كيف تنجو في الصحراء (⊙x⊙;)… نصائح بسيطة يمكنها أن تنقذ حياتك

لطالما ارتبطت الصحراء بالعرب والشعراء منذ ردحٍ من الزمان فنظموا فيها أعذب الأبيات، وجُلّ ما يتبادر إلى الأذهان عند ذكر اسمها؛ قافلات الجمال، والرمال الذهبية، ورحلة الحج في شبه الجزيرة العربية. إن الفكرة السائدة عن الصحراء بين الناس العاديين هي مجرّدُ أرضٍ رمليّة حيث لا ماء ولا أي مظهرٍ من مظاهر الحياة، فالصحاري ظلَّت مُهمَلة لفترةٍ طويلةٍ في تاريخ البشرية.

ربما هذا النفور منها قد جاء من اسمها اللاتيني “Desert” والذي يعني مهجور، وهنا أتحدث على مستوى العالم بأجمعه وليس فقط العالم العربي، وبشكلٍ عام يُطلقُ على الأراضي غير المُنتجة “أرض الصحراء” وتغطي الصحاري ثلث مساحة الكرة الأرضية، واليوم فإن حوالي 119 ألف كيلو متر مربع من الأراضي الصالحة للزراعة تتحول كل عامٍ إلى صحراء بسبب التغير المناخي العالمي وبعض ممارسات الإنسان الخاطئة والأنانية مثل قطع الغابات. لكن، في الصحاري هناك فلورا نباتية غنية! وأيضا تنوع حيواني كبير! مما يجعلها مقصدًا لعشاق الحياة البرية.

خلافًا للاعتقاد السائد، لا تتميز الصحاري بالضرورة بالحرارة الشديدة، كما أنها ليست بالضرورة مساحات شاسعة من الكثبان الرملية، لكن السمة الوحيدة المشتركة لجميع الصحاري هي قلة الرطوبة. ومع اكتشاف النفط الخام والذهب السائل ومناجم المعادن الرائعة مثل الألماس والفضة واليورانيوم في بعض الصحاري، غدت الصحراء مصدر جذبٍ كبيرٍ للدول الصناعية والقوية.

وبالعودة إلى عالمنا العربي تم العثور على العديد من أكبر حقول النفط في العالم في الصحاري مثل شبه الجزيرة العربية والعراق.

ولتوسيع مفهوم الصحاري، سأتطرق إلى ذكر أنواعها باقتضاب:

لا بد أن تعرف أنواع الصحاري، لعل ذلك يفيدك باتخاذ سبل معينة للنجاة:

يقصد الناس الصحاري في مختلف بقاع الأرض للتأمل ومراقبة الظواهر الطبيعية كتساقط الشهب وشروق وغروب الشمس، وأيضًا بداعي الاستكشاف والأبحاث العلمية، ويقصدونها أيضًا للقيام بالأنشطة الممتعة مثل التزلج على الرمال، والاستمتاع بالقيادة على الكثبان الرملية، وسفاري الحياة البرية.

هذا ما يحدث كل عام في محميّة دبيّ الصحراوية، وأيضًا بداعي السياحة؛ مثلًا كان يقصد الزوار والسياح مدينة تدمر الواقعة في محافظة حمص في سورية من كل أنحاء العالم، لرؤية الآثار العريقة، حيث أن اسمها مدرجٌ على قائمة تراث اليونيسكو، ذاع صيت تدمر  منذ القدم كواحةٍ خصبةٍ وافرةٍ وسط الصحراء أُطلق عليها اسم واحة النخيل(Palmyra).

وأيضًا للتجول داخل محمية التليلة في تدمر التي استُحدثت عام 1991 وضمت العديد من الأنواع النباتية والحيوانية المهددة بالانقراض حيث تم إحياء البادية السورية من جديد وإعادة بعض الأنواع إليها وتم توثيق وجود طائر أبو منجل الأسود (Glossy Ibis) الذي كان من المعتقد أنه انقرض من سوريا منذ الثمانينات.

لكن للأسف إن اندلاع الحرب الأخيرة في سوريا أدى إلى تدمير المحمية بالكامل، وكذلك جزء كبير من آثار تدمر. وقد يقصد السياح كذلك مدينة البتراء الأثرية التي تقع جنوب المملكة الأردنية الهاشمية بالقرب من صحراء النقب. ومن اللافت أن الصحراء كانت ملهمة جدًّا لمخرجي هوليود؛ فصوروا العديد من مشاهد أفلامهم في الصحاري العربية.

