لماذا سمي الهنود الحمر بهذا الاسم؟
لماذا أطلق على الشعوب والقبائل التي سكنت القارة الأمريكية بالهنود الحمر؟ ومن أول من أطلق عليهم ذلك؟ وما هو السبب؟ وهل من صفاتٍ تمزهم عن غيرهم من الأعراق؟
الهنود الحمر، أو كما يطلق عليهم أيضًا اسم الشعوب الأولى أو الأمريكان الأصليين، هم عبارة عن قبائل بسيطة غير متحضّرة لها انتماءات مختلفة وتقاليد خاصّة ومميّزة، استوطنوا في أمريكا الشماليّة والجنوبيّة، وخصوصًا بما يعرف حالياً باسم الولايات المتّحدة الأمريكيّة، ولم يتمكّن المؤرّخون من تحديد زمن قدوم الهنود الحمر إلى الأمريكيتين الشماليّة والجنوبيّة بدقّة، ولكن يسود الاعتقاد بأنّهم استقروا بهما بعد انتهاء العصر الجليديّ.
لماذا سمي الهنود الحمر بهذا الاسم؟
إذا بحثت عن سبب تسميتهم بالهنود الحمر ستجد أكثر من جواب، حيث أُطلق على السكان الأمريكيين العديد من التسميات، كانت أولها الهنود الحمر، إلا أن هذه التسمية لم تعد تُستخدم بشكلٍ واسع، وكان السكان الأصلييون يعتبرونها إهانةً بحقّهم، لأن له دلالةً عنصريّة ضدهم كونهم سكان أمريكا الأصليين.
تختلف الآراء حول أول من أطلق تسمية “الهنود الحمر” على السكان الأصليين في أمريكا الشمالية، ويرجّح المؤرّخون أن سبب هذه التسمية يعود إلى المستكشف الإيطالي كريستوفر كولومبوس، وذلك عند وصوله إلى سواحل أمريكا الشمالية، ظنّ بأنه رسا في شواطئ جزر الهند الغربية، لذلك أطلق عليهم لقب “الهنود”. أما مسمّى “الحمر” فيعود -تبعًا للكثير من المؤرّخين- إلى لون بشرتهم الذي يميل إلى الحمرة، فأطلق عليهم لقب “الهنود الحمر” تمييزًا لهم عن الهنود الآسيويين.
ويذكر المؤرّخون أيضًا أن مصطلح “الهنود الحمر” أو “الجلد الأحمر” كان يشير إلى أجزاء أجسام الهنود الحمر، التي كانت تُستخدم كدليل على القتل، عندما قرر المستعمرين الأوروبيين إعطاء مكافأة لكل من يقتل أحد الهنود الحمر ويأتي بدليل على ذلك.
استخدم الأوروبيون كذلك مصطلح “الهنود الحمر” للإشارة إلى شعوب البيثوك (Beothuk) التي كانت تقطن جزيرة نيوفاوندلاند، وسبب تسميتهم “الهنود الحمر” هو أنهم كانوا يستخدمون المغرة الحمراء (وهي حجارة يُستخرج منها صبغ أحمر بني مصفر) في تلوين أجسامهم وبيوتهم وأسلحتهم، وذلك في فصل الربيع.
من هم الهنود الحمر؟
لكي أحيطك علمًا عنهم قبل أن أخوض في جوهر سؤالك، فـ الهنود الحمر هم أول من سكن أمريكا الشمالية والجنوبية، وكان ذلك قبل اكتشاف كريستوفر كولومبس لهما. كانوا يقدرون الطبيعة ويبالغون في احترامها، كما أنهم كانوا من النوع المسالم الذين اشتهروا بإبداعات في شتى المجالات.
تختلف الآراء حول تاريخ قدوم الهنود الحمر إلى الأمريكتين، فهناك من يعتقد أنهم أتوا إليها في عصور ما قبل التاريخ، ومنهم من يعتقد أنهم أتوا من سيبيريا، إلا أن معظم هنود أمريكا يعتقدون أنهم يسكنون الأرض منذ بداية الوقت. وبعد صراعات طويلة على الأرض، ومعاناة كبيرة عاشها الهنود الحمر، أُجبروا على ترك أراضيهم والرحيل منها.
أما عن أصل التسمية فهناك اختلاف على أول من أطلق الاسم، ولكن أطلق عليهم هذا الاسم قديمًا لتمييزهم عن هنود آسيا. وبالرغم من شهرة هذا الاسم، إلا أنه لم يعد يُستخدم، واستبدله الناس بأسماء أخرى مثل: «الهنود الأمريكان» أو «السكان الأصليين». كما ينزعج بعض الناس من مسمى «هنود أمريكا» لأنه يذكرهم بكولومبس.
ولعلّ أكثر الأفكار الوارد على أذهاننا والمتعلّقة بالهنود الحمر هي الاحتجاجات الجماعية والثورات والعنف، لكن وبالاستناد لبعض الأبحاث تستطيع أن تُدرِك أنّ الهنود الحمر بطبيعة الحال كأي شعب على وجه هذه الكرة الأرضية، يُخلَق مُسالمًا بطقوسٍ وعاداتٍ خاصّة، ويُشاع أنّ الكثير من الهنود الحمر كانوا يتّصفون بالإبداع والمواهب المتعدّدة ويتشاركون بحب الطبيعة وتقديرهم الكبير لها باعتبارها هديّة من هدايا الإله الثمينة والقيّمة، إلا أنّ هذا الحال وهذه الأطباع تغيّرت مع بدايات الغزو الأوروبي لأماكن استيطانهم، فما كان منهم إلّا أن بدأوا بالدّفاعِ عن أنفسهم وقبائلهم فخاضوا العديد من الحروب والمعارك التي كبّدتهم العديد والعديد من الضحايا والخسائر.
وأبرز ما يميّز الهنود الحمر هو براعتهم في الرسم والنحت على الحجارة والخشب، ممّا ساعدهم على صناعة الأقنعة الخاصة بهم للاحتفال والرقص على موسيقاهم الخاصة، التي تعتمد بشكل أساسيّ على الآلات الإيقاعيّة، واستفادوا من براعتهم في الفنون للتعبير عن أشكال حياتهم عن طريق الرسوم الدلاليّة والمنحوتات.