ساعات كارتير
تُعرف ساعات كارتير (Cartier) برفاهيتها العالية عبر العالم، فهي لا تحتوي فقط على المجوهرات الجميلة والإضافات الفاتنة، بل هي رمزٌ للصناعة العريقة اليديوية للساعات التقليدية. تتميز بحركاتها الخاصة مع نماذجَ استثنائيةٍ وإصداراتٍ فريدةٍ، مثل Cartier Tank وBallon Bleu، وغيرها الكثير.
ولكارتير حكايةٌ طويلةٌ مع صناعة الساعات، حيث تمتلك أسلوبًا فريدًا لا يوجد إلا عندها في إضافة التكنولوجيا إلى الساعات، وتحمل أرقامها الرومانية تاريخ ارتداء أول ساعةٍ فاخرةٍ في العالم..
لمحة قصيرة عن تاريخ ساعات كارتير
تأتي ماركة كارتير دائمًا مترادفةً مع باريس، ويتبين عبر نظرةٍ خاطفةٍ إلى تاريخ العلامة التجارية أن هناك قصةً حول ظهور مدينة مزدهرة خلال عصر بيلا (Belle Époque) في أواخر القرن التاسع عشر، حيث كانت الشركة التي أسسها لويس فرانسوا كارتيير (Louis-François Cartier) عام 1847م. ورغم هذا الترابط، ابتكرت كارتير أكثر قطعها إبداعًا بعيدًا عن العاصمة الفرنسية، وتحديدًا في سويسرا، موطن أعمال ساعات كارتيير الناجحة، وتعني الناجحة هنا أن كارتير واحدة من أكبر اللاعبين في ساحة صناعة الساعات.
لم يستغرق كارتير وقتًا طويلًا ليصنع أول ساعة يد، وأطلق النموذج الأول عام 1853م، اشتُهرت الشركة بعد ست سنواتٍ على تأسيسها بأنها (établisseur)، أي تُصمم وتصنع منتجاتها الخاصة، لكنها تشتري الحركات أو النماذج التقنية من متخصصين آخرين. وكان ذلك التقليد المُعتمد قبل الصناعة المتكاملة ذاتيًّا، وتأكد كارتيير من شراء الأفضل، وأحضر الحركات من (Jaeger-LeCoultre)، و(Audemars Piguet)، و(Patek Philippe)، وساعات روليكس (Rolex) الشهيرة.
وحركة الساعة (movement)، أو كما تعرف بالعيار (caliber)، هي محرك الساعة الذي يعمل كمصدر قوةٍ لتشغيل الساعة ووظائفها. حيث تعمل هذه الآلية الداخلية على تحريك العقارب وتشغيل تعقيداتٍ أخرى مثل الكرونوغراف، أو التقويم السنوي، أو المنطقة الزمنية الثنائية.
لم تكن كارتيير راضيةً عن العمل في مجال صناعة مكونات الساعة فقط، فروح الإبداع موجودة منذ البداية. بالإضافة إلى إطلاق سانتوس (Santos)، ساعة اليد التجارية الأولى عام 1911، فقد أبدعت في جوانب الساعة الأخرى. وبالنسبة إلى "إبزيم القابل للطي" (deployant) الذي نراه في ساعات اليوم، فقد ابتكرته كارتير عام 1910.
بدأ تركيز كارتير الحديث على الساعات في بداية 1977، عندما قررت البحث عن شريكٍ صناعيٍّ في قلب سويسرا، واختارت إبل (Ebel) في النهاية. عندما ازدهرت تجارة كارتير، اشترت صناعة ساعات Ebel بالإضافة إلى مجموعةٍ من المزودين الأصغر، وعزّزت صناعاتها من خلال المصنع الجديد الذي افتتحته عام 2000م بمساحة 30000 م2، وبدأت بالعمل مع مجموعةٍ مُنتقاةٍ من صنّاع الساعات، تطبيقًا للمشروع الذي أطلقته عام 2008. وأصبح هذا المصنع الكمالي والحديث جدًا من أكبر المصانع في سويسرا إلى جانب رولكس وأوميغا، واتخذت الخطوة الرئيسية التالية لتصبح كارتيير صانعةً ومُصمّمةً ومُنتجةً لحركات الساعات، وبدأت بسلسلة (Ballon Bleu) عام 2008.
