لماذا سميت الغدد الصماء بهذا الاسم

حسام سليمان
حسام سليمان

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

يعدُ علم الغدد الصم علمًا حديثًا تطور في السنوات القليلة الماضية، نسبةً للطب الكلاسيكي، وبات يشكل أهم المجالات التي تُدرس في الطب، لكن لماذا سميت الغدد الصماء بهذا الاسم يا ترى؟ سنجيب عن هذا التساؤل في مقالنا هذا، وسنلقي نظرةً عامةً حول هذه الغدد.


الغدد الصم

تُعرف الغدد الصم، بأنها تلك الأعضاء ذات الوظيفة المتمايزة والمنتشرة في أنحاء الجسم، والتي تُلقي مفرزاتها الفعّالة حيويًّا (الهرمونات) لتمارس تأثيرها بعيدًا عن أماكن إفرازها. تتصف بصغر حجمها ووزنها، وبأنهـا لا تحـوي علـى قنـاةٍ مفرغةٍ خلافـًا للغدد خارجية الإفراز. تعد الغدد الصم مسؤولةً عن ضبط وقيادة وتنظيم الوظائف الحيوية الهامة بفضل مفرزاتها من الهرمونات، التي تجري في الدم حتى تصل إلى الخلايا..


لماذا سميت الغدد الصماء بهذا الاسم

سُميت الغدد الصم بهذا الاسم ربما لشبهها بالناس الصم، فوسيلتهم الخارجية الخاصة بالسمع (الأذن) لا تعمل، وكذلك هي الغدد الصم، لعدم وجود أي وسيلةٍ أو قناةٍ تصلها بالوسط الخارجي مباشرةً، فهي تخلو من القنوات الإفراغية، لذا تُلقي منتجاتها مباشرةً بالدم..


مكونات الجهاز الغدي الصماوي

يُقسم الجهاز الغدي الصماوي، لقسمين، قسم غدي والآخر عصبي، على الشكل الآتي:

  1. القسم العصبي: ويضم الوطاء، الذي يربط نظام الغدد الصماء والجهاز العصبي معًا، وذلك عبر النويات العصبية الوطائية التي تُفرز هرمونات تنظم عمل الغدة النخامية، وهـذه الهرمونات أو الحاثات الوطائية إما أن تكـون مُحرِّضةً لعمل النخامة أو مُثبِّطةً لها.
  2. القسم الغدي: ويضم عدة غددٍ منتشرة في الجسم:
  • الغدة النخامية: تستقبل هذه الغدة الإشارات من الوطاء، وتضم فصين:
    • خلفي: يخزن ويفرز الهرمونات التي يصنعها المهاد.
    • أمامي: ينتج الفص الأمامي هرموناته الخاصة، والعديد منها يعمل على الغدد الصم الأخرى.
  • الغدة الدرقية: لها دورٌ بالغُ الأهمية للنمو والنضج، وتنظيم عملية الاستقلاب.
  • الغدة الكظرية: تتألف من قسمين مختلفين هما القشر واللُّب، تنتج هذه الغدد هرمونات استجابة للشدة وتبدلات ضغط الدم، وتوازن الملح والماء في الجسم واستقلاب الغلوكوز.
  • جزر لانغرهانس: وهي الجزء الصماوي من البنكرياس، وهو القسم المسؤول عن إنتاج الأنسولين والجلوكاغون، اللذان يساعد كِلاهما في تنظيم تركيز الجلوكوز (السكر) في الدم.
  • الغدد التناسلية (الأقناد): وتتمثل بالخصيتين عند الذكر والمبيضين عند الأنثى، وهما غدتان مختلطان تفرزان ستيروئيدات مخصصة للنمو والتطور الجنسي، بالإضافة للتكاثر وسلوكياته، وتعد الأندروجينات والإستروجين والبروجستين، أهم الأمثلة عن هذه الستيروئيدات، التي تتواجد في كلٍّ من الإناث والذكور ولكن بمستوياتٍ متفاوتةٍ.
  • الغدة الصنوبرية: مسؤولة عن تنظيم النوم..

