كل شيء عن كوالالمبور

فادي مشكاف
فادي مشكاف

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

مدينة كوالالمبور (Kuala Lumpur) هي عاصمة دولة ماليزيا (Malaysia)، وأكبر المدن الموجودة فيها، فضلًا عن كونها العاصمة الثقافيّة والتجاريّة والمركز الاقتصادي في البلاد، وتقع في الجانب الغربي من شبه جزيرة ماليزيا؛ حيث تبعد حوالي 40 كم عن ميناء كيلانج (Kelang) المطل على مضيق ملقا (Malacca Strait).


التضاريس والمناخ في كوالالمبور

تتميّز كوالالمبور بتضاريسَ مرتفعةٍ، حيث تحيط بها التلال والهضاب من جميع الجهات، ويزداد ارتفاع المدينة عن مستوى سطح البحر في الأجزاء الشماليّة والشرقيّة والجنوبيّة الشرقيّة، كما أنّ المدينة تقع عند ملتقى نهري كيلانغ وغومباك (Gombak)، ولذلك يطلق عليها في لغة ملايو اسم (Muddy estuary) والتي تعني مصب النهر الطيني.

يسود المناخ الاستوائي مدينة كوالالمبور مع درجات حرارةٍ مرتفعةٍ نسبيًّا ورطوبةٍ متفاوتةٍ على مدار العام، ويبلغ متوسّط الهطولات المطريّة السنوي حوالي 2.4 متر، ويُعتبر شهرا يونيو ويوليو (حزيران وتمّوز) أكثر شهور السنة جفافًا؛ حيث تصل درجة الحرارة إلى 32 درجةً مئويّةً خلال النهار، وتنخفض الحرارة بشكلٍ ملحوظٍ ليلًا إلى 23 درجةً مئويّةً، وبالرغم من ذلك، فإنّ احتمال هطول الأمطار في هذه الفترة من العام يصل إلى 34%، كما تسود المدينة الأجواء الضبابيّة بشكلٍ دائمٍ..


تاريخ مدينة كوالالمبور

يعود تاريخ تأسيس المدينة إلى عام 1857، حيث قامت مجموعةٌ من عمال مناجم القصدير الصينيين المؤلفة من 87 عاملًا باتخاذ هذه الأراضي كمقرٍّ لهم، والآن تعرف هذه المنطقة من المدينة باسم ضاحية أمبانج (Ampang)، وكان لهذه المنطقة أهميّةٌ استراتيجيّةٌ بكونها تقع على ضفاف الأنهار الموجودة في كوالالمبور ممّا أدى إلى ازدهار المدينة بشكلٍ كبيرٍ، وأصبحت مركزًا لتجّار القصدير.

في عام 1880 انتقلت عاصمة الولاية من كلانج إلى كوالالمبور، وينسب الفضل الكبير لنمو المدينة وازدهارها بشكلٍ سريعٍ إلى السير فرانك سويتينهام (Sir Frank Swettenham)؛ حيث بدأ العمل على بناء سكة حديد الواصلة بين كلانج وكوالالمبور في عام 1882، كما قام بتشجيع المهندسين على استخدام القرميد في المباني كإجراءٍ احترازيٍّ لمنع نشوب الحرائق.

فيما بعد، وتحديدًا في عام 1895، اختيرت كوالالمبور عاصمةً للولايات الماليزيّة المتّحدة نظرًا لموقعها الإستراتيجي ونموّها الاقتصادي الكبير، ولاحقًا خلال الحرب العالمية الثانيّة التي امتدت ما بين عاميّ 1942-1945، احتلت القوّات اليابانيّة مدينة كوالالمبور، وشهدت المدينة ازديادًا كبيرًا في عدد السكّان خلال سنوات ما بعد الحرب الممتدّة ما بين عامي 1948-1960، أي الفترة التي برز فيها تمرّد العصابات الشيوعيّة، وفي إطار التضخم السكانيّ التي عانت منه كوالالمبور، قامت الحكومة بتطبيق برنامج إعادة التوطين من خلال إنشاء ضواحٍ وقرى جديدة لاستيعاب أعداد السكان المتزايدة. في عام 1957، اختيرت كوالالمبور لتكون عاصمة ولاية مالايا المستقلة، وفيما بعد أصبحت عاصمة دولة ماليزيا في عام 1963..