وجاء كل ذلك إثر المشكلات التي واجهتها كارتير خلال فترة تشكيلة (Privée) بين 1998-2008 للحصول على كل الأجزاء من مزوديها، والتي أخّرت موعد الإطلاق المُحدد، بحجة عدم توفر بعض الأجزاء حينها لإنهاء الساعة. وإلى جانب حقيقة زيادة عدد الحركات وأهميتها، أدركت كارتيير أنها لتنجح وتصبح موثوقةً في عالم ساعات الباهظة ليس عليها فقط أن تصنع عياراتها الخاصة، بل عليها أيضًا تطوير الأجزاء أخرى، مثل: الصندوق، والعقارب، والزجاج، والدوارات، والزنبركات، والأقراص المرقمة (وجه الساعة) وغيرها..
كارتيير في عاصمة الساعات العالمية
تنتشر أعمال ساعات كارتير اليوم في ستة مواقع إنتاج بسويسرا، وهي:
- بلدة لا شو دو فون (La Chaux-de Fonds): المركز الرئيسي للشركة وصناعة الساعات الفاخرة (haute horlogerie).
- جلوفلي (Glovelier): صندوق الساعة المُميّز بالعلامة.
- ليس برينيتس (Les Brenets): صناديق الساعات/ تجميع أجزاء الساعة.
- Fribourg: صناديق الساعات / تجميع أجزاء الساعة.
- جنيف: ختم جنيف للساعات الفاخرة.
- كوفيت (Couvet): فريق من 300 شخصٍ يصنعون الحركات المقياسية والكوارتز.
ويمكن ملاحظة أن لكل موقعٍ ميزاته الخاصة، وأنها تغطي معًا مجالًا كاملًا من المكونات والأجزاء التي تدخل في صناعة صنف العلامة التجارية لكوارتز والساعات الأتوماتيكية، بالإضافة إلى تحف الساعات الفاخرة المصنوعة يدويًّا.
أشهر ساعات كارتير
البالون الأزرق (Ballon Bleu)
تزعم كارتيير لو أن البالون الأزرق كانت علامةً تجاريةً وليس سلسلةً منها، لكانت ستحتل المرتبة الرابعة بين العلامات التجارية السويسرية الأكثر مبيعًا. يشير البالون الأزرق (Ballon Bleu) أو الكرة الزرقاء (Blue Ball) إلى تاجٍ مزينٍ بالياقوت الأزرق، والذي بات تقليد كارتير، ويعود الإرث إلى بروش النمر المشهور المصنوع لدوقة ويندسور، حيث ثبت نمر مرصع بالمجوهرات على التاج الأزرق للساعة. .
ساعة توتي فروتي (Tutti Frutti)
واحدةٌ من أندر وأكثر ساعات كارتير جذبًا للنظر، صنعت عام 1929م. وبدأت قصتها مع تعيين Jacques Cartier رئيسًا لفرع كارتير في بريطانيا بداية القرن العشرين، والذي تمثل أكبر إنجازاته في التعرف على "الجوهرة في التاج البريطاني"، وعلى إثره ولد أسلوبٌ جديدٌ في تصميم المجوهرات، متأثرًا بشدةٍ بالتقنيات الهندية، ومليئًا بالأحجار الكريمة الهندية الملونة كالياقوت الأزرق، والياقوت الأحمر، والزمرد.
بلغ الأسلوب أوج نجاحه في العشرينيات والثلاثينيات، وصنعت قطع شهيرة للملكة إلكسندرا، وإليزابيث وإفلين لاودر، والكونتيسة إدوينا مونتباتن. وبعد عدة عقودٍ، في عام 1970م أُطلق على هذه الساعات الفاخرة اسم توتي فروتي (Tutti Frutti). صنعت الساعة عام 1929، وتميزت باختيارٍ رائعٍ من الزمرد، والياقوت الأزرق والأحمر والألماس، ووضعت جميعها في بلاتين، وتميزت بحركة (LeCoultre 118 calibre). وتملكها اليوم كارتير ومعروضةً في (Maison Cartier).
ساعة سيكريت
عندما يتعلق الأمر بساعات المجوهرات، فإن كارتير هي المسيطرة، فهي تملك تشكيلةً واسعةً من ساعات المجوهرات الباهظة، ولا يتوافر مثالٌ أفضل من ساعة سيكريت (Secret) التي لها شكل طائر العنقاء. صنعت من الذهب الأبيض وأكثر من 3 آلاف ألماسةٍ، تزن أكثر من 80 قيرطًا، وتقدر قيمتها بأكثر من 2 مليون دولار!.