فوائد جوزة الطيب
غالبًا ما تضفي توابل جوزة الطيب أريجًا لاذعًا مميزًا ومذاقًا حارًّا يميل إلى الحلاوة قليلًا على العديد من الأطباق المختلفة كالمخبوزات، والحلوى، والبودينغ والبطاطا واللحوم والنقانق والصلصات والخضار وبعض المشروبات كشراب البيض.
تاريخيًّا، استخدم مبشور جوزة الطيب كوعاء للطِيب أو كيس ذرور معطر، بينما استخدمه الرومان كبخورٍ. وبحوالي العام 1600 أصبح هامًّا كتوابلَ تجاريةٍ باهظة الثمن في الغرب وكان محور مؤامرات الهولنديين لإبقاء الأسعار مرتفعة، وموضوع مكائد إنكلترا وفرنسا المضادة من أجل الحصول على بذورٍ خصبةٍ لزراعتها.
نبات جوز الطيب
تأتي جوزة الطيب (Nutmeg) من بذور شجرة جوز الطّيب المدارية دائمة الخضرة وتسمى جوز الطيب العطر (Myristica Fragrans)، التي يعود أصلها إلى مالوكو (Maluku) أو جزر التوابل في أندونيسيا، وهي الشجرة الوحيدة في العالم التي تعطي نوعين مختلفين من التوابل. وهي شائعة النمو في الكاريبي، وغيره من المناطق المدارية وحتى في الهند الجنوبية في ولاية كيرالا.
يصل ارتفاع جوز الطيب إلى 20 مترًا. ويبدأ جني الثمار بعد زراعتها بنحو 8 سنواتٍ وتبلغ ريعان شبابها بعمر 25 عامًا، وتستمر بحمل الثمار حتى 60 عامًا وأكثر. وثمار الشجرة مفردة النواة (أحادية الفلقة) تشبه ثمرة المشمش في المظهر. عندما تنضج الثمرة تنشق إلى قسمين؛ قشرة خارجية ثخينة قرمزية اللون، تسمى Mace (تعد مصدر التوابل) تحيط ببذرة وحيدة لامعة بنية اللون هي جوزة الطيب.
فوائد جوزة الطيب
جوز الطيب من التوابل المشهورة بقائمةٍ طويلةٍ من الفوائد الصحية منها:
- تعزز الهضم:
تعرف جوزة الطيب بامتلاكها خواصًا طبيةً تستخدم لعلاج مشاكل الهضم مثل عسر الهضم، وقرحة المعدة وتأتي هذه الخواص من العطر الفريد لبذرة جوزة الطيب.
- تحسن صحة الدماغ:
يملك جوز الطيب خواصًا تحمي الأعصاب. وقد اختبر زيت جوز الطيب المتطاير على جرذان في بحثٍ حديثٍ من قبل الدكتور Waluga Plaingam، وأظهرت النتائج أن الثمرة تحتوي على زيوت طيارة وكلها تساعد في زيادة مستويات السيروتونين والدوبامين والنوريبينفرين في الحُصين عند الجرذان. والحصين هو عضو يقع في الدماغ ويرتبط بشكلٍ رئيسيٍّ بالذاكرة والحركة المكانية، والمسؤول عن تسجيل واسترجاع كل المعلومات في الدماغ.
- تعزز صحة الفم:
وجدت دراسة عام 2012 أن لجوزة الطيب خواصًا مضادةً للبكتيريا، ولها القدرة على إحباط نشاط بكتيريا تسمى بورفيومونات اللثة (Porphyromonas Gingivalis)، التي تسبب الْتهاب دواعِم السِّن (Periodontitis) والعقدِيَة الطَافِرة Streptococcus Mutans التي ترتبط بتسوس الأسنان. كما وجدت دراسةٌ نشرت في مجلة Food and Nutrition Research أن دهن زيت جوزة الطيب قد يسهم في علاج آلم الأسنان.
- تحمي الكبد:
من بين تطبيقات جوزة الطيب الطبية أنها تستخدم في علاج أمراض الكبد المزمنة مثل تشمّع الكبد، فقد بينت إحدى الدراسات أن غناها بالـMyrislignan قد يساعد في تخفيف أضرار الكبد، وأن مستخلص جوز الطيب يقلل التهابات الكبد ونشاط الجذور الحرة فيه.