وظائف الغدد الصم

إن الوظيفة الأولى والأهم للجهاز الغدي الصماوي، هو تنظيم الوظائف الجسدية عبر الهرمونات الذي يطلقها، فكما ذكرنا، تفرز الغدد الصماء الهرمونات، التي تنتقل عبر مجرى الدم إلى مختلف الأعضاء والأنسجة في الجسم، لتُخبِر هذه الأعضاء والأنسجة ماذا تفعل أو كيف تعمل.

تتضمن بعض الأمثلة على وظائف الجسم التي يتحكم فيها نظام الغدد الصماء ما يلي:

  • تنظيم الاستقلاب.
  • لها دورٌ في النمو.
  • لها دورٌ تكاثري، حيث تعمل على إحداث تبدلات هرمونية تسـاعد علـى النمو والبلوغ.
  • تنظيم تقلُّصات العضلة القلبية، وبالتالي تنظيم معدل ضربات القلب، بالإضافة للضغط الدموي.
  • تنظيم الساعة البيولوجية، أي تتدخل في النوم واليقظة وبدء البلوغ.
  • تنظيم الشهية والأكل.
  • التحكُّم بدرجة حرارة الجسم..

اضطرابات الغدد الصماء

تصيب الغدد الصم عدة اضطراباتٍ تؤدي للعديد من الأمراض، أشهر مثالٍ على ذلك هو داء السكري، وتضم اضطرابات الغدد الصماء الأخرى ما يلي:

  • قصور الكظر: تكون فيها الغدة الكظرية غير قادرةٍ على إنتاج هرمون الكورتيزول والألدوستيرون بالشكل الكافي، وتشمل الأعراض التعب ومشاكل مَعديّة والجفاف وتغيُّرات الجلد، ويعد مرض أديسون أحد أمثلة قصور الكظر.
  • داء كوشينغ: وهو فرط نشاط الغدة الكظرية نتيجة زيادة إفراز هرمون ACTH من النخامة، وتحدث حالة مشابهة تسمى متلازمة كوشينغ وخاصة للأطفال، الذين يتناولون جرعاتٍ عاليةً من أدوية الستيروئيدات القشرية.
  • ضخامة النهايات: وينتج بسبب الإفراز الزائد وغير الطبيعي لهرمون النمو من الغدة النخامية، ونتيجةً لذلك تنمو عظام الطفل وأجزاء جسمه بسرعةٍ غير طبيعيةٍ.
  • فرط نشاط الغدة الدرقية: وهو الإفراز غير الطبيعي والزائد لهرمون الغدة الدرقية، مما يسبب فقدان الوزن وتسرُّع القلب والتعرُّق والعصبيّة، يعد داء غريفز السبب الأكثر شيوعًا لفرط نشاط الغدة الدرقية.
  • قصور الغدة الدرقية: في هذه الحالة، لا تفرز الغدة الدرقية الهرمون الخاص بها بالشكل الكافي، مما يؤدي إلى التعب والإمساك وجفاف الجلد والاكتئاب، بالإضافة لمشاكلَ في النمو لدى الأطفال.
  • قصور الغدة النخامية: وهنا لا تقوم الغدة النخامية بإفراز الهرمونات الخاصة بها بالشكل الكافي، مما يؤدي إلى أمراضٍ غديّةٍ مختلفةٍ، كما وقد تؤدي لغياب الدورة الشهرية عند النساء.
  • الورم الصماوي المتعدد الأول والثاني (MEN I and MEN II): وهي حالةٌ وراثيةٌ، تؤدي لظهور الأورام في الغدة الدرقية والغدة الكظرية والغدد جارات الدرقية، مما يسبب فرط نشاط الغدد المذكورة.
  • متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS): تعد من أهم أسباب العقم، وذلك لفرط إنتاج الأندروجين الحاصل.
  • البلوغ المُبكِّر: وهو الوصول لمرحلة البلوغ قبل السن الطبيعية، بسبب إفراز الجسم للهرمونات الجنسية قبل أوانها، في وقتٍ مبكرٍ جدًا..
هل أعجبك المقال؟