلك السؤال المحير في النهاية!

وفي الواقع، هناك عدة تفسيرات تاريخية لهذا الرمز، ومنها ما هو متطرف للغاية لا يمكننا إدراجه هنا. لكني اخترت اثنين منهما يبدوان الأقرب للمنطق والآداب العامة هنا!

التفسير الأول هو أن منشأ رسم القلب بهذا الرسم هو تمثيل للشكل الذي ينشأ عن عناق وتقارب البجع أو الإوز العراقي الشهير بالـ “تم”. هذه الكائنات المهيبة الساحرة ترمز في جميع الثقافات تقريبًا إلى الحب، الوفاء، والإخلاص نظرًا لأن زوجي التم يبقيان معًا طيلة حياتهما.

تفسير شاعري يمكنني أن أقبل به بلا مشكلة، لكن هناك تفسير آخر قد يرجحه البعض؛ وهو أن رمز القلب الشهير يمثل في الواقع شكل ورقة نبات اللبلاب المعروف.

تلاحظون الشبه الكبير بين الرمز والورقة الخضراء. لكن ما الذي أقحم هذا النبات بالذات في مسألة الحب والقلب؟ الإغريق بالطبع! فقد اعتادوا رسم أوراق اللبلاب على أواني الزهر مع صورة ديونيسوس أو باخوس، إله الخمر عند الإغريق القدماء وملهم طقوس الابتهاج والنشوة!

لابد وأنك قد رأيت هذا الشعار، سواء على وصفة طبية، أو مرجع طبي، أو حتى شهادة تخرج أحد الأطباء التي يعلقها في صدر منزله. العصا المجنحة التي يلتف حولها ثعبانان كلولب للأعلى. لكنك على الأرجح لا تعلم قصة هذا الشعار الطريفة، والتي حوت خطأ تاريخيًا منذ ما يزيد عن أكثر من مئة عام واستمر حتى الآن!

اقرأ أيضاً: 9 صور من داخل الكعبة المشرفة

الشعار الذي ترونه في الصورة بالأعلى في المنتصف والذي اتخذ شعارًا للطب هو في الحقيقة صولجان هرمس (على اليمين) الذي يدعى Caduceus، وهي عصا سحرية امتلكها إله الإغريق هرمس Hermes وكانت تتمتع بالقوة لوقف النزاعات ولم شمل الأعداء، لكنها للمفاجأة لا دخل لها من قريب أو بعيد بالطب أو الشفاء. لماذا تم اتخاذها رمزًا للطب إذن؟

هنا يأتي دور الشعار الآخر على اليسار في الصورة بالأعلى، هل ترونه؟ عصا أخرى لكن بلا أجنحة وبأفعى واحدة فقط! هذه هي عصا أسكليبيوس Asclepius وهي رمز يوناني قديم متعلق بعلم التنجيم وبشفاء المرضى في الطب. وفي الميثولوجيا الإغريقية، فإن أسكليبيوس هو ابن الإله أبولو وكان اختصاصه التطبيب والشفاء من الأمراض، أي إن هذه العصا هي المقصودة إذن! كان ينبغي أن تكون هي شعار الطب والشفاء المعتمد حول العالم، وليس صولجان هرمس! ما الذي حدث بالضبط؟

هذا هو الخطأ التاريخي الذي تحدثنا عنها منذ قليل. فمنذ ما يزيد عن مئة عام، خلط أطباء الجيش الأمريكي صولجان هرمس بعصا أسكليبيوس القريبة الشبه لحد بعيد جراء مرجعية خاطئة على الأرجح. هكذا، تم اعتماد صولجان هرمس كشعار للطب باعتباره عصا أسكليبيوس الذي كان يرمز للشفاء والطب؛ وهو ما جرى تطبيقه إلى الآن … بكل ثقة!

لو نظرت إلى أي جهاز كهربي في منزلك، ستلاحظ هاتين العلامتين l – 0  على مفتاح التشغيل، إما بشكل منفصل أو معًا. وفي الأصل ومنذ عام 1940 أو أقرب قليلًا، اعتمد المهندسون نظام الترميز الثنائي لتمثيل حالات المفتاح؛ حيث يعني l التشغيل، ويعني 0 الانقطاع أو عدم سريان الطاقة.

استمر هذا حتى وقتنا هذا لكن بتطوير بسيط جمع بين الرمزين في رمز واحد عبارة عن دائرة بخط رأسي يتقاطع ويتحد معها من الأعلى.

هذا الرمز شهير للغاية هو الآخر، وإن كان ليس كذلك في مجتمعاتنا العربية لأصله القائم على اللغة الإنجليزية ومرجعية الحدث كذلك.

تم ابتكار هذا الرمز عام 1958 خلال الاحتجاجات العالمية المناهضة لاستخدام الأسلحة النووية؛ حيث يتكون الشعار من حرفي N و D كأول حرفين من “نزع السلاح النووي Nuclear Disarmament” لكن بعلامات لغة الإشارة بالأعلام Semaphore Signals.

وفقًا لأبجدية الإشارة بالأعلام Semaphore Signals، يتم التعبير عن حرف N بالإشارة بعلمين على شكل حرف V مقلوب أو رقم ٨، بينما يتم التعبير عن حرف D بحمل علمين والإشارة بأحدهما للأعلى بخط مستقيم والآخر للأسفل لتكوين خط عمودي. وبدمج التشكيلين معًا نحصل على رمز السلام المعروف باسم The Pacific.

بالطبع لم نكن لنفوت الحديث عن هذه العلامة الشهيرة التي نستخدمها طيلة الوقت، إما شفهيًا أو كإشارة باليد للتعبير عن أن كل شيء على ما يرام. هناك الكثير من التفسيرات والنظريات حول منشأ هذه العلامة تحديدًا، ولا نعدم في عالمنا العربي إضافة الكثير من أجواء المؤامرة الماسونية أو الدينية لتفسير ما ترمز له تلك الإشارة.

وبعيدًا عن تلك الأجواء، اصطلح أغلبنا على اعتبار OK اختصارًا لكلمة Okay والتي تعني “حسنًا” أو “موافق”؛ وإن كانت هناك بعض الشواهد التاريخية التي قد تفسر الرمز الشهير على أشكاله المكتوبة أو المنطوقة أو حتى التعبيرية باليد بطريقة أخرى.

فهناك تلك النظرية التي تستند إلى أن الرئيس الأمريكي السابع أندرو جاكسون Andrew Jackson قد دأب على استخدام OK للتصديق على قراراته؛ حيث كان يكتب “كل أمر سليم All Correct” بالطريقة الألمانية “Oll Korrect” أو OK كاختصار لها كما هو واضح.

كذلك، هناك من يزعم أن الإشارة الشهيرة باليد الدالة على OK أو الاستحسان والتي نستخدمها جميعنا، ما هي إلا إشارة المودرا Mudra، وهي إشارة شعائرية في البوذية والهندوسية تعني التعلم تنسب لبوذا.