إذا قابلت أي شخص بهذه الصفات الشخصية السامة ، ابتعد عنه فورًا
9 د
ربّما لأن الشك يراودك وتسارع دومًا لنفي صفة السميّة عنه باستدعاء صفاته الإيجابية، أو لأن الابتعاد عنه صعب وكلّما قررت الابتعاد فاجأتك أغنية عبد المجيد عبد الله “كيف أسيبك؟” على الراديو، أو لأنّك تنتظر أن تكتسب حصانةً ضد سمومه، أيّها؟ ربّما لأننا في بداية العام وتريد الالتزام بقرارات العام الجديد وأولها الابتعاد عن السم من طعامٍ وعاداتٍ وأشخاص. في الحقيقة ليس السبب بتلك الأهمية، يكفي أنّك تدرك حاجتك للابتعاد عن الأشخاص السامين وتنوي القيام بهذا، وهذا المقال خطوتك الأولى لتحقيق ذلك.
اقرأ أيضًا: عن تجربة شخصية: احذف هذه الأمور من حياتك وستصبح أكثر سعادةً!
دعنا أولًا نتأكّد من التشخيص، هل هو حقًّا شخصية سامة؟
تظهر السمية في أشكالٍ عديدة؛ بعض أسوأ السموم تأتي من الأفراد الذين يبدون كأزهارٍ ملوّنةٍ لطيفةٍ من الخارج والحقيقة أن أنيابهم مختبئة بين وريقاتهم الملوّنة تلك، فالأشياء ليست دائمًا كما تظهر، ولا الناس كذلك. لن أركّز على صفاته لأنّني لا أعرفه ولأن الأمر سبّب لك الشك فكيف لي أن أحكم أنا التي لم أقابله؟! لكنّي سأركز على الشعور الذي يتسبب به عندك حيث لا شك يعتري المشاعر ولا غموض أليس كذلك؟
المشاعر التي تولّدها الشخصية السامة
تشعر أنّك في قفص الاتّهام وكلّ ما تسعى إليه تبرئة نفسك
هل سبق لك أن مررت بعلاقةٍ تشعر فيها بالحكم والنقد بغض النظر عمّا تفعله؟ النقد يختلف عن النصيحة؛ عبارة “هل علق باب خزانتك ووجدت نفسك مضطّرًا إلى استعارة ملابس جدك؟” تندرج تحت تعريف النقد بل والنقد الجارح حتى، أما عبارة “ما رأيك لو ساعدتك على اختيار ملابسٍ تظهر الجانب المرح في شخصيتك؟” تعتبر نصيحة.
الشخص الناقد شخصٌ سامٌ سيتركك دومًا تبرّر وتدافع عن نفسك؛ ينتقد كل تحركاتك: “هل سترتدي ذلك؟” “لماذا لا أبدًا…؟” لماذا لم تغيّر لون طلاء منزلك؟ لابدّ أن المالك القديم كان أعمى حتى يختار هذا اللون!” والقائمة تطول وتطول. قد لا يدعوك الناقد بأسماء مهينة، لكنه قد يهين معتقداتك ومظهرك وأفكارك باستمرارٍ وستشعر بالتقليل من شأنك وتعتقد أنه لا يمكنك فعل أي شيءٍ بشكلٍ صحيحستجد نفسك تتأكّد من ملابسك وتخفي عنه مشروعك الجديد مفكّرًا في الانتقاد الذي سيوجهه وتحاول تفاديه ما استطعت ولكنّه سيفاجئك بقدرته على الابتكار والإبداع ويصيبك مهما فعلت.
لا يعني الأمر أن على صديقك تحمّل تأخّرك المستمر ليتجنّب هذا التشخيص ولكنّه سيسأل عن سبب التأخّر ليتخّذ لك عذرًا قبل أن يفرغ جام غضبه، وسينتقد عاداتك لا شخصك، على عكس الناقد الذي سيفرغ غضبه قبل أن يسمح لك بالتفسير وسينتقد الشخص بدلًا من السلوك.
