لماذا لا تطير الطائرات فوق المحيط الهادي؟
يعتقد الكثير أن تجنب الطيارين التحليق فوق المحيط الهادئ يعود لأسباب أمنية لكن ليس هذا السبب الصحيح، فلماذا لا تطير الطائرات فوق المحيط الهادئ؟
صراحةً وكما ذكرت إنّ معظم شركات الطيران لا تعمد إلى إنجاز رحلاتها عبر التحليق فوق المحيط الهادي، وإنّما تجدهم يختارون الطيران وفق مسارات ملتوية والتي غالبًا ما تمر فوق مساحات برية، وقد يجول بخاطرك التفكير بأنّ ذلك عديم الجدوى لأنّ الطريق المستقيم أقصر من المنحني إلا أنّ هذه النظرية غير صحيحة.
أسباب عدم تحليق الطائرات فوق المحيط الهادئ
- الأرض ليست مسطحة وإنّما كروية وبذلك فإنّ الطرق المنحنية تكون أقصر من المستقيمة، وبذلك فإنّ الرحلة الجوية ستتم في وقت أقل وستكون ذات كفاءة أعلى بسبب ما توفره من استهلاك للوقود.
- وفضلًا عن السبب المذكور سابقًا، فإنّ شركات الطيران التجارية تفضل اتباع الطرق المنحنية للسفر بين الولايات المتحدة وآسيا، لأنّها تعتبر ذلك أكثر أمانًا من الطرق المستقيمة، إذ أنّها تعمد إلى التحليق فوق كندا وألاسكا لتوفير الوقت والوقود والذي سيزيد من أرباح الشركة بطبيعة الحال.
- كما أنّ الطيارين يشعرون بنوع من الأمان والثقة في اتباع الطرق المنحنية، لأنّ مواجهة مشكلة ما في الطيارة أثناء التحليق فوق المحيط الهادئ ستصبح أمرًا مربكًا لهم بسبب صعوبة تحديد مكان الهبوط الذين يؤمن الحماية من الحوادث، لذلك فهم يعمدون إلى اختيار الطرق التي تتضمن أكبر عدد من المطارات كإجراء احتياطي لمواجهة أي طارئ.
- يُوجد اتصالاتٍ جوية بين جميع دول العالم تقريباً؛ ولكن لا تزال هناك أماكن محظورة لا يمكن الطّيران فوقها لأسباب مختلفة، من أجل ضمان سلامة الركاب المسافرين جواً.
- في الواقع، هناك تعليمات يجب الالتزام بها عند الطيران (ETOPS)، وتنّص هذه التعليمات على أنّ أقرب مطار يجب أن يقع على مسافةٍ لا تزيد عن ثلاث ساعات. وبالتالي، في حالات الطوارئ ستُتاح للطّيارين الفرصة للهبوط وإنقاذ العديد من الأرواح. هناك طائرات يمكنها السّفر لمسافاتٍ طويلةٍ دون التّزود بالوقود، لكنّها ستظّل أكثر موثوقيّة في حال تواجُد مطار قريب.
- هناك العديد من المناطق التي يتطلب السّفر إليها عبور المحيط الهادئ مثل: جزر هاواي، وفيجي، وتونغا، وساموا، وفانواتو وغيرها. وتبّين أنه يمكنك الطيران عبر هذا السطح المائي، وليس هناك أيّ سبب يمنع ذلك ولكن التّدفق العام لحركة المرور يبقى منخفضاً.
- تُعّد الطيارات في عصرنا هذا آمنة للغاية، لأنّه يتم فحصها بدقة قبل المغادرة، وتتوفر أدوات وأجهزة استشعار يمكنها اكتشاف ومراقبة كل نظام، وغالباً ما تُتخذ إجراءات تصحيحية دون أيّة تدخلات إضافيّة من الطاقم.
- لاتزال بعض المناطق محظورة للطيران مثل المناطق الجبليّة، ومنها جبال الهيمالايا، حيث يبلغ ارتفاع النطاقات عدة آلاف من الأمتار ولا توجد مواقع للهبوط، وسيضطر الطيارون إلى تقليل ارتفاعهم بشكل كبير، عادةً ما تتم الرحلة على ارتفاع حوالي 10000 متر؛ بالتّالي سيصبح الهواء غير مناسب للتّنفس، وسيضطر الركاب لوضع أقنعة الأُكسجين لمدة عشرين دقيقة، وهذا سيزيد من احتمال وقوع الحوادث.
وفي النهاية إذا كنت تفكّر في الأمان فأنت لست مخطئًا تمامًا، فأوّل ما يفكر فيه أيّ مسافرٍ عند عزمه على السفر هو الوقت اللازم للوصول إلى وجهته، ثمّ الأمان والسلامة.
وعلى الرغم من ذلك، فالسبب الحقيقي وراء تجنّب الطائرات للمحيط الهادئ، هو اختصار الوقت وتوفير الوقود، فشركات الطيران هي شركاتٌ تجاريّةٌ، وتهدف لزيادة أرباحها وتوفير نفقاتها، باختصار المسافات التي ستقطعها الطائرات إلى أقصر مدى ممكن. فالانحناء نحو القطبين أقصر من الطرق المستقيمة، وستحصل على أسرع رحلةً وأكثرها كفاءةً في استهلاك الوقود من خلال أداء مسارٍ منحنٍ، أي بتجنّب المسارات الطويلة فوق المحيط الهادئ.