ما الفرق بين علم أسباب النزول وعلم المناسبات؟
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
إنّ الدين الإسلامي دين عظيم وكبير والقرآن أعظم كتاب على وجه الأرض، وقد نشأت علوم عديدة لدراسته وهذه العلوم تختلف من ناحية هدفها والأشياء التي تقوم بدراستها، ومن هؤلاء العلوم يوجد علمين يتم اللغط بينهما وفي الحقيقة يوجد فرق كبير بينهما وهذان العلمان هما علم أسباب النزول وعلم المناسبات.
ما هو علم أسباب النزول؟
يقصد بعمل أسباب النزول والتفسير الخاص بها العلوم الإسلامية الدينية التي تهتم بمعرفة سبب نزول الآيات القرآنية والقضايا الإسلامية والحوادث التي تتعلق بخصوصها، وبالإضافة إلى ذلك تتم دراسة وقت ومكان نزول الآيات ويكون ذلك بهدف التفسير والفهم الكامل للآية، ولذلك من الممكن اعتبار علم اسباب النزول من العلوم التي تعتبر فرع من فروع علم تفسير القرآن الكريم.
وتنقسم الآيات القرآنية إلى قسمين، الأول نزل دون سبب، وأغلب القرآن يعتبر من هذا القسم، وقسم نزل لسبب وثيق.
ومن أهم فوائد هذا العلم هي:
- معرفة الأحكام والتشريعات التي جاء بها القرآن الكريم.
- المساعدة في تفسير الآية وتوضيحها.
- إزالة الغموض عن الآيات وفهمها بشكل أفضل عن طريق معرفةُ سببِ نزولها ومعرفةُ الحادثة التي نزلت الآية بسببها.
- معرفة أسماء وحياة الأشخاص التي ذكرتهم الآيات القرآنية.
وقد كانت هناك كلمات عديدة من علماء عن فائدة هذا العلم وأهميته، فعلى سبيل المثال يقول الواحدي: "فآل الأمرُ بنا إلى إفادةِ المبتدئين المتسترينَ بعلوم الكتابِ، إبانة ما أنزلَ فيه من الأسباب، إذ هي أوفَى ما يجب الوقوفُ عليها، وأولى ما تُصرف العناية إليها، لامتناعِ معرفة تفسيرِ الآية وقصدِ سبيلها دونَ الوقوفِ على قصّتها وبيانِ نزلها".
وقال الشيخ ابن تيميّة: "معرفةُ سبب النزولِ يعينُ على فهمِ الآيةِ فإنّ العلم بالسببِ يورثُ العلم بالمسبّب".
علم المناسبات
يقصد بكلمة "مناسبة" في اللغة العربية "المقاربة" أو "المشاكلة"، حيث يقال: فلان يُناسب فلانًا، ويقصد بها يقاربه ويشاكله، ومن هنا يدخل مصطلح جديد وهو النسيب ويقصد به القريب المتصل بالغير، كمن يرتبط بالأخ أو إبن العم.
وهناك تعريف اصطلاحي ويقصد به علم يقوم بدراسة علل الترتيب لآجزاء القرآن الكريم، وقد شرح ذلك الإمام رحمه الله تعالى عبد الحميد الفراهي بما اسماه "نظام القرآن الكريم".
ولهذا العلم أيضاً فوائد عديدة لعل أهمها هي:
- أنه يساعد على فهم الآيات والمراد منها.
- يساعد على إزالة الشك في القلب.
- يفيد في معرفة أسباب التشريع وإدراك درجة التلازم التام بين أحكام الشريعة.
واهتم بهذا العلم علماء عديدين، أهمهم أبو بكر النيسابوري، وفخر الدين الرازي، أبو الحسن الحرالي المغربي وأبو جعفر أحمد بن إبراهيك البير الغرناطي، والكثير غيرهم.
وقد قال السيوطي بهذا العلم "علم المناسبة علم شريف قلّ اعتناء المفسرين به لدقته".
وكلا العلمين هي علوم مهمة يتوجب على المسلم الاهتمام بهما والنظر إليهما من وجهة نظر دينية وإسلامية كاملة فلا يمكن العتماد على الدراسات الضعيفة والأجنبية في التحقق من هذه الأمور، ويجب الحذر الكبير عند الحديث في هذه العلوم لأنها علوم حساسة لا يمكن الخطأ بها.
وحث الرسول محمد صلّى الله عليه وسلم على دراسة القرآن والتمعن به وحفظه من الضياع والتحريف، فهو أساس الدين الأسلامي وأهم كتاب في تاريخ البشرية.