لا تستطيع التحكم في مشاعرك؟ إذن هذا المقال لك!
تتعالى أمواجُ المشاعر الإيجابية والسلبية في حياتنا اليومية مرارًا وتكرارًا، وقد تظهرُ الكثيرُ من الأفعال كردودٍ لهذه العواطف التي من الصعب السيطرة عليها غالبًا، لكن تشير الدراسات إلى أنّ إدارة العواطف بالرغم من صعوبتها، إلّا أنّها أمرٌ لا يتقنه إلّا نخبة النخبة من الناس، حيث تسعى تلك الفئة إلى تجنب كافة التصرفات الغير مجدية بعد انتهاء لحظات التأثّر باعتبارها مكسبًا قصيرَ المدى، ونظرًا لأهمية محور النقاش “إدارة العواطف”، فقد ظهر ما يُعرف بالذكاء العاطفي في علم النفس الذي يساعد على التحكم بالعواطف وإدارتها بكل شدة بأس، وفي هذا المقال سيتم الغوص في أعماق علم إدارة العواطف، وطرق التحكم بها قدر الإمكان.
إدارة العواطف وكيفية التحكم بها
إن كنتَ قادرًا على مسك زمام أمور عواطفك، فإنّ ذلك أمرًا مؤكدًا على بداية مشوارك نحو النجاح، بالرغم من صعوبة ذلك إلّا أنّه من الطبيعي جدًا أن يكون طريقُ النجاحِ صعبًا، فإن تمكّنت من اجتيازه فسيكلّل مجهودك بالتحكم بالعواطف، وبالتالي اجتياز ما ينصبه العقلُ الباطنُ من فخٍ للمشاعر، وحتى يتمكن المرءُ من إدارة العواطف بشكلٍ صحيحٍ يجب عليه ما يلي:
فهم المشاعر واستيعابها
الاعتراف بالمشاعر وفهمها يساعدُ على التخلص من مسألة اختلاط المشاعر لدى الفرد، فيكون في البداية عاجزًا عن التفرقة فيما إذا كان بحالةِ غضبٍ أو خوفٍ أو غيرةٍ أو حتى وحدةٍ، وعند مواجهة الذات والاعتراف لها بحقيقة الشعور والسبب الحقيقي لذلك، وعند المقدرة الحقيقية على تجاوز محنة الاعتراف بالمشاعر يصبح الأمر أكثر سهولةً لتجاوز المرحلة التالية، وهي القبول بالوضع الراهن والمشاعر المسيطرة.
قبول المشاعر كما هي
الخضوعُ والقبولُ لمشاعرٍ ما قد يكون أمرًا صعبًا جدًا، وخاصةً إذا كانت سلبيةً، ولابدَّ من التنويه إلى أنّ مسألةَ الاعتراف بها قد يكون أكثرَ هونًا على الإنسان من قبولها، حيث تلجأ ما يعرف بـ”الأنا” في تقديم مبررات للعقل الباطن؛ لإقناعه بالسبب الكامن وراء هذا الشعور الذي ينتجُ بناءً عليه سردًا عاطفيًا، ويساعد ذلك على التخلص من الأوهام التي قام الإنسان ببنائِها في مخيلته، والقبول بالأمر الواقع كما هو دون تهويل، فيمهدُ ذلك بمنح النفس الإِذن بالحصول على المشاعر على حقيقتها، فعند مواجهتك وقبولك للمشاعر دون أن تقرنها بأيّ قصةٍ أو مبررٍ سيكون الأمرُ بغاية السهولة.
استكشاف العواطف المراد مواجهتها
تتمثل هذه المرحلة بالوقوف وجهًا إلى وجه مع الموقف العاطفي وعدم التهرّب منه، بل على العكس تمامًا. الانطلاق نحو كل ما تهرب منه أو غاب عن الأعين، وعند بلوغ الإنسان مرحلة استكشاف العواطف ومواجهتها يصبح الأمرُ أكثرَ جُرْأَةً للتعرّف على عقباته وأسبابه، وطرق التعامل معه عند معاناة الإنسان من بعض الأعراض الجسدية أو النفسية نتيجةً ذلك، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه المسألةَ تساعدُ على بناءِ الخبرةِ العاطفيةِ لبنةً تلو الأُخرى لدى الإنسان.
