ما الفرق بين الإعلام والاتصال؟
كثيرا ما يحدث الخلط بين مفهمي الإعلام والاتصال، وفي ما يلي تعريف للمصطلحين لإن فهم واستيعاب معنى التعريفين كل منهما على حدا سيسهل من عملية إيجاد الفروق بينهم.
ما هو الاتصال؟
الاتصال هو عملية التواصل التي تحصل بين الأطراف المختلفة، يقوم كل طرف ضمن عملية الإتصال بمشاركة مشاعرهم أو أفكارهم أو معلوماتهم مع الأطراف الأُخرى، هادفين من ذلك إلى إيجاد نقطة تلاقي تجتمع فيها الآراء المختلفة لكل طرف حول موضوع ما، وللإتصال أنواع عديدة، تختلف فيما بينها بطريقة إيصال الفكرة أو المعلومة بين أطراف الإتصال المتعددة، وهي:
- الاتصال المكتوب: وهو عملية نقل المعلومات بين أطراف الإتصال من خلال كتابة وطباعة الأحرف والأرقام والرموز، ولعملية الإتصال الكتابي نوعان، إتصال كتابي تقليدي تتشارك عبره المعلومات على شكل كتب أو رسائل أو منشورات، وإتصال كتابي تكنولوجي باستخدام الدردشة عبر الإنترنت ورسائل البريد الإلكتروني.
- الإتصال المرئي: تتم عملية الاتصال من خلال استخدام الصور الفوتوغرافية أو المخططات والرسوم البيانية بهدف إيصال الفكرة والمعلومة لباقي أطراف الإتصال، يستخدم الاتصال المرئي إما كطريقة تواصل رئيسية، أو كطريقة تواصل ثانوية في بعض الأنواع الأُخرى للإتصال، كالإتصال الكتابي أو الشفهي.
- الاتصال غير اللفظي: طريقة اتصال تتم عبر حركات وإيماءات جسدية بهدف إيصال المعلومة أو الفكرة للآخرين، يجب أن تكون الإيماءات والإيحاءات واضحة ومفهومة بحيث يستطيع الطرف الآخر استيعاب المقصود منها، وإلا فالاتصال في هذه الحالة غير فعال.
- الاتصال اللفظي: أكثر الأنواع شيوعًا، تقوم فكرة الاتصال اللفظي على استخدام اللغة في إيصال الأفكار والمعلومات للآخرين، سواء أكان ذلك باستخدام لغة الإشارة، أو الحديث معهم، يترافق الاتصال اللفظي عادةً مع أنواع أُخرى من الاتصال كالاتصال الغير لفظي والاتصال الكتابي، تستخدم في هذا النوع من الاتصال المحادثات الفردية والجماعية، ومؤتمرات الفيديو وعروض التقديم.
ما هو الإعلام؟
أما الإعلام فهو قنوات الاتصال المستخدمة في إيصال الأخبار والموسيقى والأفلام والرسائل الترويجية، بالإضافة إلى العديد من أشكال البيانات إلى كافة فئات المجتمع، قنوات الاتصال هذه عديدة ومتنوعة، كالصحف والمجلات، والإعلانات الطرقية، أو الأنترنت والهاتف والفاكس، أو قد يكون التلفاز هو قناة الاتصال المستخدمة.
يمكن تحديد نوعين رئيسيين من الإعلام، الإعلام المرئي والإعلام المطبوع، مع إمكانية إضافة نوعٍ ثالثٍ وهو الأنترنت، فمع ازدياد أعداد مستخدمي المواقع الإلكترونية، أصبحت هذه المواقع وسلةً إعلاميةً لا تقل عن غيرها من الوسائل التقليدية، من خلال توفير وصول واسع للمحتوى الإعلامي والرقمي.
الإعلام المطبوع هو أقدم نوع من الإعلام عرفه البشر، وللإعلام المطبوع وسائل اتصال عديدة يمكن من خلالها الوصول للمتلقي، كالجرائد والصحف والمجلات والكتب والمنشورات، تراجعت في الفترة الأخيرة أهمية هذا النوع من الإعلام مع ازدياد انتشار شبكة الأنترنت بين الناس، والتي حلت محل الإعلام المطبوع، فأصبحنا نشاهد الكثير من الصحف والمجلات العريقة تتجه نحو إنتاج نسخ إلكترونية من مطبوعاتها، والاستغناء عن الشكل التقليدي للمحلة أو الصحيفة.
الإعلام المرئي وأهم قنوات الاتصال فيه التلفاز والراديو، تعود بدايات استخدام هذا النوع من الإعلام إلى بداية القرن الشعرين فيما يخص الراديو، ومنتصفه إذا ما تحدثنا عن التلفاز، ما تزال قنوات الاتصال التي يستخدمها الاعلام المرئي المصدر الأول للأخبار حول العالم، إلا أن الخبراء يتوقعون تغير الواقع الخالي مع الزمن، ومع ازداد نسبة الأشخاص الذي يعتمدون على الأنترنت كمصدر لأخبارهم.
