بحث حول المياه الجوفية
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
الماء العذب هو العنصر الأساسي في الحياة، وله العديد من الأشكال على سطح كوكبنا منها السطحية كالأنهار والبحيرات والمياه الجوفية التي يستخرجها الإنسان لاستخدامها في شتى الوسائل، فما هي المياه الجوفية وما سبب أهميتها؟
المياه الجوفية
هي المياه التي تقع ضمن القشرة الأرضية تحت سطح التربة على أعماقٍ مختلفةٍ وفي أغلب الأماكن، فمنها ما يقع على بعد عدة أمتارٍ من سطح التربة في بعض المناطق الرطبة وذات معدل الهطول المطري العالي وخصوصًا بعد الهطولات المطرية، ومنها ما يقع على بعد عشرات الأمتار والتي من الممكن أن تستغرق أكثر من مئة عامٍ لتتجمع، وبعضها يقع على أعماقٍ كبيرةٍ قد تصل لعدة مئاتٍ من الأمتار والتي قد تزيد عن الألف متر وهذه المياه قد تعود لآلاف السنين. تشير بعض الدراسات إلى أن كمية المياه الجوفية الموجودة تحت سطح التربة لا يُستهان بها وتزيد عن كمية المياه السطحية الموجودة في كل أنهار وبحيرات العالم، كما أن الوصول لمصادرها ليس بالضرورة أمرًا سهلًا ولا تكون دائمًا قابلةً للاستخدامات البشرية دون المعالجة والفلترة.
أهمية المياه الجوفية
للاستخدامات البشرية
بشكلٍ عامٍ تشكل المياه الجوفية ما نسبته 30% من مصادر المياه العذبة التي يستخدمها الإنسان في استخداماته اليومية، أما فيما يخص النسبة الباقية تأتي 69% من الثلوج الذائبة عن قمم الجبال والأنهار الجليدية ونسبة 1% من مياه الأنهار السطحية والبحيرات، ولكن في بعض المناطق الجافة والصحراوية تُشكّل المياه الجوفية المصدر الرئيسي والوحيد لمياه الشرب والاستخدامات المنزلية اليومية للإنسان.
أهمية اقتصادية
تُعتبر مصدرًا مُهمًا للزراعة وخاصةً في المناطق الجافة وشبه الجافة كما في بعض المناطق الصحراوية في مصر التي انتعشت الزراعة فيها نتيجةً لحفر الآبار واستخراج المياه الجوفية، ما يزيد من استقرار الزراعة والعائدات الاقتصادية الناتجة عن الزراعة، كما تُعتبر مصدرًا مرنًا لمياه الري ففي السنين الجافة يزداد معدل استخراجها من باطن الأرض وفي السنوات ذات المعدلات المطرية الجيدة يقل الاعتماد على مياه الجوفية في ري المحاصيل.
تبلغ نسبة استخدام المياه الجوفية 43% من اجمالي المياه المُستخدمة في ري المزروعات حول العالم، وتُعتبر مصدرًا مهمًا للماء الداخل في الصناعات الغذائية بما يُعزّز الاقتصاد والعائدات منها.
أهمية بيئية
تلعب المياه الجوفية دورًا مهمًا في رفد النُّظم والأوساط البيئية بالماء الضروري لاستمرار استقرارها خاصةً في المواسم الجافة وعند انخفاض مُعدلات الهطولات المطريّة، من خلال الينابيع التي تصب في المسطحات والمجاري المائية السطحية كالجداول والأنهار والبحيرات، ما يضمن استمرار الحياة في الأوساط البيئية المائية والأرضية التي تتواجد بالقرب من هذه المسطحات والمجاري.
كما تلعب دورًا مُهمًا في رفد الأنهار الداخلية بما يُحافظ على منسوب المياه فيها للحدّ الذي تستمرّ معه حركة التنقل المائي الداخلية باستخدام الزوارق والعبّارات المائية.
مشاكل المياه الجوفية
انخفاض امدادات المياه
يحدث الانخفاض كنتيجةٍ مباشرةٍ للتزايد السكاني وما يُرافقه من التلوث البيئي والاحتباس الحراري ومفعولهما الرجعي في انخفاض كميات الأمطار التي تُشكّل المصدر الرئيسي للمياه الجوفية، والضغط الناتج عن زيادة عدد السكان واحتياجاتهم المتزايدة سواءً الشخصية منها أو الزراعية لري المزروعات اللازمة لإطعام العدد المتزايد من السكان، ما يُسبب استهلاكًا أكبر واستنزافًا للموارد المائية. ما يضطر البشر لسحب المياه من أعماق أكبر في القشرة الأرضية ويعرض مخزونات الأرض الكبيرة منها للانخفاض والزوال.
انخفاض جودة المياه
الأمطار هي المصدر الرئيسي للمياه الجوفية، تمرّ عبر طبقاتٍ من الصخور والرواسب والمُرشحات الطبيعية ما يجعل أغلب المياه الجوفية قابلةٍ للشرب والاستخدامات الاخرى، ولكن في نفس الوقت قد تنحل بعض المكونات من الطبقات الصخرية إلى الماء أثناء مروره بينها ما يجعلها غير قابلةٍ للاستخدامات البشرية أو لري المزروعات، مثلًا انحلال الميثان من بعض أنواع الصخور في المياه وايضًا انحلال بعض الأملاح مثل أملاح الكالسيوم والمنغنيز ما يرفع من مخاطر استهلاكها من قبل البشر.
تلوث الماء
قد تتسرب بعض مُسببات الأمراض إلى المياه الجوفية مثل الدوسنتاريا والتهاب الكبد الفيروسي، كما قد تتلوث بالعناصر الكيميائية السامة للإنسان والمواد المُسرطنة ما يؤثر على البشر والبيئة على حدّ السواء، وتنج أغلب الملوثات من النشاطات والتدخلات البشرية مثل:
- مكبات القمامة: تتسرب المواد السامة من مكبات ومطامر النفايات غير الصحيّة، كما يُمكن أن تتسرب بعض الزيوت المعدنية وبعض السوائل من الحاويات المُخصصة لاحتوائها والتي غالبًا ما تُطمر في التربة.
- أنظمة الصرف الصحي: تحوي مياه الصرف الصحي العديد من المسببّات المرضيّة والمواد الضارة الكيميائية التي تُسبب تلفًا كبيرًا لمختلف أشكال الأوساط البيئية بما فيها المياه الجوفية في حال تسربها إليها وعدم التخلص السليم منها.
- استخدام المواد الكيميائية: يستخدم الإنسان العديد من المواد الكيميائية في مختلف النشاطات، مثل الزراعة وتربية الحيوانات وتعبيد الطرقات حيث تُستخدم في هذه العمليات الكثير من المواد الكيميائية كالأسمدة والمبيدات التي لا تتحلل بسرعةٍ في البيئة وتنتقل مع مياه الأمطار إلى المياه الجوفية لتُسبب العديد من الشاكل الصحيةٍ والبيئية.
- تلويث الإنسان للمياه: يُعتبر تلويث الهواء بالغازات الضارة وهباب الفحم مصدرًا رئيسيًا من مصادر التلوث من خلال انحلال المُلوثات بمياه الأمطار لتُصبح الأمطار ملوثةً كما هو الحال في الأمطار الحامضية وتسرّبها للمياه الجوفية، كما يُسبب تلويث الإنسان للتربة نفس التأثير.