لماذا الذئب يتحرك على شكل 8

تعتبر الذئاب من أذكى الحيوانات البرية وأكثرها غموضًا، حيث تعيش مع بعضها بشكل مجموعات لها قائد مهيمن وفي بعض الحالات قد نجد ذئابًا تقضي وقتها بمفردها والتي من الممكن أن تكون قد طردت من القطيع أو نبذت لوجود مرض ما. وقد تم تداول مقطع على التويتر لذئب في قفصه يقوم بالسير بشكل متكرر راسمًا رقم 8 أثناء سيره، مما أثار فضول الجميع وجعلهم يبحثون عن الإجابة لهذا السلوك.

واليوم سنحاول في مقالنا هذا التحدث عن الأسباب التي تدفع الذئب لاتخاذ هذه الطريقة في التحرك

اشتهر في الآونة الأخيرة مقطع مصوّر لذئب يمشي على شكل رقم 8 (أو إشارة اللانهاية) وكان قد أثار هذا الفيديو جدلًا واسعًا نظرًا لغرابة هذا السّلوك وندرته بين أنواع هذه الحيوانات. من الآراء التي ظهرت في محاولة تفسير هذه الظّاهرة:

‏‎وغيرها الكثير.. ولكن نعود لنكرّر بأنّ أيّ من التفسيرات السّابقة تستند إلى أساس علميّ مثبت ودقيق، ولعلّ التّفسير الأكثر منطقيّة هو ذلك الذي يفترض أنّ هذه المشية سلوك فرديّ خاص بالذئب الذي تمّ تصويره وأنّه لا يمكن تعميمه بأيّ شكل على الأنواع الأخرى من الذئاب.

في الحقيقة لايوجد تفسير مقنع حتى الآن، لأن هذا السلوك لم يشاهد من قبل وبالتالي لا يمكن اعتباره سلوك معمم على هذا النوع من الحيوانات، لكن من المعروف أن الذئاب لا تفعل شيئا بدون سبب، لأنها مخلوقات تمتلك ذرجة عالية من الذكاء والتخطيط، وتقول بعض الآراء أن هذا النمط قد يكون له علاقة بالمجال المغناطيسي والإتجاهات، حيث علّق بعض مربي الذئاب في المملكة السعودية أن الذئب المحبوس يتبع هذه الطريقة لتحديد اتجاهه حتى لا يتوه.

من الممكن أن يكون هذا الذئب قد تم تدريبه على السير بهذا الشكل، أو أن المسار مرسوم من قبل بشكل خندق سطحي جعل الذئب يعتبره طريق له لأنه ومن المعروف أن الذئب يقطع طريقه في الثلوج ويتتبعها حتى لايضيع.

من ناحية أخرى يمكن أن يكون السبب هو الشعور بالكآبة أو الوحدة، فوفقًا لمشاهدات العاملين في إحدى حدائق الحيوانات في الصين، بدأ أحد أفراد قطيع الذئاب بالمشي اللامتناهي على شكل نمط 8 بعد أن رُفض من قبل قطيعه، مُتأثرًا بمشاعر الوحدة وتعبيرًا عن مزاجه السيئ، كما لوحظت المشاهدة ذاتها على أحد أفراد قطيع الذئاب في إحدى حدائق الحيوان، وهو يمشي على النمط ذاته، وقد اختفت أية ملامح أو علامات للحيوية والإثارة على جسده، فاعتبرها البعض تعبيرًا من الذئب عن الاكتئاب، لأن الحيوانات البرية تُخلق ولديها غريزة العيش بالطبيعة والجري بحثًا عن الطعام والمأوى، ولمسافاتٍ تصل إلى مئات الكيلومترات، فحتى لو توفّر لها الطعام وباقي احتياجاتها فتبقى لديها الحاجة للطبيعة بحدّ ذاتها، ولا تتحمل الحياة المحدودة في القفص أو الغرف الصغيرة.