لغز قلعة المرجان
هل أنت من سكان الولايات المتحدة الأمريكية؟ أحد زائريها؟ هل تخطط لقضاء عطلة هناك وحدك أو مع أفراد عائلتك؟ ربما تود زيارة أحد الأماكن التي تحبس الأنفاس من فرط الإثارة؟ إذا أجبت “نعم” فتذكر أن تأخذ نسخة من هذا المقال معك فسوف تحتاجه.
اقتطع جزءًا من وقتك وزر ولاية “فلوريدا”، تحديدًا منطقة “هومستيد” وعند وصولك اسأل عن المبنى رقم 28655 عند تقاطع “طريق ديكسي السريع الجنوبي” مع “الجادة 157” .. هذا المبنى عبارة عن قلعة مبنية من الكامل من أحجار رملية وأحجار المرجان ومنها جاء اسمها “قلعة المرجان” ولكن .. أين الفن في قلعة حجرية؟ ما الذي يجعلها متفردّة بعيدًا عن باقي القلاع في العالم؟ .. الغريب في هذه القلعة أنها قامت بمجهود رجل واحد فقط! بناها بيديه على مدار 28 عامًا وبدون استخدام أي روافع! وعندما سُئل عن الكيفية كانت إجابته أكثر غرابة:
“الموضوع سهل إذا عرفت كيف”
.. من هذا الرجل؟ وما قصته؟ وكيف قام بهذا العمل المُعجز؟ هل أنت جاهز لتنبهر؟ .. أعِرنى إنتباهك إذن.
عاش “إدوارد ليدسكالنين” حياة طبيعية في موطنه في “لاتفيا” وأحب فتاة في السادسة عشر من عمرها تدعى “أجنِس” ولسببٍ مجهول هجرته قبل الزفاف بيوم وهربت، حزن “إدوارد” على فراقها وقرر أن يرحل إلى الولايات المتحدة، حتى عام 1923 عندما قرر أن يبتاع قطعة أرض منعزلة نوعًا ما ويشرع في بناء قلعته التي صارت لغزًا من ألغاز العالم الحديث، فعندما قرر أن ينتقل من مكانه لازدياد أعداد الأعين المتطفلة نقل معه القلعة نصف المكتملة على مدار ثلاث سنوات لمسافة 16 كيلومترًا ليكمل العمل فيها حتى وفاته في 1951 جاعلًا الزيارة إليها متاحةً مقابل 10 سنتًا للزيارة، حيث اعتاد على ترك لافتة تقول “إقرع الجرس مرتين” لينزل من حجرته في الدور العلوي ليصطحب الزوار في جولتهم حول أنحاء القلعة وكان السؤال الأشهر هو “لم بنيتها؟” فتكون إجابته “Sweet Sixteen” ربما كناية عن احتفال عيد الميلاد السادس عشر عند الغرب والذي يحتل مكانة خاصة ولكن يرى البعض أنه كناية عن محبوبته التي هجرته وهي في هذا السن.
إذا ما حالفك الحظ لزيارتها ستجدها عبارة عن نحو 1100 طن من الأحجار موّزعة في شكل أثاث منه الكراسي على هيئة أهلّة ونحو 25 كرسيًا هزّازًا، ومائدة على شكل قلب، ونافورة، وبانيو، وأسرّة وخرائط تحدد أماكن النجوم والكواكب .. يحيط بالأثاث حوائط معلّق عليها منحوتات ويتوسط تلك الحوائط برجًا حجريًا من طابقين اتخذه “إدوارد” مقرًا له. والمدهش في الأمر أن تلك الأحجار متراصة متلاصقة بدون أي مواد تثبيت! متراصة بطريقة خارقة للعادة فقد قاومت الزلازل على مدار عشرات السنين وقاومت إعصار “أندرو” الذي ضرب “فلوريدا” في 24 أغسطس 1992 .. إعصار كامل لم يحرك حجرًا من مكانه، أحجار القلعة متلاصقة لدرجة أن أشعة الشمس لا تتخللها! وتضاء جميعها بالكهرباء، حتى قاعة العرش الخاص بـ”إدوارد”.
من أعظم الأدلة على عبقرية “إدوارد” هو البوابة الحجرية للقلعة، عبارة عن لوح حجري دوّار يزن نحو 9 أطنان على مسافة ربع بوصة من السور ومثبّتة بطريقة تُمّكن حتى الطفل الصغير من فتحها بضغطة إصبع منه ومن اليوم الذي تمّ الانتهاء منها وتركبيها كات طريقة عملها غامضة للمتفرجين بل ولم يصبها أي تلف حتي العام 1986 عندما توقفت عن الدوران ولإزالتها لزم تواجد 6 أشخاص ورافعة تزن 46 طن! وعند رفعها من مكانها تدّخل مهندسون لفحصها حتي تم التعرف علي آلية عملها والتي كانت – لدهشتهم – في منتهي البساطة حيث صنع “إدوارد” ممرًا في اللوح الحجري من الأعلى إلى الأسفل يمر فيه عمود معدني ترتكز إليه البوابة وعندما أصابه الصدأ تسبب في توقف البوابة عن الدوران، وبالفعل تم تصليحه لتعود البوابة إلى العمل ثانيةً، ربما ليس بالكفاءة نفسها ولكنها دارت علي محورها كعادتها حتى توقفت عن العمل مرة أخرى في 2005 ليتم إصلاحها للمرة الثانية ولكن من الغريب أنها لا تعمل بالكفاءة نفسها مثلما كانت تعمل بيد “إدوارد”.
في نوفمبر 1951 شعر “إدوارد” بالتعب فوضع لافتة على الباب تقول “ذاهب للمستشفى” ليموت بعدها بـ 28 يومًا تاركًا مبلغًا من المال يقدر بـ 3500 دولارًا، جمعه من الزيارات، ولغزًا ما زال يحيّر آلاف الزائرين حتى لحظة قرائتك لهذه السطور حيث مازالت القلعة الآن مفتوحة للزيارة ويأتيها الزوار من كل صوب وحدب ليشهدوا تلك المعجزة التي لا يُعرف سرّها حتى الآن، رجل يبني قلعة كاملة وحده دون مساعدة وبدون هدف واضح ولا حتى الكيفية، إذ من الصعب أخذ التفسيرات التي قيلت بعين الاعتبار مثل إن “إدوارد” اكتشف سر الجاذبية وكيف يبطلها أو أنه عرف أسرار بناء الأهرامات مثلما كان المصريون القدماء ينقلون الأحجر الضخمة بدون أي وسائل متقدمة. حتى وصل الأمر لكتمان شهادة شابين قالا إنهما شاهدا “إدوارد” خلسة وهو يشير إلى الأحجار بشيء ما في يده فإذا بالأحجار تطيعه وترتفع عن الأرض لتطفو في الهواء وتستقر في مكانها بدون عناء. وربما لمثل هذا السبب ظهر “إدوارد” في أكثر من صورة وفيديو وهو يعمل بروافع بدائية ربما ليزيل الشك عن طريقته “الخارقة للعادة” التي استخدمها في بناء “قلعة المرجان”.
يقال إن سر بناء هذه القلعة يقبع في صندوق أسود كان “إدوارد” يحتفظ بيه عنده ولم يعط أي أحد الفرصة لينظر بداخله أو يعرف ماهيته ولكن مهما كانت الوسيلة أو السر فمازال السؤال حتى الآن يطفو بدون إجابة .. كيف بنى “إدوارد ليدسكالنين” قلعته؟
لن نعرف أبدًا.
معلومات عن القلعة
معلومات عن إدوارد
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.