من هم الرومان
انطلقت الامبراطورية الرومانية من بلدةٍ صغيرةٍ بجانب نهر التيبر في القرن الثامن قبل الميلاد وسط إيطاليا، ثم توسعت لتكون واحدةً من أعظم الامبراطوريات العالمية وأكبرها، وكانت مهدًا لكثيرٍ من الاختراعات والحضارات التي لا تزال آثارها حتى اليوم. فمن هم الرومان أصحاب هذه الحضارة.
أصول الرومان
امتدت الامبراطورية الرومانية على كامل مساحة أوروبا الحالية وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، وهي واحدة من أعظم الامبراطوريات عبر التاريخ. انطلقت من بلدة في وسط إيطاليا أسسها كما تشير الأساطير رومولوس والذي كان مع أخيه التوأم ريموس طفلين تم التخلي عنهما في تلك المنطقة من إيطاليا إلى جانب نهر التيبر، وعثر عليه راعي عن طريق ذئبة أطعمتهم من حليبها، ونشؤوا بقوةٍ وذكاءٍ ليتمكنوا من الدفاع عن أنفسهما، وقرر الطفلان بناء مدينةٍ في المكان الذي وجدهم فيه الراعي سموها روما.
تطور الرومان
كما تقول الأسطورة فإن رومولوس وريموس ابنا المريخ هما مؤسسي روما، ولكن بعد مقتل الأخ ريموس تسلم رومولوس منصب أول ملك لروما والتي سميت نسبةً له. في وقتٍ لاحقٍ أصبحت روما تُحكم عن طريق انتخاب قنصلٍ سنويًا، ويجب أن يكون القنصل قائدٌ عسكريٌّ سابقٌ، كما حكم بين الناس مجموعة قضاةٍ يتم انتخابهم من الشعب إلى جانب رأي مجلس الشيوخ، وتمكن الأرثوذكس وعامة الشعب من الحصول على بعض السلطة في ظل انتشار الديكتاتوريين بعد نضالٍ وكفاحٍ كبيرين ضد الأرستانيين.
نمت الامبراطورية الرومانية بشكلٍ كبيرٍ من حيث الحجم والقوة، وبالرغم مما قام به الإغريق من حرق وتدمير في روما عام 390 قبل الميلاد إلا أن الرومان ازدهروا بشكلٍ كبيرٍ تحت حكم القائد العسكري كاميلوس، وسيطروا على شبه جزيرة إيطاليا بالكامل بحلول 264 قبل الميلاد.
ثم خاضت روما سلسلة من المعارك سميت المعارك البونية مع قرطاجٍ، وهي مدينةٌ قويةٌ في شمال أفريقيا، وانتهت هذه الحروب بسيطرة روما الكاملة على صقلية وغرب البحر المتوسط وجزءٍ كبيرٍ من إسبانيا، ثم تمكنت من السيطرة على قرطاج وتوسعت الدولة شرقًا بالسيطرة على دولة المقدونيين.
وأدى التواصل مع الحضارات المختلفة إلى نمو الحضارة الرومانية العريقة بدءًا من الاندماج مع حضارة الإغريق والتي ساعدت على ظهور الأدب الروماني وبدأت الترجمات الكلاسيكية من اليونانية إلى اللاتينية، وتبنى الرومان في وقتٍ لاحقٍ الفلسفات والفن والدين والثقافة اليونانية.
فن الرومانيين
لا يمكن الحكم على الرومانيين بنوعٍ معينٍ من الفن فتنوع الفنون والحضارات لديهم هو سر السحر الفني الروماني، حيث احتضن الفن الروماني التنوع الشرقي والغربي وتنوع الماضي والحاضر في كل جزءٍ من الامبراطورية، ومع ذلك فقد عانى الفن الروماني من أزمة ثقة وسمعة بسبب كون الكثير من أعماله منسوخةً أو مستوحاةً من أعمال أصلية سابقة، ولكن تمت إعادة تقييم ما خلفه الرومان في محاولةٍ للوصول إلى الأعمال الأصلية وتقدير الفن الذي أسسوه.
انهيار الرومانيين
تسببت العديد من العوامل في انهيار الامبراطورية الرومانية العظيمة، وخاصةً بعد توسعها الكبير ووصولها لذروتها، ومن أشهر هذه العوامل:
- غزو القبائل البربرية حيث كانت سلسلةً من الهزائم أمام القبائل البربرية من أشهر أسباب ضعف الرومان وتزايد خسائرهم العسكرية.
- وجود الكثير من المشاكل الاقتصادية والاعتماد المفرط على عمل العبيد، حيث يُقال أن روما تعرضت لانهيارٍ داخليٍّ إلى جانب الغزوات والمعارك من الخارج، فكانت تتعرض لأزمةٍ اقتصاديةٍ وماليةٍ كبيرةٍ نتيجة الإنفاق الكبير على الحروب والغزو الخارجي.
- صعود الامبراطورية الشرقية وتقسيم الدولة إلى جزئين شرقي مركزه بيزنطة وغربي مركزه ميلانو، والذي مع الوقت تسبب في انقسام الدولة بشكلٍ حقيقيٍّ.
- توسع الدولة الزائد تسبب في تكاليفٍ كبيرةٍ للحروب والجيش وزيادة في الإنفاق مما تسبب في مشاكلٍ مختلفةٍ أضعفت الدولة عسكريًا وداخليًا، حيث امتدت حدود الرومان من المحيط الأطلسي وحتى نهر الفرات.
- الفساد الحكومي والتخبط السياسي الناتج عن مساحة الدولة الكبيرة والتي تجعل من الصعب السيطرة على كامل المساحة بنفس الدرجة.
- هجرة القبائل المعادية للرومان واستقرارها ضمن أراضيهم.
- انتشار المسيحية بشكلٍ كبير وتلاشي القيم السابقة مما أضعف الدولة.
- قوة الجيش الذي كان محط حسد العالم بأسره أدت إلى حصول الكثير من المؤامرات ضده، وأصبح من الصعب تجنيد جنود من أصلٍ رومانيٍّ مما ساعد الأعداء على تجنيد جيوش ومرتزقة ضد الرومان لإسقاط دولتهم.