كيف غزت هذه الكراسي البلاستيكية البيضاء العالم؟ 🤔
5 د
بغض النظر عن موقعك في العالم، من المحتمل للغاية أنك جلست بالفعل على هذه الكراسي يومًا ما (إذا لم تكن تجلس عليه الآن كما أفعل أنا).
الكرسي الأبيض البلاستيكي أو المونوبلوك Monobloc، يعد وفق الإحصائيات أكثر الكراسي البلاستيكية شيوعًا في العالم ولعله الكرسي الأكثر مبيعًا في كل التاريخ، وبالرغم من ذلك فهناك العديد من كارهيه، لدرجة أن الكرسي كان قضية سياسية كبيرة في سويسرا عندما تقدم العديد من الناس بشكوى ضد المطاعم التي تضع هذا الكرسي خارجًا لأنها “تدمر مشهد المدينة”.. ولكن على كل حال، كيف حصلنا على هذا الكرسي؟ وكيف احتل العالم؟
الكرسي الأبيض في كل مكان
يمكنك أن تجد هذا الكرسي في كل مكان، حول المقاهي في المدينة، داخل المستشفى بغرف الانتظار، في مكاتب العمل ومنازلنا كذلك، أصبحت هذه الكراسي جزءًا أساسيًّا من حياتنا.
يعود تاريخ هذا الكرسي لخمسينات وستينات القرن الماضي، عندما كان البلاستيك واعدًا للعديد من المنتجين ورجال العمال وعلى الأخص المهندس المعماري والمصمم الأمريكي إيرو سارينين، الذي بدأ في صياغة تصميم هذا الكرسي على قاعدة برج إيفل. فشلت تصميمات لإيرو المبدئية كثيرًا ولكنه تمكن في النهاية من انتاج كرسي المونوبلوك الخفيف، وهو كرسيٌ بلاستيكي من قطعة واحدة غير ملحومة.
كانت هذه هي الصناعة اليدوية للمونوبلوك عام 1960، إلا أنه على ما يبدو، فإن ابن عم المونوبلوك كان قد وُلد قبل ذلك في أحد المصانع عام 1959 بواسطة شركة Grosfillex، والذي بدا أنه متشابه كثيرًا مع كرسي المونوبلوك إلا في بعض الأمور، مثل أن كرسي سارينين كان مليئًا بالثقوب وله لونٌ أحمر كرزي، ولكن فيما بعد قد تغيرت هذه الألوان لتصبح الأخضر والأزرق، والأبيض المعروف.
اقرأ أيضًا: المغرب يحظر الأكياس البلاستيكية حفاظا على البيئة… ويستورد 250 طنًا من النفايات الإيطالية!
بداية الإنتاج الصناعي
بعد فترة وجيزة من إنتاج الشركة الأمريكية لمجموعة من الكراسي، كانت قد امتازت هذه الكراسي بسعرها المنخفض وعمليتها، وخفة وزنها، وبدأت في الانتشار مع بداية الستينات.
وفي عام 1972 بدأ المهندس الفرنسي هنري ماسونيت، والذي اعتمد على تصميم المهندس الألماني Helmut Bätzner وغيره من المصممين، في العمل على تصميم جديد يسمى Fauteuil 300 وكان يهدف هذا الكرسي لتحسين كفاءة صنع الكرسي الحالي وتقليل مدة دورة الإنتاج، ليجلب المزيد والمزيد من طلبات السوق على هذا الكرسي، وكانت طريقة ماسونيت هي التالي: صهر حبيبات صغيرة للغاية من مادة البولي بروبلين ومركز اللون عند درجة حرارة 200 مئوية (392 فهرنهايت) ثم تفريغها في قالب الكرسي، وبعد أقل من ستين ثانية نحصل على كرسي أبيض، لم تتغير هذه الطريقة في التصنيع منذ أكثر من 40 عامًا.
نجح ماسونيت بالفعل في فكرته وأصبح الكرسي سهل التصنيع للغاية، لدرجة أننا اليوم لا نفرق بين المنتج الأصلي الذي تنتجه الشركة الماليزية Mah Sing Plastic والمنتجات الأخرى التي يتم تزويرها والتي تُصنع بنفس الطريقة كذلك.
الجدير بالذكر أنه مع نهاية الحرب العالمية الثانية، بدأ مصممو الأثاث في تجربة المواد البلاستيكية الجديدة لصنع الكراسي، وعلى رأسهم الأمريكيين تشارلز وراي إيمز، اللذان قاما بصنع كرسيهما الشهير، وكذلك كرسي هيلي البولي بروبلين الذي صممه المهندس ربون يوم، وبالرغم من كل هذه المساهمات لم يخرج لنا أول كرسي بلاستيكي بالكامل إلا عام 1960 على يد شركة Grosfillex كما ذكرنا.
كان MS 938A (وهو أحد كراسي مونوبلوك التي نستخدمها ليومنا هذا) مجرد واحدٍ من العديد من الكراسي العديدة التي عُرضت في السوق منذ بداية الثمانينات؛ والتي كانت على الرغم من اختلاف تفاصيل تصميماتها إلا أنها اشتركت في المميزات الأساسية: أسعار رخيصة، عملية الصنع، والأهم من كل ذلك إمكانية تكديسها (وهذه هي الميزة الأساسية التي جذبت العديد من الشركات والمقاهي لاقتناء الكرسي).
الكراسي البيضاء وثورة الصناعات البلاستيكية
نستخدم اليوم البلاستيك على نطاق واسع جدًا، لدرجة تمنعنا من تفهم كيف كانت فكرة صناعة كرسي أو أثاث بلاستيكي غريبة جدًا في الوقت الذي كانت تصنع فيه مواد الأثاث من الخشب أو المعادن وغيرها من المواد الطبيعية.
“قبل ثلاثين عامًا، عندما عرضت عليهم الكرسي “البلاستيكي” كانوا يقولون: هاه؟ بالنسبة لهم؛ كانت هشة للغاية بلهشة تمامًا، لذا كان علي أن أبرهن لهم” – الرئيس التنفيذي لشركة Mah Sing Plastic.
تأتي مرونة هذا الكرسي من مادة البولي بروبلين التي تتيح للمصنعين إعادة تشكيلة بالعديد من الألوان، في حين أن المستخدمين في أوروبا والولايات المتحدة يستخدمون الكرسي باللون الأبيض الصافي، إلا أنه في ماليزيا وسنغافورة نادرًا ما تجد كرسي غير ملون، تقول مبيعات MS 938A أن لونه الأحمر هو اللون الأكثر طلبًا في أسيا كلها.
اقرأ أيضًا: كتاب 365 يومًا دون صنع في الصين هل يمكننا حقا العيش من دون السّلع الصينية؟!
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
لم تجب ابدا عن سؤال:كيف ؟