تريند 🔥

📱هواتف
ما قصة طير شلوى؟

ما قصة طير شلوى؟

ولاء الحايك
ولاء الحايك

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

4 د

نسمع دائمًا عبارات مثل هذا الشخص مثل طير شلوى، لكن هل تعلم ما قصة طير شلوى؟

لربما ناداك أحدهم يومًا ما بطائر الشلوى! واستهجنت هذه المناداة وظننتها صفةً سيئةً تنقص من شأنك، ولكنها على العكس تمامًا. فهي مقولةٌ يضرب فيها المثل وتقال للشخص الشجاع المحبِّ للخير وتقديم المساعدة. وقد رويت قصة طير شلوى بطريقتين مختلفتين في عدة كتبٍ شعبيةٍ موروثةٍ.

كان العرب في قديم الزمان وخاصًّة القبائل العربية، يتلقبون بالألقاب التي ترمز إلى رموزٍ عديدةٍ في أيامِ السلمِ والحربِ؛ ومن تلك الألقاب ما يرمز إلى الرجولة، والشجاعة، والكرم، وحمل السيفِ وما إلى ذلك. وهذا من الناحية الإيجابية كما كان هنالك الكثير من التسميات التي ترمز إلى الخيانة، والحاجة، والحقد، والكراهية، وتعددت بكثرةٍ وذلك بحسب اللغة والثقافة المتداولة في تلك الفترة ولا زال أكثرها متعارفاً به حتى يومنا هذا.

تُعتبر قصة “طير شلوى” التي تسأل عنها من الموروثات الشعبية التي تناقلتها القبائل العربية في حقبةٍ زمنيةٍ معينةٍ؛ وتعددت السيناريوهات حول هذه القصة حسب ما تناقلته بعض الكتب وبحسب ما دوّنه بعض الكُتّاب المختصين في تاريخ القبائل. وبشكلٍ عامٍ يُقصد بطير شلوى الشجاعة، والكرم، وتأمين قوت اليوم في أوقاتِ الصعوبات. من خلال العودة إلى الوقت الذي ظهرت فيه هذه العبارة.


ما قصة طير شلوى؟

تحكي القصة الأولى عن جدّةٍ كبيرةٍ في العمر تدعى شلوى. اقتصرت حياة هذه الجدة على رعاية أحفادها الصغار اليتامى حيث كانت تقطن عند قبيلةٍ عربيةٍ يطلق عليها اسم “شمّر”. كانت هذه الجدة تسأل الجيران دومًا عن الطعام لأحفادها وذلك نتيجة فقرها الشديد، وتقول لهم دومًا جملتها الشهيرة: “ما عندكم عشاءٌ لطويراتي”.

وفي يومٍ من الأيام، سمع إحدى شيوخ القبيلة والذي يطلق عليه اسم “عبد الرحيم الجرباء” بقصة تلك الجدّة وأمر ببناء منزلٍ للجدة وصغارها والاهتمام بهم وتقديم الرعاية لهم، إذ لم تقم وليمةٌ ولا عشاء إلا وأوصى الشيخ خدمه بالصغار قائلًا لهم: “لا تنسوا طيور شلوى”.

ومع تقدم الأيام كبُر الأحفاد وأصبحوا شباباً أقوياء في وقتٍ وصلت فيه القبيلة إلى مرحلة حرجة من الصراع على جهتين، من جهة الجيش التركي الذي يُحاول فرض الإتاوات وتحقيق مصالحه، ومن جهةٍ أخرى كان هنالك قبيلةً مجاورةً تتربص بهم للسيطرة عليهم. بدأ شيخ القبيلة بالتشاور مع رجاله الذين يرفضون الاستسلام لأي جهةٍ كانت، ويرغبون في التصدي وحماية منطقتهم وبدأوا يختارون الفرسان. وفجأةً ظهر شابٌ يتحلى بالشجاعة والفروسية وركب على فرسه يريد الهجوم، وحتى لو كان بمفرده باتجاه جيش الاتراك قائلاً ” أنا سوف أتصدى لهم وأنا طير شلوى”. وتبين أنه أحد أحفاد شلوى محاولاً ردّ الجميل الذي حصل عليه من شيخ القبيلة في وقتٍ كانت القبيلة فيه في أمس الحاجة لأمثاله ومنذ ذلك الوقت أصبحت هذه الجملة لقباً متداولاً على الشجاعة والفروسية وعدم نكران الجميل.


صقور بلاد فارس

ومن جهةٍ أخرى، يقول البعض أنّ تسمية طير شلوى هي نسبةً إلى منطقةٍ في بلاد فارس اسمها شلوى. وكان في تلك المنطقة صقورًا اشتهرت بشدة بأسها عن هجومها على فرائسها، وأخذ الناس يُسمون تلك الصقور نسبةً إلى منطقةِ تواجدها فيها. وعُرفت منذ ذلك الوقت بطيور شلوى، وإذا ما حاولنا الربط بين القصتين رغم اختلاف التفاصيل ولكن في الحقيقة يُقصد بكلا التفسيرين القوة والشجاعة وشدة البأس.


شلوى ومحمد

أما في سيناريو ثالثِ لتفسير ما يقصد بطير شلوى، كما دوّن الكاتب “معاشي العطية” في كتاب (أوراقٍ جوفيةٍ) تكلّم فيه عن منطقة الجوف، وتناولت أحداثه تاريخ تلك المنطقة. حيث تطرّق الكاتب إلى قصّة شلوى ولكن بشكلٍ مختلفٍ جذرياً. فق ذكر فيه الكاتب أنّه كان هنالك شاباً يُدعى محمد بصحبة والده المُقعد الكبير في السن وكان الوالد يريد الزواج ليخفف عن ابنه وليجد من يهتم به. ومن خلال بحثه وجد محمد فتاة تدعى شلوى تقدّم إلى أبيها وطلبها للزواج، وكان والد الفتاة يعتقد أنّ الزوج هو الشاب محمد وعندما أخبره محمد أنّ الزوج هو والده لم يتراجع والد الفتاة.

وتزوجت شلوى من والد محمد المقعد، وبعد فترةٍ توفي الرجل وعادت شلوى إلى أهلها ولم تجلس فترةً طويلةً حتّى تزوجت من رجلٍ آخر وانجبت طفل.

وبعد سنوات رأى محمد طفلاً مع رجل يعامله بقسوة وكان كلما رأى ذلك الطفل شعر بشيءٍ غريب، وفي نهاية المطاف حاول التحقق من أمر الطفل وبحث عن اهله ليخبرهم بما يحصل. والدهشة كانت عندما علم أنّ والدة الطفل هي شلوى، ومن خلال النقاش أخبرته أنّ الطفل هو أخيه من أبيه ولكن زوجها القاسي لا يعترف ويقول انه ابنه. ذهب محمد مع الرجل والطفل إلى رجلٍ حكيمٍ كان له فتاةً شديدةُ الفراسةِ، وطلبوا منهم معرفة والد الطفل حيث اصطحبت الفتاة الطفل الصغير ومن خلال الحديث والأسئلة والعمل تأكدت الفتاة أنّ هذا الولد لبنتٍ بكرٍ وشديدة القوام مثل الطير وهو أخ محمد من أبيه. وذكر الكاتب انّ شلوى كانت امرأةً جيدةً لها مكانةً في أهلها وكانوا يتكنون بها “بأخوان شلوى” أو طيور شلوى.

هل أعجبك المقال؟