التعداد السكاني لكوالالمبور

تعتبر مدينة كوالالمبور أكثر المدن الماليزيّة سكانًا، كما تتمتّع بأعلى معدّل نمو للسكان حيث قدّر عدد السكان في عام 2016 بنحو 1.76 مليون نسمة، ووصل عددهم في عام 2020 إلى 8 مليون. تبلغ مساحة المدينة حواليّ 94 كم2 وتبلغ الكثافة السكانيّة 85072 نسمة في الكيلومتر المربع، وتعدّ كوالالمبور إحدى الأقاليم الفدراليّة الثلاثة في ماليزيا، وفي السنوات القليلة الماضيّة زادت نسبة الأجانب في المدينة لتصل إلى 9% من إجمالي السكان.


التنوّع العرقيّ

يشكل الماليزيوّن والصينيوّن والهنود المزيج الأساسيّ للمدينة، بالإضافة لوجود العديد من الأعراق المختلفة وانتشار العديد من الثقافات مثل الأوراسيين والكادازين والإيبانيين والشعوب الأصليّة القادمة من شرق ماليزيا، ووفقًا لإحصاءات عام 2010، كانت المجموعات العرقيّة الرئيسيّة في كوالالمبور كالتالي:

  • الملايويون 45.9%.
  • الصينيون 43.2%.
  • الهنود 10.3%.
  • أعراق أخرى 1.6%.

الأديان

إنّ التنوع العرقي الكبير الموجود في كوالالمبور أدّى إلى انتشار الكثير من الأديان، وتعتبر الأديان الرئيسيّة في المدينة:

  • الإسلام 46.4%.
  • البوذيّة 35.7%.
  • الهندوسيّة 8.5%.
  • المسيحيّة 8.5%.
  • الطاويّة 1.1%.
  • أديان أخرى 2%. .

الأماكن السياحيّة في كوالالمبور

تعتبر العاصمة الماليزيّة كوالالمبور من الوجهات السياحيّة المفضّلة لدى الكثيرين، لما تجمعه المدينة من طابع التطوّر والحداثة والتحضّر، وبكونها مركزًا تجاريًّا هامًا، فضلًا عن أنّها تعجّ بالأماكن المميّزة التي تجذب آلاف السيّاح سنويًّا.

  • برجا بتروناس التوأم (Petronas Twin Towers):
برجا بتروناس التوأم (Petronas Twin Towers)

لعلّ أوّل ما يجوب في خاطرك عند التفكير بماليزيا هو برجا التوأم الموجودان في مدينة كوالالمبور، اللذان أصبحا أهم المعالم الموجود في ماليزيا وأيقونة مدينة كوالالمبور. يعتبر البرجان أطول ناطحات السحاب التوأم في العالم بارتفاعٍ وصل إلى 88 طابقًا، ويرتبط البرجان بجسرٍ معلقٍ في الهواء يربط الطابقين 41 و42 من كلا البرجين، يتمتّع البرجان بتصميمٍ مذهلٍ ومزيجٍ جميلٍ يجمع ما بين الطراز الحديث وفن العمارة الإسلاميّ.

  • منارة كوالالمبور (Kuala Lumpur Tower):
منارة كوالالمبور (Kuala Lumpur Tower)

تعدّ منارة كوالالمبور من أجمل الأبراج الموجودة في العالم، كما تشكل نقطة جذّبٍ للسياح بكونها صرحًا حضاريًّا مميّزًا، وتعتبر المنارة أطول برجٍ موجود في جنوب شرق آسيا؛ إذ يصل ارتفاعها إلى 421 مترًا، وتستخدم كبرج اتصالاتٍ وللبث التلفزيونيّ فضلًا عن استخدامها كمرصد فلكٍ إسلاميٍّ. يمكن للزوار أن يحظوا بوقتٍ ممتعٍ ورؤية المدينة من الأعلى، كما يحتوي برج المنارة على متحفٍ ومتاجرَ للهدايا والتذكارات.

