السمك النهري وأنواعه بالصور

تُقسم أنواع الأسماك بحسب الوسط المائي الذي تعيش فيه إلى أسماك المياه العذبة (السمك النهري) وأسماك المياه المالحة (سمك البحار والمحيطات)، وتُعتبر الأسماك على اختلاف بيئتها مصدرًا غنيًا بالفيتامينات والمعادن والبروتينات السهلة الهضم بالنسبة للإنسان.

يُطلق اسم السمك النهري على جميع أنواع الأسماك التي تعيش كامل حياتها أو جزءًا منها في المياه العذبة (يعيش السلمون المنقط مثلًا حياته في البحار لكنه يتجه نحو المياه العذبة في الأنهار ليتكاثر ويضع البيض ويعود بعدها إلى البحر ليكمل حياته) حيث ملوحة المياه لا تتجاوز 1.5%، ومن الناحية العملية تُشكّل المياه العذبة وهي مياه البحيرات والأنهار والجداول ما نسبته 3% من مجموع المُسطّحات المائية السائلة أو من الاوساط البيئية المائية على سطح الكرة الأرضية، يعيش فيها قرابة نصف أنواع الأسماك الموجودة والمُسجلة في الكرة الأرضية إذ يعيش قرابة 10000 نوع من الأسماك في المياه العذبة بما فيها مياه الأنهار.

نظرًا للتنوع الكبير في الأسماك النهرية ولكون أغلب الانواع التابعة للجنس الواحد تتشابه كثيرًا مع بعضها البعض من ناحية المواصفات المورفولوجية والاحتياجات البيئية ودورة التكاثر لذلك سأناقش عددًا من مجموعات الاسماك بشيء من التفصيل على مستوى الجنس

من أكبر مجموعات السمك النهري وأكثرها انتشارًا، يعتبر من الأنواع الأصلية في آسيا وأوروبا لكن عمليات إدخاله إلى العديد من المناطق جعلته من الأنواع الغازية في إفريقيا وأمريكا، من أكثر أسماك المياه العذبة المُستهدفة في الصيد والاستزراع السمكي، ومع ذلك يُعتبر في بعض مناطق أمريكا الشمالية من الآفات الشائعة.

يتبع الكارب لفصيلة Cyprinidae، وتتميز أنواعه عامةً بوجود زوجٍ من الشعيرات على جانبي الفم والعيون الصغيرة والشفاه السميكة، وتتنوع ألوانها كثيرًا حتى ضمن النوع الواحد نتيجةً للتنوعات الجينية الموجودة، وبشكلٍ عامٍ تتميز الأنواع المُستزرعة بلونها الأخضر الزيتوني إلى البرونزي والفضي مع وجود زعنفةٍ ظهريةٍ كبيرةٍ شوكيةٍ. ينمو الكارب حتى يصل إلى حجمٍ كبيرٍ جدًا، إذ تُشير بعض التقارير إلى وجود أسماك كاربٍ بطولٍ يصل إلى 1.2 متر وبوزنٍ يصل إلى 60 كغ، ولكن الأحجام الكبيرة الأكثر شيوعًا هي بحدود 10-15 كغ.

يتميز الكارب بتحمله للظروف البيئية السيئة التي تصيب الوسط البيئي مثل زيادة تراكيز الملوثات والعكارة وانخفاض كمية الأوكسجين، وهو ما سبّب تراجع بعض أنواع الأسماك المحلية مقابل انتشار الكارب بعد تدهور الأوساط البيئية التي تعيش فيها، ويفضل الكارب المياه الراكدة والغنية بالنباتات المائية.

ينضج الكارب جنسيًا في أعمارٍ مبكرةٍ نسبيًا (بعمر عامٍ للذكر وعامين للأنثى) وتُنتج عددًا كبيرًا من البيض يصل إلى مليون ونصف بيضة لأنثى بوزن 6 كغ تقريبًا، تموت أغلب البيض والأسماك الصغيرة قبل الوصول للبلوغ، ولكن تزداد نسبة النجاة في حال وفرة المياه والفيضانات وهو ما يُفسر الزيادة الكبيرة في الأعداد في سنوات السبعينيات من القرن الماضي بسبب وفرة الأمطار والفيضانات.

من أكثر أنواع الكارب شهرةً هو الكارب الشائع ()، والكارب العاشب ()، والكارب الجلدي () الذي يتميز بوجود صف واحد فقط من الحراشف تحت الزعنفة الظهرية.

يُعتبر سمك البلطي من السمك النهري شائع الانتشار، لكن بعض أنواعه تتأقلم مع البيئات البحرية، يعود موطنه الأصلي لإفريقيا لكن تم استزراعه وانتشاره في أغلب بقاع العالم، محبٌ للمياه الدافئة نسبيًا، جسم السمكة قصيرٌ عادةً ومغطى بالكثير من الحراشف وله زعانف جانبيةٌ وزعنفةٌ ظهريةٌ كبيرةٌ مسننةٌ كأسنان المشط، يتكاثر بشكلٍ جيدٍ وينمو بسرعةٍ كبيرةٍ.

