تريند 🔥

📱هواتف

إستراتيجية حياتية للقرن الحادي والعشرين عمرها آلاف السنين… «النونتشي» السر الكوري للسعادة والنجاح

النونتشي
روان دربولي
روان دربولي

5 د

هل سبق لك والتقيت بشخصٍ يتمتع بالكاريزما والسحر الكافيين لتغيير طاقة كل مكانٍ يدخله؟ لا بد وأنك لاحظت كيف يعيش بعض الناس حياةً باهتة بينما يُضفي آخرون الألوان على حياتهم وحياة من حولهم.

هل اعترتك رغبةٌ ما في قراءة أفكار الآخرين؟ أو كنت تتمنى التّمتع بصفاتٍ خاصةٍ مثل تلك التي تميّز بعض الأشخاص في الحفلات أو اجتماعات العمل دونًا عن غيرهم؟ قد تستغرب كيف يكون بعض الأشخاص محظوظين في الحبّ وناجحين في العمل والدراسة وقادرين على التحكم في أفكار الناس ومشاعرهم في نفس الوقت. 

إذا كانت تدور في ذهنك مثل هذه الأسئلة؛ فأنت بحاجة إلى التعرف على  مفهوم النونتشي، إنه استراتيجية حياتية للقرن الحادي والعشرين عمرها آلاف السنين، قابلة للتطبيق على كل بيئة اجتماعية يمكن للمرء أن يتواجد بها. 

المفهوم الكوري صعبٌ بعض الشيء في الجدل والتعريف ولا يوجد ترجمة عربية مباشرة له، لكن في كتابها الجديد: "قوة نونتشي: السر الكوري للسعادة والنجاح"، تشرح أيوني هونغ Euny Hong النونتشي (Nunchi) على أنها فنُّ قياس أفكار الآخرين ومشاعرهم من أجل بناء الثقة والانسجام و التواصل الجيد، وأما الترجمة الحرفية لكلمة Nunchi هي "مقياس العين".

يقول هذا الكتاب إن قوة النونتشي هي قوة عظمى بإمكانها مساعدتك في أيّ موقفٍ، مثل الحصول على وظيفةٍ أو كسب بعض الأصدقاء الجدد، إنها شكلٌ مُتسامٍ من مزيجٍ من الذكاء العاطفي والوعي الاجتماعي، وبشكل عام هناك عاملين مميزين للنونتشي، الأول: التركيز على الغرفة ككل واعتبارها كائن حيّ واحد وليس فقط التركيز على الأشخاص بداخلها، على سبيل المثال يركّز المخرجون والممثلون ولاعبو البوكرعلى الغرفة بكل مكوناتها المادية وغير المادية لأن التركيز على الأشخاص فقط  لن يساعدهم دومًا بل عليهم التركيز على جوّ الغرفة، وأما العامل الثاني فهو: الانتباه للزمن، بمعنى آخر سرعة البديهة وهذا ما يمكّنك من التكيف مع المواقف الاجتماعية المختلفة، كأن تقول الكلام المناسب في الوقت المناسب، فإذا عرفت حقيقة أمرٍ ما بعد فوات الأوان هذا لن ينفعك في شيء، إذًا يجب أن يكون لديك نونتشي سريع، لأن الإنسان الماهر لديه قدرة على معالجة المعلومات الاجتماعية المتغيرة بسرعة. 

والآن وبعد التعرف على قوة النونتشي إليك استراتيجيات تطويرها:


قواعد النونتشي ... القواعد الذهبية للسعادة والنجاح على الطريقة الكورية


أفرغ عقلك من معتقداته البالية

تذكّر دومًا أن التعصب لمعتقداتك يمنعك من معرفة أي شيء عن الناس، إذا افترضت أنك تعرف كلّ شيء عن بلدٍ جديدٍ أو ثقافة شعبٍ ما أو اجتماعٍ قبل أن تبدأه، فأنت بهذه الحالة تُغلق حواسك وتترك لنفسك مساحةً أقل لجمع البيانات حول الغرفة، تراجع عن هذه الأفكار وتنفّس الصعداء قبل كلّ بدايةٍ جديدٍ. 


تذكّر تأثير نونتشي المُراقِب

بما أنك تعمل على تطوير قوة النونتشي لديك، فتذكر دومًا أنك ذو أثرٍ دومًا في أي غرفةٍ تدخل إليها، إن وجودك في غرفةٍ ما سيغير بيئتها بالفعل دون أن تنبس ببنت شفة، تذكّر على الدوام أنك لست بحاجةٍ لاستعراض ما لديك من مالٍ أو مهارات، وفي سياقٍ آخر إذا دُعيت لأي مناسبةٍ اجتماعيةٍ كانت، فاحرِص على عدم إطلاق النكات والدعابات، إنه أمرٌ مزعج أكثر مما تظن حتّى لو كانت النكتة مضحكة. 