وسائل الإعلام
وسائل الإعلام هي مؤسسة اتصالات جماعية تشمل الصحف والمجلات والإذاعة والإذاعة والتلفزيون والإنترنت وهي من الوسائل المفيدة في تبادل الرسائل، فالإعلام هو المصدر الأساسي للوسيط الذي يستخدم للوصول إلى الغالبية العظمى من الناس بكافة شرائحها، اما الاتصالات فهي عبارة عن التواصل وتلقي الرسائل بين الناس من خلال وسائل الإعلام المختلفة، حيث أن التواصل هو عملية يتم من خلالها تبادل أو تلقي أو إعطاء بيانات حول مواضيع مختلفة من الممكن أن تكون موضوعين أو أكثر وعلى سبيل المثال نذكر قيامك بمراسلة أمك لإخبارها أنك سوف تتأخر وبعدها تقوم بإيقاف هاتفك المحمول في هذه الحالة تعتبر قد اتصلت بأمك من خلال الهاتف المحمول ثم تواصلت مع معالج هاتفك وأعطيته أمر بالإيقاف، ولهذا نجد أن الإعلام هوعبارة وسيلة للتواصل مع جمهور كبير من خلال وسائل الإعلام.
وفي الحديث أكثر عن الفرق بين وسائل الإعلام والاتصالات يجب اعتبار الدراسات الإعلامية عبارة عن موضوع محدد أو مجال فرعي لدراسات الاتصالات حيث أن هذه الأخيرة بشكل عام تستخدم لتحليل عمليات الاتصال، و أن الاتصال هو تبادل للمعلومات فهو ببساطة لن يتم إلا في حال وصول الرسالة الأصلية على النحوالمطلوب، ووسائل الإعلام هي منصات لنقل المعلومات كالصور ومقاطع الفيديو وما إلى هنالك.
الاتصال والإعلام والعلاقات الاجتماعية
يتعبر الاتصال من أقدم مظاهر النشاط البشري حيث أن الإنسان شهد على ظاهرة الاتصال منذ بداية الحياة، وكان من المفروض عليه للحفاظ على الوجود البشري أن يقوم بالتواصل مع الآخرين، والعيش معهم حياة اجتماعية تساعد في تأمين أساليب البقاء من الطعام والشراب ومسكن ومأكل، حيث يعبر علماء النفس عن هذه الطبيعه أن الإنسان يرغب دومًا أن يعيش مع الجماعة وضمن المجتم ولايمكنه العيش منفردًا، والاتصال لم يكن له مظهر واحد فقط بل جاء بأشكال متعددة من لغات وحركات وإشارات ولباس، واليوم وبعد ظهور وسائل اتصالات جديدة ومتطورة أصبح هناك ثورة في مجال العلاقات الاجتماعية، ويعتبر اختراع الطباعة مع بداية القرن الخامس عشر النهضة الأولى فيما يخص الاتصالات، وبعد الطباعة ظهر التلغراف والسينما والراديو لتسهيل وزيادة في اتصال البشر مع بعضهم البعض.
أما في ما يخص الإعلام فإن هذه الكلمة مشتقة ومستخرجة من العلم وفي اللغة العربية نقول استعلمته الخبر أي أصبح يعرف الخبر ولغويا معنى كلمة الإعلام هو نقل الخبر.
ينحصر الإعلام بوسائل الاتصال الجماهيرية وهي الوسائل التي يمكن عن طريقها نشر الأخبار والمعلومات لأعداد كبيرة من الناس نسميهم الجماهير، كما أن الإعلام يتجه في جهة واحدة فقط وهي من خلال نقل الأخبار أو المعلومات إلى الجماهير ولا يتمكن الجماهير من الرد أو التدخل في هذه العملية، وتصدر الأخبار عمومًا من شركات ومؤسسات كبيرة تجمع المعلومات وتقوم بتوزيعها باستخدام وسائل الاتصال إلى الجمهور بأكمله.
اعتدنا في المحادثات اليومية في ما بيننا وفي بعض منابر الإعلام أن نخلط بين الإعلام والاتصال على الرغم من وجود فرق كبير بينهما وهذا الفرق يظهر بوضوح من خلال حجم الرسائل الموجهة والجمهور المتلقي والأهداف المرجوة لكل منهما، فالاتصال يدل على عمل اجتماعي بحت يبنما الإعلام يرتيط بوسائل جماهيرية تتلقى المعلومات والأخبار.
ولذلك فإن الإعلام باختصار هو مؤسسة الاتصال الجماهيرية المتمثلة بالصحف والمجلات والإذاعة والتلفزيون والإنترنت، والتي تعدُّ مفيدةً لتبادل الرسائل. ببساطةٍ، الإعلام هو المصدر الرئيسي للوسيلة الوحيدة المستخدمة من أجل الوصول إلى الغالبية العظمى من عامة الناس. حيث يتم توصيل، وتلقي الرسائل، ودراسة وفهم القضايا السياسية والثقافية والاجتماعية من خلال وسائل الإعلام أيضًا.