تشعر أنّك مخدوع
شعورٌ مماثل لذلك الذي يراودك بعد أن يرحل عنك مندوب المبيعات وبين يديك مجموعةٌ من المنتجات التي لا تحتاجها والمُبَالغ في سعرها إلا أنّك اشتريتها لأنه أمطرك بالمديح ثمّ ضغط على الأزرار الصحيحة وفعّل شعورك بالنقص والحاجة.
الشخصيات السامة المتلاعبة تمتص الوقت والطاقة من حياتك بذريعة الصداقة. قد يكون من الصعب التصدي لهم لأنهم يعاملونك كصديق؛ يعرفون ما تحب وما يجعلك سعيدًا وما تعتقد أنه مضحك، لكن الفرق هو أنهم يستخدمون هذه المعلومات كجزءٍ من أجندةٍ خفية. يريدون الحصول دائمًا على شيءٍ منك، وإذا نظرت إلى الوراء في علاقاتك معهم، ستجد أن التبادلات كانت باتجاهٍ واحد منك وإليهم؛ لقد فعلت الكثير لمساعدتهم، دون تلقي أي شيءٍ في المقابل. العطاء وعدم توقع شيء بالمقابل هو تعريف المعروف الخالص، لكن ما لم تكن قديسًا فسيكون الأمر استغلالًا مع مرور الأيام. لا ضير أن تساعد صديقًا في أوقات الحاجة على ألاّ يكون الاحتياج هو حالته الدائمة، أيًا كان وضعه لابدّ أنه يستطيع تقديم شيءٍ ولو كان دعمًا معنويًا.
تشعر أنّك لابدّ أن تعوضهم عن نجاحك
هذه الأنواع من الناس علقة. كلما أصبحت أكثر سعادة، كلّما أرادوا منك المزيد. كلّما أصبحت أكثر نجاحًا، زاد شعورهم بالغيرة. يشعرون بالتهديد من الإنجازات التي تحقّقها مما يشعرك أنّ عليك تعويضهم بشكلٍ أو بآخر.
عندما تبدأ بالنجاح في حياتك، ستبدأ في رؤية الوجه الحقيقي لمن حولك. الشخصيّات السامة عاجزة عن أن تفرح بنجاح غيرها وقضاء الكثير من الوقت مع الأشخاص الحسودين أمرٌ بغاية الخطورة لأنّهم سيدفعونك للتقليل من إنجازاتك، فتأتيهم ناجحًا طائرًا من الفرح ليقصوا أجنحتك ويعيدوك محبطًا؛ فظروفك كانت مواتية بينما تعاندهم الدنيا، منافسوك لم يكونوا بمستوىً جيد لهذا فزت ولابدّ أنّ اسم عائلتك هو ما مهد لك الطريق في حين كان عليهم أن يحفروا الصخر بأظافرهم ليثبتوا أنفسهم في عالمٍ أُهدِي إليك.
تشعر أنّك دميةٌ يحركون خيوطها
الشخص السام المسيطر شخصٌ يريد التّحكم في كلّ شيءٍ وكلّ من حوله. يريد أن يكون مسؤولًا عما تفعله وما تقوله وحتى ما تعتقده. يفزع عندما لا تتفق معه ولن يتوقف عن محاولة إقناعك أنه على حق وعليك أن تفعل ما يقوله. لا يمنحك مساحةً للتنفس ويزعجك باستمرار حتى تتماشى معه تمامًا. كن حذرًا من هذا النوع من الشخصيات السامّة تحديدًا لأن هؤلاء الأشخاص يلاحقون حريتك العاطفية والعقلية حتى لا يتبقى لك شيء. إن لم تستطع أن تهرب مرةً واحدةً الآن، ابدأ بالانسحاب على الأقل.
تشعر أنّك دائمًا عل مقعد الاحتياط
يتصرف النرجسي كما لو أنه هبة من الله للكون فهو يعرف كل شيء وهو الأفضل في أيّ شيء ولا يحجم عن إخبارك بذلك. بغض النظر عن مدى ذكائك أو خبرتك، لا يمكنك أبدًا التفوّق عليه. يحب النرجسي التحدث عن نفسه و سماع صوته. لا يطرح عليك أي أسئلة وإن طرح لن ينتظر ردّك، بل سيجيب عنك ولن يصمت. شخصية متغطرسة بشكلٍ لا يصدق ويرى آراءه الشخصية حقائق لا تحتمل الشك.
