ما هي الكارما

رنيم عطفة
رنيم عطفة

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

الكارما كلمة سنسكريتية الأصل مشتقّةً من "كرمان" وتعني العمل، وهي موجودةٌ في بعض الديانات الشرقية بما في ذلك البوذية والهندوسية، إلا أنّ خصائصها تختلف حسب موقعها الديني أي من دينٍ لآخر، لكن مفهومها الأساسي ثابت.

تتعلق الكارما في كل ما يخصّ السبب والنتيجة، أي كل عملٍ سيعود إلى صاحبه في المستقبل، بمعنى أنّ كل شخصٍ سيحصد ثمار عمله، فقانون الكارما يقول أن الأسباب تولّد نتائج من جنس العمل. ولا تقتصر الكارما على أفعال الشخص فقط بل تشمل أفكاره ونواياه، وتوصياته التي ينفّذها أشخاص آخرون. لاحقًا تم تحوير الكارما لتكون بمعاني بعيدة كليًا عن معناها الأصلي، فأصبحت تشير إلى الحظ أو المصير أو القدر، أو قد تُستخدم بشكلٍ خاطئٍ في تفسير الصعوبات الغير متوقعة.

الكارما دقيقةٌ جدًا ولا تخطئ، فهي قادرةٌ على اكتشاف الشر في العمل أينما وجِد سواء بالعمل أو النية. فالعمل الإنساني المبني على دوافعٍ غير إنسانيةٍ سيولّد نتائج سيئة على صاحبه، مثلًا إذا قام شخص ما بتبرعات خيرية بدافع الاستعراض أو إثارة الاهتمام حوله سينتج عن هذا الفعل كارما سيئة. وترتبط الكارما بالتقمص أو الولادة من جديدٍ، التي تتجسد فيها أرواح أشخاصٍ قد ماتوا في أجسادٍ جديدةٍ.


أنواعها

  • برارابها كارما (Prarabdha Karma)

كل ما يحصل مع الإنسان الآن هو نتيجة أعمالٍ سابقةٍ قام بها، احتفظ بها الكون في ذلك الوقت و يردّها له الآن. هذه الحياة الحالية لا يمكن تغييرها لكن الحياة المستقبلية قابلة للتغيير، لأن كارما المستقبل لم تجهز بعد.

  • سانشيتا كارما (Sanchita Karma)

تتجسد معاناة بعض الأشخاص بتكرار حدوث مشاكلٍ من نفس النوع وحظ عاثر، مما جعلهم يعيشون حياة غير مستقرةٍ. هذا يعود لمجموع أعمالٍ قاموا بها ولم يحصدوا نتائجها بعد في هذه الحياة. تختلف سانشيتا عن سابقتها أنها قابلة للتغيير، حيث إنها مرتبطة بالفكر الأساسي للشخص، إما أن تتطور أو تهلك وهذا عائدٌ للشخص ذاته. 

  • عجمي كارما (Agami Karma)

يعتبر أهم نوع من انواع الكارما، لأنه يحدد الحياة المستقبلية للشخص،
وذلك من خلال الأعمال التي يقوم بها الشخص في الوقت الحالي. يمكن التحكم به
وتغييره نحو الأفضل من خلال إدراك التصرفات والأعمال الحالية.

  • فارتا مانا كارما ( Vartamana Karma)

هي الكارما الحالية التي يمر بها الإنسان، وهي أشبه بشجرةٍ كبيرةٍ، يحتاج التخلص منها اقتلاعها من جذورها وإبادة كل أثرٍ منها حتى أوراقها المتساقطة. هو عمل شاق يتطلب جهد كبير لكنه يتم خلال مرة واحدة، وبمجرد زوالها يمكن استبدالها بشجرةٍ مختلفةٍ.


قوانين الكارما الاثني عشر

هذه القوانين هي أقربٌ منها للدروس، تعطي نصائح وإرشادات للناس لتحقيق حياةٍ مريحةٍ، والقوانين هي:

  • القانون العظيم

أو قانون السبب والنتيجة، قانون الكارما هذا مشابه لقانون الجذب. يقول القانون العظيم أي شيءٍ تريد الحصول عليه قدمه لغيرك، لإن كل ما تقدمه في الكون سيعود إليك، فإذا رغبت بالوفرة المالية قدِّم المال ليعود إليك، وهكذا. 

  • قانون الخلق 

أو قانون السعي والنشاط، لتحقيق هدفك يجب عليك أن تسعى بجدٍ ونشاط لبلوغه. فانتظار الأشياء دون السعي إليها لن يغيّر من الأمر شيء. فالحياة لن تحدث من تلقاء نفسها، بل علينا أن نسعى لذلك.

  • قانون التواضع

أو قانون القبول، أي يجب تقبُّل حقيقة أي شيءٍ قبل التفكير بتغييره. هذا القانون هو الأهم من بين القوانين الـ12 بالنسبة للبوذيين. للتفكير الذاتي الثابت دور كبير في تحقيق أكبر استفادة من قانون التواضع. 

  • قانون النمو

أو قانون التغيير، يقول قانن الكارما هذا أن عليك تغيير نفسك اولًا قبل محاولتك تغيير من حولك. فبيدك قدرة السيطرة والتحكم بنفسك فقط ولا تملك السيطرة على أحدٍ. لذلك طور نفسك و دع الآخرين يطورون انفسهم فيما يناسبهم.

  • قانون المسؤولية

أو قانون الانعكاس، أي أن حياتك هي انعكاسٌ لما في داخلك. فأنت المصدر الأساسي لكل ما يحدث لك، والمسؤول عنه سواءً كان خير أو شر ولا علاقة بالمحيط الخارجي في ذلك.

  • قانون الاتصال

أو قانون الترابط، يرسخ هذا القانون ارتباط الماضي والمستقبل والحاضر. ويشير إلى ضرورة السيطرة على الحاضر والمستقبل لطمس معالم الماضي السيئة. كما أشار إلى أن تصحيح بعض الأخطاء من الماضي سيأخذ وقتًا، وأكد على أهمية أي عملٍ مهما كان صغير. 

  • قانون التركيز 

يقول قانون التركيز من الصعب التفكير في شيئين مختلفين في وقتٍ واحد. فعند وجود رغبات أو أهداف متعددة يجب عدم التركيز المتساوي عليها كلها سويًا، وإنما العمل على كل هدف على حدى والتركيز عليه بأقصى حد وتحقيقه، ومن ثم الانتقال للهدف الذي بعده في الأولوية. 

  • قانون العطاء والضيافة

يشير قانون العطاء والضيافة على وجوب تناسب السلوك مع الأفكار
والأفعال. فالاعتقادات والأفكار الكامنة ستتجلى يومًا في الواقع لإثبات التزام
صاحبها فيها. 

  • قانون هنا والآن

يقول قانون الكارما هذا أن النظر يهدد وجودنا في الحاضر، فالتعلق الزائد بالمشاعر والمعتقدات السابقة سوف يضعف الوجود في الحاضر. ويذكّر القانون بأن الوقت الحاضر هو ملكك ويجب التعامل بشكلٍ كاملٍ وصحيحٍ.

  •  قانون التغيير

يقول هذا القانون أن التاريخ يعيد نفسه لنتعلم منه ونغير أساليبنا. فالتاريخ سيبقى يكرر أحداثه حتى تتعلم ما تحتاجه لمستقبلٍ أفضل. فالثبات في نفس المكان يدل على وجود شيءٍ لم يُعالَج بعد. 

  • قانون الصبر والمكافأة

يؤكد هذا القانون على أهمية المثابرة للحصول على المكافآت ذات القيمة
الأعلى، فالأعمال العظيمة والنجاح يحتاج صبرًا وجهدًا مضاعفًا. وتوقع نتائج سريعة
سوف يسبب خيبة أمل وبالتالي برود الهمة. 

  • قانون الأهمية والإلهام

المكافآت هي نتيجة متساوية مع الجهد الذي وُضِع فيها، وهذا ما يجعله يعطي حافزًا للعمل بجدٍ. والمساهمات مهما كان حجمها سيكون لها أثر، وستجذب لصاحبها سلوكًا مشابهًا.

هل أعجبك المقال؟