الملاحظة الثاقبة
لابدَّ من المضي قُدمًا في الحياة مهما كانت الظروفُ التي تعرقلُ حركتها. لذلك، يتوجب على الإنسان ملاحظة نفسه وتصرفاته، وكل ما يطرأُ عليهما من تغييرٍ بعد التعرض لموقف مفصلي في حياته، فمِن الممكن أن يكون الإنسانُ قويًا، يخلقُ منه كائنًا قادرًا على مواجهة كل المصاعب التي تواجهه مستقبلًا، بعد ذلك الموقف الذي أثّر به فعلًا، وبذلك فإنّ العواطف ستسير في مسارها الصحيح في الجسم والعقل، ومن الممكن قراءة مقال “في اليوم العالمي للسعادة… هذه هي أسرارُ أسعد إنسان في العالم” للاستفادة قدر الإمكان منها.
مُكوِّنات إدارة العواطف في حياتنا
من الممكن الاعتماد على مجموعةٍ من النقاط في إدارة العواطف الإضافية، ومنها:
التعبير عن الذات
وتتمثل بضرورة خلق الطريقة المثلى؛ لإيصال الرسالة إلى الطرف الآخر أثناء التعبير عن الذات، مع ضمان استلام الطرف الآخر لمضمون الرسالة على حقيقته دون أيّ تحريفٍ من خلال تطبيق طرق التواصل الفعّالة، سواءٌ كان ذلك بالكلمات المنطوقة أو بواسطة لغة الجسد.
تقديم العناية للذات
يمكن تحقيق هذا البند بالابتعاد تمامًا عن أداء دور يجعلُ منك ضحيةً للبحث عن رضا الآخرين، حيث سيترتب على ذلك إهمال النفس بشكلٍ مجحفٍ وإلحاق الضرر بها، ففي الحقيقة ليس ما يرضي الناس قد يرضينا. لذلك، لابدَّ من منح النفس حيزًا خاصًا بها لتكون راضيةً ومقتنعةً ومدللةً بعض الشيء، ولا يمكن تفسير ذلك بالأنانية، بل إنّ تقديمَ النفسِ في الرضا ثم السعي لرضا البعض أمرٌ مقبولٌ نوعًا ما، ولكن ليس على حساب النفس أبدًا.
مصالحة النفس والتسامح معها
تتحقق مصالحة النفس فور الاعتراف بنقاط الضعف، والعمل على السعي للتخلص منها وتقويتها، فعند مواجهة النفس أولًا يصبح مواجهةُ كل ما يحيط بالمرء أمرًا سهلًا، لكن لابدَّ من الانتباه إلى ضرورة عدم وصول درجات الغرور.
النظرةُ الإيجابيةُ للمشاعر الراهنة
من الممكن أخذ الأمور من الناحية الإيجابية حتى نصبحَ قادرين بشكلٍ أكبر على ضبط تفسيراتنا وتحليلاتنا للمواقف والأحداث التي تواجهنا، وبمعنى أدق أخذ الأمور بكل أريحية حتى يتسنّى لنا العيش بطريقةٍ طبيعيةٍ، كما يسهم ذلك في جعل العقل أقل انتقادًا للأخطاء وأكثر تحقيقًا للنجاح، وبالتالي الاعتراف بالإنجازات والتخلص من المشاعر السلبية.
أبدع الدكتور طارق سويدان في تقديم محاضرته التالية حول المحركات الرئيسية للعواطف الإنسانية:
لابدَّ للإنسان الواعي أن ينظر إلى نفسه بعين الرضا، والتحكم بكل مشاعره السلبية خاصةً، ويُعتبر الشخصُ المسيطرُ على ذاته شخصًا مميزًا في وسطٍ ممتلِئ بالانفعاليين، وأنت عزيزي القارئ هل أنت من الأشخاص الانفعاليين أو اللا انفعاليين؟! في الحقيقة أنا ككاتبٍ للمقال من أوائل الأشخاص الذين يحتاجون دورةً متكاملةً في إدارة العواطف، وأنت هل تحتاج؟!
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
انا يوجد عندى المشاعر السلبيه اكثر من الاجابيه /؟ ماهو الحل؟………………………..