  • منتزه KLCC:
منتزه KLCC

يقع منتزه KLCC أمام برجَي بتروناس التوأم، وهو أكبر منتزه موجود في المدينة، كما أنّه يشكّل محميّةً تبلغ مساحتها حوالي 50 فدّانًا. يضم المنتزه الكثير من المنحوتات والنوافير وما يزيد عن ألفي نوعٍ مختلفٍ من أشجار، واختيرت أنواع الأشجار الموجودة ضمن المحميّة من قبل مختصين لجعلها محطّةَ جذبٍ للطيور المهاجرة. بالإضافة إلى الأشجار المتنوعة والمنحوتات الجميلة، يحتوي المنتزه على بحيرة سيمفوني (Lake Symphony) التي تعدّ نقطة الجذب الأهم للمنتزه، والتي تحتوي على مجموعةٍ من النوافير الراقصة المتطوّرة التي تقدّم عروضًا فنيّةً تتخللها موسيقى ساحرة على مدار مرتين يوميًّا.

  • كهوف باتو (Batu Caves):
كهوف باتو (Batu Caves)

يقع على بعد 13 كم فقط من كوالالمبور وتؤمّن القطارات رحلاتٍ بشكلٍ دائمٍ للوصول إلى المنطقة. يتألف الكهف من ثلاثة كهوفٍ تقع داخل تلال الحجر الجيري المذهلة، ولكن أبرزها هو كهف (Cathedral Cave) الذي يبلغ طوله 91 مترًا. يٌعتبر كهف باتو مزارًا هندوسيًّا مهمًّا لإله الحرب اللورد موروجان (Lord Murugan)، كما يحتوي الكهف على تمثالٍ ضخمٍ للورد موروجان يصل ارتفاعه إلى 43 مترًا.

  • حديقة طيور كوالالمبور:
حديقة طيور كوالالمبور

تعدّ حديقة كوالالمبور للطيور مجمّعًا مدهشًا ذا مناخٍ استوائيٍّ يمتدّ على مساحة 20.9 فدانًا، ولا تقتصر أهمية وشهرة هذه الحديقة على كونها واحدةً من أكبر حدائق الطيور في العالم فقط، بل تعدّ مركزًا مهمًّا للعلماء ومقصدًا للمهتمين بدراسة مختلف الأنماط السلوكيّة للحيوانات، والتي من الصعب القيام بدراستها في البريّة. معظم الطيور الموجودة في حديقة كوالالمبور هي طيورٌ من الأنواع المحليّة، ويبلغ عددها أكثر من 2000 طائرٍ، وتوجد نسبةٌ قليلةٌ من الطيور المستوردة من مناطقَ بعيدةٍ مثل تنزانيا وأوروبا وتشكل 10% من إجمالي عدد الطيور.

تتفرّع حديقة كوالالمبور إلى أربع مناطقَ أساسيّةٍ، وتعتبر المنطقة رقم 4 من أجمل المناطق وهي الأشهر والأكثر شعبيّةً وإقبالًا من المناطق الأخرى، وسبب هذه الشعبيّة الكبيرة يعود لاحتوائها على قسمٍ خاصٍّ للببغاوات الجذابة، إضافةً إلى وجود معرضٍ كبيرٍ للطيور التي لا تطير وخصوصًا طائر كاسوراي القاتل، ومع وجود مدرجٍ كبيرٍ يتسع لنحو 350 زائرًا يقدّم أجمل العروض لمختلف أنواع الطيور، واحتوائه على شلالٍ ذي مظهرٍ يفتن الأنظار بارتفاع 30 قدمًا، لا يمكننا القول إلا أنّ حديقة كوالالمبور محطّةً لتغذية الروح والإحساس بمتعة الجمال وراحة البال والنفس.

  • حديقة فراشات كوالالمبور:
حديقة فراشات كوالالمبور

تعتبر هذه الحديقة موطنًا لأكثر من 5000 فراشةٍ، وتمتدّ مساحتها على 7500 م2، لتصبح أكبر حديقة فراشاتٍ في العالم . لعلّ أجمل ما في هذه الحديقة هو أنّ جميع هذه الفراشات تكون حرةً وطليقةً في الهواء ضمن مظلة كبيرة، كما تتيح الحديقة لزوارها زيارة منطقة التكاثر التي تمكّنك من رؤية يرقات الفراشات الرائعة..

هل أعجبك المقال؟