🎞️ Netflix

الفرق بين اليوتوبيا المدينة الفاضلة و الديستوبيا

أراجيك
أراجيك

4 د


Dystopia

بالطبع عرفنا أن حياة الإنسان و رحلة تطوره كانت مرحلية ” أي كانت تبعاً لمراحل ” ، تلك المراحل تحددت بفترات زمنية منها المعلوم و منها المجهول ، و اتفق العلماء علي أن الإنسان لا يقف علي حلم يتقيد به ، و لا تقف بصيرته علي نقطة متجاهلاً باقي النقاط ، و اتفقوا أيضاً أن الإنسان تتطور تطلعاته و رغباته بتطور الزمن ، فكانت العلاقة بين خيالات الإنسان و بين الزمن علاقة طردية ، فكلما مر الوقت تقدمت أحلامه و تزايدت أفكاره تعقيداً و تركيباً حتي وصل الإنسان بخياله إلي اليوتوبيا !!


Robert Owen's Painting - utopia - 1838
و لكن ما هي اليوتوبيا ؟؟

كثيراً تكلم الفلاسفة و أهل المنطق عن المصطلح ” يوتوبيا ” ، و تمددت تعريفاتهم ، و طالت نظرياتهم حول مصطلح ” يوتوبيا ” حتي وصلوا إلي تعريف متفق عليه و هو أن ” اليوتوبيا ” هو مصطلح دائماً كان دالاً علي العديد من المعاني و المفاهيم المتعلقة بشروط القيمة المطلقة و بأحكام القيمة النسبية ، و يشار دوماً أن مصطلح “اليوتوبيا” يدل علي ما يجب أن يكون عليه المجتمع المثالي من فضائل و عادات و قيم و أخلاق ، و يذكر أن “يوتوبيا” مصطلح فلسفي ذكره الكاتب توماس مور في كتابه ” اليوطوبيا ” (Utopia ) عام 1515 ميلادياً ، و كان هذا التعريف تفصيلياً للمصطلح و معناه ..


616

لمـّح الفيلسوف أفلاطون قديماً عن المدينة الفاضلة “اليوتوبيا” في كتابه “جمهورية أفلاطون” ، و زاد في التلميح بوصفه لجمهوريته الخيالية ، و مدينته الإفتراضية التي لم يحكمها ملك بل حكمها الفلاسفة ، و أختص في روايته حكم الفلاسفة ظناً منه أنهم لحكمتهم و علمهم الواسع سوف يجعلون كل شيء في هذه المدينة محدداً و معيارياً ، و بناءً علي ذلك ستكون مثالية و فاضلة ، عبر أيضاً أفلاطون عن الحياة اليومية في هذه المدينة ، و وصف مستوي المعيشة بها حيث قال بأن تلك المدينة يجد فيها المواطن و المقيم و الزائر أرقي و أكمل الخدمات بأسلوب حضاري بعيداً عن التقليد و الروتين و التسويف و سوء المعاملة ، فقد اعتبر أفلاطون أن المجتمع الحقيقي هو المجتمع الذي يسعد الإنسان و يحقق له رغباته الصالحة ، فكان مجتمعه مثالياً خالياً من النقائض البشرية .


15 معلومة غريبة ومثيرة لايعرفها الكثير من الناس

Early Utopian flying machines, France, 1890-1900

إذن في المفهوم العام للمدينة الفاضلة أنها مقترح لمدينة مبتكرة جديدة و مختلفة عن كل مدننا ليس الاختلاف في المظهر العمراني فقط بل في كل شيء ، في المستوي الحضاري و السكاني و الثقافي ، فدائما تكون المدينة الفاضلة في التخيلات محتوية لكل الأجناس و الألوان و الثقافات و الأديان ، و دوما كانت فائقة في تنويع الأداء الخدمي الحكومي أو الخاص ، فالمدينة الفاضلة هي مدينة حرة أسسها الإنسان نفسه ، سواء كان مسؤولاً أو موظفاً أو عاملاً أو مراجعاً كبيراً كان أو صغيراً رجلاً أو امرأة ، مواطناً كان أو مقيماً أو زائراً ذلك المفهوم الذي وصي به أقلاطون في كتابه “جمهورية أفلاطون” ، و توماس مور في كتابه “اليوطوبيا” ، و الفارابي في كتابه “الدولة الفاضلة” و ” مدينة الرب ” لــ سانت أوغسطين ، و ” مدينة الشمس ” لــكامبانلا (1623) ، و ” اتلنتس الجديده ” لــفرانسيس بيكون (1627 ) .

و لكن لكل شيء عكسه ، فالأبيض عكسه الأسود ، و الحقيقة عكسها الخيال ، و كذلك “اليوتوبيا” عكسها “الديستوبيا” ..

ذو صلة

ما هي “الديستوبيا” ؟؟

هو مصطلح فلسفي يتضاد مع “اليوتوبيا” (Dystopia ) في كل شيء إلا في عاطفة الخيال ، فـ”الدستوبيا” تعني المكان الخبيث الشرير الذي امتلأ فساداً و كآبة ، المدينة التي تضربها الفقر و القحط و الظلم و الظلام و كل آفات الدهر ، و قد ذكر ذلك المصطلح الكاتب جورج أورويل ..
فقد كان الفلاسفة يحكون عن كوابيس “الديستوبيا” ذلك العالم البغيض القمعي الذي تقمع حكوماته المواطنين و ترهبهم ، عبر عنها الفلاسفة بأن “الديستوبيا” هي مدينة الشر و الدمار ، المدينة التي تتكرر فيها الكوارث البيئية و كوارث سكانية و سياسية ، كتبوا عنها أنها أرض الفقر المدقع ، و التلوث ، و الانهيار الاجتماعي ، القمع السياسي أو الشمولية ، تلك فيروسات تمرض المجتمع و تضعف مناعته ثم تقتله .
كتب الكثير من الروايات في هذا الاتجاه مثل “فهرنهايت 451” حيث كانت حكومة الديستوبيا تحرق الكتب خوفاً من ما قد تحرض عليه ، و رواية “ألعاب الجوع” التي كانت تحكي عن الحكومات الظالمة التي تهدد شعوبها بالفقر ، و تستخدم الفقر كوسيلة لتهديد الشعب حتي لا ينشغلوا بالسياسة و السلطة ، و قد تكون تلك الروايات اقرب للواقع بالنسبة لبعض الدول الآن و لكن البعض لا يلاحظ !!

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة