أشهر السيوف عبر التاريخ

لم تعد الحروب كما كانت قبل عقود مضت، فبفضل التقدم التكنولوجي أصبحنا نسمع عن الحرب البيولوجية والحرب الجرثومية والحرب النووية وغيرها من الحروب التي تنوعت بتنوع الأسلحة التي تستعمل فيها، واختفت حروب المواجهة البرية التي كانت تميز الحروب عبر التاريخ، وباختفائها اختفت الأسلحة التي كانت تستخدم فيها مثل السيوف والتي طالما اعتبرت أداة لقطع الرؤوس، بل أكثر من ذلك، فهناك سيوف دخلت التاريخ من أوسع أبوابه بسبب قوتها أو قوة حاملها ومكانته في التاريخ بين الشجعان والمناضلين؛ وفي السطور التالية نتعرف معًا إلى بعض من السيوف الأكثر شهرة في التاريخ.

إنه رمز القوة والشجاعة ولاشك أنك رأيته في الأفلام أو في ألعاب الفيديو، فهو من أشهر السيوف. تربع على عرشها طيلة قرنين من الزمان فكان سيف الشجعان وذوي المراتب العليا في الجيوش، يرمز إلى القوة وكان وسيلة مثالية لإخافة العدو بفضل حجمه وخاصة طوله الذي يصل 40 بوصة وبالتالي كان حامله ملزمًا باستعمال يديه مما استلزم وجود مقبض طويل.

إنه النسخة الشرقية من سيف Longsword، وهو سيف ضخم له تأثير قوي على العدو، وكان خاصًّا بذوي الخبرة من الساموراي الياباني خلال فترة إيدو، ويصل قياسه أحيانًا إلى ما يقرب من ستة أقدام في الطول وبالتالي فهو ضخمٌ مرهق وبطيء، وعلى الرغم من كونه مدمرًا وفعالًا وخاصة عندما يقترن مع ميزة ارتفاع معين مثل تواجد حامله على ظهر الخيل إلا أن حجم ōdachi يجعله أداة مرهقة في الحرب، ولكن الساموراي كانوا قادرين على التغلب على هذا الإزعاج بحمله على ظهورهم.

لا مقارنة بين هذا السيف والسيوف الأخرى الموجودة على هذه القائمة، فهو ليس سيفًا للقتال بل صُنع للأغراض التشريفية فقط. تدور حكاية صنعه في شبه الجزيرة الكورية، بالتحديد في مملكة بيك تشي في العاصمة هان سيون (سيول حاليًّا)، تمت صناعته في مصنع الحدادة الملكي على يدي كبير الحدادين إيول ماهول بطلب من كبير معلمي بيك تشي كو هونك ليقدمه كهدية لملك بيك تشي الثالث عشر جيون شوغو في يوم ميلاده الستين، هذا السيف الذي يعتبر من أشهر السيوف في التاريخ صُنع من الصلب لكنه يبدو كالخشب، له نصل وتتفرع منه ستة فروع، ووفقًا للتاريخ الياباني فإن النصل يرمز إلى بيك تشي بينما الفروع الستة ترمز إلى الدول التي سيطر عليها بيك تشي، وللفصل بين التاريخ والأسطورة يعمل علماء الآثار على التحقق من صحة أصول السيف المزعومة، بالإضافة إلى الفهم الكامل للنقوش الموجودة على طول النصل، ويوجد سيف السبعة أفرع الأصلي في ضريح Isonokami في اليابان، في حين توجد نسخ منه في مجموعة من المتاحف المختلفة.

دوار السيف ليس سيفًا للقتال ولا حتى للحمل بل هو معلمة مميزة من معالم إمارة الفجيرة، دخل موسوعة غينس للأرقام القياسية كأكبر سيف في العالم، بطول يبلغ 14 مترًا و93 سنتميترًا، وقد تم نصب السيف في دوار السيف في إمارة الفجيرة شمالي دولة الإمارات العربية المتحدة، وتم تدشين هذه المعلمة في حفل كبير أقيم بقلعة الفجيرة التاريخية التي يزيد عمرها عن 200 عام.

نعود إلى سيوف القتال ونتعرف أولًا على صاحب هذا السيف وهو أتيلا الهوني أحد جبابرة التاريخ، اشتهر بشجاعته التي وصلت حد التوحش، وقد وصف سيفه بأنه سيف “مارس” إله الحرب عند الرومان، وأنه سيكفل له النصر، وتمكن من توحيد القبائل وتكوين جيش قوي لمهاجة الرومان حيث تمكن من التوغل في أعماق الدولة الرومانية وارتكاب مجازر موثقة في كتب التاريخ، كل هذا مستخدمًا سيفه الصدئ الذي أطلق عليه سيف الآلهة.

سيف الملك ماغنوس Barelegs من الفايكنغ والذي قتل في معركة في مقاطعة داون في 1103، وفي يوم وفاته تم وضع خوذة على رأسه، ودرع أحمر بأسد مذهب وطُوق بحزام مع سيفه، وكان مقبض Legbiter من العاج المزين بخيوط الذهب وكان حادًّا للغاية.

إنه سيف إدوارد المعترف أحد ملوك الأنجلوسكسونية، يتميز بشفرته المكسورة في إشارة إلى الرحمة وهو جزء من مجوهرات التاج الملكي في المملكة المتحدة. في العصور القديمة كان حمل هذا السيف امتيازًا يمنحه الملك ومنذ تسميته بهذا الاسم أصبح هذا السيف رمزًا للرحمة ويستخدم في الاحتفالات الملكية فقط، ويعتبر من القطع النادرة التي نجت من الإتلاف في عهد أوليفر كرومويل الذي كان يعتبر التحف القديمة خردة ويأمر بتذويبها.

إنه سيف الفارس الأسكتلندي الشهير وليام والاس قائد المقاومة ضد إنجلترا خلال حروب الاستقلال الأسكتلندية، وهو موجود في النصب التذكاري الوطني في ستيرلنغ واسكتلندا، ويصل طوله إلى 132 سنتيمترًا ووزنه إلى 2.7 كيلوغرامًا، ويُعتقد أن السيف تعرض للعديد من التغييرات خاصة فيما يخص مقبضه الذي كان في الأصل من الحديد المطلي بالذهب والمغطى بالجلد.

هو السيف الشخصي لشارلمان وهو الذي كان يستخدم في تتويج ملوك فرنسا، يطلق عليه اسم “لا جوايوز”، يرجّح أن استخدامه لأول مرة كان لتتويج فيليب أوغست في 1179، ولكن ذكره لأول مرة كان في تتويج فيليب الثالث عام 1271، وهو الآن موجود في متحف اللوفر في فرنسا وإن كانت نسخة أخرى منه موجودة  في Schatzkammer Weltliche في فيينا.

Tizona هو السيف الذي استخدمه إلسييد للقتال ضد البربر، وإلسييد كان قائدًا ناجحًا عسكريًّا ودبلوماسيًّا وكان قائد الجيش في عهد ألفونسو السادس، وهذا السيف هو واحد من القطع الأثرية الغالية في إسبانيا، ويصل طوله إلى 103 سنتيمترًا ووزنه إلى 2.4 كيلوجرام، وهو معروض حاليًّا في متحف دي بورغوس في إسبانيا.

المصادر 1 – 2