- تحوي خواصًا مضادة للاكتئاب:
في الطب الأيروفيدي، تعتبر جوزة الطيب ثروةً لخواصها الطبية فيما يتعلق بالاكتئاب، فقد أظهرت دراسةٌ هنديةٌ نشاط مستخلصات جوز الطيب المضاد للاكتئاب. كما أن تأثيراتها الجانبية أقل بالمقارنة بالعقاقير التقليدية.
- تنظم ضغط الدم:
ضمن الدليل الشامل لمنظمة الصحة الوطنية الأمريكيّة حول تخفيض ضغط الدم، تم اقتراح إضافة المزيد من البهارات مثل جوز الطيب إلى النظام الغذائي. في حين أن دراسة أخرى بينت أنّ لا تأثير واضح لهذه المادة على مستويات ضغط الدم، والظاهر أن هذا الموضوع بحاجةٍ إلى المزيد من الأبحاث لإثبات تأثير جوزة الطيب على الدم.
- مضادة للسرطان:
بينت دراسةٌ نشرت في Chemico-Biological Interactions أن الميريستيسين (Myristicin) الموجود في جوزة الطيب يحمل خواصًا وقائيةً كيميائيةً تحث على موت خلوي مبرمج (Apoptosis) في خلايا اللوكيميا (سرطان الدم)، وهذا بدوره قد يساعد في منع نمو الخلايا السرطانية والانتشار الثانوي للأورام الخبيثة للوكيميا الذي يؤثر عادةً على الأطفال.
- تخفض مستويات الكولسترول الضار:
في دراسةٍ على الأرانب أظهر مستخلص جوزة الطيب تأثيرًا في إنقاص شحميات الدم، ما يعني انخفاضًا واضحًا في مستويات الكولسترول الضار LDL. كما أظهرت دراسةٌ أخرى أن المستخلص ساعد في تخفض الكولسترول الضار بالتزامن مع مستويات الكولسترول الإجمالية.
- تحوي تأثيرًا مضادWh للإسهال:
حسب طرق طب الأيورفيدا الهندي؛ فإن جوزة الطيب استخدمت كثيرًا لتخفيف أو علاج الإسهال، فهي غنيةٌ بخواصٍ طاردة للريح، وتساعد في تعزيز عملية الهضم. ويمكن دهنها مباشرةً على المعدة أو تناولها مع الزنجبيل والماء البارد.
- تخفف الآلام:
تحتوي جوزة الطيب على زيوت طيارة أساسية مريستسين (Myristicin)، وإيليميسين (Elemicin)، وأوجينول (Eugenol)، وسافْرُول (Safrole)، والتي تملك خواصًا مضادةً للالتهابات ما يجعلها مفيدةً لعلاج آلام العضلات والمفاصل والانتفاخ والتقرحات.
- علاج الأرق:
لجوزة الطيب تأثير مهدّئ ومخفف للإجهاد عند استهلاكها بكمياتٍ دنيا، وحسب الطب الأيورفيدي أيضًا، يمكن إضافة رشة من جوز الطيب إلى كوبٍ من الحليب الفاتر قبل النوم.
- الاعتناء بالبشرة:
إن جوزة الطيب مكونٌ جيدٌ للعناية بالبشرة بسبب خواصها المضادة للميكروبات وللالتهابات، بالإضافة إلى قدرتها على التخلص من الرؤوس السوداء وعلاج حب الشباب وانسداد المسام.
- غنية بمضادات الأكسدة الفعالة:
رغم صغر حجمها، إلا أن جوزة الطيب غنيةٌ بالمركبات النباتية التي تعمل كمضادات أكسدة، وتحمي الخلايا من الضرر الذي تسببه الجذور الحرة. فعندما ترتفع مستوياتها في الجسم يحدث الإجهاد الأكسدي، والذي يرتبط ببداية وتعاقب عدة حالات مزمنة مثل أمراض السرطان والقلب.
- قد تعزز الرغبة الجنسية:
استخدمت جوزة الطيب في الطب القديم كما في جنوب آسيا في علاج الأمراض الجنسية. ورغم قلة الأبحاث التي تظهر تأثيرها على صحة البشر الجنسية، لكن بعض الدراسات التي أجريت على حيواناتٍ بينت أنها تحسن الرغبة والأداء الجنسي، حيث تم إعطاء ذكور الجرذان في إحدى الدراسات كميات مرتفعة من مستخلص جوز الطيب (500 ملغ لكل كيلو من وزن الجسم) وقد أظهرت زيادة واضحة في النشاط والأداء الجنسي مقارنةً بالجرذان في المجموعة الضابطة.