يتعرض عشاق الرحلات البرية دومًا لخطر التيه والضياع في الصحاري، ومما يزيد الأمر سوءًا نفاذ وقود المركبات. أي خطأ يرتكبه الإنسان في الصحراء قد يودي بحياته، ففي حال تُهت في الصحراء؛ إن المنطقة غير محدودة بقرىً أو مبانٍ ومن الصعب لك أن تعرف مدارك😥! فالصحراء لانستطيع أن ننكر أنها موحشة، وبيئتها معادية جدًّا للوجود البشري.

اقرأ أيضًا: كيف تعيد إحياء بطارية السيارة الميتة؟ مجموعة طرق سريعة وسهلة

من المهم جدًّا ألا تخرج أعصابك عن السيطرة، فالارتباك يُشتِّتُ الذهن ويهدرُ طاقةً كبيرةً من جسمك، إذا تمكنت من التعقل بالمشكلة وكنت مترويًّا ستتجنب الاندفاع القوي والرغبة الملحة بالمشي بحثًا عن مخرج، وهذا ما قد يزيد الأمر سوءًا في حال كنت لا تعرف موقعك.

العدو الأول هنا هو الشمس، في حال نسيت قبعتك لا تنسَ حماية رأسك من أشعة الشمس بأي وسيلةٍ أُخرى، حاول أن تغطي جسدك ورأسك بالأقمشة، لتتجنب الحرّ الشديد خلال النهار والبرد الشديد أثناء الليل.

المهم أن تكون محميًّا من أشعة الشمس، يمكنك أن تستظل بظل سيارتك أو بعض النباتات الصحراوية والشجيرات الرعوية، أو في الجانب الشمالي لأي صخرة كبيرة، يمكنك البحث عن الطعام خلال الساعات الباردة صباحًا أو مساءً.

نظرًا لندرة الماء في الصحراء، عليك أن تقنن شرب الماء الذي بحوزتك، حيث يمكن الاكتفاء ببعض رشفات من الماء على مدار اليوم، حاول أن تتلثم وتنشّق الهواء من أنفك وليس من فمك حتى لا يتسبب لك ذلك بجفاف الفم والحلق، حاول ألا تشرب الماء في ساعات الحر الشديدة فإن ذلك سيزيد من معدل التعرق وبالتالي ستخسر كمية أكبر من الماء من جسمك.

تمهل عند عثورك على ماء في الصحراء قد يكون الماء ملوثًا وغير صالحٍ للشرب ويتسبب لك بمشاكل في الجهاز الهضمي، مما سيزيد الطين بلّةَ، وأود أن أحذرك من ظاهرة السراب (Mirage) وهي شائعة الحدوث في الصحراء وهي نوع من أنواع الخداع البصري، يمكنك أن ترى بواسطتها بركة ماء بعيدة في عرض الصحراء وعندما تقترب لن تجد إلا الرمال الجافة، والسبب في حدوث هذه الظاهرة هو انكسار الضوء أثناء مروره في طبقات من الهواء متفاوتة بدرجة الحرارة.

من المعروف أن تناول الطعام سيزيد العطش، وأنت تملك كمية محدودة من الطعام وكذلك من الماء. يمكنك البحث عن بعض النباتات الصحراوية التي لديها أجزاء صالحة للأكل، وهنا يجب أن تكون على دراية بأن بعض الأنواع سامة.

يُمكنك إشعال النار في إطار السيارة مثلًا، أو بواسطة بعض الشجيرات الرعوية والغرض من ذلك انطلاق دخان كثيف يمكن أن يكون علامة على أن هنالك أحدٌ يستغيث، حاول أن تستخدم الصخور الموجودة لترك عبارة أو كلمة، من المتعارف كتابة كلمة “SOS” وهي اختصارٌ لعبارة ( Save Our Souls) أي أنقدوا أرواحنا.

حبّذا ألا تقوم بالرحلة بمفردك، وأن تستخدم سيارة رباعية الدفع، خذ معك بطارية إضافية للجوال أو power bank، لا تنس أن تنصّب برنامج تحديد المواقع العالمي GPS، وحاول استخدام أجهزة الاتصال المصرحة (الثريا)، وحاول قدر الإمكان ألا تبتعد عن السيارة في حال التيه فهي بمثابة علامة للوصول إليك، وحبذا أن تأخذ معك خريطة أو بوصلة.

اقرأ أيضًا: أشهر المعالم السياحية والأنشطة الطلابية في دولة الإمارات

هُناك ما يسمى طريقة “عصا الظل” وبإمكانك تطبيقها كالتالي:

اقرأ أيضًا: من روائع الطبيعة: صور لبحيرات تخطف الأبصار وسط جبال أفغانستان الوعرة!!