المسلات الفرعونية

أراجيك
أراجيك

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

اشتهرت المسلات الفرعونية على مستوى العالم، وتميز المصريون القدماء ببنائها، واليوم تسحر العالم بجمالها ورونقها وأصالتها وبهجتها، حتى أنها صارت رمزًا من رموز مصر القديمة، ويأتي السياح من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بمشاهدتها، إنها حقًا مذهلةٌ. ما هي المسلات الفرعونية؟ كيف بُنيت؟ وإلامَ ترمز؟


المسلات

المسلة، عبارةٌ عن عمودٍ حجريٍّ، مستطيل الشكل، في أعلاه قمةٌ مدببةٌ، تعطي شكل هرمٍ، وهو مثبتٌ على قاعدةٍ. عادةً ما تُنصب المسلة لإحياء ذكرى شخصٍ ما، أو حدثٍ، وفي بعض الأحيان تستخدم لتكريم الآلهة. 


متى بدأ المصريون في إنشاء المسلات 

بدأ المصريون القدماء في إنشاء المسلات في مرحلةٍ ما من التاريخ. غالبًا في فترة الأسرة المبكرة ما بين عامي 3150 - 2613 قبل الميلاد، أي بعد إنشاء مقابر المصطبة من الطوب اللبن، وقبل بناء هرم زوسر، الذي أُنشئ عام 2670 قبل الميلاد. هناك اعتقادٌ بأنَّ فكرة إنشاء المسلات في البداية كانت مجرد تدريبٍ للعمل على الأحجار، من أجل المشاريع الضخمة مثل الأهرامات

لم تعد المَسلة الأولى موجودةً في وقتنا هذا، لكننا تعرفنا عليها من خلال النقوش، ويُعتقد أنَّ طولها لم يتخطَ ثلاثة أمتار. بالرغم من أنَّ هناك العديد من الثقافات التي استخدمت المسلة، من الآشوريين إلى أمريكا الوسطى، إلا أنَّ المسلة الفرعونية تميزت بأحجارها المتجانسة، وهي عادةً ما تكون من الجرانيت الأحمر. حيث نُحتت كل مسلةٍ مصريةٍ من قطعةٍ واحدةٍ من الحجر، وبعد إتمام نحتها، تُنقل إلى الموقع المراد نصبها فيه، وترفع على قاعدةٍ. 


إلامَ ترمز المسلات الفرعونية 

كانت المسلات الفرعونية تمثل البن بن، وهو أحد الأساطير الفرعونية، والتي تعني التل الأزلي، وهو يعد أول تلٍ يظهر على المياه، عندما كانت الكرة الأرضية مغطاةً بالمياه بشكلٍ كاملٍ، وكان الإله آتوم -أحد آلهة الفراعنة - أول من خطى على هذا التل، ووقف عليه عند البدء في خلق العالم. ووفقًا للمعتقدات المصرية القديمة، فإنَّ طائر البنو (العنقاء) هو أول مخلوقٍ حيٍّ صرخ على الأرض، وبدأت الحياة تدب عليها بعد ذلك. 

عادةً ما كان يرتبط طائر البنو - حسب اعتقاد المصريين القدماء- بنجمة الصباح، وبدء اليوم الجديد، وهو في نفس الوقت علامة على نهاية العالم، فقد اعتقد المصريون بأنَّه سيأتي يومًا ما، وتموت فيه الآلهة، وسيعود الجميع إلى نقطة البداية. كما كانت المسلات ترمز إلى الآلهة، وتهدف لتكريمهم، فقد هدفت أيضًا لتكريم الملوك العظماء، وقد اُعتقد أنَّ أرواح الآلهة تسكن المسلات.


كيفية بناء المسلات 

لبناء المسلة، كان المهندس المعماري أولًا يبحث عن موقعٍ خالٍ من الأخطاء، وتمييز شكل المسلة، ثم تُحرر المسلة من الصخور المحيطة بها بواسطة عددٍ من الرجال الأقوياء. كانوا يدقون الجرانيت بحجر الدوليريت، كانت هذه العملية صعبةً للغاية، وقد تستغرق عدة أشهرٍ من العمل المتواصل. بعد تحريرها، تُنقل المسلة إلى النهر، وتُنقل بعد ذلك إلى موقع البناء..


كم عدد المسلات الفرعونية الموجودة الآن؟

يوجد في مصر ما يقارب 30 مسلةً قديمةً، موضوعة في الأماكن العامة، ويتم ترميمها بشكلٍ دوريٍّ، والعناية بها. ويوجد حوالي 5 مسلاتٍ فرعونيةٍ تقف في المعابد القديمة في مصر، كما يوجد حوالي اثنين منها في الأماكن العامة. 


لماذا توجد مسلات مصرية في روما؟

في روما القديمة، استُخدمت المسلات لتزيين روما، ويُعتقد أنَّ هذه المسلات قد أُحضرت من مصر، أو أنها نُحتت في روما. أثناء عصر النهضة، استخدم الباباوات المسلات المصرية كرمزٍ للقوة. وأثناء القرن التاسع عشر، استُخدمت مسلة الفاتيكان كقرصٍ شمسيٍّ، مثلما كانت المسلات الأخرى..


المسلات الفرعونية خارج مصر 

هناك مَسلتان فرعونيتان خارج الوطن المصري، إحداهما تقع في سنترال بارك في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، وتعود هذه المسلة إلى عصر تحتمس الثالث. تقع المسلة الأخرى بالقرب من نهر التايمز في المملكة المتحدة، وقد قُدمت إلى السير نيلسون عام 1831، من قِبل محمد علي باشا، بعد انتصاره على نابليون بونابرت في معركة النيل. تسمى هذه المسلات بإبرة كليوبترا، بالرغم من أنَّ هذه المسلات لا تمت بصلةٍ ما أو بأخرى للملكة كليوبترا..

هل أعجبك المقال؟