🎞️ Netflix

بحث في تاريخ النقود

رنيم عطفة
رنيم عطفة

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

كم من مرة يوميًا تقوم بعمليات شراء روتينية بسيطة أو عمليات شراء ضخمة ؟ كم من مرة يوميًا تمد يديك إلى محفظتك بشكلٍ روتيني لاستخراج النقود ودفع ثمن مشترياتك؟ لكن هل تساءلت يومًا عن تاريخ هذه النقود والمراحل التي مرت بها إلى أن وصلت إلى ماهي عليه الآن؟ هل تساءلت متى وكيف بدأت النقود وأين تم اختراعها والأهم من ذلك أسباب إيجادها؟ قد تكون أسبابًا غائبة عن أذهاننا تمامًا لا سيما وأنّ جل اهتمامنا ينصبّ في كيفيّة الحصول على هذه النقود دون التفكير بأي شيء آخر. لمن يفكر بهذه الأسئلة سنستعرض له في مقالنا هذا تاريخ النقود.

منذ أن بدأ الإنسان بالزراعة وتدجين الحيوانات بدأ معها بالاستقرار وبناء أولى مجتمعاته، استخدم الانسان بداية نظام المقايضة لتأمين ما ينقصه من سلع وخدمات وتصريف الفائض عنده، نظام المقايضة يقوم على أساس التبادل كتوفر فائض من سلع أو خدمات معينة طرف عنده حاجة أو نقص من سلع أو خدمات أُخرى موجودة عند طرف آخر، عندها يمكن أن تتم عملية المقايضة. إذ إن المقايضة تعريفًا هي عملية تبادل سلع أو خدمات دون استخدام وسيلة تبادل مثل النقود، ويتم استخدام نظام المقايضة على مستوى الدول في حالات الانكماش الاقتصادي.


مزايا وعيوب نظام المقايضة


المزايا

  • نظام تبادلي بسيط وغير معقد.
  • في نظام المقايضة يتم انتاج السلع والخدمات التي تفي بحاجات المجتمع دون وجود فائض أو نقص.
  • لا توجد مشكلة استنزاف القطع الأجنبي
  • الاستخدام الامثل لكافة الموارد المتاحة
  • لا تتجمع الثروات بأيدي قليلة حيث لا يميل الناس الى تجميع الثروات.

العيوب

  • محدودية السلع وصعوبة التقسيم والتقسيم الثانوي
  • صعوبة التوافق بين طرفي المقايضة
  • صعوبة تحديد قيمة السلع والخدمات
  • صعوبة تقسيم السلع والخدمات بما يناسب الطرفين
  • صعوبة تخزين ونقل السلع والخدمات.

نهاية المقايضة وبداية تاريخ النقود

تاريخ النقود

نتيجة لهذه الصعوبات كان لا بد للإنسان من ايجاد طريقة من أجل القيام البيع والشراء بشكل أسهل من نظام المقايضة. فظهرت عدة طرق لعل أبرزها ما تم استخدامه في مصر وهي حيازة قضبان من الذهب يتم حملها من قبل المستهلك ومن ثم يقوم بالاتفاق مع البائع لتحديد قيمة سلعة ما ومن ثم يتم قطع جزء من هذا القضيب بحسب الاتفاق، ولكن صعوبة القص وتقسيم القضيب وصعوبة تحديد قيمة السلعة كانت من المشاكل التي رافقت هذه العملية. في مناطق أُخرى مثل الصين تم العثور على مجارف عليها نقوش وعلامات كانت تُستخدم كوسيط لعملية البيع والشراء، كذلك تم استخدام الحلي بمختلف أنواع المعادن وهذه الخطوة كانت الخطوة السابقة لظهور أول العملات المعدنية.


تطور النقود


تاريخ النقود المعدنية

يوجد شبه تأكيد بين العلماء حول ظهور العملات في مملكة ليديا (Lydia) على شاطئ بحر إيجة في الأناضول وكان ذلك حوالي 650 قبل الميلاد وكانت العملات الأولى مصنوعة من الالكتروم (وهو خليط من الذهب والفضة) ومعها تم تطوير المقاييس الخاصة بوزن العملات وكانت العملات ممهورة بختم ملك ليديا وبذلك انتهى نظام المقايضة وسرعان ما انتشرت العملات على مستوى كبير، ومع الانتشار الكبير للعملات، وفي الفترة 500-323 ازداد الاهتمام بالنواحي الفنية للعملة لوجهي العملة حيث تم أولًا رسم حيوانات ونباتات ثم تطورت إلى رسومات دينية مثل رسومات الآلهة الخاصة بكل مدينة أو شعار كل مدينة وفي الفترة الهلنستية تطور علم المسكوكات بشكل كبير وأصبحت العملات تحمل صور الأمراء والقادة.

خلال الفترة الرومانية ظهرت النقود المصنوعة من مختلف المعادن فكانت نقودًا ذهبية وفضية ونحاسية وبرونزية، وكان استخدام النقود البرونزية والنحاسية في عمليات الشراء اليومية البسيطة أما الذهبية والفضية فكانت للعمليات الكبيرة، وتجدر الإشارة إلى أن القيمة السوقية للعملات الفضية والذهبية كانت أكبر من قيمة المعدن المصنوعة منه.

وكانت عملية السك تتم بطريقة معقدة وصعبة، وذلك من أجل أن لا تتم عملية سكها إلا عن طريق الحكومة الرومانية حصرًا منعًا من تزويرها، من هلال عدة مراحل:

  • أولًا يتم صب المعدن المصهور في قوالب فارغة خالية من أي نقوش أو علامات.
  • ثانيًا يتم تبريد العملة
  • ثالثًا يتم وضع العملة في قالب يحتوي على الرمز أو النقش المطلوب ومن ثم وضعها في الفرن لجعلها تسخن.
  • رابعًا وأخيرًا يتم ضربها بمطرقة ثقيلة لتأخذ الشكل أو النقش المطلوب.

في بداية عهد الإمبراطورية الرومانية كانت دار السك في روما فقط خاصة النقود الفضية والذهبية.


تاريخ النقود الورقية

ما بين عامي 1275 و1292 زار الرحالة ماركو بولو الصين، ولفت نظره تعاملهم بالنقود الورقية بدلًا من النقود المعدنية نظرًا لثقل وزنها وصعوبة التعامل بها مقارنةً مع النقود الورقية، وكانت النقود الورقية الأولى عبارة عن سندات أمانة تتم بطريقة وصياغة معينة عن طريق وكيل يسجل كمية النقود المتبقية، وكان من الممكن استخدامها في عمليات شراء أخرى، وفي أوروبا استخدم التجار هذه السندات للتعامل مع تجار الصين وبذلك انتقلت فكرة النقود الورقية من الصين إلى بقية العالم ولم تكن هذه الفكرة دون آثار أو جوانب سلبية ففي الصين في عام 1455 تم طباعة كميات كبيرة منها دون أن يكون لها رصيد وبذلك أصيب الاقتصاد بحاله تضخم كبيرة.

هل أعجبك المقال؟