ما قصة كلٌّ يرى الناس بعين طبعه؟
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
يختلف تأريخ بعض الأمثال الشعبية وتوضيح الموقف الحقيقي الذي وُلدت منه، فما قصة مثل “كلٌّ يرى الناس بعين طبعه”؟
لا يخلو أي حديث بين عامة السكان أو في جلسة عائلية من مثل شعبي، يتم تداوله إما للتوضيح أو للنصيحة أو للاتعاظ، وعلى الرغم من قدم أغلب الأمثال المضروب بها في حياتنا، إلا أنها بقيت صامدة ومتداولة بشكل كبير، وقد تختلف أغلب القصص التي نشأت منها هذه الأمثال، ولا يوجد مثلٌ متداول إلا وله قصة سواءً سمعنا بها أو لم نسمع، ومن هذه القصص ما يكون قابلًا للتصديق، والآخر يكون أقرب إلى وحي الخيال،، وهذه ما ستتعرف عليه في المثل القائل 《 كلٌّ يرى الناس بعين طبعه》.
فما هي قصة نشأة مثل كل يرى الناس بعين طبعه؟
هناك قصتان متداولتان كثيرًا في المجتمع، وتضاربت العديد من الآراء حول صحتها، ولكل شخص وجهات نظره في الحكم عليهما، ولذلك ستتعرف عزيزي القارئ على هاتين القصتين وتحكم عليهما بنفسك.
1. القصة الأولى:
يحكى قديمًا أنه كان مدينة غريبة في زمن ما، وكان سكان هذه المدينة لا يستطيعون أن يروا بعضهم البعض، أي أنهم كفيفي البصر، وللتعرف على بعضهم يستخدمون الأصوات للتمييز، حالهم كحال حيوان الوطواط.
إلا أنهم اكتشفوا أن هناك مكان في هذه المدينة تختفي الأصوات فيه، وشاع ذكر هذا المكان كثيرًا على لسان السكان، حتى قررت مجموعة من الشباب إنهاء الجدل والذهاب لاستكشاف هذا المكان، وقرروا أن يمسكوا ببعضهم البعض، ويبقوا يتحدثون حتى تختفي أصواتهم، ليعرفوا أنهم وصلوا إلى المكان المطلوب.
وبالفعل وصلوا إلى هذا المكان وحصلت المفاجأة الكبرى، حيث استطاعوا أن يروا بعضهم، بما أنهم كانوا سابقًا يأتون فرادى فلا يستطيعون تمييز الرؤية من غيرها، وبينما هم في حالة ذهول بين بعضهم، خرج لهم عجوز كبير وقال لهم : 《كل يرى الناس بعين طبعه》.
وكان القصد من هذه الجملة أن المكان الغريب بالنسبة لهم اسمه عين طبعه، وبما أنهم يستطيعون أن يشاهدوا بعضهم فيه دون غيره عن الأماكن، فنشأ هذا المثل الشعبي، إلا أنه بعد قراءة القصة الثانية تعتبر هذه القصة من وحي الخيال.
2. القصة الثانية:
وهي تحاكي المنطق والعقل، حيث يقال أن مجموعةً من الشباب كانوا يمشون في طريق ما، وإذا بهم يلتقون برجل يحفر حفرة على جانب هذا الطريق، وبدأت الأحاديث الجانبية فيما بينهم عن سبب هذه الحفرة في مكان مقطوع لا يوجد فيه سكان.
فكان تفكير الأول أن الرجل قد قتل شخصًا وأراد التخلص من جثته بعيدًا عن أعين الناس، أما الثاني فقال لهم أن الشخص يملك أموالًا كثيرة وذهبًا وكنوزًا ثمينة، ويريد أن يدفنها في مكان مقطوع، لكي لا يعلم الناس بأمره، وأما الشخص الثالث قال لعله يريد أن يحفر بئرًا يسقي به ظمأ العاطشين، ويروي أكبدتهم، ويستخدمونه الناس ليسقوا مواشيهم وتعينهم على مشقة السفر.
ومن هذا المنطلق أطلق الناس مثل 《كل يرى الناس بعين طبعه، فكان معناه أن كل شخص ينظر للآخرين ويحكم عليهم بطهارة قلبه وطبيعة نواياه، فالسيء يرى جميع الناس سيئين مثله، وأما المحسن فينظر لجميع الناس على أنهم محسنين مثله، ويرى أغلب الناس أن هذه القصة هي السبب وراء تأليف هذا المثل، فهي لا تعد قصة عابرة وانتهت، بل هي أقرب لصميم المنطق والواقع وتخاطب عقل القارئ بوضوح.