معلومات عن العقيق
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
يعتبر العقيق أحد أكثر الأحجار الكريمة استخدامًا في صناعة المجوهرات نتيجة ألوانه الزاهية والمميزة، والأنماط المختلفة والجميلة التي تتواجد بداخله. كما ارتبط على مرِّ التاريخ بخرافاتٍ واعتقاداتٍ للشعوب القديمة أعطته قدرات على رد العواصف والمخاطر الطبيعية المختلفة بالإضافة إلى جلب الحظ السعيد، والطاقة الإيجابية لمن يلبسه أو يعلقه في منزله.
ما هو العقيق
العقيق هو حجرٌ كريمٌ يتمتع بمنظرٍ شفافٍ وألوانٍ مختلفةٍ يتشكل من بلوراتٍ مختلفةِ الأنواع من الكوارتز وشوائب المعادن المختلفة ما يعطيه ألوانًا وأشكالًا وأنماطًا مختلفةً، ينتج العقيق نتيجة ترسب الرواسب والبلورات ضمن الشقوق والتجاويف الموجودة في الحمم البركانية المتبردة منذ ملايين السنوات الماضية.
يتواجد العقيق بألوان كثيرة جدًا كالأحمر، والأصفر، والأبيض وغيرها. و تنتج هذه الألوان المختلفة من اختلاف التركيب الكيميائي للمياه التي تتسرب إلى هذه التجاويف والشقوق التي تتواجد فيها بلورات الكوارتز وعناصر الشوائب المعدنية المختلفة، حيث يعطي كل تركيبٍ كيميائيٍّ للماء لونًا محددًا للعقيق الناتج.
منشؤه
نشأت معظم كميات العقيق الموجودة حاليًّا على كوكب الأرض من الحمم البركانية في قديم الزمن أثناء تشكل القارات الحالية لأول مرة، حينما اندفعت كمياتٌ هائلةٌ من الحمم البركانية عبر البراكين ومناطق الصدوع نتيجةً لمختلف الأحداث الجيولوجية في وقتها.
إلا أن تواجد العقيق لا يقتصر على هذا النوع فقط من الصخور بل يمكن أن يُوجد في العديد من الأنواع الأخرى كرواسب ثانوية تتشكل في التجاويف الموجودة داخل هذه الصخور.
إذ تشكلت جيوبٌ من الغازات ضمن الحمم البركانية التي شكلت القارات الحالية، لتتحرر هذه الغازات لاحقًا عبر الشقوق التي تشكلت في الصخور البركانية الناتجة عن تبريد هذه الحمم مع مرور الزمن؛ ما أبقى على تجاويفَ فارغةٍ ضمنها، كما أن تبرد هذه الحمم على دفعاتٍ بفارقٍ زمنيٍّ بينها أدى إلى تشكل شقوق وشروخ كبيرة بين طبقات الصخور المتشكلة، امتلأت هذه التجاويف والشقوق بعدها بسوائلَ تحتوي على تركيزٍ عالي من جزيئات الكوارتز الذائبة أو ما يدعى بالسيليكا وشوائب معدنية أخرى.
وعند وصول تركيز السيليكا الى حدٍّ معينٍ تتحول هذه السوائل إلى مادةٍ تشبه الجيلاتين تملأ التجويف بشكلٍ كاملٍ أو تشكل طبقة تكسو الجدران الداخلية للتجويف، ليبدأ مع مرور الوقت تشكل بلورات داخل السيليكا التي تملأ التجويف وتشكل روابط فيما بعضها، بالإضافة إلى تشكل مركبات معدنية مختلفة ترتبط كذلك بروابطَ مشابهةٍ إلى أن يمتلئ التجويف بأكمله ببلورات السيليكا والشوائب المعدنية الأخرى.
أما عند النقص الشوائب أو السيليكا، فإن التجويف سيمتلئ بنوعٍ آخر من الكوارتز البلوري أو نوعٍ مختلفٍ من السيليكا.
مكانة العقيق عند الثقافات المختلفة
- وضع البابليون العقيق في منازلهم لاعتقادهم بقدرته على طرد الأرواح والطاقة الشريرة، كما وجدت رؤوس فؤوس مصنوعة منه يعود عمرها الى أكثر من 3000 عامٍ.
- قام الفرس بحرق هذا الحجر لاعتقادهم بأن ذلك يحميهم من العواصف.
- اعتقدت الثقافات الإسلامية بقدرة العقيق على درء العين الشريرة وإبعاد المآسي والمصائب عن البشر.
- آمن المصريون القدماء بقدرته على إبعاد مخاطر الكوارث الطبيعية، بالإضافة إلى إعطاء حامل الحجر قدرة أفضل في الكلام والخطاب.
- آمن الصينيون بفوائده على الصحة الروحية للأشخاص، حيث اعتقدوا بأنه يؤمن الحماية الروحية للناس، كما أنه يساعد في جذب الطاقة الإيجابية والحظ والثروة.
- تعود أهم القطع الأثرية في تاريخ البشرية المصنوعة من العقيق إلى العصور اليونانية القديمة، حيث تصور هذه القطعة الصغيرة جدًا محاربًا يونانيًّا يخوض قتالًا بالأيدي مع شخصٍ آخر. ويعتقد بأن هذه القطعة الأثرية تعود إلى 1450 عاماً قبل الميلاد.
أنواع العقيق
- العقيق الشجري: وهو نوعٌ من العقيق يحتوي على أنماطٍ تشبه الأشجار بداخله، ارتبط منذ أيام الإغريق بجلب الوفرة والحظ الجي، حيث قام المزارعون بدفن هذا النوع في الأراضي والسهول لضمان الحصول على محصولٍ وفيرٍ.
- العقيق البوتسواني: يتميز هذا النوع بتواجد أنماط وروابط بداخل الحجر الكريم من اللونين الرمادي والوردي، كما يظهر بداخله بعض الطبقات ذات اللون المشمشي والبني الفاتح.
- العقيق متعدد الأوجه: يظهر بشكل طبقاتٍ من المضلعات متحدة المركز، يتواجد في واية بارابيا في البرازيل فقط.
- عقيق فايربرن: يستخرج هذا النوع من العقيق من ولاية كارولينا الجنوبية التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، ويعتبر الحجر الرسمي للولاية.
- عقيق كوندور: اكتشف هذا النوع من العقيق لويس دوس سانتوس في مدينة سان رافايل ضمن مقاطعة ميندوزا في الأرجنتين، ويعتبر هذا النوع من العقيق من الأنواع المفضلة للصاغة وجامعي الأحجار الكريمة.