أسباب الهجرة غير الشرعية

لبنى الحسامي
لبنى الحسامي

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

الهجرة عمومًا هي انتقال الناس من بلدٍ لآخر، إمّا بشكل دائم أو مؤقت، وذلك لأسبابٍ ودوافعٍ متنوعة، فقد يهاجر البعض لأسبابٍ اقتصادية بحثًا عن فرص عملٍ أفضل، وهناك من يهاجر بحثًا عن الأمن والاستقرار، وقد تكون الهجرة بهدف الحصول على مستوى معيّن من التعليم. هناك نوعان رئيسيان للهجرة؛ الهجرة المشروعة، والهجرة غير الشرعية، وسنلقي الضوء في هذا المقال على الهجرة غير الشرعية، كما سنركز على أسباب الهجرة غير الشرعية وآثارها.


نبذة عن الهجرة غير الشرعية

يُقصد بالهجرة غير الشرعية (Illegal Immigration) انتقال أشخاص من بلدٍ لآخر بشكلٍ غير قانوني، ويعني ذلك دخولهم إلى البلد المقصود دون تقديم الوثائق والمستندات القانونية، أو بأي طريقة تخرق القوانين في البلد المقصود، فعندما ينتقل الشخص من موطن إلى آخر فهو بحاجة بالتأكيد إلى وثائقٍ قانونيةٍ محددة، لذلك يوصف بالمهاجر غير الشرعي عندما يدخل إلى البلد دون تأشيرة الدخول.

إنّ الهجرة غير الشرعية ليست ظاهرة جديدة، فقد بدأت الهجرة إلى أمريكا في أواخر القرن الثامن عشر عندما أصبحت الولايات المتحدة الأمريكيّة دولة مستقلة، فقبل ذلك دخل الأوروبيون إلى أمريكا كمستوطنين، كما دخلها الأفارقة كشعوبٍ مستعبدة وهذا يختلف تمامًا مع الهجرة غير الشرعية، لكن بمجرد إعلانها دولة مستقلة توافد إليها المهاجرون بقليل من القيود. كان المهاجرون يأتون في البداية من شمال وغرب أوروبا، لكن بحلول منتصف القرن التاسع عشر إلى أواخره توافد المهاجرون من جنوب وشرق أوروبا وكذلك الصين.


أبرز أسباب الهجرة غير الشرعية

لا بدّ أن يكون هناك أسباب ودوافع عديدة للهجرة غير الشرعية، يكمن أهمها في ما يلي:

  • الفقر: يعدّ الفقر من أبرز الأسباب المحتملة التي تؤدي إلى زيادة الهجرة غير الشرعية، وخير مثال على ذلك الأزمة الاقتصادية التي حصلت عام 1994 وذلك بعد توقيع اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا)، وقد نتج عن تلك الأزمة تفشي الفقر بشكل كبير وانخفاض قيمة البيزو المكسيكي مقابل الدولار الأمريكي، وذلك ما أدى إلى زيادة أعداد المهاجرين المكسيكيين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة.
  • الحروب: أحد أسباب الهجرة غير الشرعية الفرار من بلدٍ مزقتهُ الحروب، لكن في معظم البلدان لا يُعتبر الشخص اللاجئ بسبب ظروف الحرب مهاجرًا غير شرعي، فإذا منحت وضع اللاجئ في البلد المقصد سيحقّ لك البقاء فيه بشكلٍ دائم.
  • لم شمل الأسرة: فقد يضطر الشخص المقيم في بلدٍ ما إلى جلب عائلته وأحبائه إلى ذلك البلد بشكلٍ غير قانوني، فعادةً ما تكون تأشيرات لم الشمل محدودة العدد وتخضع لنظام الحصص السنوي.
  • الاكتظاظ السكاني: قد ينتج عن الاكتظاظ السكاني عدّة مشاكل مثل التلوث والفقر ونقص المياه وغيرها، وهذا ما يدفع الناس إلى الفرار من وطنهم واللجوء إلى دولٍ أجنبيةٍ بشكل غير قانوني، فعلى سبيل المثال معظم المهاجرين غير الشرعيين الموجودين في الولايات المتحدة هم من المكسيك، بسبب اقتصادها الفقير وانتشار عصابات المخدرات فيها والتي تقتل ما لا يقل عن 80 ألف شخص كل عام، بينما تتمتع الولايات المتحدة باقتصادٍ أكثر استقرارًا، وبيئةٍ آمنةٍ نوعًا ما.
  • تحرير التجارة: ويُقصد بها إزالة القيود التجارية وتخفيفها، وفي الآونة الأخيرة اتخذت البلدان النامية بعض التدابير لتحرير التجارة سعيًا للحصول على بعض فوائد العولمة، لكن قد يؤدي الانفتاح السريع للأسواق المحلية إلى هجرة أعداد كبيرة من العاملين غير المهرة، بسبب سعيهم للحصول على فرص عمل وتحقيق مستوى معيشي أفضل من خلال الهجرة غير الشرعية.

الآثار المترتّبة للهجرة غير الشرعية

قد ينجم عن هجرة الأشخاص بطريقة غير شرعية عدّة آثار سلبية مثل:

  • قلة فرص العمل للسكان الأصليين، وذلك لقبول المهاجرين غير الشرعيين بالعمل بأجورٍ منخفضة.
  • الضغط على المرافق العامة، بسبب استهلاك المهاجرين غير الشرعيين للخدمات العامة مثل المرافق الصحية والمدارس ووسائل النقل والمتنزهات، بالإضافة إلى أنهم لا يدفعون الضرائب لبناء وصيانة المرافق.
  • زيادة عدد الجرائم، فهناك عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين ممن لديهم أنشطة إجرامية.

لكن على الرغم من ذلك، كان هناك بعض الآثار الإيجابية للهجرة إلى الولايات المتحدة والتي انعكست على اقتصادها، فقد ساهم بعض المهاجرين في النمو الاقتصادي للولايات المتحدة بنسبة 15% بين عامي 1990 و2014 وذلك لعدة أسباب:

  • معظم المهاجرين الذين أتوا إلى الولايات المتحدة كانوا في سن العمل، وبالتالي فقد زادوا من قوة العمل.
  • كما أنّ هنالك عدد متزايد من المهاجرين ممن لديهم درجات تعليم عالية.
  • ساهم المهاجرون بشكل كبير في زيادة الإبداع والابتكار، فهم أكثر عرضة لتقديم براءات الاختراع.
هل أعجبك المقال؟