حديث الرسول عن الخيل الادهم
تتميز الأحصنة العربية عن غيرها من باقي الأحصنة وبصفات نادرة، وللخيول العربية مكانة كبيرة في العالم، ولها أسماء عدة منها الأقرح الذي في وجهه قرحة بيضاء، والأرثم وهو الذي يملك في شفته العليا بياضًا وغيرها، إلا أن أفضلها الأدهم أي شديد السواد الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه مع باقي الأنواع:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خَيْرُ الْخَيْلِ الْأَدْهَمُ، الْأَقْرَحُ، الْأَرْثَمُ، المُحَجَّلُ ثَّلَاثِ، مُطْلَقُ الْيَمِينِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَدْهَمَ، فَكُمَيْتٌ عَلَى هَذِهِ الشِّيَةِ”. والحديث صححه الشيخ الألباني في “صحيح ابن ماجه” (2248).
مكانة الخيل في الإسلام
للخيل العربيّة مكانة في الإسلام وكان لها مساحة كبيرة في كلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد اهتمَّ بالخيل ونبّه على الخير الذي فيه لكونه وسيلةٌ للجهادِ في سبيل الله فأظهرَ مراتِبَه المتعدّدة وأحسَنُها، وكان يشجع على اقتناء الخيل حيثُ كان عند تقسيم غنائم الحرب يعطي الفرس ضعف نصيب الفارس كما حدث في فتح مكة.
تميّزت الخيول بالأصالة والقوة والسرعة، فكانت تُستخدم في المعارك والفتوحات.
تفسير حديث الرسول عن الخيل الادهم
وعن حديث الرسول عن الخيل الادهم فكما ذكرنا قال صلى الله عليه وسلّم”: خَيْرُ الخيْلِ الأَدْهَمُ الأقرحُ الأرثَمُ ثمَّ الأقرح المحجَّلُ طَلْقُ اليمينِ، فإن لَم يَكن أدهَمَ فَكُميتٌ على هذِه الشِّيَةِ”. الحديث صححهُ الشيخ الألباني في صحيح ابن ماجه (2245).
وتفسير الحديث أن الرسولُ الكريم بدأ كلامَه بخير الخيل فتتفاضل الخيول بصفاتها وأهميتها فالأدهم هو الخيل الذي اشتدَّ سَوادهِ، والأدهم من الدُهْمَة إذن خير الخيول الأدهم، والأقرح الذي بوجههِ قُرْحَة وهي بياضٌ في وجه الحصان، وهو أقلُّ مِن بياض الغُرَّة، أمّا الأرثم هو الذي في شفتّهِ العُليا بياض، فخير الخيول الأدهم الأقرح الأرثم.
ومحجَّل الثلاث أي أنَّ ثلاثة من قوائمِه فيها تحجيل، والتحجيل هو البياض الذي يكون في قوائم الفرس، ولكن طُلْق اليمين أي ليس في يمناه تحجيل أي أن الساق اليمنى ليس فيها بياض بل على لون الفرس. وإن لم يكن الفرس أدهم فكُمَيْت أي بين سواد وحُمرة، وقيلَ بأُذنيهِ وعُرْفِهِ سَوادٌ وباقي الفَرس أحَمرُ.
ولقد اقتنى الرسول الخيل واهتمَّ وتفاخر وأكرمها، ومن خيل الرسول:
- المرتجز: وسُمّي بذلك الاسم لحسن صهيره .
- اللّحيف: وسُمّي بذلك لأنّه يغطي الأرض بذيله.
- اللّزاز: وسُمّي بذلك لأنّه كان موثّقًا، ولاجتماع خِلفته.
- الظّرب: وسُمي بذلك لكبره وسمنِه وكذلك لقوّته وصلابته.
- السّكب: كان يُسمى الضرس قبل أن يشتريه النبي، ويُسمى الأدهم وكان أغرًا، محجّلًا، ومطلق اليمين، وهو أوّل خيل غزا عليه النبي.
- سبحة: كان الرسول يسابق بها.
صفات الخيل الأدهم
يتّصف الأدهم بلونهِ الأسود اللامع والجلد الناعم له رأس مُقعر، وعينان كبيرتان بارزتان، ورقبة عاليّة ومقوّسة مع عربة ذيل عاليّة كما يتوسَّط وجههُ بقعة بيضاء، وله ظهر مستقيم وذيل مستقيم وعريض، كما تتميز ساقاه بالأوتار والمفاصل القويّة، ومن جهة الكعب يوجد الحوافر الواسعة والصلبة، وفي الأقدام وجود أجزاء بيضاء، وكذلك يملك صدر عضلي عميق يتناسب مع كتف طويل، ويملك الخيل الأدهم الأصيل خمس فقرات قطنية بينما الخيل غير عربيّة تملك ست فقرات قطنية، وللأدهم 17 زوج من الضلوع بينما يملك غيره 18 زوجًا من الضلوع.
الخيول العربيّة
تعدُّ الخيول العربيّة من أقدم سلالاتِ الخيول الخفيفة في العالم، فيعودُ تاريخها إلى 5000 عام قبل الميلاد، نشأ الخيل العربي في المناطق الصّحراويّة في الشّرق الأوسط، وتتصفُ الخيول العربيّة برأسها المقّعر، وعيونها الكبيرة الداكنة، وحجمُها الصغير نسبيًا، وظهرها القصير، وشعرها الناعم، وأرجل وحوافر قويّة، وذيل مرتفع للأعلى، إنَّ من أهم مميزات الخيل العربي الأصيل العمر الطويل وقوة التّحمل ومقاومة الأمراض.
وبهذا نكون تعرفنا على حديث الرسول عن الخيل الادهم ولماذا هو الأفضل وأهم صفاته.