الأليكسيثيميا عندما لا تدرك بماذا تشعر أو لم تختبر الشعور من قبل!
5 د
اقرأ أيضًا: 6 علامات تدل على إصابتك باضطراب في الشخصية
أعراض الإصابة بالألكيسيثيميا
العارض الأول والأكثر وضوحاً هو عدم القدرة على تمييز المشاعر العاطفية وتمييزها عن المشاعر الجسدية. قد يكون من الصعب التعرف على أعراض الإصابة بالألكسيثيميا، نظراً لأن هذه الحالة مرتبطة بعدم القدرة على التعبير عن المشاعر، فكيف تدرك أنّك غير قادر على وصف شعور أنت لا تدرك وجوده في المقام الأول؟! ومع ذلك، قد يلاحظ الشخص المصاب بها بعض الأمور غير المبررة كالغضب، الالتباس، صعوبة قراءة الوجوه، عدم الارتياح، الفراغ، زيادة معدل ضربات القلب دون أي سبب واضح، قلة المودة ونوبات الذعر.
قد يكون من الصعب أيضًا على الشخص تفسير تغيرات الجسم المفاجئة على أنها ردود فعل عاطفية. على سبيل المثال، قد يواجه مشكلة في ربط نبضات القلب المتسارعة بالإثارة أو الخوف، ولكنه لا يزال قادراً على الاعتراف بأنّه يمر برد فعل فسيولوجي في الوقت الحالي.
يصل الأمر حدّ الخطورة عندما يبدأ المصاب بأذية نفسه، فكثير من الحالات التي أُحيلت إلى العلاج النّفسي نتيجة محاولاتٍ للانتحار أو أذية نفسٍ متكررة، كان المريض فيها يبتسم عند سؤاله عن شعوره مجيباً أنّه بخير بشكل أوتوماتيكي، وعند سؤاله عن سبب محاولته للانتحار أو ما الذي تسبّب بدفعه لجرح نفسه أو حرقها يجيب بلا أعرف.
عدم القدرة على تمييز المشاعر لا يعني عدم وجودها، وتخفي التوتر أو الألم الذي قد يبدو أمراً جيّداً لأنّنا لا نشعر بهما الآن، لكنّه سيصبح بالغ الأذى عندما تطفو هذه المشاعر إلى السطح لتظهر بشكلٍ آخر. قد تكون المشاعر المتخفيّة وراء اضطرابات القولون أو ألم الرأس المزمن اللّذين لوحظا بشكلٍ كبير عند الذي يعانون من الأليكسيثيميا.
بالإضافة إلى ضعف القدرة على التخيّل وندرة الأوهام التي لوحظت عند المصابين بنقص الانسجام النفسي، يعتبر الأشخاص المصابون بهذه الحالة أكثر واقعية من غيرهم، لكن تختلف الحالة من شخص إلى آخر، فبعضهم قد تكون مخيلته واسعة إلا أنّه لا يستطيع التعبير عن أحلامه وآماله.
اقرأ أيضًا: المريض النفسي بين التقبل والإهمال
كيف يمكن تشخيص الإصابة بالأليكسيثيميا؟
يتم تشخيص فقد العواطف بواسطة أخصائي الصحة العقلية حيث يطرح مجموعة من الأسئلة ويقدم التشخيص بناءً على الإجابات. من الممكن أيضاً إجراء اختبار آخر محتمل وهو التصوير بالرنين المغناطيسي الذي يقوم به طبيب أعصاب. لا يوجد اختبار واحد لمرض الألكسيثيميا، مثل الاضطرابات العصبية أو الأمراض العقلية بشكلٍ عام وقد يستغرق الأمر وقتاً للحصول على التشخيص الصحيح.
أسباب الإصابة بالأليكسيثيميا
على الرغم من دراسة فقد العواطف لمدة 4 عقود، إلا أنّ أسبابه ليست مفهومة جيداً. هناك احتمال أنه قد يكون وراثياً أو ناتجاً عن تلف في الدماغ. يُعرف هذا الجزء من الدماغ بدوره في المهارات الاجتماعية، التعاطف والعواطف.