أما الاتصال فيعني التواصل، وفي اللاتينية يعني “المشاركة”، أيّ تبادل المعلومات بين مختلف الأفراد. وهو يشمل تبادل الأفكار، والمفاهيم والخيالات والسلوك والمحتوى المكتوب مع الشخص الآخر. ويُعرَّف الاتصال ببساطة بأنه نقل المعلومات من مكان إلى آخر، بحيث يمكن نقلها بطرقٍ مختلفةٍ.
خطوات الاتصالات
تعتبر الاتصالات عمليةً بسيطةً، ومع ذلك يظهر التعقيد في بعض الجوانب. إذ أن إيجاد الطرق المختلفة للاتصال، والمسافات المطلوبة لنقل المعلومات تجعل العملية معقدةً بعض الشيء. هناك ثلاثة عناصر أساسية لإجراء الاتصال وهي المرسل، والوسيلة (أي المنصة التي يتم عبرها نقل المعلومات) والمتلقي. يعد الشخص المرسل، الشخص الأكثر فهمًا لما يجري وذلك بسبب معرفته المطلقة بطريقة الإرسال. ولكن من ناحيةٍ أخرى، ليس من الضرورة أن يعرف المتلقي عن المرسل، وموضوع المعلومات التي يهدف المرسل في إيصالها.
ومن الناحية الفنية تقسّم عملية الاتصال إلى ثلاث خطواتٍ رئيسيةٍ. بحيث تشمل الفكر والتشفير وفك التشفير. يمثل الفكر موضوع المعلومات الموجود في ذهن المرسل. فعندما يحول المرسل أفكاره أو مفاهيمه إلى خطابٍ لفظي أو رسالةٍ مكتوبة، فإن هذا سيعرف حينها باسم التشفير بحيث يشير الترميز إلى تشفير الأفكار حسب وجهة نظر المرسل. وعندما تصل الرسالة إلى المتلقي، سيقوم بقراءتها وفهمها.
ومن الممكن أن يترجم المرسل المعلومات بشكلٍ أفضل لفهمها بطريقةٍ صحيحةٍ. لذلك تشير عملية فك التشفير إلى تفسير المعلومات من وجهة نظر المتلقي. فعندما يفهم المتلقي المعلومات المرسلة إليه بوضوحٍ، تنتهي عملية الاتصال هنا.
مثال على الفارق بين الاتصال والإعلام
دعنا عزيزي/عزيزتي القارئ/القارئة أن نطبق المثال على خبر حدوث حادثة ما على الطريق، أو خبر طرح فيلم سينمائي جديد بدور عرض السينما التجارية.
في الخبر الأول؛ يكون “الإعلام” هو أن تذيع خبر حدوث الحادثة عَبر الوسائط الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة؛ هذا ربما يفيد إخبار أهالي الضحايا بوقوع الحادثة ومن ثمً الاستفسار عنهم في المستشفيات والمؤسسات الحكومية والتواصل معهم، أو قد يفيد لبدء تحريك المسئولين من أجل القضاء على الأسباب التي أدت لحدوث هذه الحادثة، والتي ربما نتجت عن وجود بعض الكسور في الطرقات أو الحواجز الواجب إزالتها.
إنما “الاتصال” هنا يكون من خلال تواصل المراسل الذي ينقل الخبر عَبر الشاشة مع الجمهور أو المسئولين من داخل موقع الحدث، أو الإعلامي الذي يظهر على الشاشة من خلال تواصله على الهواء مباشرة في برامج “التوك شو” مع المسئولين لمعرفة ما الخطوات المتبعة بعد وقوع هذا الحادث والخطط والمشاريع المستقبلية والاستراتيجية التي تصلح من توابع هذه الأزمة.
نفس الحال يتطبق على خبر طرح فيلم سينمائي جديد؛ مع فرق تغيير الأسلوب المعلن به، والشريحة المستهدفة من الجمهور، ووقت بثه تلفزيونيًا أو إلكترونيًا أو ورقيًا، “الإعلام” هنا يتضمن الإعلان عن عزم صناع الفيلم طرحه وأماكن عرضه والدول التي يتوزع عليها الفيلم نفسه، ثم يأتي دور “الاتصال” لمعرفة الاَراء حول هذا الفيلم، سواء من خلال التحدث مع الجمهور، أو النقاد، أو الفنانين المشاركين في صناعة هذا العمل الفني.
يمككنا باختصار أن نوضح أن “الإعلام” هو كل ما يهتم بشيوع الخبر، أمًا “الاتصال” هو ما يهتم بتحليله وقياس مدى تأثيره وتفاعل الجمهور معه؛ هو ما يأتي دومًا بالتزامن مع “الإعلام” عنه أو بعده ببضعة ساعات..ولكنهما لا ينفصلان أبدًا في منظومة العمل الإعلامي والصحفي في كل المؤسسات الإخبارية بأي من دول العالم.