عثة الفراش

توجد بعض أنواع الحشرات التي تسبب مصدر قلقٍ وإزعاجٍ لدى الإنسان ويصعب التخلص منها، خصوصًا عندما نتحدث عن الحشرات ذات الحجم الصغير للغاية والتي تتغذى على الدم مثال على ذلك حشرة عثة الفراش (Cimex lectularius).

عث الفراش (الاسم العلمي: Cimex lectularius) كما يُمكن أن نسميه بق الفراش، هو عبارةٌ عن حشراتٍ طفيليةٍ تتغذى على دم الإنسان أو الحيوان، وهي من الحشرات الشائعة في المنازل، وتوجد في جميع أنحاء العالم في المجتمعات البشرية.

لا يُعتقد أنّ عثة الفراش من الحشرات الناقلة للعدوى، إلا أنّ هناك بعض الدراسات الحديثة أفادت أنّ يمكن لعث الفراش أن ينقل المثقبية الكروزية أو تريبانوسوما كروزية، وهو المسبب المرضي لداء فاغاس لدى الفئران.

تتميز عثة الفراش بأنها من الحشرات غير المجنحة، وذات شكلٍ بيضاويٍّ مسطّح وبلون بني محمر، ويبلغ طولها 1/4 إنش، وتكون عديمة اللون عندما تفقس من بيوضها مباشرةً إلى أن تتغذى. لا تستطيع عثة الفراش القفز من مكانٍ لآخر إلا أنها تتحرّك بسرعةٍ كبيرةٍ عبر الأسطح والجدران والأرضيات والفراش وغيرها.

يتكاثر عث الفراش أينما وَجدَ مصدرًا لغذائه، حيث ينتشر في الأماكن التي ينام فيها الناس أو يجلسون لفتراتٍ طويلةٍ كالفراش، ويُمكن العثور عليه في المنازل والفنادق والمدارس والمكاتب وغيرها من الأماكن العامة. تنشط عثة الفراش أثناء الليل وتفضّل الاختباء خلال النهار داخل شقوق الجدران وحواف السجاد وداخل المقاعد المبطنة.

يُمكن لعثة الفراش أن تضع من 200 إلى 250 بيضةً أثناء حياتها، لتفقس بيوضها عادةً في غضون 6-10 أيامٍ، ويخرج منها صغار عث الفراش أو كما تُسمى بالحوريات، والتي ينبغي عليها أن تتغذى أو تحصل على وجبة دمٍ لتنتقل إلى الطور الثاني.

ستحتاج عثة الفراش إلى خمس مراحلَ لتصل إلى البلوغ، وكل مرحلةٍ منها ستتطلب وجبة دمٍ لتنتقل إلى المرحلة التي تليها، وتستمر كل مرحلةٍ عادةً لمدة أسبوع أو أطول في حال تعذّر الحشرة الحصول على الغذاء. أخيرًا، تعيش عثة الفراش البالغة لمدة تتراوح من 6 إلى 12 شهرًا.

على الرغم من أنّ عثة الفراش تعتبر مصدر إزعاجٍ لدى الجميع، إلا أنّها عادةً لا تعتبر خطيرةً، كونها عبارة عن حشرةٍ طفيليةٍ تتغذى على الإنسان؛ أي أنّ بقاءَنا على قيد الحياة أمرٌ بالغ الأهمية بالنسبة لها، وبالتالي ليس من الجيد أن تنقل أمراضًا خطيرةً تهددُ مصدر غذائها؛ لكن تبقى هناك بعض المخاطر الصحية المحتملة التي قد تتسبب بها.

إنّ من المشاكل الصحية الشائعة التي تسببها لنا عثة الفراش هي الحكة الناتجة عن لسعاتها، تلك الحكة تسبب بدورها نتوءاتٍ أو كدماتٍ حمراءَ تظهر على الجلد في غضون يومين من التعرض للسعات، ونلاحظ أنّ تلك الكدمات تشبه إلى حدٍّ كبيرٍ لدغة البعوض إلا أنّ الثانية لا تدوم إلى فترةٍ طويلةٍ.

يُمكن للخدش والحكة المفرطة أن تُحدث ضررًا في الجلد تجعله يسمح بدخول أحياء دقيقة ما، البعض منها قد يكون خطيرًا، علاوةً على ذلك قد يؤدي تعرضك إلى لدغات عث الفراش إلى فقدان النوم وعدم التركيز أثناء النهار.

إنّ التخلص من عث الفراش ليس أمرًا سهلًا ويرجع ذلك إلى صغر حجمها وسرعة انتشارها في أماكنَ عديدةٍ في المنزل، ولكن تبقى هناك بعض الحلول بالتأكيد؛ فإليكم بعض العلاجات المنزلية التي قد تساعدك على التخلص منها.