تضع الإناث البيض كلّ ثلاثة إلى أربعة أشهر في المناطق الاستوائية الدافئة في أعشاشٍ يصنعها الذكر، وبعد الإخصاب، تحمل الأنثى البيض المُلقّح في فمها وتنقله معها ويبقى بالقرب منها بعد الفقس حتى يُصبح بطول 1 سم، حيث يبدأ بالانتشار والتغذية بمفرده.

أكثر أنواع البلطي انتشارًا في الأنهار هو البلطي النيلي.

هي رتبةٌ من الأسماك تمتاز بتنوعها الكبير، حيث تحوي ما يقارب 3000 نوعٍ بحيث تُشكّل 10% من أنواع الأسماك في العالم، تتواجد في كلّ أنحاء الأرض عدا القارة القطبية الجنوبية، وتمتاز بتنوع أحجامها إذ تتراوح بين الحجم الصغير جدًا (سمك المسواك) وبعض الأنواع الكبيرة مثل سمك السلور العملاق وهو أكبر أنواع السمك النهري، تمتاز بالرأس العريض والمُفلطح والجسم المتطاول وتُغطى أغلب أنواعها بعظامٍ خارجيةٍ بدلًا من الحراشف، في حين تكون أنواع أخرى عاريةً، تتميز جميع أنواعها بوجود زوجين من الشوارب الطويلة بالقرب من فمها ومن هنا اُشتقّت تسميتها الإنكليزية (سمكة القطة).

تنضج أسماك السلور البرية جنسيًا بعمرٍ يتراوح بين 3 و5 سنوات، لتضع الأنثى البيض وعدده بين 3000 و4000 بيضة لكلّ رطلٍ من وزن جسم الأنثى في القناة (العش) التي يحفرها الذكر في الطين ويتولى رعاية البيض وحمايته، يفقس البيض بعد 15 يومًا. من أكثر أنواعها انتشارًا سمك السلور ذو الرأس المسطح وسمك السلور الأزرق وسمك السلور القنوي.

تتبع عائلة Mugilidae، وتضم حوالي 100 نوعٍ، تتواجد في معظم المناطق الاستوائية والمعتدلة، أغلب أنواعها بحريةٌ، أو من أسماك المياه المالحة، لكن بعضها من أسماك المياه العذبة. يتراوح طول السمكة الناضجة بين 30 و90 سم بلونٍ فضيٍ متطاولةٌ مع جسمٍ ممتلئٍ نسبيًا منتفخٌ ولها حراشف كبيرةٌ، توجد على ظهرها زعنفتان ظهريتان مميزتان، تحوي الأولى منهما على أربعة أشواكٍ قاسيةٍ. لها معدةٌ قويةٌ تُشبه الحوصلة وأمعاؤها طويلةٌ نسبيًا، أغلب أنواعها نباتية التغذية.

أشهر أنواعها هو البوري الجنوب إفريقي ()، والبوري المخطط () الذي يتميز بمعدل تكاثره العالي.

نهر النيل هو أطول الأنهار في العالم ويمتد على مساحاتٍ شاسعةٍ وعلى العديد من دوائر العرض ويمر في العديد من الأقاليم الجغرافية والمناخية المختلفة لذلك يمكن اعتباره مُمثلًا لأغلب الأنهار الموجودة في الوطن العربي حتى في المناطق التي يمر فيها خارج حدود الوطن العربي

تم تقسيم نهر النيل إلى عدّة مناطق بسبب طول النهر وامتداده الشاسع لتحديد أهم أنواع الأسماك النهرية التي تعيش فيه، وقد بينت نتائج الأبحاث انتشار الأنواع التالية:

في منطقة بحيرة فكتوريا سيطر النوعين المُدخلين البلطي النيلي Oreochromus niloticus والفرخ النيلي Lates niloticus بالإضافة للنوع الاصيل السمك القبرصي Rastrineobola argentea أما في منطقة بحيرة تانا في إثيوبيا تم تسجيل اسماك ثلاثة مجموعات مستوطنة من الاسماك هي السمك الاصفر (Labeobarbus spp) وأسماك القرموط او السللور الإفريقي (Clarias gariepinus) بالإضافة للبلطي النيلي أما في السودان فقد كانت الانواع الاكثر انتشارًا هي عدد من انواع القرموط كالقرموط الفضي (Bagruc docmac) بالإضافة للبلطي النيلي وبعض أنواع الكارب (Labeo spp)، وأسماك النمر (Hydrocyon spp). أما في مصر ففي بحيرة ناصر تسيطر أنواع البلطي المختلفة فهي الأكثر انتشارًا بين الأنواع الأخرى وخصوصًا البلطي النيلي، وفي منطقة دلتا النيل تنتشر أنواع الكارب المختلفة وعدد كبير من أنواع البلطي والقرموط بالإضافة لأسماك البوري.