دورق الماء
الدَوْرَقُ أو دورق الماء لغةً، هو إناءٌ لشرب الماء ذو عنقٍ وله عروتان، لا بدَّ أنك قد صادفته عزيزي القارئ في القرى والمدن القديمة، حيث كان يُستخدم على مدى واسع لحفظ الماء والشرب.
ما هو دورق الماء
قد يبدو لك دورق الماء ما هو إلا وعاء عادي لملء الماء، إلا أنه نظامٌ قديمٌ وفعّالٌ لتبريد المياه أثبت نجاحه خلال مئات السنين، علاوةً عن كونه صديقًا للبيئة. وكان يُستخدم في كل بقاع العالم ومعروف بأسماء عديدة وأنماط خاصة مثل بوتيجو (Botijo) في إسبانيا، والتي تعد من البلدان المشهورة باقتنائه.
من الممكن أن ترى العديد من الأشكال والألوان من دورق الماء إلا أن معظمها ذات خصائصَ مشتركةٍ، فهي دائريةٌ وبمقبضٍ في الأعلى وثقبين، ثقبٌ على كل جانبٍ، إحدى الثقوب واسعة تستخدم لملء الإبريق.
طريقة الشرب في دورق الماء
يُشرب الماء منه مباشرةً.. أولًا، أمسك مقبض دورق الماء بإحدى يديك وضع اليد الأخرى في الجزء السفلي منه، ثمَّ ارفعه بحيث يكون صنبور (فتحة) الماء الصغير في مواجهة فمك، وقم بإمالته حتى يتدفق الماء، وحافظ على بعد سنتيمترات قليلة من فمك، لا تلمس الفوهة بشفتيك أبدًا حيث يُعتبر ذلك من المحرمات، وذلك لكون الدورق تتم مشاركته من قبل أشخاصٍ آخرين، ولا أحد يشرب من فوهةٍ لامست فم شخصٍ ما.
طُرُق حفظ الماء عبر التاريخ
قديمًا، وتحديدًا في عصور ما قبل التاريخ، كان الصيد هو عنوان الحياة اليومية للبشر آنذاك، لذلك استغلوا كل شيءٍ ممكن في جسد الحيوان لخدمتهم، ولحفظ الماء، فقد استُخدمت المثانة بالإضافة إلى القرون، لاحقًا، اعتمدوا على قشورٍ نباتيةٍ كقشور جوز الهند.
أمّا فيما بعد، اعُتمِد على الصلصال أو الطين لتمكين السلال من أجل نقل المياه، ثم تقريبًا في حوالي عام 5000 قبل الميلاد، لجأ الإنسان لتقوية الطين عبر تعريضه للنار الخفيفة، مما أدى للظهور الفخار والذي اُعتمِدَ عليه بشكلٍ كبيرٍ لنقل المياه.
على مدار الثلاثة آلاف عام التالية، تفنن الناس باستخدام النار لمعالجة الفخار بطرقٍ مختلفةٍ وعديدةٍ، مما أدى إلى ظهور أشكالٍ متنوعة وأكثر متانةً ومرونةً تشبه الأواني الخزفية أو الأواني الحجرية. ثمَّ بدأ الحرفيون في تشكيل الزجاج لأول مرة في عام 2000 قبل الميلاد، ويعتقد المؤرخون أن أول وعاءٍ زجاجيٍّ مجوَّف قد صُنِعَ قرابة عام 1500 قبل الميلاد، عن طريق طلاء الرمل بالزجاج المصهور.
فيما بعد، وفي عهد الإمبراطورية الرومانية، ظهرت الأفكار المتطورة لنقل المياه إلى المنازل، حيث وُضعت مخططات كثيرة، وبُنيَت قنوات مائية واسعة لنقل المياه لتصبح قريبةً من المدن، حيث صنعت الحاويات من الطين والألياف والجلود الحيوانية لنقل كمياتٍ أقل من الماء.
ولكن مع انهيار الإمبراطورية الرومانية في القرن الخامس، تلاشت صناعة الزجاج مؤقتًا، لتعود وتشهد انتعاشًا خلال عصر النهضة في القرن الخامس عشر، حيث اُستخدِمَت الزجاجات لتخزين النبيذ والأدوية.
في عام 1947 من القرن الماضي، ظهرت أول زجاجةٍ بلاستيكيةٍ لحفظ الماء، ولكن لم تلقَ انتشارًا واسعًا نتيجة التكلفة المرتفعة، وذلك حتى إدخال البولي إيثيلين عالي الكثافة في تصنيعها في أوائل الستينيات، عندها ومع تكاليف التصنيع والإنتاج المنخفضة نسبيًّا، اكتسبت الزجاجات البلاستيكية للمياه شعبيةً سريعةً، وأصبحت في النهاية العنصر الأساسي لحفظ الماء في العصر الحديث.
.
آلية التبريد في دورق الفخار
يلعب جدار دورق الماء الفخاري دورًا في امتصاص جزيئات الماء، وهكذا تعبر جزيئات الماء ذات مستوى الطاقة العالي، وينخفض متوسط مستوى الطاقة الكلي للماء، وهذا ما يحدد درجة حرارة الماء، وبالتالي يبرد الماء حتى يصل إلى ما يُسمى نقطة الندى أو درجة التكثف، تكون درجة حرارة الماء تقريبًا 12 °C.
.
أنماط دورق الماء
- دورق الماء الزجاجي: يوجد لهذا النمط العديد من الأشكال والتصاميم، وعادةً ما تُستخدم أنواعٌ مخصصةٌ من الزجاج لصنع الدورق وهي أغلفة السيليكون، زجاج ذو مظهرٍ جميلٍ بالإضافة لمتانته الجيدة، وعمومًا، لا يؤثر على طعم الماء.
- الدورق المعدني (ستيل): تُصنع هذه الدوارق من الفولاذ المقاوم للصدأ، وهذا النمط من الفولاذ مناسبٌ لحفظ المياه، ويمتاز أيضًا بالمتانة وطول الأمد، والأواني متوفرة بسعرٍ مقبولٍ.
- الدورق البلاستيكي: يعد أشيع نموذج ومنتشر على نطاقٍ واسعٍ وفي أماكنَ مختلفةٍ. هناك أنواعٌ مختلفةٌ تستخدم لصنع الإبريق مثل البولي إيثيلين عالي الكثافة (HDPE)، والبولي إيثيلين منخفض الكثافة (LDPE) والبولي بروبيلين (Polypropylene). يمتاز دورق الماء البلاستيكي بعدة خصائصَ أبرزها القدرة على إعادة تدويره، كما أنه خفيف الوزن وذو أشكالٍ وأحجامٍ وتصاميمَ وألوانٍ مختلفةٍ.
.