ترتبط الأليكسيثيميا أو فقد العواطف بمرض التوحد، حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن ما يصل إلى نصف الأشخاص الذين يعانون من التوحد يعانون أيضاً من ألكسيثيميا. بعبارةٍ أخرى، فإن الألكسيثيميا هي التي تسبب نقص التعاطف مع الأخرين، وليس التوحد نفسه.
من الممكن أيضًا ربط الألكسيثيميا مع الاكتئاب، فقد لوحظ في اضطرابات ما بعد الولادة، الاكتئاب، وكذلك الفصام، أّنّ 32-51% من الأشخاص المصابين باضطرابات اكتئابية يعانون أيضاً من ألكسيثيميا.
بالإضافة إلى ذلك، لوحظت هذه الحالة لدى الأشخاص الذين تعرّضوا لصدمات نفسيّة، خاصةً أثناء الطفولة المبكرة. قد تسبب الصدمة والإهمال في هذه المرحلة تغيرات في الدماغ تجعل من الصعب الشعور وتحديد المشاعر فيما بعد.
كما تشير الأبحاث أيضاً إلى ارتباط هذه الحالة مع بعض الأمراض والإصابات العصبية مثل مرض الزهايمر، خلل التوتر العضلي، الصرع وغيرها.
أثرها على حياة الفرد
لن يشعر المصاب بفقد العواطف بما يصفه الآخرون بأجمل شعور عندما يسمع كلمة أحبّك للمرة الأولى. على العكس، قد لا يستطيع أن يفهم سبب تسارع دقّات قلبه وذلك الغثيان المفاجئ الذي أصابه فيرغب بالهروب أو يظهر ردة فعلٍ عدوانيّة غير مبررة للطرف الآخر.
وإن استطاع أحدهم تجاوز طبعه البارد وما يظهر للآخرين كقلبٍ متجمّد فقد يمرّ بأجمل محطات حياته ولا يستطيع أن يعيشها حقّاً. قد ينجو من الأقدام الباردة في مراسم زفافه إلا أنّه سيفوّت الحماس والسعادة في ذلك اليوم أيضاً، لن يستطيع المشاركة في حديث أصحابه عندما يشاركون تجاربهم ومشاعرهم لحظة حملهم لمواليدهم أوّل مرة ولن يتأثر لدى سماع طفله يناديه للمرّة الأولى. بالمقابل، يوصف هؤلاء بأنّهم أذكياء محلّلون موهوبون فقراراتهم عقلية منطقية للغاية.
علاج الأليكسيثيميا
حتى الآن، لا يوجد علاج خاص بمرض الألكسيثيميا. يعتمد أسلوب العلاج الدقيق على علاج المرض المسبّب لهذه الحالة. على سبيل المثال، إذا كنت تعاني من الاكتئاب أو القلق، فإنّ تناول بعض الأدوية لهذه الحالات يمكن أن يساعد في علاج أعراض الصحة العاطفية.
تشمل خيارات العلاج الممكنة
العلاج السلوكي المعرفي (CBT) العلاج الجماعي والعلاج النفسي: إحدى أولى الخطوات الممكنة نحو التعرف على المشاعر هي البدء في الانتباه إلى الاستجابات الفسيولوجية وما يحدث في الجسد. اقترحت بعض الأبحاث أهمية البدء بمعدل ضربات القلب.
يمكن أن تسبب أليكسيثميا الإحباط للأشخاص الذين يعانون منها، وكذلك الأشخاص المحيطين بهم. إذا كنت تعتقد أنك تواجه مشكلة في التعرف على المشاعر أو وصفها، ففكر في التحدث إلى الطّبيب بشأنها.
ألكسيثيميا ليست معروفة على نطاق واسع وعلى الرغم من عدم خطورتها، إلا أنها قد تسبب مشاكل في علاقة المرء بنفسه وعلاقاته مع الآخرين. لماذا تقبل وصفك بالأنانية وبرود المشاعر أو تحرم نفسك أجمل المشاعر إن كان ذلك نتيجة حالة قابلة للعلاج؟
اقرأ أيضًا: لماذا أصبحت الهشاشة النفسية تغلفنا؟ عن عالم نشاهده من (خرم إبرة)
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.