معلومات عن جبال الألب

رهف سلامه
رهف سلامه

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

جبال الألب عبارة عن جزءٍ من سلسة جبالٍ تبدأ من جبال الأطلس شمال أفريقيا، لتمر عبر جنوب أوروبا وآسيا إلى وراء جبال هيمالايا، حيث تمتد جبال الألب من الجهة الشمالية لساحل البحر المتوسط شبه الاستوائي بالقرب من مدينة نيس (Nice) الفرنسية إلى بحيرة ليمان (Lake Geneva أو Lac Léman)، حيث هناك تتجه إلى شرق وشمال شرق فيينا لتلامس نهر الدانوب (Danube).

فجبال الألب تشكل جغرافيًّا جزءًا من فرنسا وسويسرا وإيطاليا وألمانيا والنمسا وسلوفينيا وكرواتيا والبوسنه والهرسك وصربيا وألبانيا والجبل الأسود، في حين يتم اعتبارها في حقيقة الأمر تابعةً لسويسرا والنمسا فقط.


تشكّل جبال الألب

يشير الباحثون في هذا المجال أنّ جبال الألب كانت مغمورةً ببحرٍ كبيرٍ يفصل بين أفريقيا وأوروبا منذ آلاف السنين، إلى أن تحركت كتلة الأرض الجنوبية شمالًا لتتسبب في طي طبقات الصخور الموجودة في قاع البحر، حيث أنّ الحرارة والضغط أديا إلى تحويل هيئة هذه الصخور واندفاع المواد الناتجة باتجاه الأعلى لتشكل أعلى أجزاء جبال الألب.

منذ مليون سنة، وفي زمن ما يسمى العصر الجليدي، كانت جبال الألب مغطاةً بطبقةٍ سميكةٍ من الثلوج، حيث أنّ الأنهار الجليدية كانت تتحرك باتجاه أسفل الوديان لتجعلها أوسع وأعمق، وأكبر هذه الأنهار الجليدية هو نهر أليتش الجليدي (Aletsch Glacier) في سويسرا الذي يبلغ طوله حوالي 25 كم، في حين أنّ أطول نهرٍ جليديٍّ في جبال الألب الشرقية هو نهر بستيرز الجليدي (Pasterze Glacier) الذي يصل طوله إلى 8 كم، حيث أنّ ثلوج جبال الألب تسببت اليوم بولادة أنهار كبيرة كنهر الراين (Rhine) عبر سويسرا، وفرنسا، وألمانيا، وليختنشتاين وهولندا، ونهر الرون (Rhône) في سويسرا وفرنسا، ونهر الدانوب (Danube) عبر معظم أوروبا، ونهر بو (Po) في إيطاليا.

ما أصل تسمية جبال الألب!؟

تعود تسمية جبال الألب إلى تسعينات القرن السادس عشر (1590s)، حيث كانت كلمة Alp كلمةً تستخدم لوصف الجبل العالي، بمعنى أنّ الألب تعني جبلًا عاليًّا مغطىً بالثلوج.


المناخ في جبال الألب

تعد جبال الألب أكثر برودةً من الوديان بطبيعة الحال؛ وذلك لأنّ الهواء البارد غير قادرٍ على حمل الرطوبة كما هو الحال مع الهواء الدافئ، وتهب رياح دافئة وجافة في أسفل جبال الألب، إذ أنّ الهواء المنبعث من منطقة البحر المتوسط يتسلق الجبال ليتحول إلى دافئ وجاف، فيفقد معظم رطوبته ليتسبب في ذوبان الثلوج، والذي بدوره سيتسبب في ارتفاع درجة الحرارة في الوديان لتصل إلى 20 درجة سيليسيوس.


جبال الألب بالأرقام

تشكل جبال الألب الحدود بين فرنسا وإيطاليا، إذ تمتد لتغطي مناطق واسعة، يبلغ طولها 1094 كم، وعرضها 128-225 كم، ومعظم قمم هذه الجبال ترتفع عن مستوى سطح البحر بين 1829 إلى 2438 متر، في حين تعتبر قمة مون بلان (Mont Blanc) هي أعلى قممها حيث ترتفع 4810 مترًا عن سطح البحر، أما ثاني قمة فهي جبل مونتي روزا (Monte Rosa) التي ترتفع 4634 مترًا، وتعتبر قمة ماترهورن (Matterhorn) هي ثالث قمةٍ حيث ترتفع عن سطح البحر 4478 مترًا.


الطبيعة والحيوانات البرية في منطقة الألب

معظم نباتات هذه المنطقة هي من الصنوبريات كحال أغلب المرتفعات، حيث ينتشر بكثرةٍ شجر التنوب والأرز والعديد من الأصناف الصنوبرية الأخرى القادرة على تحمل قساوة الطقس في هذا المكان، كصنوبر أرولا (Arolla Pine) الذي يستطيع العيش لمدة 350 إلى 400 عام، إذ يتم استخدامه في بناء الشاليهات هناك.

أما بالنسية للحيوانات فيعتبر الوعل (الماعز البري) واحدًا من أكثر الأنواع انتشارًا في جبال الألب، فضلًا عن أنواعٍ أخرى كحيوان الغرير (نوعٌ من السناجب التي تحفر بيوتًا لها تحت الأرض للسبات الشتوي) وغيره.


السياحة في جبال الألب

لا شك بأنّ منطقة الألب هي واحدةٌ من أهم الوجهات السياحية في العالم، ويذهب إليها سنويًّا ما يقارب 120 مليون سائحًا، الأمر الذي يعود بمردودٍ عالٍ على الاقتصاد والسياحة فيها ولا سيما في المناطق التي تقام فيها الرياضات الشتوية، وتعتبر سلسلة الألب التابعة لجنيف في سويسرا هي الأكثر إقبالًا للتزلج.


حقائق عن سلسلة الألب

  • في عام 1991، تم العثور في هذه الجبال عند الحدود النمساوية الإيطالية على رجلٍ محنطٍ (مومياء) إذ يعتقد أنّ عمر هذه المومياء يعود إلى 5000 عامٍ.
  • أقام أدولف هتلر قاعدة عمليات في جبال الألب البافارية أثناء الحرب العالمية الثانية واستمر ذلك طول الحرب.
  • تعتبر مدينة غرونوبل الفرنسية عاصمة جبال الألب، ويقطنها حوالي نصف مليون نسمة.
  • سكن الإنسان في الألب منذ عصور ما قبل التاريخ، أي منذ حوالي 50000 إلى 60000 سنة.
  • تعتبر منطقة جبال الألب أحد المصادر الجيدة للمعادن، إذ كانت تستخرج المعادن منها منذ آلاف السنين.
  • سلسلة الألب مصدر مهم للمياه بالنسبة للمناطق المنخفضة الجافة في أوروبا، حيث تشكل 90% من إمدادات المياه الواصلة إليها بالرغم من المساحة الصغيرة التي تشغلها تلك الجبال، وهي حوالي 11% من إجمالي مساحة أوروبا.
هل أعجبك المقال؟