افهم جوّ الغرفة

إذا كنت الشخص الذي دخل الغرفة لتوّه، فكلّ الأشخاص الآخرين المتواجدين في نفس الغرفة قد قضوا وقتًا أطول منك فيها، حسنًا هنا عليك التمعن في ملامحهم لفهم جوّ المكان، فإذا بدا الجميع حزينًا لا تحاول إسعادهم حتى تعرف المزيد  من البيانات، على سبيل المثال: عند تلبيتك دعوة صديقك وزوجته إلى منزلهم، واستطعت أن تلتقط بعض الدلالات على أنهما قد تشاجرا لتوّهم، لا تطرح عليهم بعض الأسئلة مثل: "هل تناولتم الغداء؟" فقد تصطدم عن غير قصدٍ بالموضوع الذي يتشاجرون بشأنه، وتسبب بمزيدٍ من الإزعاج لهم. 


استمع مرّتين بقدر ما تتحدث

لا تفوّت الفرص الجيدة للصمت، إذا انتظرت طويلًا سيتم الرد على جميع أسئلتك دون قول كلمةٍ واحدة، ستخدمك هذه النصيحة بشكلٍ جيّدٍ في المفاوضات حيث يكون الصمت أحيانًا سيد الأحكام، أولئك الذين لديهم نونتشي سريع هم مستمعون بارعون، تقول أيوني هونغ في كتابها إنهم يعيشون حسب كلمات ابكتيتوس: "لدينا أذنان وفم واحد حتى نتمكن من الاستماع ضعف ما نتحدّث". 


اقرأ ما بين السطور

لا يقول الناس دومًا ما يفكّرون به، فانتبه إلى سياق الحديث وليس ما إلى يقولونه حرفيًّا، الكثير من المشاحنات بين الأزواج بشكلٍ خاص تحدث بشكلٍ دوري حول نفس الموضوع مرارًا وتكرارًا لأن أحد الطرفين أو كلاهما يرفض النظر إلى ما وراء الكلمات. منذ اللحظة الأولى التي تقع فيها عينيك على شخصٍ ما، وقبل إلقاء التحية لا تفترض أن هذا الشخص يفعل ما تفعله أنت وأصدقاؤك بالعادة، خاصة فيما يخص التحية فهل ستكون انحناءة أم قُبل أم أحضان وعناق أم مصافحة؟ فهناك بعض الثقافات لا يفترض فيها أن يلمس الرجل والمرأة بعضهما البعض. 


كن خفيف الحمل و لا تتعدّى على خصوصية الآخرين 

تعامل مع معطيات الحياة بحوافٍ مستديرة وليس بزوايا قائمة، لنفترض أنك كنت في زيارة عند أحد الأقارب ولا تملك المهارة الكافية لتقدير متى يريدك قريبك المُضيف أن تنصرف، ربما يقول لك: "أتمنى أن تتناول العشاء معي لكن لم يتبقى لدي ما يكفي من اللحم"، فإذا كانت إجابتك هي: "لا بأس، أنا نباتي بكل الأحوال". هذا يعني أنك ستبدو كآفة عالقة عنده، وستخسر فرصتك لمزيدٍ من الدعوات المنزلية عنده.

ذو صلة

أخيرًا، امتلاك النونتشي ليس مجرّد شيءٍ لطيفٍ، إنها وسيلة للرفاهية والبقاء، أحيانًا يكون التسيب بزلّاتٍ غير مقصودة أمرًا مضحكًا بسبب نقص النونتشي، فكّر في الأصدقاء الذين لم يعودوا أصدقاء لك، ليس بسبب الحقد أو الكراهية لكن لفكرةٍ واحدة لا سواها وهي أنهم لا يريدون التواجد بالقرب منك. 

لن يخبرك أحدٌ عن سبب فقدانك لأصدقائك أو لماذا لا يتم ترشيحك الترقيات، لن يخبرك أحد لماذا تكون الأبواب مفتوحة للآخرين ومُغلقة بوجهك دومًا، ستعتقد أن الحياة لغز لكن كلّ ما تحتاجه هو عينيك وأذنيك تذكّر ذلك دومًا. 

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة