فوائد الروبوت

بدأت بعض الشركات حول العالم بإدراك فوائد الروبوت الجمة، واستخدام الروبوتات في الكثير من المجالات الطبية منها والميكانيكية وغيرها، حيث تم إحراز تقدمٍ كبيرٍ في مجال الإبتكار الآلي، وعلى الرغم من تخوف الكثيرين من أن انتشارها سوف يستولي على وظائف العاملين وينشر البطالة، إلّا أنّ البعض الآخر يعتقد أنّ هذا الكلام يفتقد للدقة، حيث يرى هؤلاء أنّ مهمة هذه الروبوتات تنحصر في تحسين ظروف العمل وتسهيلها على العاملين ولن تسرق أعمالهم منهم، وإنما ستعطيهم الفرصة لتوظيف طاقاتهم في أعمالٍ أخرى أكثر إنتاجيةً.

وبين مؤيّد لها وآخر معارضٍ، لا يمكننا إلّا أنّ نقرّ بأنّ استخدام الروبوتات سيحقّق العديد من الفوائد في مجال العمل التي سنذكر أهمها من خلال هذا المقال:

إنّ تأمين سلامة العاملين هي واحدةٌ من أهم ما يميّز استخدام الروبوتات في سوق العمل، إذ أنّ الخطر الذي يمكن أن تتسبب به الآلات الثقيلة وتلك التي تعمل في درجات الحرارة المرتفعة، إضافةً إلى الآلات الحادة قد أصبح بالإمكان تجنّبه من خلال إسناد هذه المهام للروبوت، الأمر الذي بدوره سيؤدي إلى دفع أموالٍ على صيانة أجزاء الروبوتات بدلًا من صرفها على التقارير الطبية والدعاوى القضائية المرتبطة بإصابات العاملين، ولاشك بأن العاملين في هذه الوظائف الخطرة سيكونون ممتنين لهذه الروبوتات لما ستقيهم من مخاطرٍ كانت محتملةً.

فالروبوتات لا يمكن أن تشرد أو يتشتت ذهنها!! كما أنّها لن تطالب بإجازاتٍ صحيّةٍ أو بالمغادرة في ساعاتٍ مبكرةٍ، ولن تعاني كذلك من الإجهاد أثناء العمل الذي قد يؤدي إلى بطء أدائها كما هو الحال بالنسبة للإنسان، كذلك الأمر فإنّ الشركات لن تضطر إلى إجراء اجتماعاتٍ دوريّةٍ للموظفين أو دوراتٍ تدريبيّةٍ بغرض ثقل وتطوير خبراتهم، وعلاوةً عن ذلك كلّه فإنّ هذه الشركات ستجنّب موظفيها الكثير من الإرهاق وبالتالي استثمار جهدهم في أمورٍ أخرى، كل ذلك سيصب في مصلحة العمل وسيؤدي إلى انتهائه وفق الفترات المحددة مع العملاء دون تأخير.

على الرغم من كون هذه النقطة لا تصب في مصلحة العاملين، إلّا أنّه لا يمكن إنكار مدى أهميتها بالنسبة لرؤساء الشركات الذين سيتمكنون من خلال استخدامهم للروبوتات من أداء عددٍ أكبر من الأعمال وبسرعةٍ أفضل، والتي كان البديل عنها استخدام عددٍ ليس بقليلٍ من العمّال الذين ستتجاوز أجورهم كلفة إصلاح هذه الروبوتات في حال حدوث أعطالٍ فيها.

لاشك بأن أجهزة الروبوت تتمتع بقدرةٍ عاليةٍ من الدقة في مكان العمل، فهي تعمل بنفس السرعة طوال اليوم وحيويّتها لا تقل أبدًا ولاتتعرض للتعب، وبالإضافة لذلك يمكن تكرار المهام عدد كبير من المرات في نفس اليوم مع الحصول على نفس الجودة والتطابق، ونظرًا لكونها معدّةً للقيام بحركاتٍ دقيقةٍ ومتكررةٍ فهي أقلّ عرضةً لارتكاب الأخطاء، كل ذلك سيؤدي بنا إلى منتجٍ مثاليٍّ لا تشوبه شائبه.

فهناك العديد من الصناعات التي تكون فيها مواقع العمل المحيطة غير آمنةٍ للعمال البشريين بسبب وجود بيئاتٍ خطرةٍ أو موادٍ مشعةٍ كما هو الحال في المستشفيات والمنشآت النووية، والتي يكون فيها التعامل المباشر مع البشر خطيرًا على صحتهم، لذلك فإنّ استخدام الروبوت في هذه المجالات سيؤدي إلى نتائجٍ فعّالةٍ، وسيحمي العمال من حوادثٍ قد تكون كارثيةً.

إذ تتمتع الروبوتات بالقدرة على العمل بصورةٍ مستمرةٍ دون توقفٍ على خلاف العمال الذين لا تخلو جداول أعمالهم من الإجازات والاستراحات المرضية، وبالتالي سيؤدي استخدام هذه الروبوتات في التطبيقات الصناعية إلى زيادة الإنتاجية بشكلٍ ملحوظٍ والذي سينتج عنه في المقابل زيادةً في الأرباح.

ففي العديد من المؤسسات الإنتاجية يكون العمل المطلوب تنفيذه هو عملٌ رتيبٌ للغاية، ويتم بطريقةٍ دوريةٍ متكررةٍ، حيث سيؤدي ذلك إلى إصابة العمال بالملل والإهمال والذي بدوره سيزيد من احتمالية وقوع حوادثٍ أو أعطالٍ في الماكينات المستخدمة، الأمر الذي سنستطيع تجنّبه بشكلٍ واضحٍ في حال استخدام الروبوتات لأداء تلك الأعمال.

حيث أنه من خلال استخدام الروبوت يصبح بإمكان الشركات زيادة جودة منتجاتها بشكلٍ كبيرٍ ووفقًا للمعايير المطلوبة من قبل العملاء، إضافةً إلى ذلك فإنها ستقلل من كمية الهدر والنفايات الناجمة عن بعض الأخطاء وجودة العمل المنخفض، وبالنظر إلى تلك الأمور مجتمعةً سنجد بأنّ الروبوتات ستحقق هدرًا أقلّ وبالتالي مردودًا أعلى.

إذ إنّ عددًا قليلًا من الروبوتات قد يكون قادرًا على أن يحلّ مكان عددٍ أكبر من العمال، الأمر الذي سيوفر بدوره مساحةً جيدةً في منطقة العمل، إضافةً إلى ذلك يمكن برمجة بعض الروبوتات بحيث تتكيّف مع العمل في الأماكن الضيقة من خلال التحكّم بأشكالها مما لا يفقدك مساحةً أرضيّةً كبيرةً قد تكون ذات قيمةٍ في أمورٍ أخرى.

و بالنظر إلى فوائد الروبوت تلك، وما يشهده عالمنا من انتشارٍ واسعٍ للتكنلوجيا لا يمكننا إلّا أن نرى بأنّ المستقبل سوف يضمن لنا استخدامًا أكبر لهذه الأجهزة الذكية التي ستحتل قسمًا كبيرًا من الأعمال، وهذا ما كان قد تنبّأ به العلماء منذ عشرات السنين.