🎞️ Netflix

قصة شهيرة: بحيلة جريئة استطاع هذا الشاب إقناع 2.8 مليون شخص بالتبرع له بسنت 0.01$!

صالح محمد
صالح محمد

4 د

هل يمكن أن تنفق فلسًا واحدًا لمساعدة شخص غريب يستحق الالتحاق بالجامعة؟

تأسست العديد من خدمات التمويل الاجتماعي والإقراض المنظم بين عميلين في السنوات الأخيرة، مثل Kickstarter و Upstart لمساعدة الطلاب الجامعيين وتزويد البعض منهم بمجموعات من الخيارات لطلب التبرعات والقروض سواءً من الأصدقاء أو أفراد الأسرة، وحتى الغرباء.

على الرغم من كل ذلك، في عام 1987 لم يكن مايك هايز، الطالب الجديد بجامعة إلينوي البالغ من العمر 18 عامًا، يفكر سوى في خيارٍ واحد لحل مشكلة دفع مصاريف الكلية الخاصة به، وكان ذلك خيرًا بعيد المنال.

لم يكن هايز مسلفًا، ولكن والده، وهو صيدلاني، ووالدته، وهي معلمة، قد أنجبا أربعة أطفالٍ غيره بالفعل ووضعوهم بمدارس، لذلك عندما تخرج مايك من مدرسة روشيل الثانوية في يونيو 1987 كان من غير المحتمل جدًا أن يتمكن من دفع المصاريف التي تبلغ 28,000 دولار (ولاحظ أن هذا كان رقم كبير جدًا بعام 1987 قبل ارتفاع معدلات التضخم) حتى يتمكن من الالتحاق بجامعة إلينوي لمدة أربعة سنوات.

مهارات حياتية يجب أن تعرفها قبل بلوغك الثامنة عشر

هل سيكون هناك 2,8 مليون شخص على استعداد لمنح هايز فلسًا؟

مع اقتراب خريف عام 1988 كان لدى هايز 2500 دولارٍ فقط في جيبه وهي ما ادخره من وظيفته كموظف في الصيدلية، ولكن فكرة جديدة، أو كما يقول “الفكرة الوحيدة التي خطرت لي على الإطلاق” وهي هل سيكون هناك 2.8 مليون شخص مستعدون لمنحي فلسًا واحدًا؟ جاءت لهايز فكرة اللجوء للتمويل الاجتماعي، ولكنه كان يحتاج للوصول إلى 2,8 مليون شخص وعند الحصول على فلسٍ واحدٍ من كل واحدٍ منهم يمكنه فقط حينئذ أن يحصل على الـ28,000 دولار لكي يسدد مصاريفه الجامعية.

لم يكن تيم بيرنرز، عالم الكمبيوتر، قد انتهى بعد في عام 1987 من اختراع الانترنت، لذا كان يتعين على هايز أن يجد وسيلة أخرى ليطلب فلسه من المليوني شخص، وهنا عثر على بوب جرين! وبوب جرين هو صحفي أمريكي ومراسل في صحيفة تريبيون، كان غرين حينئذ يبلغ من العمر 40 عامًا وكان في ذروة إنتاجه الصحفي، وبحسب ما ورد، جنى جرين أكثر من 750 ألف دولارٍ في السنة، ونُشر عموده الصحفي فيما يقرب من 200 صحيفة على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية.

قراء عمود جرين… المنقذون

عندما التقى هايز بغرين أراد أن يعلم شيئًا واحدًا وهو: كم عدد الأشخاص الذي قرأوا عمودك؟ ملايين؟ أليس كذلك؟

لم يستطع جرين أن ينكر كلام الطالب الشاب، وكانت قد جذبته فكرة الطالب الشاب بالفعل، وفي السادس من سبتمبر، كتب جرين عمودًا بالفعل يقدم فيه مسألة هانز ويساعده للحصول على مبلغ ضئيل من جمهوره الواسع من القراء.

“لم أشعر حقًا أنني أتسول، أعتقد بصدق أن لا أحد سيشعر أنه من الصعب أن يرسل لي فلسًا واحدًا”.

قدم جرين لقرائه رقم بريد هانز حتى يرسلوا له الفلس، وعلى الرغم من ثقة العديد من الناس في قدرة جرين على الإقناع، لم يعتقدوا أنه سينجح هذه المرة خصوصًا وأن تكلفة إرسال فلس واحد عبر البريد كانت 22 مرة ضعف مبلغ إرسال الفلس. ولكن كان من الواضح أنه- وحتى قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي- كان من الممكن لفكرة غريبة جدًا أن تنتشر، ومن الواضح أن فكرة مايك هايز المتهورة قد استغلت بشدة هذا الضعف البشري البدائي الذي يحفز انتشار تلك الأفكار الغريبة.

وفي النهاية تدفقت كل تلك البنسات من جميع أنحاء العالم للميدان الثالث عشر بمدينة روشيل، وحصل هانز في النهاية على حوالي 2,9 مليون بنس، سدد هايز مصاريف جامعته وتخرج بدرجة البكالوريوس في العلوم الغذائية، وخطط للتبرع بباقي المال لطالب جامعي من إحدى العائلات التي أرسلت له بعض البنسات. وكان من المشهورين في حرمه الجامعي بسبب هذه الحادثة وأطلق عليه أصدقاؤه حين ذلك “بيني مان” والذي يعني “رجل البينسات”. اتخذت حياة جرين ومسيرته المهنية مجرى مختلفًا بعد هذه الحادثة. وعلى الرغم من التكلفة المنخفضة لسك عملة البنس، والتي تبلغ 1,8 سنت لكل بنس، تمكنت تلك البنسات من المساعدة في حل أزمة مالية، كما من الواضح أنها تساعد في حل العديد من أزمات المتسولين.

وها نحن ذا، قد تحسنت الأمور بشكل كبير منذ عام 1987، فالآن يوجد العديد من الخيارات المتاحة لإنفاق المصاريف الجامعية، وذلك بفضل خدمات كثيرة مثل GoFundMe، GiveCollege، Pave، و Upstart يمكن من خلالها لآلاف الطلاب الجامعيين الذين من المحتمل أن يكونوا مثل مايك يومًا ما ويسددوا مصاريف جامعتهم. والآن لم يعد على المتبرعين لتحقيق آمال تلك العقول الطموحة القلق بشأن العملات الصغيرة القديمة أو تكلفة طوابع الإرسال البريدي.

السعي وراء العلم لم يجعلها تفرّط بأمومتها: أفغانية تضرب مثالًا في الإصرار على العلم

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة