ما الفرق بين الوظيفة والعمل؟
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
إذا كنت صاحب شركة صغيرة، فمن المحتمل أنك قد واجهت مشكلة في تصنيف أفراد فريقك كموظفين أو كأفراد يعملون لحسابهم الخاص. في حين أنه قد يكون من الصعب فهم الاختلافات بين الاثنين، فإن تصنيف كل منهما له آثار كبيرة على استحقاق الشخص للحصول على مزايا التأمين على العمل، وكذلك كيفية معاملتهم بموجب تشريعات أخرى مثل خطة التقاعد والدخل قانون الضرائب.
الفرق بين الوظيفة والعمل
يظنّ معظم الناس أنّ العمل والوظيفة وجهان لعملة واحدة، للوهلة الأولى قد تظنّ أن الكلمتان تشيران إلى معنى واحد لكن هناك اختلاف بسيط يصنع الفرق بين الوظيفة والعمل. وكم هو جميل أن يتوافق عملنا مع وظيفتنا في هذه الحياة.
فالوظيفة هي العمل الذي نقوم به بهدف كسب المال، لتأمين الاحتياجات الأساسية، وربما لا تكون الشيء الذي نحبّ فعله حقّاً، قد تكون بدوام كامل أو جزئي، أو لفترة مؤقتة، ودخلها محدد، و ربما نضطر إلى تعلم مهارات معينة ترتبط بها.
تتوقع الشركات من موظفيها القيام بوظائفهم الفردية مقابل أجر منتظم، وبعقد محدد بين الموظف وصاحب العمل يلزم الطرفين على حدّ سواء، وهو بمثابة عقد تجاري قائم على المال، فالوظيفة هي وحدة عمل، وصاحبه حرّ في تبديل الموظفين بحسب رغبته، وأيضاً الموظف عندما يملك الخيار الأفضل فلديه الحرية ليبتعد دون النظر إلى الوراء.
معظم الموظفون يعملون بنيّة المصلحة، ولا يحبون عملهم، لكنهم وبكثير من الأوقات يحتاجون إلى الوظائف كوسائل مؤقتة تعينهم لتأمين دخل كافٍ للمعيشة مع أمل الحصول على تقاعدٍ يسندهم في شيخوختهم، هذا يعني أن الوظيفة ليست القاعدة الأساسية للحياة، لأنها غالباً لاترضي الموظف بدخلها وبسياسة التوظيف و التقدم الوظيفي البطيء.
أما العمل فهو مفهوم مختلف، وهو ما يمنح الإنسان كرامته وقيمته، لأنه ينطوي تحت شغف الإنسان بشيء ما، يتعمق به ويدرك جميع تفاصيله، فهو لا يرتبط بالجانب المادي فقط بل يبحث عن الحرفية والمهنية والتواصل.
العمل هو هوية الإنسان وهدفه الذي ولد من أجله على هذه الأرض، فالإنسان لا يتقاعد من عمله أبداً، إنما ينتقل إلى منصة جديدة، ومن المهم أن ندرك فكرة أنّ لكل شخص دور في هذه الحياة، فإذا كنت في المكان الذي تنتمي إليه فأنت لم تعد موظف أنت تعمل وبحب، ولو أخبرك رئيسك بالعمل أنه لم يعد قادراً على دفع مستحقاتك، فلن تفكر في تركه، فالأمر هنا لا يتعلق بالأجر، بل يتعلق بالشغف والتأثير الذي تحدثه في المجتمع و مكان العمل.
الفرق بين الموظف ومن يعمل لحسابه الخاص
هناك عدة فروقات بين الموظف والفرد الذي يعمل لحسابه الخاص، ومن أهم تلك الفروقات:
التحكم
يعد مستوى التحكم من أكبر عوامل التمييز بين الموظف والعامل المستقل، ولمعرفة مستوى التحكم الخاص بالعامل يجب التركيز على أنشطته اليومية ومدى تأثيره على دفع عجلة العمل، ومدى سيطرته بشكل عام.
في معظم الحالات تعتبر العلاقة القائمة على الاستمرارية والولاء والتبعية سمة من سمات العلاقة بين الموظف وصاحب العمل، وفي الأغلب إذا لم تكن العلاقة قائمة على التبعية يعتبر الموظف عاملاً مستقلًا.
ملكية الأدوات والمعدات
في هذه الحالة يكون الموظف غير مسؤول عن تأمين المعدات، وإنما صاحب العمل هو المسؤول عن توفير جميع الأدوات اللازمة للعمل، بالإضافة إلى كونه المسؤول عن جميع تكاليف الإصلاح والصيانة والتأمين.
أما بالنسبة للعمل المستقل فسيُطلب من العامل امتلاك المعدات الخاصة به، وتحمل تكاليف صيانتها وإصلاحها، بالإضافة إلى كونه المسؤول عن توفير مكان ومساحة عمل خاصة به، على سبيل المثال الأشخاص الذين يعملون في مجال الترجمة الالكترونية هم المسؤولون عن توفير مكان عملهم بالإضافة إلى وجوب امتلاكهم لحاسوبٍ شخصي من أجل القدرة على إنجاز العمل.
المخاطر المالية
يختلف الأمر هنا تبعاً لصفة العامل فإذا كان موظفًا فهو في هذه الحالة غير متضرر من أي خسارة وذلك لأنه يمتلك راتباً ثابتاً بغض النظر عن أرباح الشركة التابع لها وعن كمية العمل الموكلة إليه، مما يعني أنه لن يحصل على زيادة في الأجر أو نقصان إذا كانت هناك أرباح أم لا.
بالمقابل، يتعرض الأفراد الذين يعملون لحسابهم الخاص لمخاطر مالية، ويمكن أن يتكبدوا خسائر كبيرة لأنهم يدفعون تكاليف شهرية ثابتة بغض النظر إن كانوا يعملون أم لا، لكن ولمجرد كونه شخصاً يعمل لحسابه الشخصي فهو يمتلك فرصاً للربح لإن لديه القدرة على متابعة العمل بشروطه الخاصة، وعلى زيادة أرباحه تبعاً للمجهود الذي يقوم به فكلما زاد العمل كلما حصل على أرباحٍ أكثر.
مسؤولية الاستثمار والإدارة
إذا كان العامل موظفًا، فلن يكون لديه استثمار رأسمالي ولن يكون له حضور تجاري، على العكس من ذلك، فإذا كان العامل فردًا يعمل لحسابه الخاص، فإن العامل لديه استثمار رأسمالي، وله القدرة على توظيف العمال وإداراتهم وأن يدفع لهم أجورهم عن العمل الذي ينجزونه، بالإضافة لامتلاكه حضورًا تجاريًا.
إمكانية تعيين مساعدين
أحد أهم طرق التمييز بين الموظفين والأفراد العاملين لحسابهم الشخصي هي قدرتهم على توظيف مساعدين لهم، فإذا كان الشخص موظفاً فهو لن يتمكن من توظيف مساعدين، بل يتوجب عليه القيام بالعمل الموكل إليه بمفرده.
أما بالنسبة للعاملين على حسابهم الشخصي فهم غير مجبرون على القيام بالعمل شخصياً، حيث يمكنهم الاستعانة بطرف آخر للمساعدة أو القيام بالعمل نيابةً عنهم.
أنواع الموظفين
يقسم الموظفون إلى نوعين:
- نوع يبحث دوماً عن وظيفة أفضل، فالوظيفة الحالية هي الوحيدة المتاحة لكنها غير مرضية، فيظلون في رحلة بحث وتفتيش عن احتمالات أخرى.
- والنوع الثاني استقر وقبل بمصيره فالعمل الذي يحبه لا يوفّر له مستوى المعيشة المطلوب، فاستبعده من قائمته، ورضي بوظيفة تؤمن له مايحتاجه من مادة، فمثلاً قد نجد مدرساً يعمل في بنك أو شركة بدلأً من تعليم الطلاب، مع أنه يحب التدريس ويأمل أن يعود لممارسة هذه المهنة، لكنه لا يملك الجراة لذلك، فالأجر المادي للمعلم لا يدعم مستوى معيشته.
وكلّ نشاط يقوم به الشخص يقع تحت مظلة العمل وقد يلقى عليه أجراً مادياً أو لا يلقى شيء، أما الوظيفة فهي نشاط روتيني يقوم به الشخص لقاء أجر ماديّ.