النرجسية من اضطرابات الشخصية وهي شخصية سامة جدًّا. غالبًا ما يكون النرجسيون غير مستعدين لتقديم تنازلات ويفتقرون إلى البصيرة والتعاطف ولن يرضوا أن يشاركوا مركز الاهتمام. قد يفسدون المناسبات الخاصة مثل عيد ميلادك أو أو حفل زفافك لأنهم يحتاجون باستمرارٍ إلى الاهتمام حتى عندما يحين وقت تألق شخصٍ آخر.
يمتلك النرجسي جلدًا رقيقًا جدًا يسهل خدشه وهو على استعدادٍ لتدمير كل شيء وكل من حوله عندما يشعر بالأذى أو الرفض. دبابةٌ تسحق كلّ شيءٍ في طريقها. نادرًا ما يرون الآخرين على أنهم متساوون. إذا كنت تشعر أن أفكارك تتعرض للدهس، أو أنك لا تحترم، اهرب بينما لا يزال بإمكانك ذلك!
تشعر أنّك محتجزٌ في دراما مكسيكية
كلّما رأيت اسمه على شاشة الهاتف، تساءلت في سرّك ما الخطب الآن؟ بعض الأشخاص السّامين يجتذبون الدراما. هناك دائمًا خطأٌ ما ومصيبةٌ وقعت عليهم. وبالطبع، بمجرد حلّها، تظهر مشكلةٌ أخرى. يريدون فقط تعاطفك، شفقتك ودعمك، لكن ليس نصيحتك! تجد نفسك تقدم المساعدة والحلول، لكنّهم لا يتبعون شيئًا منها، على العكس تمامًا يجدون مشكلةً في كل حل.
يشكون ويشكون؛ إن كانوا عازبين شكوا الوحدة فإن ارتبطوا لعنوا الارتباط ثم الأولاد والمعاناة مع الطفل الحديث الولادة فالمدرسة وهكذا… لاشيء يجري معهم بشكلٍ جيّد. لو سكنوا الجنّة، لشكوا إطلالها على جهنّم. يصعب التعرف عليهم لأنك تتعاطف في البداية مع مشاكلهم. ولكن مع مرور الوقت تدرك أنّ الضحيّة هي اسمهم الأول، الأوسط والأخير.
تشعر بالإرهاق بعد التواجد معهم
تصبح غاضبًا أو حزينًا أو مكتئبًا عندما تكون بالقرب منهم؛ تميل الشخصية السامة إلى امتصاص الإيجابية منك واستنزافك عاطفيًا. هؤلاء هم الأشخاص الذين لديهم دائمًا شيءٌ حزينٌ أو سلبي أو متشائم ليقولوه، لا يمكنهم أبدًا رؤية الإيجابيات، ويميلون إلى إحباط الجميع معهم. لديهم نوايا سيئة، ويستمدون رضاهم العميق من آلام وبؤس الآخرين، أو أنهم يحاولون إيذائك أو جعلك تشعر بالسوء. الشيء الجيد الوحيد في هذا النوع من الشخصيّات هو أنه يمكنك اكتشاف نواياهم بسرعة، مما يجعل إخراجهم من حياتك أسرع بكثير.
تشعر أنّك تمشي دائمًا على قشر البيض
إذا كان الشخص لا يستطيع التواصل معك بطريقةٍ مباشرة، أو يستخدم السخرية كآلية للدفاع، أو يرسل لك رسائلَ متناقضة لا تستطيع فهمها، أو يتصرف وكأنه لا يوجد شيءٌ خاطئ بينما يغلي من الغضب وينتظر الفرصة المناسبة لينتقم لهذا، فربما تتعامل مع معتدٍ سلبي وهي أحد أسوأ سمات الشخصيات السامة.
