طريقة برايل
برايل ليست لغة، وإنما طريقة كتابة تسمح للمكفوفين وضعاف البصر في جميع أنحاء العالم بالقراءة والكتابة بلغتهم الأم. ساهم اختراع هذه الطريقة بمحو أمية هؤلاء الناس وتحسين نوعية حياتهم، إضافة لتسهيل قيامهم بالعديد من المهن والوظائف. فلنتعرّف أكثر على هذه الطريقة وكيف وجدت وتفاصيل أخرى في هذا المقال.
بداية الفكرة
ولد لويس برايل (Louis Braille) في فرنسا عام 1809 م، ثم التحق في شبابه بالمعهد الوطني للشباب المكفوفين في باريس، حيث كانت الكتب وقتها صعبة القراءة بالنسبة للأشخاص المكفوفين وكانت تطبع باستخدام طريقة الطباعة النافرة. ولأنه كان يحب القراءة ويتطلّع لأن يصبح قادرًا على إنهاء الكتب التي يريد دون مساعدةٍ من أحد، جرب طرقًا عديدة لإنشاء أبجديةٍ يمكن قراءتها باستخدام رؤوس الأصابع. وقد كانت فكرة برايل - التي اخترعها لويس بعمر الخامسة عشرة - مستوحاة من طريقة الكتابة الليلية (Ecriture Nocturne) التي أوجدها شارلز باربييه Charles Barbier لإرسال رسائلٍ عسكريةٍ في الليل حيث الرؤية غير ممكنةٍ بسبب الظلام.
القراءة بطريقة برايل
الوحدة الأساسية في كتابة برايل تسمى "خلية" وهي مكوّنة من ست نقاط مرتّبة على شكل مستطيلٍ بحيث تختلف الحروف عن بعضها بحسب النقاط المستخدمة من الخلية وبحسب حجمها ومدى نفورها في الورقة (انظر للشكل). ويتم ترتيب الأرقام وعلامات الترقيم والرموز المختلفة الأخرى بنفس الطريقة.
أنماط كتابة برايل
تحتوي هذه الطريقة على رموزٍ لكتابة النصوص الأدبية، كذلك الموسيقى وحتى الرموز التقنية المستخدمة في الرياضيات والعلوم. ولهذه الطريقة شكلان هما:
- برايل الأبجدية (Alphabetic Braille): كان يطلق على هذه الطريقة سابقًا اسم "الصف الأول". في هذه الطريقة يقابل كل رمزٍ من الأبجدية حرفًا من الكلمة المكتوبة، وتعد طريقةً سهلةً وممتازةً بشكلٍ خاص لقراءة الملاحظات الصغيرة والاحتفاظ بأرقام الهاتف وقراءة أرقام أزرار المصاعد أو أرقام الغرف. وتظهر الصورة التالية طريقة كتابة عبارة You like him بهذه الطريقة:
you like him
you like him
الكتابة وفق طريقة برايل
تتم الكتابة باليد باستخدام آلة صغيرة تسمى "لوح برايل". تتألف هذه الآلة من لوحين متصلين مع بعضهما بحيث يمكن إدخال ورقة بينهما؛ أحد اللوحين هو القاعدة والثاني يحوي فراغات يشكّل كل فراغٍ منها خلية، ثم بعد وضع الورقة يتم -باستخدام قلم الرصاص أو الدبوس المرفق باللوح- وضع نقاط ضمن الخلية بحيث تقرأ النقطة النافرة من الوجه الآخر للورقة. ويقوم شخص يستخدم طريقة برايل بالكتابة من اليمين إلى اليسار، عندما يتم قلب الورقة، فإن النقاط تكون متجهةً لأعلى وتتم قراءتها من اليسار إلى اليمين.
تم اختراع أول آلة كاتبةٍ بطريقة بريل عام 1892م من قبل فرانك هول Frank H. Hall الذي كان مديرًا لمدرسة للمكفوفين وقتها، ولا يزال النموذج المعدّل للآلة التي اخترعها هول مستخدمة حتى يومنا هذا.
من الابتكارات الأخرى في مجال كتابة بريل كان اختراع آلة كاتبةٍ كهربائيةٍ شبيهةٍ بآلة الكتابة العادية، والتي تستخدم الآن لوحات مفاتيحٍ للحاسوب خاصةً للكتابة بطريقة برايل.
أجهزة وأدوات معتمدة على طريقة برايل
هناك العديد من الأجهزة التي وجدت لمساعدة المكفوفين فيما يخص القراءة والكتابة مثل المساعد الرقمي الشخصي (Personal Digital Assistant-PDA) إذ يشبه هذا الجهاز الكمبيوتر المحمول لكن دون شاشة، يمكن للشخص المكفوف استخدامه للكتابة باستخدام لوحة مفاتيح برايل، كما يمكنه قراءة مختلف المعلومات في الجهاز إما عن طريق تحويلها إلى صوتٍ والاستماع إليها أو عن طريق القراءة بطريقة برايل عن شاشةٍ خاصةٍ مرفقةً بالجهاز قابلةً للتحديث. يمكّن جهاز PDA مستخدميه أيضًا من تحميل مختلف أنواع الكتب الصوتية (Audiobooks) والاستماع إليها في أي وقتٍ.
إذًا، فبرايل ليست لغةً وإنما طريقة لتسهيل التعامل مع اللغات المختلفة للمكفوفين، فهي مهمةٌ جدًا كونها فتحت الباب أمام المكفوفين وضعاف البصر لتحقيق الحرية الفكرية وتكافؤ الفرص والأمن الشخصي. وهي الآن منتشرةً ومستخدمة على نطاقٍ واسعٍ في جميع أنحاء العالم.