الهة الاغريق

اتّخذ اليونانيون القدماء العديد من الشخصيات التي قاموا بابتكارها، معطين لكلٍ منها صفات خاصّة ومعالم مميّزة وحتى تصرّفات وتفاعلات مُختلفة، وأُطلق عليها اسم الهة الاغريق وإنّ هذه الشخصيّات الميثيولوجية المثيرة للإهتمام أثرت التاريخ الإغريقي بالعديد من الحكايا والأساطير، والتي ألهمت الكثير من الروايات والكتب وحتى الأفلام والألعاب الإلكترونية، التي اتّخذت من نماذج الآلهة الإغريقية أساسًا في بناء حبكتها.

اشتملت الآلهة في أساطير الإغريق اثني عشر رمزًا أساسيًا، في مقدّمتها زيوس الذي اعتبروه إله السماء وأب الآله كلّها. يليه أخواه هيدس وبوسيدون، اللّذين حكما كل من العالم السفلي وأعماق البحار. هيرا شقيقة زوس وزوجته التي اعتبروها أميرة الآلهة. ودون ذلك العديد من الآلهة الأخرى، التي بصفاتها وتصرّفاتها وشخصيّاتها المميّزة، أثارت اهتمام واعجاب الكثير من هوات الأساطير.

في مقالنا هذا سنتطرّق لأكثر الهة الاغريق شهرةً في الأساطير اليونانية القديمة، مقدّمين موجزًا بسيطًا وتعريفيًّا عن كلٍّ منها ومستعرضين أبرز الصفات التي أعطت كل واحدٍ منها طابعه الفريد والمميّز.

إله أولومبوس والرقم واحد لدى الهة الاغريق والذين اعتبروه آله السماء والبرق وملك جميع الآلهة الإغريقية الأخرى. يتصدّر زيوس قائمة الرموز الأسطورية لدى الاغريق، وطبقًا لليونانيين فهو ابن كرونوس ووالد كل من أثينا وأبولو.

اسم زيوس يُعتبر مصطلح يوناني قديم بمعنى "ساطع". عادةً ما يتمّ تصويره وتخيّله حاملًا صولجانًا في يدٍ وصاعقةً على شكل سهمٍ في الأخرى، وهذا ما يعطيه الهيمنة وصورة السلطة المعروف بها بين آلهة الإغريق الأخرى.

وطبقًا للإغريق فإن زوس لم تكن بداية ملكيّته جيّدةً فقد عزل العمالقة أصحاب الملك وقام بحبسهم، مما أثار حفيظة جدّته غايا، سيّدة العمالقة، وأورثه غضبها، فعمدت إلى استدعاء جميع أبناءها العمالقة من أجل الثأر، مهاجمين جبل أوليمبوس-حصن زيوس المنيع- إلا أن أوليمبوس انتصرت واشتعل الغضب في غايا حتى قامت بولادة تيفيوس، عملاق اسطوري نافث للنيران، حتى أن زيوس احتاج المساعدة من الآلهة هرمس وبان للتغلّب عليه.

الابن البكر لزيوس وليتو والشقيق التوأم أرتيميس، وأكثر الهة الاغريق سطوةً ودأبًا في العمل، وكان مسؤولًا عن كل من الموسيقا والرقص والطب والنبوءات. وكان معروفًا بإله الضوء "فوبيوس" ، وكان يُعمد إليه عند حصول الكوارث والأوبئة.

كلٌ من الإوز والدلافين تُعتبر ذات أهمية كبرى لدى أبولو، وتمثّلت أسلحته بالقوس والنشّاب والقيثارة. عادةً ما يصوّره الإغريق على هيئة شابٍ في مقتبل العمر مع تاجٍ من الغار على رأسه. كما أن الرمز الأساسي الذي عُرف به هو الصولجان الثلاثي والذي يُشير إلى قوّته وقدرته النبوئيّة.

أثينا، أشهر الهة الاغريق الإناث والمعروفة بـ"بالاس"، والتي يعتبرها الإغريق آلهة الحكمة والتخطيط والفن والمعارك والقانون، بالإضافة إلى كونها الحاكم المسؤول عن مدينة أثينا. بالرغم من أن هنالك نماذج أسطوريةً مختلفة لأصل أثينا، إلّا أن أكثرها شيوعًا لدى الإغريق كان أنها ابنة زيوس من العملاقة ميثيس، والتي تلقّى زيوس نبوءةً مفادها أن ابنًا له من مثيس سيغدو قويًّا جدًّا ويستولي على عرشه، الأمر الذي دفع زيوس إلى إلتهام زوجته ميثيس حرفيًّا!

وبعد التهامه لميثيس بدأ زيوس يعاني من آلامٍ مبرّحةٍ في جبينه، استنجد على إثرها بالآلهة الأخرى حتى يخلّصوه من هذا الألم، فعمدوا إلى ضربه بفأسٍ على رأسه، ليتفاجئوا بظهور أثينا من الجرح الذي خلّفه الفأس وهي بكامل عتادها وعدّها الحربيّة.

عادّةً ما يصوّر اليونانيون الآلهة الإغريقية أثينا وهي مرتدية مجموعة الدروع الخاصّة بها وحاملة رمحًا طويلًا ودرعًا مستديرةً، بالإضافة إلى تصوير غُصن زيتون والبوم بجانبها، واللذين يشيران إلى رمز قوّتها وحكمتها.

آلهة الحرب، طبقًا لليونانيين، وأكثر الهة الاغريق بطشًا ودمويّةً، وهو ابن زوس من هيرا، وعادةً ما يصوّره اليونانيون بشكل رجلٍ شابٍ بدون لحيةٍ إما بهيئته العارية باستثناء الخوذة والرمح أو السيف الذي يحمله في يده، وإما بإطلالته المدرّعة الكاملة.

يصفه هومر، مؤلف وفيلسوف يوناني قديم، أنه متقلب المزاج وغير كفءٍ، وغالبًا ما يأخذه الغضب والتعصّب، وعادةً ما يمثّل سطوة الحرب وعشوائيّتها، على خلاف أخته أثينا التي تمثّل التخطيط والرزانة في التخطيط والاستراتيجية في التدبير. أما عن الرموز الحيوانية له فهي النسر والأفعى والثعبان والكلب والخنزير.

ملك العالم السفلي، كما يصفه اليونانييون، وآلهة الثروات الأرضية من المحاصيل الزراعية الوافرة وصولًا إلى الثروات الباطنية الثمينة. ويعدّه اليونانيوون أكثر الهة الاغريق ثراءً وغنًى. رموزه الشائعة هي قرن الشرب والصولجان والكلب ذو الثلاث رؤوس (سيبربوروس). أما عن الحيوان الذي يمثّله فهو البوم.

هيدس هو أحد الأبناء الثلاثة لكرونوس وريا بالتالي أحد الورثة والملوك لواحدٍ من العوالم الثلاثة العظيمة، ألا وهو العالم السفلي. ومن الجدير بالذكر أن أحد أهم الأسماء الشائعة لهيدس كانت بلوتو (وهي اختصارٌ لبلوتون وتعني "الغني"). غالبًا ما يصّور اليونانييون هيدس حاملًا قرن الشراب وهو يقدّم النبيذ إلى زوجته بيرسيفون.

بالرغم من أن هنالك الكثير والكثير من الرموز والأساطير الإغريقية المفعمة بالصفات المختلفة، وما تطرّقنا إليه كان تمثيلًا وإيجازًا بسيطًا، ومع ذلك قمنا بسوق أكثر الآلهة الإغريق شهرةً في الأدب اليوناني القديم.