كتاب البداية والنهاية للعلامة ابن كثير الدمشقي

مرح سلومي
مرح سلومي

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

قَدم التاريخ العربيّ العديد من الكتب والموسوعات إلينا، لنجد أغلب الأجوبة على تساؤلاتنا فيها، وأحد أهم الأعمال التاريخية والدينية وأشهرها هو كتاب البداية والنهاية للمُفسر والكاتب ابن كثير الدمشقي. ومن هنا، دعنا نتجول في متاهة هذا الكتاب، ولكن إليك نبذة عن الكاتب في البداية.


نبذةٌ عن العّلامة ابن كثيرٍ الدمشقيّ

هو إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضَوْ بن درع، والذي يَعتبر علامةً في التفسير، وصاحب كتاب “تفسير ابن كثير” والذي يعد من أهم المراجع في تفسير القرآن الكريم، وكتاب البداية والنهاية موضوع مقالنا.

وُلد الدمشقيّ عام 700 للهجرة، في قرية مجدل في سهل حوران السوريّ من أمٍّ حوارنية وأبٍ بصرانيّ، كانت بداية تعليمه في عُمر الخامسة عشر على يد الشيخ إبراهيم الفزازي في العاصمة السّورية دمشق، كما أنّه زاد فقهًا على يدّ ابن الشيرازي، والقاسم بن عسكر، وأحمد بن أبي طالب.

لطالما تميز الدمشقيّ بحسن فصاحته وكرم أخلاقه ما جعله من خيرة الفقهاء والعلماء آنذاك، فقد كان فطنًا سريع البديهة، ومجتهدًا باحثًا للعلم والمعرفة، كما يُذكر أنّه تمكن من حفظ القرآن الكريم في سن الحادي عشر، ولطالما كان من أكثر الناس التزامًا بالأحاديث النبوية الشريفة والسُّنة.

كَرسَ حياتهُ في التعلم ونقل العلم للأجيال إلى أنّ توفي عن عمرٍ ناهز الأربعة والسبعين عامًا، ودُفن في دمشق إلى جوار العالم ابن تيمية.


كتاب البداية والنهاية

في الواقع، إنّه موسوعةٌ ضَحمةٌ وليس كتابًا كالكتب العادية، حيث تروي سلسلة أجزاء كتاب البداية والنهاية التاريخ من بداية الخلق وحتى القرن الثامن الهجريّ، وتحتوي على جميع الآيات المتعلقة بقصّة كلّ نبيٍّ من أنبياء الله المرسلين، وربطها في بابٍ واحدٍ من خلال التفسير والاستناد إلى الأحاديث والآثار المتعلقة بها؛ أيّ أنّه مؤسسٌ حسب اعتقاد الدين الإسلاميّ.

ونقلًا عن لسان ابن كثير الدمشقيّ عن ما قاله في مقدمة الكتاب: “فهذا الكتاب أذكر فيه بعون الله وحسن توفقيه ما يسر الله تعالى بحوله وقوته من ذكر مبدأ المخلوقات: من خلق العرش والكرسي والسماوات، والأرضين،…، وقصص النبيين…، حتى تنتهي النبوة إلى أيام نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه…ثم نذكر ما بعد ذلك إلى زمننا، ونذكر الفتن والملاحم وأشراط الساعة. ثم البعث والنشور والأهوال إلى يوم القيامة…، وما ورد في ذلك من الكتاب والسنة والآثار والأخبار المنقولة المعقولة عند العلماء وورثة الأنبياء…”. يبدو أنّ ما قاله الدمشقيّ عن كتابه كافٍ لتلخيص الكتاب، وفهم مغزاه.

هناك نسخةٌ واحدةٌ للكتاب موزعة لأكثر من دور نشر في جميع أنحاء العالم، كما أنّه مقسمٌ إلى عدة أجزاءَ متناسقةٍ ومترابطةٍ بشكلٍ واضحٍ، يجذب القارئ، ليس هناك غلط في تنسيقه أو حركاته وتشكيلاته، متبع الأسلوب التفصيلي في الكتابة وحتى علامات الترقيم.


أجزاء كتاب البداية والنهاية

يتكون كتاب البداية والنهاية من 21 جزءًا، يسرد الكاتب الأحداث في كل جزءٍ بشكلٍ متناسقٍ ومتسلسلٍ:

