ما قصة أغنية الأماكن؟
تعد أغنية الأماكن واحدةً من أجمل ما غنى الفنان محمد عبده التي عشقها الجمهور العربي باختلاف بلدانهم، وتحولت لواحدةٍ من أهم الأغنيات التي تغنى بها فنانون آخرون، إلا أن وراء تلك الكلمات الجميلة وخلف ذلك الإحساس الرائع يمكث سبب لذلك، فما هو هذا السبب؟ وما هي قصة هذه الأغنية؟
هذه أول مرة أعرف هذه القصة، أمر ملهم للغاية خاصة أن هذه من الأغاني المفضلة لي بالنسبة لمحمد عبده، ويعرف معظم العرب أغنية “الأماكن” للفنان محمد عبده وهي إحدى أجمل ما غناه وغناها الكثير من الفنانين بعده.
كان أول ظهور لهذه الأغنية في عام 2005 في مهرجان جدة في السعودية وهي من كلمات الشاعر منصور الشادي ولحنها وغناها محمد عبده، وثم أدرجها الفنان محمد عبده في ألبومه الذي أسماه باسمها “ألبوم الاماكن” وانتشرت بشكل هائل وبدأ الجمهور يطلبها في جميع حفلاته.
قصة أغنية الأماكن
وقد ذكر موقع روتانا أنّ لهذه الأغنية قصة مؤلمة فقد غناها الفنان محمد عبده بعد تجربة شخصية توفي فيها ابنه الأكبر عبد الله في حادث سير وعاش الفنان محمد عبده أيامًا مريرة نتيجة فقدان نجله الأكبر واعتزل الغناء لفترة طويلة بعد هذه الحادثة، وقال محمد عبده أن هذه الأغنية أتت في الوقت المناسب ويحتاج الوطن العربي إلى مثل هذه الأغاني، فحسبما ذكر الفنان محمد عبده، كان في أحد الأيام يستقل طائرة وجلس بجانبه رجل أبدى إعجابه وامتنانه للفنان.
في البداية لم يفهم الفنان عبده سبب امتنانه هذا وسأله عن سبب تقديم الشكر فوضح له الرجل أنه ممتن لأغنية “الأماكن” بسبب تجربة شخصية مع والدة هذا الرجل فقد توفي زوجها وابنها في حادث ومرّت بوقت عصيب وحالة نفسية سيئة لم تستطع البكاء حينها وزارت العديد من الأطباء النفسيين بدون جدوى.
وفي إحدى المرات سمعت أغنية “الأماكن” فبكت بكاءًا شديدًا. وثم ذهبت إلى المشفى ونصحها الطبيب بالاستماع إلى الأغنية بشكل دائم من أجل تفريغ شحنات الألم والحزن المكبوتة.
في الواقع، لم يتوقف حب هذه الأغنية على الجمهور بل غنى العديد من الفنانين في الوطن العربي هذه الأغنية، أبرزهم الفنانة أنغام والفنان العراقي ماجد المهندس والفنانة المصرية آمال وغيرهم العديد.
من هو محمد عبده
ولد الفنان الكبير محمد عبده عام 1949 في محافظة الدرب جنوب السعودية وهو من أشهر الفنانين. لُقّب بـ “فنان العرب” وشارك في العديد من المهرجانات وغنى في الكثير من المسارح العربية والعالمية.
وبدأ الفنان عبده رحلته الفنية في ستينيات القرن الماضي وغنى أغنيته الأول بعد أن تعرف على الملحن السوري محمد محسن حيث أصدر أغنية “خاصمت عيني من سنين” ودخل بعدها الساحة الغنائية بقوة وتعرف على الكثير من المبدعين كالشاعر ابراهيم خفاجي الذي أثر في الفنان عبده تأثيرًا كبيرًا وتعرف أيضًا على الموسيقار طارق عبد الحكيم وتعاون مع الشاعر بدر شاكر السياب والشاعر عبد الله الفيصل والشاعل خالد التويجري والشاعر عبد الرحمن بن مساعد.
وبعد نجاحه أراد أن يلحن بنفسه ولقيت تلك الفكرة نجاحًا واسعًا فقد لحّن أغنية “خلاص ضاعت أمانينا مدام الحلو ناسينا” وشجعته تلك التجربة على الاستمرار بسبب نجاحها، حيث كررها عندما لحّن أغنية “الرمش الطويل” للشاعر “الغريب”
لاقت تلك الأغنية انتشارًا واسعًا في الخليج العربي والوطن العربي كلّه وباع أكثر من ثلاثين أسطوانة، وثم لحّن أغنية “لنا الله” من كلمات الشاعر إبراهيم خفاجي في العام نفسه.
وكانت فترة السبعينيات فترة متألقة لفنان العرب محمد عبده ولُقب حينها بـ “مطرب الجزيرة العربية” وأصدر أغان أخرى في السبعينيات مثل “خطأ و”سهر” وأنت محبوبتي” و”مالي ومال الناس”و الكثير من الأغاني الأخرى.