العدوان السلبي هو التعبير السلبي عن الغضب كإبقائك منتظرًا بشكل متكرر لأنّك ألقيت مزحةً ثقيلةً أزعجته وادّعى لحظتها أنّه لم يتأثّر ولم ينزعج. أنت لا تعرف أبدًا الرسالة التي يحاول مثل هذا الشخص إيصالها؛ يعتمد إنكار المشاعر والسخرية، تسأله عن سبب غضبه وبدلًا من توضيح السبب يرد “أنا بخير” أو “أنا لست غاضبًا”، حتى أثناء تجنّبه لك. هذا يجعل عقلك يدور في دوائر محاولًا معرفة ما يفكر فيه هذا الشخص ولماذا يستمر في إرسال رسائل مخفية وإهاناتٍ مبطّنة أثناء حديثه. قد تقضي ساعاتٍ في محاولة قراءة عقل هذا الشخص بينما تراجع كل خطوة أو كلمة صدرت عنك.
اقرأ أيضًا: سمٌ بلا عسل: هل يستلزم الحب أن نتقبَّل أذى الآخر؟
الآن وقد تحقّقنا من التشخيص، ما الذي يجعل الابتعاد عن شخصيةٍ سامة أمرًا صعبًا؟
- لأنّ بينكما تاريخًا قديمًا وذكرياتٍ كثيرة وعرفته من طفولتك. ربما كنتما في نفس المدرسة معًا أو كان جارك وكبرتما معًا وتشعر بالذنب لإنهاء العلاقة ورمي ذلك الماضي عرض الحائط.
- قد يكون ملحقًا لصديقٍ أو شخصٍ آخر تحبّه فيأتي كحزمة معه ولا تستطيع إخراج أحدهما من حياتك دون الآخر.
- ربّما فرضته عليك الظروف ولا تملك خيارًا إلا أن تراه كل يومٍ؛ كأن يكون زميلك في العمل أو لاعبًا في فريق كرة القدم الخاص بك، ولن تستقيل من عملك أو تترك الفريق في كلّ مرةٍ تقابل فيها شخصيةً سامة.
ما الحل إذًا للحد من أذى الشخصيات السامة التي لا يمكن التخلّص منها؟
بمجرد تحديد الشخص السام، ستجد سلوكه أكثرَ قابليةٍ للتنبؤ به وأسهل في الفهم. سيجهّزك هذا للتفكير بعقلانية حول متى وأين يتعين عليك تحمّل طباعه ومتى وأين ترسم الحدود وتقيّد وتحد من أثره، لكن عليك القيام بذلك بوعيٍ مسبق. إذا تركت الأمور تحدث بشكلٍ طبيعي، فمن المؤكد أنك ستجد نفسك متورّطًا باستمرارٍ في محادثاتٍ صعبة. الحيلة الوحيدة هي التمسّك بقوانينك والحفاظ على الحدود في مكانها عندما يحاول الشخص عبورها، وهو ما سيفعله.
قلّ أن تجد شخصًا لا يتّصف بدرجةٍ معينةٍ من الصفات السابقة، وأنت وحدك القادر على تحديد ما الصفات التي تتجاوز عتبة التحمّل لديك وكيف تقابلها. على سبيل المثال، عندما أقابل أشخاصًا منتقدين أتوقف عن التبرير لهم وأكتفي بالإجابة أن الشيء الذي لا يعجبهم هو خياري ويعجبني والذوق مسألةٌ نسبيّة وأمتنع عن سؤالهم في المستقبل عن رأيهم وأقلّص من مساحة تبادل الآراء، قد أبدو فظّةً أحيانًا لكن الأمر يثمر على المدى الطويل. في المقابل، لا يزعجني عشّاق بقعة الضوء أبدًا.
عليك أن تحدد ما الصفات الأكثر سلبيةً بالنسبة لك والأكثر ضررًا في حياتك وتقرّر إن كان لابدّ من إخراج هذا الشخص من حياتك كليًّا أو أنّ مساحةً أصغر لتواجده فيها قد تفي بالغرض. إن كان لديك تقنيّة ناجحة في التعامل مع هذه الشخصيّات السامة، أتمنى أن تشاركني خبرتك في التعليقات علّني أتجنب البتر مستقبلًا ببعض الدواء.
اقرأ أيضًا: الحياة البسيطة ليست جميلة فقط بل ضرورية أيضاً!
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.