  • الجزء الأول: لقد ذُكر في الجزء الأول المؤلف من 344 صفحةً أنّ ابن كثير قد قسم مصنّفه الكبير إلى ثلاثة أقسامٍ:
    • الأول: يتحدث فيه عن أيام الجاهلية والعرب قديمًا، ونشأة الرسول، ونزول الوحي، وتبليغ الرسالة؛ حتى هجرة نبي الله من مكة إلى المدينة. حيث استند في هذا القسم إلى القرآن الكريم، والسُّنة النبوية الشريفة، وعلى بعض المؤرخين القُدامى كابن عمر والواقدي والطيري، وعلى أصحاب السير.
    • أمّا الثاني: فقد أرّخ فيه العهد الراشديّ ثم الدولة الأموية، والعباسية، وعن فروع هاتين الدولتين من ممالك ودول من بداية نشأتها وحتى تدهورها واختفائها على يدّ المغول، حتى توفي عام 774 للهجرة.
    • والثالث والأخير: يتحدث فيه عن علامات الساعة، ومظاهرها، وعلاماتها، ووعظ ديني بمخافة الله عز وجلّ.
  • الجزء الثاني: والذي يتألف من 360 صفحةً، والذي ذكر ابن كثير فيه جَماعَةً من أنبياء بني إسرائيل بعد موسى عليه السلام؛ ومن ثم يتبعهم بذكر داود وسليمان عليهما السلام.
  • الجزء الثالث: يتألف من 352 صفحةً، بابه الأول يتحدث عن قصة نزول الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
  • الجزء الرابع: يتألف هذا الجزء من كتاب البداية والنهاية من 384 صفحة، يتحدث فيها عن أحداث السنة الثالثة من الهجرة وما حصل فيها من غزواتٍ، وحروبٍ، وأحداثٍ غيرها.
  • الجزء الخامس: يحتوي هذا القسم على 361 صفحةً، يتحدث فيها الكاتب عن السنة التاسعة للهجرة، والأحداث التي وقعت فيها بالتفصيل.
  • الجزء السادس : يتكون هذا الجزء من 362 صفحةً، يتحدث الكاتب في أول باب فيه عن آثار النبي التي كان يختص بها في حياته من ثيابٍ، وسلاحٍ، ومراكبَ.
  • الجزء السابع: يتحدث في هذا القسم المكون من 372 صفحةً عن السنة الثالثة عشر من الهجرة.
  • القسم الثامن: يحدث الكاتب في هذا الجزء عن سير النبي الفاضلة، ومواعظه، وقضاياه الفاصلة، وخُطبه، وحكمه التي تخترق القلوب. حيث يتكون هذا الجزء من 352 صفحةً.
  • الجزء التاسع: يتحدث فيها عن مواقف وأحداث قد ترّخها وبدأها بعنوان “ثم دخلت سنة أربع وسبعين”. عدد صفحات هذا الجزء 360 صفحةً.
  • الجزء العاشر: يتحدث هذا الجزء من كتاب البداية والنهاية عن خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك، ويتألف هذا الجزء من 360 صفحةً.
  • الجزء الحادي عشر: يتحدث فيه عن خلافة المستعين بالله. عدد صفحات هذا الجزء 368.
  • الجزء الثاني عشر: تحدث فيه عن بعض النزاعات والخلافات بين الطوائف، وذكر فيها الأحداث بالتفصيل. كما تبلغ صفحات هذا الجزء 374 صفحةً.
  • الجزء الثالث عشر: الذي كتب في بادئه “ثم دخلت سنة تسع وثمان وخمسمائة” استكمل فيها الأحداث وترخها في 372 صفحةً.
  • الجزء الرابع عشر: دخل الكاتب فيها بسنةٍ جديدةٍ وقال “ثم دخلت سنة ثمان وتسعين وستمائة”؛ ليستكمل فيها أحداث الخلافة العباسية وما حصل بها وذلك في 338 صفحةً.
  • الجزء الخامس عشر: عدد صفحات هذا الجزء 815 صفحةً، والذي يتحدث فيه عن الأحداث التي وقعت من سنة ثلاثمائة وواحد للهجرة إلى سنة أربعمائة وست وخمسين للهجرة.
  • الجزء السادس عشر : “ثم دخلت سنة سبعٍ وخمسين وأربعمائةٍ”، هذا ما كتبه ابن كثير في مطلع هذا الجزء، والذي استكمل أحداثه في 784 صفحةً.
  • الجزء السابع عشر: عنوانه “من هجر إلى هجري”، من سنة ست مائة وست للهجرة إلى سنة سبع مائة للهجرة، ويتألف هذا الكتاب من 754 صفحةً.
  • الجزء الثامن عشر: يذكر فيه الأحداث من سنة سبع مائة وواحد للهجرة إلى سنة سبع مائة وثمان وستين للهجرة؛ وذلك في 736 صفحةً.
  • الجز التاسع عشر: يستهل الكاتب هذا الجزء بعبارة “اللهم يسر وأعن” ويستكمل حديثه وشرحه عن الحكم النبوية، وغيرها من المواضيع التي تتعلق بالدعوة الإسلامية. ويتألف هذا الكتاب من 524 صفحةً.
  • الجزء العشرون: حَمل هذا الجزء عنوان ذِكر العرضِ على الله عزّ وجلّ يوم القيامة، وتطاير الصحف، ومحاسبة الربّ عزّ وجلّ عباده؛ وذلك بحدود 452 صفحةً.
  • الجزء الحادي والعشرون: الجزء الأخير من كتاب البداية والنهاية ويحتوي على المراجع من آياتٍ، وأحاديث نبوية، وغيرها؛ وذلك في 1312 صفحةً.
هل أعجبك المقال؟