استخدام الهولوجرام في التعليم
الهولوجرام Hologram أو ما يعرف بالصورة المجسمة، هو تقنيةٌ تصويريةٌ تقوم بتسجيل الضوء المنبعث من جسمٍ ما، ومن ثم عرضه بطريقةٍ تظهر أبعاده الثلاثة. كثيرًا ما ظهرت هذه التقنية في الأفلام مثل Star Wars و Iron Man، ولكن في الحقيقة إن هذه التقنية لم تصل بعد للمستوى الساحر الذي يعرض في مثل هذه الأفلام.
يعتبر الهولوجرام تسجيلًا فوتوغرافيًّا لحقلٍ ضوئيٍّ بدلًا من صورةٍ تم إنشاؤها بواسطة العدسة، ويتم استخدامه لعرض صورةٍ ثلاثية الأبعاد يمكن رؤيتها بدون الحاجة إلى نظاراتٍ خاصةٍ أو أدواتٍ مساعدةٍ.
أنواع الهولوجرام
هنالك أنواعٌ متعددةٌ من الهولوجرامات التي تم صنعها عبر السنين منها هولوجرامات الإرسال (Transmission Hologram) التي تسمح بسطوع الضوء من خلالها وعرض الصور من الجانب، ومنها الهولوجرامات المجسمة (Rainbow Hologram) التي تستخدم لأغراضٍ أمنيةٍ مثل بطاقات الائتمان ورخص السواقة.
خصائص وميزات الهولوغرام
من أهم خصائص هذه التقنية ومميزاتها أنها تمكننا من استعادة الصور بتعريض أي جزءٍ منها لأشعة الليزر، حيث أن رؤية طرفٍ من صور الهولوجرام سيخفي الجزء الآخر، وستوفر التقاط ورصد أكثر من صورةٍ وعرضها على لوحٍ واحدٍ، بالإضافة إلى القدرة على رؤية الجسم المعروض من كافة الاتجاهات ورؤية أعمق الفتحات والثقوب الموجودة فيه.
استخدامات وفوائد الهولوجرام
لقد تطورت هذه التقنية بشكلٍ كبيرٍ في الآونة الأخيرة وتزايد استخدامها على نطاقٍ واسعٍ في العديد من المجالات، منها قطاع الرعاية الصحية وتعزيز الحماية الأمنية للقضاء على عمليات النصب ومنع التزوير، واستخدامها في بطاقات الائتمان بوضع شريطٍ مجسمٍ على ظهر البطاقة وهذا لتلافي حالات التزوير. كما أنه يجري استخدامها في الترويج لبعض المنتجات التجارية بشكلٍ حيٍّ، وقد وجدت هذه التقنية طريقها أيضًا إلى مجال التسلية والألعاب لعرض مجسماتٍ وصورٍ حيةٍ تتيح للاعبين تجربةً تفاعليةً مميزةً، كما تم تطبيق هذه التقنية بشكلٍ كبيرٍ في مجال التعليم للتفاعل مع المادة العلمية.
استخدام الهولوجرام في التعليم
- توضيح التجارب بشكل مباشر: وذلك عن طريق إنشاء محاكاةٍ للخبراء وعرضها، مثلًا، أن يقوم الجراح بإجراء العمليات الجراحية لطلاب الطب دون أن يكون متواجدًا بينهم فعليًا ودون أن يتواجدوا هم في غرفة العمليات.
- إمكانية ربط الفصول الدراسية عن بعد: مثل ربط قاعةٍ دراسيةٍ مليئةٍ بالطلاب الإسبانيين مع قاعةٍ أخرى يتواجد بها الطلاب الإنكليز وتمكينهم من الانخراط في محادثةٍ حقيقيةٍ تتيح لكلاهما تعلم لغة الآخر دون الحاجة للسفر كوسيلةٍ لتعلم اللغة المرادة بشكلٍ أفضل؛ فهنالك الكثير من المواقع المختصة بتعليم اللغات التي تجمع الراغبين في التعلم من كل أنحاء العالم وجعلهم يتشاركون في المحادثات لتقوية لغاتهم، لكن مع تقنية الهولوجرام حتمًا ستتطور هذه العملية وستجعلها أكثر تفاعليةً ومتعةً.
- تقديم المحاضرات لعدة فصول دراسية من أي مكانٍ وفي نفس الوقت: حيث تسمح تقنية الهولوجرام للمحاضر أن يقدم دروسه لعدة قاعاتٍ مليئةٍ بالطلاب بنفس الوقت، كما يمكن للخبراء أو المهتمين بالثقافة أن يقدموا خبراتهم لجمهورٍ واسعٍ متجاوزين بهذه التقنية حواجز الزمان والمكان.
- الحضور عن بعد: امتداداً للنقطة السابقة ستسمح تقنية الهولوجرام للطلاب في المنزل بأن يشاركوا في المحاضرة ويتفاعلوا مع المدرس الذي يعرض في غرفة المعيشة. يمكن تخيل نوعٍ من المواجهة التفاعلية بحيث يستطيع المدرس أن يتلقى الأسئلة أو أن يحاور الطلاب غير الموجودين ضمن محيطه عن طريق المحادثات أو أنظمةٍ صوتيةٍ.
- الوصول عن بعد "ان تكون هناك": مع استمرار تقنية الهولوغرام بالتطور يمكن تخيل اليوم الذي سيكون فيه المعلمين والطلاب قادرين على أن يتواجدوا بمكانٍ مختلفٍ بدون مغادرة مكانهم الأصلي، مثل أخذ رحلةٍ افتراضيةٍ إلى روما لدراسة مدرجات المبارزة القديمة مثلًا. وذلك عن طريق تسجيل وتخزين رحلةٍ كاملةٍ ونقلها لبعدٍ جغرافيٍّ آخر.
- حضور الأحداث التاريخية: حيث يمكن إعادة خلق نفس الأحداث الماضية عن طريق إنشاء محاكاةٍ لها وعرضها بشاشات 3D أو4D، مما يتيح مثلًا حضور حربٍ عظيمةٍ من حروب المغول والتتار أو لحظة إعلان استقلال دولةٍ ما.
كما تسمح هذه التقنية للأطفال بالغوص إلى أعماق البحار ليشاهدوا ويختبروا أشكال الحياة المائية بدون تعريضهم إلى أية مخاطرٍ.